You’ve Got The Wrong House, Villain - 105
—
‘لم أشعر بتهديد كهذا منذ فترة طويلة.’
شعرت يوري بالفضول للحظة، لحظة فقط.
جلس دومينيك في مقعده وأصابعه متشابكة معًا براحة. لم تظهر مشاعر واضحة في عينيه وهو يحدق بيوري، لكن نظراته نضحت بجو بارد.
فكرت يوري للحظة إن كان هذا تحذيرًا من أن قبول عرض باستيان سيكون خطيرًا وليس أنه يهددها ألا تقبل.
ومع ذلك بالنظر للجو حوله، فلم يكن ذلك هو الحال.
‘اعتقدتُ أنه التقى بي بمحض الصدفة بينما يمر. لكن هل ربما كان يعلم بقدومي هنا منذ البداية لذا جاء ليخبرني بهذا؟’
بدأت يوري بالشك في لقاء الصدفة المزعوم معه، ثم تحدثت.
“لا أعلم ما هو العرض الذي تتحدث عنه، لذا سيكون من الصعب لي إعطاؤك إجابة.”
عند سماع حديثها، انحنت شقته دومينيك للأعلى ببطء.
“لم تفهمي ما قلته للتو؟”
ظلّ وجه يوري هادئًا كما هو في مواجهته.
“لقد فهمت، ولكني لم أقتنع.”
“يبدو أنكِ شخص شجاع.”
رغم قول دومينيك أن حياتها قد تتعرض للخطر، لم تبدو يوري خائفة مطلقًا وظلّ موقفها على حاله. جعل هذا دومينيك ينظر لها بشكل مختلف قليلًا.
ولكن رغم ذلك، ظلّ موقفه ثابتًا تجاهها.
“ستعلمين قريبًا العرض الذي سيقدمه والدي، وعليكِ حينها فقط تذكر ما قلته.”
وسرعان ما أوضح دومينيك. بدا من سلوكه المتغطرس أنه يقول أن الأمر منتهٍ بالفعل سواء أجابته أم لا.
“مما علمته، فأنتِ يتيمة لا تملكين أي شيء. أول شهادة لكِ في الشرق كانت قبل عامين، لذا فأصلكِ ليس من الشرق…. لقد بحثتُ في الشمال والجنوب ولكن حتى هناك لم أجد أي أثر. لذا فلا بد أنكِ من الأحياء الفقيرة أو المناطق المظلمة………”
لم يُخفِ دومينيك حقيقة أنه بحث عن خلفية يوري. لم تعلم أكان هذا من حسن حظها أم لا، لكنه لم يكتشف أنها كانت من كارنو.
رغم أنها أرادت الجدال في ملعوماته، لكن قول أنها من الأحياء الفقيرة أو المناطق المظلمة لم يكن شيئًا خاطئًا.
من نظرة الازدراء الخافتة في عيون دومينيك فقد خمنت أن المناطق المظلمة التي يشير إليها كانت الملاهي والأماكن الخارجة عن القانون.
“يبدو أن عملكِ في المقهى يمنحكِ دخلًا متوسطًا، ولكن من المستحيل مقارنته بالعمل لعائلة كروفورد.
من مكانكِ، أستطيع تفهم أنكِ تعتقدين أنكِ حصلتِ فجأة على حظ هائل.”
شعرت يوري بديجاڤو من النظر لعيني دومينيك. ألم يحمل نفس نظرات ديموت سالفاتور عندما جاء للمقهى لأول مرة؟
“ولكن من الضروري على المرء معرفة قدر نفسه.”
ولكن الآن مقارنةً بدومينيك، كان سلوك ديمون لطيفًا إلى حد ما.
“إذا رفضتِ عرض والدي واختفيتِ بهدوء، فسيتم تعويضكِ بسخاء.”
لم يكن يمنح يوري أي خيار منذ البداية. لم تملك فكرةً عن العرض الذي قد يقدمه لها باستيان، لكن يبدو أن دومينيك لم يعجبه الأمر.
‘بعد التفكير في الأمر، هذا يشبه الوضع في الميلودراما……..’
أعطاها دومينيك شعورًا كما لو كان الحماة في الأعمال الدرامية التي تقول “لا تقابلي ابني بعد الآن!” وتلقي ظرف مال على البطلة. ألم يكن سلوكه مشابهًا؟
ولكن بالطبع في هذه الحالة، بدا الأمر كـ”لا تقابلي والدي بهد الآن!”
شعر يوري أن الموقف مضحك للغاية. حدقت بهدوء في دومينيك ثم خرج صوت هادئ من ثغرها.
“بما أنكَ قلتَ أنكَ ستعوضني بسخاء، أتساءل ما المبلغ الذي ستعطيني إياه.”
للتفكير في أنه سيأتي يوم تنطق فيه بمثل الكلمات.
“حسنًا، لقد اتخذتِ قرارًا حكيمًا.”
عندما أبدت يوري رد فعل إيجابي، أومأ دومينيك برأسه قليلًا كما لو أنه توقع ذلك. يبدو أنه فكر، رغم أنه كان يقدم عرضًا إلا أنه كان لا بد من التهديدات، ولم يكن رفض يوري نتيجة سيقبل بها.
“سأجعلكِ تعيشين في رفاهية دون الحاجة لتحريك إصبع، ولكن سيتعين عليكِ مغادرة الشرق وعدم رؤية والدي مجددًا.”
ومع ذلك، بدا أن دومينيك حاول حل الأمر بالمال بدلًا من مجرد التهديد.
“سأخبركِ بالمزيد من التفاصيل في وقت لاحق.”
كانت العربة متوقفة منذ فترة من الوقت أمام شارع غراي فيريت. ربما كان دومينيك راضيًا عن النتيجة لأنه سمح ليوري بالنزول أخيرًا.
بعد فترة وجيزة، وقفت يوري وهي تحمل أكياس تسوقها بينما تحدق في العربة المتباعدة.
حسنًا، ربما كان دومينيك مخطئًا بشأن شيء واحد.
لم تقبل يوري عرضه بعد.
لقد سألته فقط عن المبلغ الذي يمكنه أن يعطيه لها. كانت ببساطة فضولية بشأن مقدار كرم النبيل العظيم كروفورد.
ورغم ذلك، من وجهة نظرها، لم يكن هناك سبب لرفضه حقًا في حين كان يبذل جهده لإعطائها الكثير من الأموال. لم تكن تعلم ما الذي سيعرضه عليها باستيان، ولكن نظرًا لأنها كانت تكره الأشياء المزعجة، فقد كان هناك احتمال كبير بأن ترفض دون تدخل دومينيك حتى. ومع ذلك، طالما أنها ستحصل على أموال فوق ذلك، فهي المستفيدة في النهاية.
وبطبيعة الحال، لن تتخذ القرار حتى تستمع لما يريده باستيان وتزن جانبي الميزان.
حركت يوري نظرها بعيدًا وبدأت بالمشي للمنزل.
***
عندما اقتربت يوري من المنزل، انفتح باب المنزل المجاور، وظهرت طفلة بشعر فضي وعيون خضراء فاتحة.
“مرحبًا هيستيا.”
عندما نادتها يوري، جفلت هيستيا واستدارت لتنظر ليوري. بدت مندهشةً بشدة ولم تتوقع تواجد يوري أمامها بمجرد فتح الباب.
“مرحبًا يوري أوني.”
وبعدها بلحظة، ردت هيستيا التحية وعادت ملامحها لهدوئها. حتى عيناها المتسعتان من الارتباك أصبحتا هادئتين.
“إلى أين أنتِ ذاهبة؟”
“اوه انا فقط…. ذاهبة قليلًا.”
عندما سألتها، أجابت هيستيا بغموض.
ألقت يوري نظرةً على السلة في يدها، استطاعت معرفة أنها كانت تحوي على بسكويت وحلوى. لم يبدُ أنها كانت ذاهبة لمكان بعيد بمفردها بل ستذهب لشخص قريب.
لم يحدث شيء كهذا من قبل، لذا خمنت أن هيستيا قد كونت بعض الصداقات.
“انتظري، سأعطيكِ هذه.”
أخرجت يوري شيئًا من حقيبة تسوقها. ثم أعطت هيستيا زجاجة مليئة بالحلوى الملونة. عندما كانت في مركز التسوق، جلبتها يوري عندما شعرت أن هيستيا قد تحبها.
عندما رأت هيستيا ما بيد يوري، تغير تعبيرها.
“…هذا مشابهٌ لما كان والدي يشتريه لي كثيرًا.”
“حقًا؟”
أخذت هيستيا زجاجة الحلوى من يد يوري وامتلأت نظراتها بالحنين.
“شكرًا لكِ أوني. سأعطيكِ هذا أيضًا.”
وبمزاج أفضل، ابتسمت هيستيا وأخرجت حلوى من سلتها وأعطتها ليوري.
“شكرًا لكِ.”
بعد التبادل اللطيف للهدايا، ذهبت يوري للمنزل وتوجهت هيستيا للزقاق.
كانت خطوات هيستيا مسرعة وهي تسير في الزقاق الضيق واحمرّ وجهها من الحماس.
“ليو، أنا هنا!”
“كنغ!”
وصلت أخيرًا لمكان لقائها مع صديقها ذو الفراء الذي استقبلها بسعادة.
***
“متى سيعود سيدك؟”
سأل ديمون بنبرة عدائية نوعًا ما. وعكس ما كان عليه عند وصوله، كانت وضعية جلوسه وصوته غير وديين.
“هناك أعمال على جدوله أكثر مما كان متوقعًا لذا سيتأخر بعض الشيء. إن انتظرتَ قليلًا فهو على وشك الوصول.”
استاء تعبير ديمون عند سماع كلمات كبير الخدم المهذبة.
“لقد قلتَ نفس الشيء عندما سألتكَ من قبل.”
عند سماع كلمات ديمون، أخفض كبير الخدم رأسه كما لو أنه لا يملك شيئًا آخر لقوله.
“لم أكن أعلم أن كبير خدم عائلة كروفورد كان شخصًا لا يمكنه الوفاء بكلماته.”
في النهاية وقف ديمون بتعبير بارد.
“سأغادر الآن، لا أملك وقتًا كثيرًا بما يكفي لأضيعه هنا.”
“سأخبر سيدي بذلك، يرجى توخي الحذر في طريق عودتك.”
ودّع كبير الخدم ديمون وهو يغادر الغرفة بهدوء ما جعل ديمون أكثر انزعاجًا.
غادر ديمون الغرفة وهو في مزاج سيء وسار في الردهة.
جاء اليوم لأنه كان يملك موعدًا مع دومينيك، ومع ذلك ورغم مرور ساعة لم يظهر دومينيك بعد.
لم يكن الأمر وكأنه جاء بدون موعد، فقد حدد موعدًا قبل مجيئه. كان من المفترض أن يخبره دومينيك إن طرأ عمل عاجل، بدلًا من إخباره بالانتظار ثلاث مرات.
‘هل يسخر مني؟ هذا ليس مضحكًا مطلقًا.’
عبس ديمون بانزعاج ونزل على الدرج.
ثم رأى بالصدفة امرأة تخرج من رواق آخر وتتجه نحو الباب الأمامي. كانت تتمتع بوجه جميل لافت للنظر وشعر فضي وعينين بلون أوراق الشجر.
ومض ضوء حاد في عيني ديمون. من ملامحها خمن ديمون من قد تكون. ومع ذلك تصرف كما لو كان لا يعلم وسأل الخادم
“من هذه؟ أكان يوجد ضيف غيري؟”
“هذه المسؤولة عن رعاية السيد باستيان.”
• ترجمة سما