Who made me a princess - 193
في نهاية العالم، في مكان هاديء يتموج فيه سحر قوي بلون قوس قزح مثل سراب غامض، تكون هناك شجرة العالم، تُعرف أيضاً باسم شجرة الحكام. لا يستطيع البشر العاديون أبداً الإقتراب من هذا المكان، لكن هناك دخيل.
“لقد مرت فترة، شجرة العالم.”
أحدثت شجرة العالم ضوضاء. من أثارها هو الشاب ذو الشعر الأسود والعينان الحمراوان.
“نعم، هل أنت سعيد برؤيتي أيضاً؟”
أحدثت شجرة العالم ضوضاء مرة أخرى. لو كان بإمكانها التحدث، فمن المؤكد أنها ستصرخ، ما الهراء الذي تتحدث عنه؟! اسم الشاب الذي ظهر أمام شجرة العالم هو لوكاس. كونه فريد من نوعه هو بسبب حقيقة أنه ساحر البرج الأسود العظيم.
بدا وكأنه في سن المراهقة، لكن عمره الفعلي أكبر سناً بكثير لأن شجرة العالم التقت بهذا الشخص منذ مئات السنين! في الواقع، تسبب لوكاس في فوضوى ضخمة في ذلك الوقت عندما لم يكن الموسم المناسب لشجرة العالم لتؤتي ثمارها.
لكنه لا يزال على قيد الحياة. لا يمكن أن يكون هذا الإنسان أشبه بصرصور.
انبعثت طاقة سلبية من شجرة العالم.
“حتى الآن، كان الكائن السماوي الخاص بالأميرة كافياً، لكنني بحاجة إلى إعادة شحن سحري بسرعة.”
تذكر لوكاس ما حدث في ذلك الوقت وضحك بشدة. هالة مظلمة خرجت منه، وجفلت شجرة العالم.
لقد تذكر الطريقة التي هُزم بها بشكل مثير للشفقة ومُهين من قِبل نفسه الأخرى من عالم آخر. صر على أسنانه. كلما فكر في تلك الحادثة، كان يستيقظ في منتصف الليل في حالة من الغضب ويركل بطانيته. بالإضافة إلى ذلك، اختفت سلسلة جبال أو سهول من الخريطة كلما كان لوكاس في حالة مزاجية سيئة.
هذا صحيح. هذا العالم هو العالم الموازي الذي أتيا إليه آثاناسيا ولوكاس من عالمهما.
“مع ذلك، تعلمت شيئاً جيداً من ذلك الوغد.”
ابتسم لوكاس ابتسامة بدت شريرة.
يبتسم هذه الإبتسامة فقط في حالة أنه سيقوم بمشكلة كبيرة.
“لا يوجد سبب يمنعني من الحصول عليه بينما حصل عليه ذلك الوغد. أليس هذا صحيحاً؟”
بدا لوكاس غريباً جداً، لكن شجرة العالم سخرت منه. أيها الإنسان الغبي! حتى لو قلت ذلك، فقد فاتك موسم الثمار مرة أخرى! ثمار شجرة العالم ناضجة بالفعل ومتعفنة منذ فترة طويلة، فما الذي يريد لوكاس أن يحصل عليه؟ أيها الإنسان الأحمق. فلتأكل بقايا الثمار الواقعة بدلاً من ذلك! بدت شجرة العالم وكأنها تصرخ في وجهه! ولوحت أوراقها ذهاباً وإياباً. بدت شجرة العالم بالتأكيد وكأنها تسخر من الساحر. ومع ذلك، فقد أساءت الفهم بشكل كبير.
اليوم، لم يأتي لوكاس ليأكل ثمرة شجرة العالم. لم تكن شجرة العالم تعرف الأمر المخيف الذي سيحدث لها، فضحكت لدرجة أن المكان المحيط بها اهتز.
ابتسم لوكاس، وطار إلى شجرة العالم بسرعة الضوء. توقفت شجرة العالم عن الضحك بعد أن أذهلها هجوم لوكاس المفاجيء. هاي! حتى لو هاجمتني، ليس هناك أي ثمرة! لا يوجد ثمار، لقد أخبرتك!
“من قال أنني هنا من أجل الثمار؟”
ضحك لوكاس ضحكة شريرة وكأنه قرأ أفكار الشجرة السحرية. ثم باستخدام سحره، قطع لوكاس غصناً من شجرة العالم.
بعد أن أدركت شجرة العالم أخيراً خطة لوكاس، أصيبت بالصدمة. ثم انفجرت بغضب. امتد الطول الموجي السحري القوي في كل مكان أثناء صنع ضوضاء عالية.
استمر هذا الشجار لفترة من الوقت. لكن الفائز النهائي هو لوكاس.
مثل شجرة العالم من عالم آخر موازي، بكت شجرة العالم هذه بينما تفرك عصارتها مكان الغصن الذي قُطع. استدار مبتعداً عن شجرة العالم، غادر لوكاس هذا المكان بقوة أقوى…
[أنا سأذهب أيضاً. إلى العالم الذي أنت منه.]
[انتظري. أنا أعد، بأنني سوف أجدكِ بالتأكيد مرة أخرى.]
… من أجل تنفيذ وعده للفتاة التي اختفت أمامه.
إذن هذه بداية القصة التي سافر فيها لوكاس من عالم موازي للقاء آثاناسيا من عالم آخر.
********************
في نفس الوقت تقريباً، شعر لوكاس من عالم آخر بشعور مزعج للغاية.
لقد شعر فجأة بتيار سحري غريب من مكان ما. من المؤكد أنه شعر بهذا من قبل عندما فتح بُعداً آخر للبحث عن آثاناسيا التي كانت في عالم آخر.
أوه؟ توهجت عينا لوكاس الحمراوان. شخص ما فتح للتو الباب إلى بعد آخر. من المستحيل أن يقوم شخص عادي بفعل شيء كهذا، لذلك… لا بد أنه أنا من عالم آخر.
بدون شك، كان لوكاس متأكداً جداً. في الواقع أصبح واثقاً جداً.
لكن لوكاس لم يزعج نفسه بهذه الأفكار. هل يمكن أن يكون ذلك الوغد من ذلك المكان؟ ذلك الشخص الشبيه بالحشرات الذي تجرأ بلا خوف على الجشع فيما يخصه.
الآن بعد أن فكر في الأمر، تذكر ذلك الوغد المتعجرف وهو يصرخ بشيء مثل، ‘سأجدكِ بالتأكيد’ أو غير ذلك لآثاناسيا. إذن، هل يمكن أن يكون هذا هو السبب وراء فتح هذا الوغد الباب لبُعد آخر الآن؟ تشكلت تجعد عميق على جبين لوكاس. نقر على لسانه سراً دون أن يلاحظ الشخص الذي بجانبه. كما هو متوقع، كان يجب أن أقتله حينها. لوكاس متأكد أن الوغد لم يتعرض للضرب بما يكفي ليفكر بشكل صحيح. أيضاً، بالنظر إلى حقيقة القوة المشابهة له نوعاً ما، فإن هذا الوغد أكل بالتأكيد غصن شجرة العالم أيضاً.
هم. إذن هل يجب أن أقتله الآن؟ يريد أن يزحف ويأتي إلى هنا وهو لا يعرف كيف يعتز بحياته. تردد لوكاس أمام الإغراء الشرس لكنه قرر كبح نفسه. جمع قوة السحر على يده وحرك أصابعه. ترنحت المسارات المختلفة المتصلة بالأبعاد بشكل مذهل. نعم، لا أريد أن أضيع وقتي من أجل ذبابة مثيرة للشفقة. أن يعطي لقب كهذا لنفسه من عالم آخر، كان الأمر قاسياً للغاية. لكن لوكاس اندهش من نفسه لأنه سمح لمجرد حشرة أن تعيش، على الرغم من أنه فعل ذلك فقط من أجل الشخص الذي بجانبه.
“ماذا فعلت للتو؟”
عندها التفتت آثاناسيا التي تجلس بجانبه وواجهته. في يدها دجاجة مشوية، وتأكلها.
حالياً، لوكاس وآثاناسيا يستمتعان بموعدهما الجميل معاً خارج القصر؛ على الرغم من أنه إذا سمعت آثاناسيا هذا، فسوف تقفز مندهشة وتنكر الحقيقة. على أية حال، أخفى الإثنان هويتيهما وغادرا القصر ‘لتفقد حياة المواطنين’، على ما يبدو. كان هذا وفقاً لإدعاء آثاناسيا، ومن الواضح أن لوكاس لم ينخدع بهذا. كدليل، ترك الإثنان المكان المزدحم بالناس ويقضيان الوقت معاً على قمة برج الساعة. إنه يُظهر منظر رائع.
واجه لوكاس نظرات آثاناسيا المتشككة وتظاهر وكأنه لا يعرف أي شيء.
“ما الذي تتحدثين عنه؟ ماذا تقصدين بماذا فعلت؟”
من رده، قامت آثاناسيا بتعبير وجه عندما تقول في نفسها ‘هذا الوغد؟!’.
“هل تعتقد أنني غبية؟! لقد استخدمت السحر للتو!”
ولكن آثاناسيا لم تنخدع من كذبته. كان لوكاس متفاجئاً بعض الشيء. لقد حسب بعناية شديدة مقدار السحر الذي استخدمه حتى لا يتم القبض عليه من قِبلها، ولكن بالتفكير أنها لاحظت على الفور… كما هو متوقع، إنها طالبة جديرة بالثناء تعرف عشرة… ليس عشرة، ولكن أربعة أو خمسة أشياء أخرى عندما يعلمها مرة واحدة. إذا سمعت آثاناسيا هذا، فسوف تغضب، لكن في الواقع لوكاس كان يمتدحها.
“وهل تعتقد أنني لا أعرفك؟ لديك ابتسامة شريرة جداً الآن، هل تعلم؟ أنت دائماً تبتسم هكذا قبل أو بعد أن تسبب المتاعب. لذلك أخبرني بالحقيقة الآن.”
ضغطت عليه آثاناسيا أكثر ليخبرها بكل شيء. لقد بدت فخورة جداً لأنها تمكنت من اكتشاف كذبة لوكاس.
“كانت هناك حشرة لذلك قمت بإزالتها.”
“ماذا… هل تبعنا أحد إلى هنا؟”
هل كان ذلك بسبب الوقت الذي قضياه معاً؟ بدت وكأنها تفهم أن ما يعنيه لوكاس بكلمة ‘حشرة’ هو شيء آخر.
“لكننا انتقلنا. هل أرسل أبي شخصاً ما؟”
نظرت حولها بعينين متسعتين وخديها ممتلئين بسبب الطعام. ضحك لوكاس مفكراً أنها لطيفة لأنها تشبه السنجاب.
“انتظر، لكن لا يجب أن تؤذي شخصاً أرسله أبي…”
“الأمر ليس كذلك. لقد كانت مجرد حشرة مثيرة للشفقة. لم تعد موجودة هنا، لذلك لا داعي للقلق يا أميرة.”
قال لوكاس وهو يمد يده ويمسح صلصة الدجاج المشوي عن وجهها. ثم لعق الصلصة من إصبعه.
وهي تراقب كل شيء، تلعثمت آثاناسيا لبضع ثوان حتى أبعدت بنفسها على الفور عن لوكاس.
“لـمـاذا قـد تـلـعـق ذلـك!”
“أنا فقط مسحت ما كان على وجهكِ.”
“كـان بـإمـكـانـك مـسـحـه بـشـكـل طـبـيـعـي!”
لقد انتقلت بعيداً عنه دون وعي، لذلك امتدت المسافة بينهما هي أسفل برج الساعة وهو فوق برج الساعة. ومع ذلك، بإمكان لوكاس رؤية وجهها الأحمر بوضوح. مهما يفعل، ترتجف وتستجيب بما يتجاوز توقعاته. إنه أمر ممتع جداً مشاهدتها هكذا.
هو على ما يرام مع الطريقة التي هما عليها الآن، ولكن لا يزال…
“يجب عليكِ أن تعتادي على ذلك عاجلاً.”
طارد لوكاس آثاناسيا التي هربت منه واقترب منها عمداً.
“لدي أشياء كثيرة أريد أن أفعلها معكِ يا أميرة.”
همس وهو يمنحها ابتسامته.
اهتزت تلك العينان الكريستاليتان بعنف.
“أ-أشـيـاء كـثـيـرة… وكـأن هـذا سـيـحـدث!”
ثم تلقى لوكاس لكمة من آثاناسيا، لكنه ظل يضحك لأنه يشعر بالسعادة.
حسناً، لا يزال لديهما الكثير من الوقت. يمكنه بسهولة انتظار الأميرة بطيئة الإعتياد، على الرغم من أنه هو نفسه ليس متأكداً من المدة التي سيستمر فيها صبره…
********************
بينما لوكاس وآثاناسيا في ذلك العالم يقضيان وقتاً لطيفاً معاً، لوكاس من العالم الموازي شعر بغضب شديد.
“تباً، ما كان ذلك الآن؟”
لوكاس، الذي أصبح أكثر قوة بعد امتصاص غصن شجرة العالم، فتح الباب للأبعاد للبحث عن آثار لوكاس من العالم الآخر. فقط عندما اعتقد أنه يتجه في الإتجاه الصحيح، تغيرت مدارات البعد فجأة. في اللحظة التي فكر فيها، أوه لا، انجرف لوكاس بسبب التغير.
بينما كان يطفو في طوفان الأضواء، عبس لوكاس. حقيقة أن أماكن الأبعاد، التي كانت طبيعية قبل بضع ثواني فقط، أصبحت متغيرة فجأة هكذا… الشخص الوحيد القوي بما يكفي لفعل شيء كهذا… يمكن أن يكون أنا من العالم الآخر!
