“نَم قليلاً.”
قلتُ وأنا أمسح العرق البارد عن جبين لُــو.
بدا لُــو مندهشًا قليلاً من لمستي على جبينه، لكنه أغمض عينيه بهدوء.
“لم يتعافى جسدكَ تماماً بعد، والسهر سيزيدكَ تعباً.”
عبس لُــو قليلاً وأمسك بيدي.
كان الدفء الذي شعرتُ به على أطراف أصابعي دافئاً.
كان دليلاً على أنه على قيد الحياة.
“مع ذلك، ما زلتُ أحب رؤيتكِ هكذا.”
كان صوته هادئاً.
عند هذه الكلمات، نظرتُ إلى وجه لُــو شاردة الذهن.
كانت عيناه صافيتين وعميقتين بشكلٍ خاص، متناقضتين مع وجهه الشاحب. حدّقتا بي باهتمام.
على عكس ما كانتا عليه من قبل، عندما بدتا شاردتين وخاويتين، امتلأت عينا لُــو الآن بالعاطفة.
نعم.
أرى شعوراً لا يمكن أن يُسمى إلّا عاطفة.
إنها نظرةٌ تُثير خفقان قلبي.
احمم. سعلتُ قليلاً وأشحتُ بنظري قليلاً.
“تستطيع رؤيتي غداً أيضاً.”
هزّ لُــو رأسه ببطءٍ وأجاب.
“هذا ما تراه أنا غداً، لا أنا اليوم.”
“لماذا تجيد الكلام؟”
“أنا دائماً أجيد الكلام.”
ابتسم لُــو وضغط على يدي بقوّة.
“تعالي.”
ثم حرّك جسده قليلاً إلى الجانب، مُفسِحاً لي المجال للاستلقاء.
رمشتُ، ونظرتُ إليه.
“هل تطلب مني الاستلقاء بجانبك؟”
“نعم.”
“لا، هذا …”
شعرتُ بالحرج، وحاولتُ الابتعاد، لكن لُــو ظلّ مُمسكاً بيدي.
“أصبحنا زوجين الآن، أليس كذلك؟”
شبك أصابعه بأصابعي. في اللحظة التي تلامست فيها راحتا يدانا بالصدفة، عجزتُ عن الكلام.
“بالتأكيد، علينا الاستلقاء معًا.”
“هذا … لا يبدو طبيعيًا.”
“إنه طبيعيُّ بالنسبة لي.”
مدّ لُــو، وقد ازدادت تعابير وجهه جديّة، ذراعه الأخرى نحوي.
“تعالي.”
آه ……
أردتُ أن أدفعه بعيدًا، رافضةً.
نحن زوجين مزيّفين، في النهاية، لذا لا داعي لفعل هذا عندما نكون وحدنا.
لكن الكلمات لم تخرج.
لماذا؟
ربما ……
تساءلتُ إن كان ذلك لأنني أنا أيضًا أردتُ مجاراة لُــو بما يريد؟
شعرتُ بالارتياح لأن لُــو لا يزال على قيد الحياة، وتمنّيتُ لأن يشعر بحيويةٍ أكبر ويستعيد عافيته.
مهما كان، لم أستطع رفض طلب لُــو.
“همم؟ هيا.”
لذا، لم يكن أمامي خيارٌ سوى التظاهر بالرضوخ لإلحاح لُــو.
“… حسنًا.”
جلستُ بجانب لُــو بشكلٍ مائل، بحرج.
“طلبتُ منكِ الاستلقاء.”
أمسك لُــو بكتفي ودفعني للخلف. شعرتُ بذراعه القوية على مؤخرة رأسي.
“… هل تستخدم ذراعكَ كوسادة؟”
“نعم.”
“لماذا؟”
“حسنًا، الوضع أكثر راحةً بهذه الطريقة.”
ضحك لُــو ضحكةً خفيفةً وسحب كتفي قليلاً. دفنتُ وجهي في صدره.
شعرتُ بإحراجٍ غريب، فأدرتُ رأسي قليلًا، لكن الدفء جعلني أقاوم.
“أشعرُ بالراحة.”
قال لُــو وهو يعانق ظهري بقوّة.
“أريد فقط أن أبقى هكذا.”
انبعثت منه رائحةٌ طيبة، ووجهي مدفونٌ في ثنية رقبته.
بالتفكير في الأمر، لقد مرّ وقتٌ طويلٌ منذ أن شممتُ رائحة لُــو.
أخذتُ نفسًا عميقًا، أتتبع رائحته التي لا تزال عالقةً في أنفي.
آه، إنه حيّ.
إنه حيّ حقًا.
يا لها من راحة.
“وأنا آسف.”
في تلك اللحظة، فتح لُــو شفتيه بحذر.
كان تعليقًا غير متوقّعٍ لدرجة أنني حدّقتُ به، وعيناي مفتوحتان على مصراعيهما. فرك لُــو خده بخدي وتابع.
“أنا آسفٌ لإزعاجكِ. سمعتُ أنكِ كنتِ بجانبي كلّ يوم بينما كنتُ مستلقيًا على السرير.”
“ما الذي تعتذر عنه؟”
رددتُ بحزم.
“أنت …”
أخذتُ نفسًا عميقًا لأكمل.
انقبض صدري.
لم يكن الشعور الذي يتصاعد في حلقي لطيفًا.
“لا داعي للاعتذار. ولا حتى قليلًا.”
أنا مَن يجب أن يعتذر.
لو لم يكن بسببي، لما عانى لُــو من هذا أصلًا.
كان وجوده بجانبي سببًا في تعريض حياته للخطر.
“أنا آسفة.”
أكملتُ بهدوء.
“لأنني لم أستطع حمايتك.”
“….”
لم ينطق لُــو بكلمة.
بدلًا من ذلك، عانقني من الخلف بقوّةٍ أكبر.
فكّرتُ فجأةً أنني أتمنّى لو يدوم هذا العناق الدافئ إلى الأبد.
هكذا فكّرت.
أنا …… للًُـو.
‘أنا أحبّك.’
لهذا السبب قرّرت.
مهما حدث، سأحميك.
لكي يدوم هذا العناق الدافئ إلى الأبد.
* * *
مرّت بضعة أيامٍ على هذا المنوال.
نهض لُــو بسرعة، مُظهرًا مرونةً ملحوظة، وعاد إلى روتينه اليومي كالمعتاد.
“أشعر بهذا منذ فترة.”
أخبرني الطبيب الذي فحص لُــو.
“السير لُــو فانسين والآنسة شارل كورتني، كيف أصف الأمر؟ لا تبدوان كأشخاصٍ عاديين.”
آه.
شعرتُ ببعض التوتر دون أن أُدرك.
“أنتما مرنان للغاية مقارنةً بالناس العاديين. لا بد أنكما وُلدتما هكذا، أليس كذلك؟ أنا مُعجبٌ بطاقتكما.”
“…..”
ربما وُلِد لُــو هكذا.
لكن ليس أنا.
أتذكّر أنني كنتُ ضعيفةً جدًا في صغري.
‘تغلّبتُ على ذلك من خلال تدريبٍ لا ينتهي.’
ابتسمتُ بمرارةٍ وسألتُ الطبيب.
“هل لُــو بخيرٍ الآن؟”
“نعم. بالطبع، جهازه الهضمي ضعيف، ولكن طالما أنه حريصٌ على نظامه الغذائي، فسيكون قادرًا على العودة إلى حياته الطبيعية.”
“ياللراحة.”
هوه، تنفّستُ الصعداء.
“بالمناسبة، لم يُقبَض على الجاني بعد، أليس كذلك؟”
قال الطبيب وهو يدير عينيه.
“كيف يجرؤ على فل شيءٍ فظيعٍ كهذا في يوم زفافٍ مقدّس؟”
تنهّدتُ بهدوءٍ وأما أراه ينقر على لسانه ويلعن الجاني.
أنا أعرف مَن هو الجاني.
‘أدريان.’
لكنني لم أستطع الكشف عن هذا.
لأن أدريان لم يترك أيّ دليل.
و ……
‘إذا انتشر الخبر، فقد يكون لُــو في خطرٍ أكبر.’
لم يكن من المستحيل أن يقرّر لُــو قتله.
لذا، كان عليّ أن أكون حذرةً قدر الإمكان حتى يصل لُــو إلى القصر الإمبراطوري.
“شكرًا لاهتمامك. آمل أن أتمكّن من جمع كلّ مَن عبّر عن قلقه وأمنحهم فرصةً للتعبير عن امتناني.”
طلب مني الطبيب مرارًا وتكرارًا إذا سنحت الفرصة ووُجِد مثل هذا التجمّع، أن أدعوه بالتأكيد، ثم غادر.
‘أدعوه؟’
لا، لن أدعوه.
لن أدعو أحدًا.
مَن يدري ما قد يحدث إن اجتمع الجميع مجددًا.
آه. سرت رعشةٌ خفيفةٌ في ذراعي، ثم صعدتُ الدرج. فتحتُ باب المكتب.
“لُــو. لقد عاد الطبيب بالفعل. ماذا عن الغداء …”
لكن لُــو لم يكن هناك.
“هاه؟”
هل خرج للحظة؟
توجّهت إلى النافذة ونظرتُ، لكن لُــو لم يكن هناك.
‘اعتقدتُ أنه سينتظر.’
كما قال الطبيب، تعافى لُــو بما يكفي ليعيش حياته الطبيعية بفضل مرونته المذهلة.
لذا، كان يُكمل بعض الأعمال المتراكمة.
تثاءبتُ ونظرتُ حول المكتب. مكتبٌ مُبعثر، أقلامٌ وأوراق متناثرة. وفراشةٌ بيضاء ترفرف فوقه.
“فراشة؟”
اتسعت عيناي من الدهشة.
لا بد أن تلك الفراشة البيضاء كانت …
“لا بد أنها أُرسِلت من قِبَل جارديان.”
إنها إحدى وسائل الاتصال بجارديان. إذن، أصدر جارديان أمرًا إلى لُــو.
“ماذا تطلبون من شخصٍ استيقظ لتوّه من فراش المرض؟”
تمتمتُ بانزعاجٍ ونظرتُ إلى المكتب. لفتت انتباهي وثيقةٌ عليه.
“… أوه.”
هذا …..
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1
التعليقات