كان الشعر الطويل المنسدل مضفّرًا برفق، ويعلوه تاجٌ صغيرٌ أنيق.
“…إنه غريب.”
بدت المرأة في المرآة مختلفةً تمامًا عن شارل التي أعرفها.
“هل أنتِ بخيرٍ يا آنسة؟”
سألت ماردي بحذر.
مرّرتُ أطراف أصابعي في شعري وأومأتُ برأسي.
“أوه… فقط، شعرتُ أنني لستُ أنا.”
“هوهو، قد تشعرين بذلك أيضًا.”
ضحكت ماردي ورتّبت شعري الذي لمستُه للتوّ. همم. أعتقد أن هذا يعني ألّا ألمسه مجددًا؟
“لحظة.”
ألبستني ماردي قفازاتٍ حريرية. وعلّقت عقد لؤلؤٍ صغيرٍ حول عنقي.
حوافٌّ أنيقةٌ دون مبالغة.
“….”
كلّ هذا ذكّرني بأهمية موقفي اليوم.
نظرتُ في المرآة وأخذتُ نفسًا عميقًا.
أخيرًا أدركتُ الأمر.
اليوم هو يوم زفافي.
‘….. ظننتُ أنه لن يكون هناك زواجٌ في حياتي.’
بالطبع، كان هذا مجرّد زواجٍ صوري.
زواجٌ له هدف، وسبب، يُقرّره العقل، لا العاطفة.
….. ومع ذلك،
شعرتُ وكأنني أصبحتُ عروسًا حقيقية.
‘كنتُ أشعر بالتوتر بلا سبب.’
هززتُ رأسي بضع مرّات، محاولةً تمالك نفسي.
هذا مجرّد زواجٍ صوري. إنه زائف. لذا لا داعي للتوتر. لأنني …..
‘لستُ من النوع الذي يستطيع تكوين أُسرة.’
كان بعض الأطفال الذين عشتُ معهم في الشوارع في صغري يقولون أشياءً كهذه.
«سأتزوّج بسرعة. وسأُنجب طفلًا بسرعةٍ أيضًا.»
«سأُغدق أطفالي بالحبّ كثيرًا ليكبروا بحب. على عكسي.»
أعتقد أن أفكاري كانت مماثلةً آنذاك.
حتى مات الأطفال الذين قالوا تلك الأشياء، وجُنِّدتُ من قِبَل كاتاكل.
منذ أن أصبحتُ عميلةً لكاتاكل، فقدتُ كلّ أحلامي.
«هدف حياتكِ هو أنا.»
لأنني اضطررتُ لاتّباع بايلور.
بأمره، سأتظاهر بالموت إن اضطررت، لا، حتى إن إراد موتًا حقيقيًّا.
لهذا السبب لم أستطع حتى تخيُّل تكوين أُسرة.
بالنسبة لي، لم تكن الأُسرة سوى سراب، شيءٌ لم أستطع الحصول عليه أبدًا.
‘لذلك…’
هذا الزواج يبدو أكثر غرابة.
ولهذا السبب قلبي مضطربٌ بلا داعٍ.
تمتمتُ بذلك، وأخفضتُ عيني.
في تلك اللحظة،
“آنسة، سأضع غطاء الرأس الآن.”
اقتربت ماردي ووضعت غطاء الرأس الرقيق على رأسي بحرص.
وعندما سقط الغطاء، تلاشى بصري خلف الدانتيل الناعم.
“يا إلهي. أنتِ جميلةٌ جدًا يا آنسة!
سمعتُ ماردي تُهتف بحماس، لكنني حاولتُ ألّا أنظر في المرآة. حينها …
سمعتُ طرقًا على الباب.
“شارل. هل انتهيتِ …”
وتردّد صوتٌ مألوفٌ في الأرجاء.
أدرتُ رأسي ببطء. ثم رأيتُ لُــو واقفًا عند الباب.
“أجل. انتهيتُ الآن، صحيح، ماردي؟”
“أجل!”
أومأت ماردي برأسها، وهي تُعدّل تنورتي مرّةً أخرى.
أرخيتُ رقبتي والتفتُّ إلى لُــو.
لكن شعرتُ بشيءٍ غريب.
ظلّ لُــو صامتةً.
أمِلتُ رأسي بحيرة.
“ماذا؟ لماذا لا تقول شيئًا؟”
“لقد جُنِنت.”
“لماذا؟”
“بسببكِ، شارل.”
عبستُ، متسائلةً عمّا يعنيه. سار لُــو نحوي. استطعتُ رؤية شفتيه نصف المفتوحتين.
“شارل أجمل عروسٍ في العالم. لطالما كنتِ جميلة، وستظلّين كذلك.”
“عن ماذا تتحدّث …”
“أنتِ جميلةٌ حقًا، شارل.”
بدا وجه لُــو محمرًّا وهو يضبط غطاء رأسي. أوه، امم. أشعر بالحرج لأنكَ تتصرّف هكذا أيضًا.
“احمم!”
سعلتُ وهمستُ له بهدوء.
“أتفهّم أنكَ تتصرّف هكذا أمام الناس، لكن من فضلك، كُن لطيفًا. أشعر بعدم الارتياح والحرج الآن.”
“أنا أقول الحقيقة.”
“مهلاً.”
“سأكون رجلًا سعيدًا حقًا إذا تزوّجتُكِ.”
يبدو أن لُــو ليس على ما يرام. كنتُ أعرف أنه مجنونٌ بالفعل، لكنه أكثر جنونًا اليوم.
توقّفتُ عن محاولة الجدال وهززتُ رأسي.
“هل تعلمين ذلك؟”
في تلك اللحظة، انحنى لُــو قليلًا، وقرّب عينيه من عيني، وقال.
“سمعتُ أن نظام الزواج الإمبراطوري يُلزِم الزوجين بتقديم عهود الزواج بعد الزفاف.”
“أجل. إذًا؟”
“كتبتُه. لقد بذلتُ فيه كلّ جهدي. هل ترغبين في سماعه؟”
تساءلتُ إن كان عليّ فعل ذلك حقًا، ولكن مع وجود ماردي والخادمات الأخريات حولي، لم أستطع الرفض.
“آه، نعم. اقرأه.”
ثم ابتسم لُــو بانشراح وفتح ورقة العهود.
“حبيبتي شارل، عندما قابلتُكِ لأوّل مرّة، ظننتُكِ من عالمٍ آخر تمامًا. كنتِ حرّةً جدًا، بينما كنتُ مقيدًا جدًا. كنتِ تضحكين بسهولة، بينما كنتُ أكافح لأستطيع الابتسام. كنتِ تتقدّمين دون تردّد، بينما كنتُ دائمًا أنظر إلى الخلف وأسير بحذر. كنتِ أنتِ النور، بينما كنتُ أنا الظل. لكنني الآن أُدرِك، كما يتبع الظل النور، كنتُ أتبعكِ بالفعل. لهذا السبب أحبّكِ، شارل …”
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات