الإمبراطورة، ليلى.
كان لديها هدفٌ واحد.
أن تُجلِس ابنها الوحيد، هارولد، على العرش.
لكن الإمبراطور لم يسمح بذلك. لا، بل عرقل ذلك فحسب.
سألته ذات مرة.
«لماذا أنتَ قاسٍ على ابننا؟»
ماذا قال الإمبراطور حينها؟
«أعرف ذلك مُسبقًا.»
في تلك اللحظة، شعرت ليلى بأن الدماء تسيل من جسدها.
لم يكن هارولد ابن الإمبراطور والإمبراطورة.
بل كان ابنها وبايلور.
لم يخطر ببال ليلى سؤال ‘كيف عرفت؟’.
لم تفكر إلّا في شيءٍ واحد.
يجب أن نقتل الإمبراطور.
عندها فقط يُمكن لابني اعتلاء العرش.
لهذا السبب اجتمعت ليلى مع بايلور، الذي انقطعت علاقتها به منذ زمن. لتضع هارولد في أعلى منصب.
“اشرح لي لماذا حدث هذا من فضلك.”
جهّزت ليلى مسدّسها.
كانت فوّهته، بالطبع، مُوجَّهةً نحو بايلور.
كانت ليلى مصممةً حقًا على قتل بايلور.
رفع بايلور رأسه ببطء.
كان متّكئًا على الأريكة، وفي يده كأسٌ من النبيذ.
لم يبدُ عليه الاندهاش من فوّهة المسدّس؛ بل نقر بلسانه بانزعاج.
“تخلّصي من هذا الشيء المخيف.”
نقر بلسانه بحنق ورفع عينيه عليها.
“إنها عادةٌ سيئةٌ أن توجّهي مسدّسكِ نحو شخصٍ هكذا كلّما حدث أمرٌ ما، أنتِ تعلمين ذلك، أليس كذلك؟”
“إذا لم أفعل هذا، فلن تفتح فمك، لذا ليس لديّ خيارٌ آخر.”
خفضت ليلى المسدّس قليلًا.
“أخبِرني إذًا. لماذا حاول ابنكَ قتل لُــو فانسين؟”
منذ وقتٍ ليس ببعيد، تزوّج لُــو فانسين، وهو شخصيةٌ مرموقة، من شارل كورتني. لكن الزفاف لم ينتهِ نهايةً سعيدة.
حاول أحدهم اغتيال لُــو فانسين.
أدّى هذا إلى تشديد الأمن في العاصمة، وأصبح النبلاء أكثر تردّدًا في الخروج وانعزالًا.
“أفسدت تلك الحادثة جميع خططي.”
خطّة.
خطّة للتعامل مع النبلاء الإمبرياليين.
بما أنهم شعروا بالتهديد وانغلقوا على أنفسهم، كان من الواضح أنهم سيضطرّون للبقاء في أماكنهم مؤقتًا.
هذا زاد من غضب ليلى.
“إذا لم تُعطِني سببًا واضحًا، فسأقتل ابنك.”
حدّق بايلور في ليلى.
كانت المرأة التي أمامه من النوع الذي يختار بين الحياة والموت. إذا لم يقدّم لها تفسيرًا مناسبًا، فستقتل أدريان.
لم يكن هذا خيارًا سيئًا، ولكن …
إذا اكتشفت ليلى هوية لُــو فانسين الحقيقية، فسيكون الأمر أكثر إشكالية.
حقيقة أن لُــو فانسين هو الأمير المفقود كانت ورقةً رابحةً كان على بايلور أن يستخدمها.
“ربما.”
بعد أن فكّر بايلور في الأمر، أدار كأس النبيذ ببطءٍ وتابع.
“لأنه يحبّ شارل.”
قالت ليلى بنظرة عدم تصديق.
“هل تقول إنه حاول قتل أحدهم بدافع الغيرة فقط؟”
“هذا لا يبدو كقولٍ سيخرج من شخصٍ قتل شخصًل آخر بدافع الغيرة فقط.”
ضحك بايلور بخفّة. فتجهّم وجه ليلى.
“لا أعرف السبب الدقيق. إنه مجرّد تخمينٍ قوي. أدريان كان يحبّ شارل حقًا.”
ضيّقت ليلى حاجبيها وتنهّدت.
كان الأمر غامضًا جدًا بحيث لا يمكن الوثوق به تمامًا.
لكن كان من الصعب أيضًا إنكاره.
أدريان، ذلك الوغد المجنون، كان سيفعل شيئًا كهذا من أجل الحب.
هاه. تنهّدت ليلى ولمست جبينها.
“الوضع ليس على ما يرام.”
ثم أنزلت مسدّسها تمامًا وجلست على الأريكة.
“ابنكَ جعل النبلاء أكثر حذرًا.”
“الوقت كفيلٌ بشفاء الجروح.”
“وماذا لو تراجعت سمعة هارولد أكثر!”
