You’ve Got The Wrong House, Villain - 107
—
بعد سماع كلماته، خفضت يوري رأسها لتشم الرائحة المنبعثة منها. وبالفعل كما قال لاكيس، كان هناك رائحة عطر فواحة. كانت تلك رائحة دومينيك كروفورد الذي التقت به منذ بعض الوقت.
وصلت الرائحة لها عندما ركبت معه العربة سابقًا. كان من المفترض أن يختفي معظمها في طريق العودة، لكن لاكيس لاحظها.
ربما اعتاد أنف يوري على عطر دومينيك في الفترة التي جلست فيها معه لذا لم تلاحظ أن الرائحة كانت أكثر شدة مما توقعت.
“كانت الرائحة منتشرةً في كل أنحاء العربة، لذا يبدو أنها وصلت لملابسي.”
تخطت يوري جميع التفاصيل وأعطت تفسيراً بسيطًا.
“عربة؟”
عند سماع ذلك، عبس لاكيس قليلًا.
لم يفهم سبب ركوب يوري لعربة بعد مغادرتها المقهى.
“أجل. لقد ذهبت لمركز التسوق في الحي المجاور.”
حينها فقط لاحظ لاكيس الأكياس التي وضعتها يوري بجانبها. كان منشغلًا سابقًا لذا لم ينتبه، ولكن الآن بعد أن ركّز، فهي لم تدخل المنزل بأيد فارغة.
“كنتُ بحاجة لشراء بعض الحاجيات.”
ظلّ لاكيس عابسًا ونقر على لسانه.
“لا ينبغي عليكِ الذهاب لمثل ذاك المكان الخطر وحدكِ.”
عندما سمعت كلماته، لم تعلم يوري أكان عليها الضحك أم لا وضاقت عيناها.
القول بأن مركز التسوق مكان خطر. إلى أي مدى يمكن أن يكون خطرًا؟ كان قد حدث انفجار في مركز التسوق الذي ذهبت إليه سابقًا، لكن تلك كانت حالة نادرةً للغاية.
“إذا فكرتُ بهذه الطريقة فلن أتمكن من الذهاب لأي مكان. سيكون أي شيء خارج البطانية خطيرًا.”
“أنتِ على حق، أي شيء خارج البطانية خطير.”
“…. لقد قلتُ ذلك مجازًا؟”
رغم أن يوري تحدثت بشكل ساخر، لكن لاكيس أكّد على كلماتها بجدية ما جعلها عاجزةً عن الحديث.
لم يكن لاكيس مهتمًا وحدق بيوري بغير رضًى ثم حرك يده.
لمست أصابعه الطويلة شعر يوري المنسدل على كتفيها. وسرعان ما أخذ بعضًا من الخصل وقربها من وجهه.
حدقت يوري في رموش لاكيس التي انخفضت قليلًا.
“كم من العطر رشّ ذاك الرجل على نفسه لتصبح رائحته هكذا عليكِ؟”
خرج صوت عميق منخفض من ثغر لاكيس وكأنه يكلم نفسه.
لم يحب لاكيس الرائحة غير المألوفة المنبعثة من يوري، خاصةً كونها رائحة عطر رجل. كان من الطبيعي ألّا يكون سعيدًا عندما تكون هناك رائحة رجل آخر على المرأة التي يحبها.
قال تلك الكلمات بشكل منمق أمام يوري، لكنه في الحقيقة أراد قول.
“أي نوع من الأغبياء يتجول مُغرقًا على نفسه مثل هذه الرائحة المقززة؟”
—بجدية، هل تغار من العطر؟
تحدث الحشرة في رأسه كما لو كان هذا سخيفًا.
—ليس وكأن صاحبة المنزل كانت في موعد مع رجل. بل هذه مجرد الرائحة التي تركها الرجل الذي ركب العربة قلبها.
في تلك اللحظة، تغير أسلوب لاكيس الذي كان يتعامل به مع يوري وتحدث بنبرة مخيفة.
