You’ve Got The Wrong House, Villain - 104
—
عند سؤال كاليان، تذكر جينوس ما رآه للتو في المقهى. عندما نظر لوجه يوري، رأى مشهدًا أمامه بثانية.
من الواضح أنه كان استبصارًا.
لقد حدث ذلك عدة مرات في حياته. كما أنه قد كان أكثر وضوحًا هذه المرة بشدة لدرجة أنه لم يستطع إنكاره.
لكن هذا ما جعله يبتغي إنكاره أكثر.
امرأة بشعر أسود عيناها مغمضتان ومستلقية بلا حراك في بركة من الدماء.
شعر جينوس بالغثيان مجددًا. أراد لو يقنع نفسه أنه كان مجرد خيال وليس استبصارًا.
رفع جينوس يده وغطى وجهه ثم تحدث.
“لقد رأيتُ شيئًا لم أرغب برؤيته.”
“هل التقيتَ بديمون سالفاتور أم ماذا؟”
عند سماع كلمات كاليان، لم يتمالك جينوس نفسه وانفجر ضاحكًا. لم يتوقع مطلقًا أي يذكر كاليان اسم ديمون.
لم تكن العلاقة بين جينوس وديمون جيدة إطلاقًا، لذا لم يكن من الغريب أن يفكر داميان بهذه الطريقة. لكن بما أن جينوس لم يتوقع منه أن ينطق بهذا الاسم، شعر أن توتره اختفى تمامًا.
“حسنًا إنه شيء مشابه لديمون سالفاتور.”
“لا بد أنك رأيت رؤيا أخرى.”
“رائع، كيف أصبحت الرؤى وديمون سالفاتور نفس الشيء الآن؟”
“هما نفس الشيء بالنسبة لك. أنتَ لا تريد رؤية أي منهما.”
“كلامك صحيح، لكن سماع ذلك منك يبدو غريبًا بعض الشيء.”
ابتسم جينوس متعجبًا نوعًا ما.
سأله كاليان بنبرة فضول عابر.
“إذن ما الذي رأيته هذه المرة؟”
صمت جينوس.
لم يحثه كاليان على الإجابة. لقد علم أنه إن أراد أن يخبره فسيفعل ذلك. وإن لم يرد فلن يهتم كثيرًا.
“رأيت السيدة يوري غارقةً بالدماء.”
ولكن بعد لحظة. وعند سماع كلمات جينوس، تجمد كاليان الذي كان يضع شطيرة اللحم جانبًا. عندما شعر بنظرة كاليان، تحدث جينوس مجددًا.
“…إما أنها أصيب بجروح خطيرة، أو…….”
كان المشهد الذي رآه جينوس غير كامل. كان من الصعب عليه فهم ما يجري بالضبط.
ومع ذلك نظر كاليان إلى جينوس ولاحظ تعبيره.
“….هل الرؤيا مؤكدة؟ أعني…..”
عبس كاليان وأراد سؤاله، لكنه ربما فكر أن الأمر قد يبدو أنه يشكك في قدرات جينوس، لذا لم يستطع إكمال جملته.
وبدون إكمال جملته، كان جينوس قد فهم ما يحاول قوله.
“سأكون سعيدًا إن كان مجرد خيالي أيضًا.”
سقط ظل على وجه كاليان عندما سمع ما قاله جينوس. لم تتحق رؤى جينوس دائمًا. ولكن مما رآه حتى الآن، فإن احتمالية حدوثها تتجاوز 90% واحتمالية إيقافها قبل حدوثها كانت حوالي 60%.
فكر كاليان في يوري. كانت تشبه إلى حد كبير عمته الراحلة سيلينا، وبدا أن جده قد تعلق بيوري بالفعل.
عند النظر لوجه لجينوس، لم يكن تعبيره جيدًا أيضًا.