انفجرت ليلى فجأة.
“مكانتي تضعف بالفعل …”
ألم يُكشف منذ وقتٍ قصيرٍ أمر الحفلة التي أُقيمت مستخدمين فيها الأورا المعدّلة، فعمّت الفوضى أرجاء الإمبراطورية؟
لا تعرف مَن نشر الخبر، لكن سمعة هارولد قد هوت إلى حدٍّ لا يمكن أن تنخفض أكثر من ذلك.
شعرت ليلى بالظلم.
كانت الأورا المعدّلة مجرّد مخدّرٍ يستخدمه معظم النبلاء، فلماذا يقتصر الأمر على هارولد فقط؟
كل هذا بسبب الأوغاد الذين يُجاولون كبح هارولد، تمتمت وجسدها يرتجف.
“لهذا كان علينا أن نكون أكثر صرامةً في ضبط هارولد.”
“هل هذا ما لديكَ لتقوله؟ ابنك، ابنك!”
“أقول هذا لأن الأمر يثير إحباطي.”
تسك، نقر بايلور بلسانه مرّةً أخرى وشرب ما تبقّى من مشروبه دفعةً واحدة.
“علينا أن نغيّر اتجاه الرأي العام.”
نظرت ليلى إلى بايلور وقالت.
“لا يمكننا أن نترك التركيز منصبًّا على هارولد بعد الآن.”
وافق بايلور.
مهما كانت الظروف، فهو يُخطّط لانقلاب.
لم يكن من الممتع تشويه سمعة الإمبراطورة وولي العهد، اللذين تحالفا معه.
“علينا أن نُثير ضجة.”
فكّر في الأمر للحظة، ثم طقطق بأصابعه.
“لديّ معلوماتٌ قيّمة.”
ثم اتسعت عينا ليلى.
“أيّ معلومات؟”
رمش بايلور ببطء. ثم همس بصوتٍ خافت، كما لو أن أحدًا يستمع.
“المملكة المقدّسة.”
ايتسم ابتسامةً شريرة.
“يمكننا استخدامها.”
* * *
امم.
قلبتُ عينيّ قليلًا وابتلعتُ ريقي.
امم.
ضممتُ شفتيّ وحرّكتُ كتفي.
امم.
“ما الخطب؟”
سأل لُــو، ربما وجد تصرّفي غريبًا.
تركني ذلك في حيرةٍ من أمري.
“لماذا تفعلين ذلك؟”
ضغطتُ بكفّي على جبهته، المدفونة في كتفي.
“لأنكَ بجانبي!”
“أوه.”
تنهّد لُــو تنهّدًا قصيرًا، كما لو أنه لم يتوقع ذلك. ازداد ذهولي.
“هاه؟ أوه؟ هل هذا فقط؟”
أمال لُــو رأسه قليلًا.
“شارل.”
ونظر إليّ مباشرةً.
“أنا أحبّكِ.”
لا، اعترف فجأةً مجددًا.
شعرتُ بقلبي يخفق بشدّة.
“ما العيب في أن أكون عالقًا مع شخصٍ أحبّه؟”
“لا، هذا…!”
“ونحن زوجان.”
نحن زوجان مُزيّفان!
“أليس من الطبيعي أن يكون الزوجان ملتصقان معًا هكذا؟”
هل أنتَ كذلك حقًا ……!
ضيّقتُ عينيّ وأدرتُ رأسي بحدّة.
شعرتُ وكأن وجهي سينفجر إذا واصلتُ النظر إلى لُــو.
“أوه، فهمتُ، فلتبتعد قليلًا. حسنًا؟ ماذا، هل نخرج؟ ربما نتمشى قليلًا؟”
“لا. أحبّ هذا أكثر.”
“لا، لا. ربما تشعر بالاختناق لأنكَ بقيتَ في الغرفة طوال هذا الوقت!”
“عناق شارل مُنعشٌ للغاية، لا وقت لديّ لأشعر بالاختناق.”
حقًا!
“إذا استمررتَ بفعل هذا، سأهرب؟”
“إذا هربتِ، سآتي لأُمسكَ بكِ.”
تحدّث لُــو بصوتٍ ثقيلٍ وحازم، كما لو أنه لم يتحدّث بدلالٍ من قبل.
“شارل مِلكي.”
“…”
أنا حقًا لا أعرفك …….
لا أعرف حتى ماذا أفعل …….
تنهّدتُ وأنا ألعق شفتي.
في تلك اللحظة.
“معذرةً يا سيدي. لدينا ضيف.”
جاء صوت ماردي من خارج الباب.
“ضيف!”
بفضل هذا، تمكّنتُ من دفع لُــو بعيدًا.
“…ألا تُبالغين في دفعي؟”
عبس لُــو، مُقوّمًا الجزء العلوي من جسده. ثم تحدّث إلى ماردي خارج الباب.
“ضيف؟ مَن هو؟”
“إنه …”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات