“هل استيقظ لُــو؟”

 

حالما عدتُ إلى المنزل، سمعتُ خبرًا سارًّا للغاية.

 

استيقظ لُــو وأنا في القصر الإمبراطوري.

 

“أجل، لقد مرّت ساعةٌ تقريبًا منذ أن فتح عينيه. ربما يكون نائمًا مجددًا الآن، لكن …”

 

“سأصعد أولًا.”

 

صعدتُ الدرج بسرعة. شعرتُ بخفّة خطواتي.

 

شعرتُ براحةٍ بالغة. لم يكن لُــو مستيقظًا فحسب، بل إن حديثي مع الإمبراطور انتهى بنهايةٍ مُرضِيةٍ للغاية.

 

«سأستدعيكِ قريبًا.»

 

سأزور الإمبراطور مجدّدًا.

 

لتنفيذ ‘الاغتيال’ الذي أمر به.

 

وللكشف عن ‘ابنه الحقيقي’.

 

‘إذا حدث ذلك …….’

 

سيكون لُــو مَحميًّا من قِبَل القصر الإمبراطوري.

 

ممّا يعني أنه لا أدريان ولا كاتاكل قادران على إيذاء لُــو.

 

‘ما دام لو حيًّا، فهذا كلّ ما أحتاجه.’

 

لا يزال ذلك المشهد واضحًا في ذهني.

 

لُــو يسعل دمًا أمام عينيّ.

 

انهار على ركبتيه وسقط كما لو أنه سيموت في أيّ لحظة.

 

لحظة أدركتُ فيها أنني قد أفقد لُــو هكذا.

 

‘لا.’

 

لا أستطيع فقدان لُــو.

 

مهما حدث، ومهما فعلتُ، عليّ حماية لُــو.

 

لم أشتَق لشيءٍ كهذا في حياتي.

 

فجأة، خطرت لي هذه الفكرة.

 

‘هل من الصواب أن أشعر بهذا الشعور تجاه صديق؟’

 

في الحقيقة … لا أعرف.

 

لا، ربما أعرف، لكنني لا أريد التفكير في الأمر.

 

أنا، للُــو ……

 

لحظة فكّرتُ بذلك، بدأ قلبي ينبض بسرعة. حتى مجرّد التفكير فيه جعل وجهي يحمرّ.

 

آه.

 

‘لا يُمكن أن يحدث هذا.’

 

بما أنني لستُ غبية، كانت لديّ فكرةٌ غامضةٌ عما يجول في خاطري. لكن هذا مستحيل.

 

أنا ولُــو لا يمكن أن نكون هكذا.

 

لأن …..

 

‘أنا أخدع لُــو.’

 

كذبتُ عليه، وخنتُه.

 

لهذا السبب لا أستطيع أن أحبّ لُــو. لا أستطيع أن أكون معه.

 

هناك شيءٌ واحدٌ فقط أستطيع فعله.

 

‘أن أحمي لُــو.’

 

لا أستطيع أن أطلب أكثر من ذلك.

 

تمتمتُ، وتوقّفتُ في مكاني. قبل أن أُدرِك، وصلتُ إلى الباب.

 

هدّأتُ أنفاسي.

 

“لُــو. هل أنتَ مستيقظ؟”

 

لم يكن هناك صوتٌ من الداخل. ربما نام مجددًا. أدرتُ المقبض بحذرٍ وفتحتُ الباب.

 

رحّب بي ضوءٌ ساطع.

 

تسلّل ضوء الشمس من خلال الستائر نصف المغلقة، مُصبغًا حتى الغبار بلونٍ فضي.

 

في وسط ذلك الضوء كان لُــو.

 

لم ينظر إليّ لُــو، متكئةً على لوح رأس السرير، فقد خفض رأسه قليلًا.

 

كان قميصه فضفاضًا وشعره أشعثًا.

 

بدا متعبًا للغاية، وخاملًا بعض الشيء.

 

“لُــو؟”

 

ناديتُـه ودخلتُ الغرفة ببطء.

 

“هل أنتَ بخير؟ هل قابلتَ الطبيب؟”

 

رفع لُــو رأسه ببطءٍ بناءً على إلحاحي. ثم نظر إليّ بنظرةٍ غير مباشرة.

 

“آه … شارل.”

 

ثم ابتسم ابتسامةً خفيفةً وهو ينطق بـ ‘عفوًا’.

 

“أنا بخير. فقط أواجه صعوبة في استعادة وعيي.”

 

“لماذا؟”

 

اقتربتُ من لُــو بقلق.

 

“لماذا لا تستطيع استعادة وعيك؟ هل يؤلمكَ شيءٌ آخر؟”

 

“لا، لا.”

 

أجاب بسرعة.

 

“فقط لم أستيقظ منذ أيام.”

 

كان ردّه طبيعيًا.

 

لكن، بطريقةٍ ما، شعرتُ بشيءٍ غريب. شعرتُ وكأنه على بُعد خطواتٍ قليلةٍ مني.

 

لماذا؟

 

لم أستطع فهم السبب، فارتبكتُ قليلاً، لكنني حاولتُ الحفاظ على رباطة جأشي.

 

“أجل. أفهم. هذا مفهوم.”

 

اقتربتُ من السرير، وجلستُ على حافته، ونظرتُ إلى لُــو بتمعّن.

 

ربما كان ذلك بسبب فقدانه بعض الوزن خلال الأيام القليلة الماضية، لكن بشرته لم تكن في أفضل حالاتها. نظرتُ إلى الهالات السوداء تحت عينيه، وقلتُ.

 

“كِدتَ تقع في مشكلة.”

 

“أجل.”

 

“مع ذلك، أنا سعيدةٌ لأنكَ استيقظتِ.”

 

“أجل.”

 

وظلّ لُــو صامتًا بعد ذلك.

 

كما لو أنه لا يريد التحدّث معي.

 

ضيّقتُ حاجبيّ.

 

“ما خطبك؟”

 

شعرتُ ببعض القسوة لتجاهله، لذلك اخترتُ أن أسأله مباشرةً.

 

“أنا؟”

 

سأل لُــو، وهو ينحني برأسه قليلًا. ضيّق عينيه وتأملني.

 

“لا، الأمر غريبٌ بعض الشيء. ظننتُ أنكَ ستُسعَد بالاستيقاظ، لكنكَ لم تفعل. يبدو أنكَ فقدتَ صوابك.”

 

رفرفت عينا لُــو الزرقاوان قليلًا. أغمضهما وفتحهما مرارًا وتكرارًا.

 

“همم …”

 

شدّ على يديه اللتين كانتا مستلقيتين على البطانية. ارتسمت على وجهه ابتسامةٌ خفيفة، لكنها كانت لا تزال ابتسامةً ممزوجةً بمشاعر رقيقة.

 

“أعتقد أن السبب هو أنني متعبٌ قليلًا.”

 

“لكن.”

 

“ولأنني أحبّ رؤية شارل وعينيّ مفتوحتين هكذا.”

 

مدّ لو يده إليّ. قبل أن أتمكّن من الهرب، أمسك بيدي وشبك أصابعنا.

 

“أحبّكِ، تشارلز.”

 

سحب يدي بعيدًا. كانت شفتاه وأنفاسه ناعمةً للغاية على يدي.

 

“امم.”

 

لم أكن متأكدةً ممّا أقول، فأدرتُ عينيّ بحرجٍ للحظة.

 

قبل لحظات، كنتُ أستوعب مشاعري تجاه لُــو.

 

بالتفكير في أنه فتح عينيه للتوّ وسمعتُه يقول إنه يحبّي.

 

آه.

 

تأوّهتُ وتململتُ قليلاً.

 

“ألا تشعر … بالخجل من قول شيءٍ كهذا بمجرّد استيقاظكِ؟”

 

“لا. إطلاقاً.”

 

“أشعر بالخجل.”

 

ضحك لُــو على إجابتي. كانت ابتسامته أكثر طبيعيةً من ذي قبل.

 

لماذا كان بهذه اللطافة سابقاً؟

 

تساءلتُ، لكن الآن وقد ظننتُ أنه بخير، شعرتُ ببعض الراحة.

 

“استلقي فقط. سأُحضر لكَ شيئاً خفيفاً لتأكله.”

 

“حسناً.”

 

أغمض لُــو عينيه وابتسم لي.

 

“سأنتظر.”

 

لأنه أدار ظهره، لم أُدرك التعبير الذي كان يضعه على وجهه.

 

لم أستطع التمييز.

 

* * *

 

سأنتظر.

 

تلعثم لُــو في كلماته وأطلق ضحكةً جوفاء.

 

ماذا كان ينتظر؟

 

هل كان ينتظر عودة شارل إليه؟

 

أم …

 

«أدريان بارتيروس.»

 

«إنه الرجل الثاني في قيادة كاتاكل.»

 

هل ينتظر اعتراف شارل بتواطؤها مع كاتاكل؟

 

ضحك لُــو مرّةً أخرى.

 

بالطبع، أراد الأخير.

 

أراد أن تعترف شارل بخيانتها بنفسها.

 

ربما، لا. لا مجال للشك، بالتأكيد …

 

شارل خائنة.

 

بالطبع، من غير المعروف ما إذا كانت عميلة كاتاكل أم لا.

 

المؤكد أن شارل عميلةٌ في جارديان، وهي مقرّبةٌ من أدريان، الرجل الثاني في قيادة كاتاكل.

 

‘عليّ إخبار الجارديان.’

 

لقد شكّ في شارل مرّاتٍ عديدةٍ من قبل.

 

ولكنه مع ذلك لم يُخبِر جارديان.

 

لم يُردِ التهوّر حتى يحصل على دليلٍ قاطع.

 

لكن هذه المرّة …

 

‘أنا متأكد.’

 

كان أدريان بارتيروس الرجل الثاني في قيادة كاتاكل بلا شك،

 

وكانت شارل مقرّبةً من أدريان، بل وكانت على اتصالٍ به.

 

لذا، عليّ إعلام جارديان بذلك.

 

“…..”

 

فكّر لُــو.

 

عينا شارل، وهما تُحدّقان به.

 

النظرة الصادقة في هاتين العينين.

 

واللطف الذي أظهرته له طوال هذا الوقت، وكلماتها الرقيقة … وأفعالها الشجاعة لإنقاذ الناس، وتعاطفها معهم، مُعامِلةً حياة الآخرين كما لو كانت حياتها. ففكّر مجددًا.

 

هل شارل.

 

خائنةٌ حقًّا؟

 

إن كانت كذلك، فأنا ……

 

ماذا أفعل؟

 

لم يستطع الإجابة.

 

لا، ربما لم يُرِد الإجابة.

 

أنا ….. لشارل.

 

‘لأنني أُحبّها.’

 

لهذا السبب لم يستطع اتّهامها.

 

حتى لو كان ذلك يعني خيانة جارديان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄

ترجمة: مها

انستا: le.yona.1