Who made me a princess - 194
“بالطبع، أبيكِ هو أنا، عزيزتي.”
فجأة، شعر لوكاس بالقشعريرة لأن الرجل الذي يشبهه تماماً بدا لطيفاً للغاية.
“هل هذا دمية أبي؟ لقد أردت اللعب مع أمي مرة أخرى فصنعت دمية مزيفة؟”
“نعم، هذا ممسحة قدم أبيكِ.”
“آها! حقاً!”
كل ما يقولانه من الواضح أنه هراء غريب، لكن لوكاس كان يفكر في شيء آخر لا يستطيع دحضه. عند رؤيتهما معاً، فكر لوكاس أن الإثنين يشبهان بعضهما البعض أكثر عندما حملها. ربما يتخيل الأشياء فقط، لكن الطفلة لا تشبهه فحسب، بل بدت شخصيتها أيضاً مشابهة تماماً…
… بالمناسبة، هل هذا جدياً أنا من عالم آخر؟ ما هذا الصوت والعينين اللطيفين غير المألوفين؟ لا يزال لوكاس يفكر وهو يقف بين الشجيرات، واستمر في التحديق بغباء في الإثنين.
لوكاس، الذي يحمل الطفلة، حدق في لوكاس الآخر وكأنه لم يكن ينظر بحب إلى الطفلة. وأمر ببرود لوكاس الآخر.
“أبعد عينيك عن ابنتي.”
بسماع ذلك، إنه أيضاً لوكاس بالتأكيد. بعد النظر إلى لوكاس، وضع الطفلة على الأرض. ثم حاول أن يجعل الطفلة تغادر أولاً بعد أن طلب منها أن تلعب مع أمها أو جدها.
“ماذا عنك، أبي؟”
“آه، يجب على أبيكِ أن يفعل شيئاً بممسحة القدم.”
ثم وكأن الطفلة فهمت، أومأت وهي تمسح على شعرها الأسود.
“حسناً! سأذهب للعب، لذلك حظاً موفقاً في تنظيف ممسحة قدمك!”
… هذا الوغد. ما الذي عادة يثرثر به حول الطفلة حتى تقول على الفور ‘تنظيف ممسحة القدم’؟
ابتسم لوكاس هذا العالم بمرح وهو يفترق عن الطفلة، ولكن عندما التفت لرؤية لوكاس بين الشجيرات، تغير تعبير وجهه إلى تعبير بارد. من الفرق الواضح، ضحك لوكاس بعدم تصديق.
“دعنا نرى، هل مر 15 سنة منذ أن التقينا؟”
ولكن مما قاله لوكاس هذا العالم، تصلب وجه لوكاس.
“ولكن هل لم تجد بعد ما تبحث عنه وربما أنت تتجول في الأبعاد حتى الآن؟”
ظهرت تلك الإبتسامة اللئيمة والساخرة أمام عينا لوكاس.
أعربت عينا لوكاس هذا العالم عن الشفقة وهو يحدق في لوكاس الآخر.
“تسك تسك. لو كنت مكانك، لكنت قد مت من الإحراج. ألا تعتقد أنك عار على كل لوكاس في الأبعاد الأخرى؟ من الآن فصاعداً، لا تذهب وتنشر اسمك في أي مكان.”
أصبح لوكاس متأكداً. هذا الوغد ليس ذلك الوغد.
“تباً لك، هل قابلتني من قبل؟ لماذا تتظاهر بأنك صديقي.”
لكن الطريقة التي أثار بها هذا الوغد غضب لوكاس هي نفسها التي أثارها لوكاس من العالم الآخر.
وبعد ثانية، الطريقة التي نظر بها إلى لوكاس وكأنه مثير للشفقة تماماً جعله أكثر انزعاجاً.
“ماذا، هل تعاني من الخرف بالفعل؟ لقد أتيت إلى هنا من قبل.”
“هذه هي المرة الأولى التي أعبر فيها الأبعاد!”
بعد ذلك، بعد أن بدا وكأنه يفكر في شيء ما، قال لوكاس هذا العالم وكأنه فهم.
“إذن هل كان ذلك الوغد من عالم آخر وليس أنت؟”
فكر لوكاس أن هذا هو ما حدث على الأرجح. تختلف الطريقة التي يسير بها الوقت في أبعاد مختلفة. لذلك، على الرغم من أنه مر حوالي شهر فقط منذ أن تقابلا الإثنين لوكاس وأخذ آثاناسيا. في هذا العالم، من الممكن أنه مر حوالي 15 سنة بين ذلك الوقت. إن هذه النظرية أكثر مصداقية من ضياع لوكاس في الأبعاد ووصوله إلى هذا العالم مرتين.
“على أي حال، أنا لا أهتم بمثل هذه الأشياء.”
ولكن وكأنه منزعج للغاية، عبس لوكاس هذا العالم.
“إذا كنت قد أتيت إلى المكان الخطأ، فلتغادر. لا تكن مزعجاً.”
ويبدو أنه أيضاً لديه كراهية تجاه نفسه الأخرى.
ولكن هل ذلك لأن لوكاس هذا العالم أكبر سناً قليلاً؟ لسبب ما، شعر بأنه أكثر نضجاً من لوكاس الآخرين. ربما شعر لوكاس بهذه الطريقة لسبب آخر. تذكر لوكاس الطفلة التي لم تغادر عقله. بصدق، لم يعد لوكاس لديه عمل في هذا العالم. ولكن بدلاً من فتح الأبعاد على الفور، عض شفته بقوة.
ثم سأل لوكاس هذا العالم.
“تلك الفتاة في وقت سابق، هل هي ابنتك أنت والأميرة؟”
فكر أنه طرح سؤالاً عديم الفائدة وبصراحة، هو متأكد بالفعل من الإجابة. ولكن لسبب غريب، أراد أن يسمع إجابة مباشرة من لوكاس هذا العالم.
أن يكون لديه طفل من دمه… كان هذا شيئاً لم يجرؤ حتى على تخيله في حياته.
حدق لوكاس هذا العالم به بصمت. ثم رفع زاوية شفتيه وابتسم بخفة وكأنه يعرف ما هو الشعور الذي يشعر به نفسه من عالم آخر وهو يسأل مثل هذا السؤال.
بدلاً من الرد، ظهر باب مصنوع من الضوء بين الإثنين لوكاس.
تحدث لوكاس هذا العالم إلى لوكاس الذي بدأ للتو رحلته عبر الأبعاد.
“ما تبحث عنه ليس هنا، لذلك توقف عن إضاعة الوقت واختفي.”
انفجر ضوء مشرق. كان لوكاس نصف مجبر على عبور باب الأبعاد. سحبه الضوء النابض بالحياة. غير قادر على التعبير عن غضبه، لم يستطع لوكاس إلا أن يحدق بغباء في باب البُعد الذي يُغلق أمامه وهو غارق في مشاعر معقدة.
********************
رن جرس من بعيد. انخفض انتشار الضوء ببطء أمامه. من خلفه، سمع ضجيج عالي.
“ماذا كان ذلك الآن؟”
اختفى باب الأبعاد على الفور، ولكن لا بد أن بعض الأشخاص قد رأوه.
“هل حدث ذلك من القصر؟”
“آه، حسناً، من الممكن أن السحرة قد بدأوا الألعاب النارية بأنفسهم.”
لا بد أن هذا المكان هو السوق لأن المنطقة المحيطة صاخبة جداً. كان لوكاس مستلقياً على سقف أحد المباني. غطى عينيه بذراعه بسبب انعكاس الشمس وجلس بسرعة.
“تباً.”
وسرعان ما شعر بغضب شديد تجاه نفسه. لقد بدا غبياً عن غير قصد، وهو ما كان على عكس حالته المعتادة، لأنه شهد شيئاً لم يتوقعه أبداً من العالم السابق.
لكن أن يرى ابنته من عالم آخر… ظهر شيء كبير جداً كهذا في البداية.
لذلك، كان من الطبيعي أن يتصرف لوكاس بغباء. والآن، هو واثق من أنه لن يتأثر من ما سيراه من الآن فصاعداً.
عندما رفع رأسه رأى قصراً مألوفاً. يبدو أنه وصل إلى أوبيليا مرة أخرى هذه المرة. في حاجة إلى التحقق مما إذا الشخص الذي يبحث عنه موجود في هذا العالم، كان سينتقل لوكاس.
“هل يجب علينا أيضاً إغلاق متجرنا اليوم؟”
“يجب أن نمارس أعمالنا خاصة في يوم كهذا. ماذا سنفعل إذا أغلقنا متجرنا.”
“ولكن اليوم هو زفاف الأميرة آثاناسيا! يجب أن نحتفل ونقوم بنخب لها! علينا أن نفعل شيئاً!”