لم تكن مشاعر كاليان مختلفة… بعد سماع ما قاله جينوس، شعر ببعض الثقل على قلبه. ولسبب ما، ظهرت في ذهنه صورة الكلب الملطخ بالدماء على العشب، وأصبحت عيناه أكثر برودة.
سقطت نظراته على الشطيرة على الطاولة، قم فتح فمه ببطء.
“ثم يجب عليّ التفكير بشيء لإقناع جدي.”
“ماذا تعني؟”
كان جينوس يعلم أن يوري تذهب لقصر كروفورد مؤخرًا لأجل باستيان حيث أخبره كاليان مرة.
“إذا كانت ستموت قريبًا فمن الأفضل طردها قبل ذلك الوقت.”
“ماذا؟ مهلًا كيف لك قول ذلك؟”
تحدث بجينوس بنبرة احتوت بعض الغضب، لكن موقف كاليان المبالي ظلّ كما هو.
“صحة جدي متدهورة كثيرًا. وأخيرًا بعد أن وجد شخصًا يشبه ابنته، إن حدث لها أي شيء أيضًا، فلا أعتقد أنه سيتحمل.”
“ولكن مع ذلك، ما تقوله……”
“إنها مجرد موظفة، موظفة بسيطة تعمل في مقهى.”
كان صوت كاليان البارد موجهًا لجينوس هذه المرة.
“لا تأخذ الأمر على محمل الجد، جينوس شيلدون. سيكون من الصعب التدخل، لا يمكنك وضعها بجانبك وحمايتها طوال الوقت.”
استطاع جينوس بسهولة فهم ما كان يلمح له كاليان، وتصلب تعبيره عند سماع ذلك.
“أنتَ لا تقوم برؤية شخص ميت فيها أنتَ الآخر أليس كذلك؟”
“لا.”
دحض جينوس كلمات كاليان بنبرة حادة خرجت رغمًا عنه. نظر له كاليان وتابع حديث ببرود.
“إن كان لديك الوقت الكافي للاهتمام، فركز أكثر على القضية التي تتعامل معها، فكل إنسان سيموت يومًا ما. مجرد أنكَ رايت إلام ستؤول نهايتها لا يعني أنكَ أصبحتَ مسؤولًا عنها.”
كان سلوك كاليان باردًا بشكل غريب اليوم.
تحرك مغادرًا، وقبل ذلك ألقى نظرة أخيرة على جينوس المتجمد وأضاف شيئًا آخر.
“إن لم تتمكن من إيقاف ما سيحدث في المستقبل، فبإمكانك تجنبه، وهذا ليس هروبًا. أنتَ تفهم ما أعنيه.”
وبعدها، غادر كاليان الغرفة مغلقًا الباب خلفه.
عند سماع صوت إغلاق الباب، قبض جينوس على يده بشدة لدرجة ظهور عروقه.
***
“مرحبًا، لم أتوقع رؤيتكَ هنا.”
استقبلت يوري الشخص الجالس أمامها.
دومينيك كروفورد.
قابلته عندما كانت على وشك العودة للمنزل بعد التسوق. توقفت عربة فاخرة فجأةً أمامها.
كانت يوري تحاول ركوب العربة العامة والتي تحاكي فكرة سيارة الأجرة إلى حد ما. لذا عندما ظهرت عربة فاخرة أمامها، شعرت بالشك.
فُتحت نافذة العربة وظهر وجه مألوف بالداخل. وحينها ظهر نوع آخر من الشك في عقل يوري.
‘يبدو أنه كان مارًا من هنا، ولكن….. لمَ توقف في طريقه وتصرف وكأنه يعرفني؟’
قيل أنه من الصعب فهم عقول النبلاء، لكن عينا دومينيك بدتا كالهاوية. لم تستطع يوري حتى تخمين ما كان يفكر فيه.
“يبدو أن لديكِ ما تفعلينه في مركز التسوق.”
نظر دومينيك للحقيبة في يد يوري وعلّق.