‘اصمت، ألم أخبركَ من قبل ألا تفتح فمكَ عندما أكون مع يوري؟’
—أنا… أنا أتحدث مع نفسي فقط حسنًا؟ أيها الأحمق.
‘كل ما تقوله هو مجرد هراء. لذا لا تؤذي أذني وابقَ صامتًا.’
في تلك الأثناء بينما كان لاكيس يتشاجر مع الصوت في رأسه، فتحت يوري فمها فجأة.
“سيد لاكيس، هل لكَ أن تغلق عينيكَ لثانية واحدة؟”
عند سماع صوتها، استفاق لاكيس من شروده ونظر لها. كان وجه يوري لا يزال قريبًا جدًا منه، وكانت تنظر مباشرةً لعينيه. عندما التقت عيناه بعيناها الشبيهتان بالياقوت، انبهر لاكيس.
تحركت شفتيها الحمراوتان بنفس لون عينيها أمام عيني لاكيس.
“اغلق عينيكَ وابقَ ساكنًا للحظة.”
دغدغت أنفاسها وجهه.
“….هل يجب أن أغمض عيني؟”
عندما كرر طلبها، رمشت يوري بعينيها مؤكدةً سؤاله.
رؤية يوري تحدق به بلا حراك وكأنها تنتظره جعل من قلب لاكيس ينبض بقوة.
‘هذا الجو…. هل يمكن…؟’
بدأت أذناه المختبئتان خلف شعره بالاحمرار قليلًا.
وبطريقة ما، شعر بالقلق لدرجة أنه وجد من الصعب البقاء ساكنًا.
—واو في بعض الأحيان تتصرف هذه المرأة بهذه الطريقة، هل ربما هي لعوبة حقًا؟
رغم أنه أخبره ألا يتحدث سابقًا، إلا أن لاكيس هذه المرة لم يستمع حتى لهراء الحشرة.
‘تريدني أن أغمض عيني وأبقى ساكنًا…… ماذا ستفعل عندما أغمض عيني؟’
نظر لاكيس لها بينما كانت تحدق فيه بهدوء، ولم يستطع منع نفسه من رفع يده لتغطية فمه.
‘آه تبًا…. بجدية، لمَ هي لطيفة جدًا.’
حتى عند مجرد وقوفها بلا فعل شيء، كانت تبدو جميلة ورائعة. ولكنها كانت تبدو لطيفة للغاية. لم يعلم لاكيس لمتى يمكن لقلبه التحمل.
على أية حال، بما أن يوري طلبت منه ذلك، فلم يملك ما يمنعه من القيام بمثل هذا الطلب البسيط.
وخفض لاكيس جفنيه كما طلبت يوري.
“حسنًا لقد أغمضت عيناي.”
أومأت يوري برأسها وتحدثت.
“لا تتحرك.”
بعد أن أغمض عينيه، أصبحت حواس لاكيس أكثر دقة. عند سماعه لصوت يوري يرن في أذنيه، شعر ببعض التوتر.
شعر بيوري تقترب منه ببطء وازدادت سرعة نبضات قلبه وأصبح تنفسه غير منتظم. شعر وكأن حلق يجف من العطش.
في اللحظة التالية، شعر بشيء دافئ يلمسه. ارتجفت رموشه بشكل انعكاسي، ونشأت علامة استفهام كبيرة في ذهنه.
“كنتُ أفكر في الأمر منذ فترة طويلة، لكن رموشكَ حقًا جميلة. تبدو وكأن هناك من نثر عليها حبيبات من الذهب.”
بعد سماع صوت يوري الحامل لنبرة إعجاب ، ازدادت الأسئلة في عقل لاكيس.
“مهلًا، ما الذي تفعلينه…….”
“اه لا تفتح عينيك. كدتُ أصيب عينك.”
عند سماع كلماتها، فهم لاكيس الموقف أخيرًا.
تحركت رموشه التي كانت يوري تمدحها منذ قليل وكشفت عن عيون زرقاء تحمل برودة أكثر مما كانت عليه قبل إغلاق عينيه.
“…..ما الذي فعلتِه للتو؟”
سأل ببساطة لأنه لم يستطع تصديق الوضع. وأجابت يوري بهدوء.
“لأكون صادقة، لطالما أردتُ لمس رموشك.”
ثم أكملت.
“لكن ليس من السهل لمس شيء كهذا عادةً، لذا عندما سنحت لي الفرصة، استغللتها…..”
كانت بلا قلب حقًا.
—بفت…هههههبففت
في تلك اللحظة، سمع صوت ضحك خفيف في رأسه وكأن شخصًا ما يحاول كتم ضحكته.
أدرك لاكيس أن الحشرة في رأسه كان يضحك عليه. أراد أن يثور عليه على الفور، لكنه شعر أنه سيسخر منه أكثر إن فقد أعصابه، لذا حاول قدر الإمكان أن يكبح غضبه ورفع يده لفرك وجهه.
كانت أذناه المكشوفتان قليلًا حمراء، ولكن لسبب مختلف عن ذي قبل. شعر وكأنه أحمق لتوقعه شيئًا ما.
شعر بالظلم الشديد والاستياء من يوري. ولكن كيف له أن يعلم أنها مهتمةٌ برموشه؟
“الآن بعد التفكير في الأمر…..”
في تلك اللحظة، انحنت يوري للأمام نحو لاكيس كما فعل هو قبل قليل. وسقط شعرها الأسود على أكتافه وصدره.
حبس لاكيس أنفاسه دون وعي عندما رأى وجهها يقترب منه.
رغم أنه عانى من خيبة أمل للتو بسبب سوء فهمه، إلا أنه لم يستطع السيطرة عل رد فعله الغريزي كلما كان أمام يوري.
دفنت يوري وجهها في رقبة لاكيس ثم وضعت شعرها المنساب خلف أذنها.
“رائحتكَ تشبه رائحة منزلي تمامًا الآن.”
تجمد لاكيس من الملاحظة غير المتوقعة، ثم انفتحت شفتاه ببطء.
“رائحتي مثل منزلكِ؟”
“أجل.”
أومأت يوري برأسها.
“أعتقد أن رائحتكَ تشبه رائحتي. آه رائحة أجسادنا مختلفةٌ بالطبع ولكن… ربما لأن رائحة ملابسنا متشابهة.”
تحدثت يوري بنبرة عادية لكن لاكيس لم يستطع لتعامل مع كلماتها باعتيادية.
“في بعض الأحيان أنتِ كالشيطان.”
“المعذرة؟”
تفاجأت يوري من الكلمات التي قالها لاكيس وعبست. لقد فوجئت بأنه قال ذلك عنها فجأة.
ثم ضحك لاكيس وأمسك بذراع يوري جاذبًا إيّاها نحوه.
وعندما اقتربت عيناه المبتسمتان قليلًا. أدركت يوري أن النظرة في عينيه كانت أكثر عمقًا من المعتاد.
دفن لاكيس وجهه في رقبة يوري ثم أخذ نفسًا عميقًا. كانت رائحة العطر الخافت لا تزال موجودة وتخلخلت في أنفه.
وبغير رضى عن ذلك، أبعد لاكيس شعر يوري وفرك أنفه على جلدها.
“سيد لاكيس انتظر، هذا يدغدغ……”
تفاجأت يوري وحاولت تحريك رقبتها للخلف، لكن لاكيس كان يمسك بقفاها بإحكام في لحظة ما.
لف لاكيس يده الأخرى حول خصرها وجذبها إليه أكثر غامرًا نفسه في رائحتها بقدر ما أراد. حينها فقط شعر ببعض الرضى.
“لذا تظنين أن رائحتي تشبه رائحتكِ؟”
ومع ذلك حملت عيون لاكيس عطشًا أعمق بكثير من ذي قبل.
• ترجمة سما
😭😭😭😭😭😭