… لا، لقد خطط للإنتقال لو لم يسمع تلك الكلمات المزعجة.
“ماذا قلت للتو؟”
“أوه يـا إلـهـي!”
“هـيـك!”
صُدم الناس تماماً عندما ظهر وجه رجل فجأة رأساً على عقب من السقف. بصوته المخيف، سألهم لوكاس مرة أخرى.
“اليوم زفاف من؟”
“إ-إنه…”
أجاب الأشخاص الذين بدا وكأنهم رأوا شبحاً. بعد سماع ردهم، انتقل لوكاس بعيداً.
وكانت وجهته حفل زفاف الأميرة، والذي من المقرر أن يحدث قريباً.
********************
تم تزيين الممر المتصل بغرفة انتظار العروس بالزهور المعطرة الجميلة والأربطة الفاخرة والمجوهرات المتلألئة. وبعد لحظة، تردد صدى صوت خطوات ثقيلة. ظهرا كلود وفيليكس من زاوية الممر.
وبما أن اليوم هو يوم زفاف الأميرة آثاناسيا، التي تكون الأميرة الوحيدة في أوبيليا، فقد تم التخطيط للحفل أن يتم بشكل رائع بأمر الإمبراطور. لكن في يوم مثل هذا، مزاج كلود سيء أكثر من أي وقت مضى. ومع ذلك، لم يكن يخطط للتعبير عن مزاجه السيء بشكل واضح أمام ابنته، لذلك عندما التقى بآثاناسيا في غرفة الإنتظار الخاصة بها في وقت سابق، يبدو أنها لم تلاحظ ذلك.
“فيليكس.”
“نعم، جلالتك.”
“يبدو أن مقولة، حتى البزاق* قادرة على التدحرج، ليست موجودة بلا سبب.”
(*: هو حلزون لا قوقعة له، جسمه رخوٌ، يحتوي الكثير من الماء ولا يحميه غطاء خارجي. بعض أنواعه تعيش في الأماكن الرطبة على اليابسة والبعض الآخر في البحر مثل: البزاق الأصفر، توجد في الحدائق وأسفل البيوت سيما داخل أنابيب البنية التحتية مثل المزاريب ومصارف المياه.)
قال كلود وهو يتذكر الوغد الذي التقى به بعد لقائه بآثاناسيا.
“الوغد الذي تجرأ على التسكع حول ابنتي دون معرفة مكانته حصل في النهاية عليها. على الأقل يمكن اعتبار حظه هو الأفضل في العالم.”
كما هو متوقع، مزاج كلود السيء هو بسبب أنه لا يحب زوج ابنته المستقبلي.
“لم يكن ينبغي لي أن أسمح لمثل هذا الوغد اليائس بالبقاء بجانب آثاناسيا منذ البداية.”
انتقد كلود نفسه لأنه سمح لهذا الوغد المتعجرف أن يكون صديق ابنته في الماضي. ولكن حتى لو كان في حالة ندم، فقد فات الأوان بالفعل.
ابتسم فيليكس الذي بجانبه وهو ينظر إلى سيده.
“ولكن بغض النظر عمن تختاره الأميرة، فجلالتك لم تكن لتحب هذا الشخص أبداً.”
بصراحة، فيليكس محق. بغض النظر عمن سيكون زوج آثاناسيا، فإن كلود لن يشعر بالرضا أبداً.
بالنسبة للعريس الحالي الذي التقى به سابقاً، هدده كلود بشدة، ‘إذا سقطت دمعة واحدة من عينيّ ابنتي بسببك، أيها الوغد، فسوف أقتلك باستخدام جميع الأساليب المتاحة للإبادة’. لكن الوغد لم يكن خائفاً. في الواقع، لقد ابتسم للإمبراطور وتجرأ على الحديث عن العيش في سعادة دائمة مع آثاناسيا.
بتذكره ما حدث في وقت سابق، تغير تعبير وجه كلود. أصبحت الهالة المظلمة التي خرجت منه أكثر عنفاً. لكنه حاول تهدئة قلبه الهائج. كيف يمكن له، كأب، ألا يكون سعيداً من كل قلبه بسعادة ابنته، خاصة في يوم كهذا؟
ومع ذلك، شعر قلبه بالخدر والفراغ وهو يفكر في حفل الزفاف القادم، لذلك سار ببطء وهو يتذكر الراحلة ديانا.