أرادت يوري أن تسأل لمَ يتحدث عن شيء طبيعي كهذا. ما الذي يمكن أن يجعلها تأتي لمركز التسوق؟ بالطبع لشراء الأشياء.
“هل انتهيتِ مما جئتِ لأجله؟”
“نعم، كنتُ على وشك العودة للمنزل.”
“اصعدي إذن.”
وقبل أن تتمكن من قول أي شيء، انفتح باب العربة بسلاسة. حركت يوري رأسها قليلًا.
“يمكنني ركوب عربة عادية.”
“إن كانت الوجهة شارغ غراي فيريت فهو على الطريق على أي حال، لا داعي للرفض.”
بدا أن رئيس عائلة كروفورد قد أجرى بعض البحث حول خلفية يوري. إن البحث في خلفية موظفك يمكن اعتباره شيئًا عاديًا لذا لم تتفاجأ.
ومع ذلك، ليس وكأنها كانت تحتل وظيفة مهمة في القصر، لذا فإن معرفته لعنوانها…… لم تستطع تخمين السبب.
“سأحملها من أجلكِ.”
قبل أن تتمكن يوري من الرد، أخذ السائق الحقيبة من يد يوري بسرعة.
“حسنًا، اعذرني من فضلك.”
في النهاية، لم ترفض يوري عرض دومينيك وصعدت العربة.
لم يكن هناك سبب للرفض حقًا بما أنه عرض أن يأخذها للمنزل.
كان هناك شيء مشبوه بالطبع، وكان السبب الحقيقي وراء دخول يوري العربة.
بمجرد إغلاق الباب، انطلقت العربة بسرعة. ربما بسبب العربة الثمينة، أو ربما السائق الممتاز. لكن الرحلة كانت سلسة دون أي عوائق.
شعرت يوري ببعض الانبهار داخليًا من الرحلة المريحة.
“يبدو أن والدي معجبٌ بكِ تمامًا.”
كان دومينيك ينظر للوثائق داخل العربة. ورغم دخول يوري العربة، إلا أنه لم يرفع عينيه عن الوثيقة في حجرة.
ردت يوري بصوت هادئ خالٍ من المشاعر كالمعتاد.
“أجل، يقول أنني أشبه ابنته الراحلة كثيرًا.”
عندها، تحركت عينا دومينيك اللتان ثُبتا على الوثيقة ونظر لوجه يوري لبعض الوقت كما لو كان يحاول البحث عن شيء ما.
ولم تتجنب يوري نظرته.
التقت عيناهما ولم تكشف أي عين عن مشاعرها.
بالنسبة ليوري، لم يكن مقصدها استفزاز دومينيك، بل كان الأمر أنها لم تفكر حقًا في الموقف. ثم بعد بعض الوقت، أدركت أن دومينيك قد يرى فعلها على أنه غطرسة.
‘اوه. هو لن يعتقد أني أحاول إثارة مشكلة، أليس كذلك؟’
تساءلت متأخرًا ما إذا كان سيغضب لمجرد أن شخصًا عاديًا نظر لعيون نبيل مباشرةً.
“مثير للاهتمام.”
—شكله كان بطل رواية لما كان صغير
ومع ذلك لم يبدُ دومينيك منزعجًا من تصرفات يوري وظهر وميض غامض في عينيه للحظة. ثم أخيرًا وقع الوثائق جانبًا واستند بظهره للخلف.
“أنا حقًا لا أحب المراوغة.”
ثم بدأ بالتحدث مجددًا.
“لذا سأتحدث بطريقة يسهل عليكِ فهمها. سيقدم والدي قريبًا عرضًا يصعب عليكِ رفضه بمكانتكِ هذه، لكنكِ سترفضينه.”
وعندما أضاف الكلمات التالية، انخفضت درجة الحرارة في العربة بشدة.
“إن كنتِ تريدين العيش لفترة أطول.”
كان تهديدًا واضحًا.
في تلك اللحظة، ومض شيء ما في عيني يوري.
• ترجمة سما