فكر لوكاس من العالم الموازي مثل لوكاس من العالم الآخر.
وبينما كان يصر على أسنانه، تضاءلت الأضواء المسببة للعمى أخيراً. سقط لوكاس في بُعد لا يعلم عنه شيء. وعندما فتح عينيه رأى سماء زرقاء بين الأوراق الخضراء التي تغطي وجهه. كان لوكاس على شجيرة كثيفة.
“تباً، أعتقد أنني أتيت إلى المكان الخطأ…”
ثم سمع صوت شخص من مكان قريب.
“أميرة، إلى أين أنتِ ذاهبة فجأة؟”
أميرة؟ هل يمكن أن تكون هذه الأميرة التي يبحث عنها…؟ لا، بالتأكيد لا، لأن لوكاس سمع صوتاً طفولياً.
هل وقعت في مملكة أخرى؟ عابساً، استخدم لوكاس بسرعة سحر الإختفاء وسحر آخر لمحو وجوده. ولكن كما لو كان قد فات الأوان، اندفع شخص ما عبر الشجيرات وظهر أمامه. جفل لوكاس.
الشخص الذي ظهر فجأة فتاة صغيرة يبدو أن عمرها أقل من عشر سنوات. تلك العينان اللتان تتألقان بألوان جذبت انتباهه أولاً. أوه، عينان كريستاليتان؟ جفل لوكاس. إذن هذا يعني أن هذه أوبيليا.
“لقد وجدتك!”
صرخت الفتاة وهي تنظر مباشرة إلى لوكاس، على الرغم من أنه من المفترض أنه غير مرئي بسبب سحر الإختفاء. كما لو أن نظرها نحوه ليس كافياً، مدت يديها الصغيرتان وأمسكت يده.
وبطبيعة الحال، أصبح لوكاس في حالة ذهول.
لكنه أصبح عاجزاً عن الكلام عندما نظر عن كثب إلى وجه الطفلة. تلك العينان الكريستاليتان مثل سلالة الدماء الملكية لأوبيليا مفهوم له، ولكن… الشعر الأسود بالتأكيد نفس شعر لوكاس. والأهم من ذلك، أن وجهها الجميل مألوف بشكل غريب…
بينما لوكاس غير قادر على قول أي شيء، ابتسمت له الطفلة بإشراق.
“ماذا تفعل، أبي!”
“…؟!”
بسبب اللقب الذي لم يظن أبداً أنه سيسمعه لنفسه، صُدم لوكاس كما لو أن أحداً ضربه على رأسه. في البداية فكر، لا… مستحيل… ولكن مع استمراره في فحص وجه الطفلة، شعر بالإرهاق والدوار.
“هل كنت مختبئاً لأنك أردت أن تلعب لعبة الغميضة؟ إذن سألعب معك، أبي!”
بدون أن تعرف كيف يشعر لوكاس، أمالت الطفلة رأسها حتى ظهرت عليها نظرات الإدراك. ثم تحدثت معه كأنها تمنحه ما يريده وتلعب معه.
“عزيزتي، من الذي تنادينه بأبي؟”
ثم سمع لوكاس صوتاً منزعجاً قليلاً. بدا هذا أيضاً مألوفاً جداً.
وسرعان ما رفع شخص ما الطفلة بسرعة بعيداً عن الشجيرات.
“أوه؟ هناك أبين!”
بسبب انعكاس الشمس على الرجل، لم يتمكن لوكاس من رؤية الرجل الذي رفع الطفلة على الفور. لكن من التحديق الذي شعر به، عرف لوكاس أن الرجل ينظر إليه.
“ماذا، إنه أنت مرة أخرى؟”
الصوت الذي بدا نصف ساخر ونصف متعب من الملل اخترق أذنيّ لوكاس.
“لقد جئت بعد أن شعرت بطاقة قذرة مألوفة.”
بعد سماع صوت ‘تسك’ منخفض من الشخص، رفع لوكاس نفسه من على الشجيرات. ثم أصبح قادراً على رؤية وجه الشخص بوضوح.
“لقد مر وقت طويل يا أنت.”
عندما التقت عيونهما، الرجل الذي يشبه لوكاس تماماً مثل انعكاس المرآة رفع زاوية شفته قليلاً وحياه. إنه لوكاس آخر.
… هل يمكن أن يكون هذا الوغد؟ بما أنه تعرف عليّ، فقد يكون هو الوغد الذي أخذ آثاناسيا أمامي… ولكن هناك شيء مختلف بشكل غامض مقارنة بذلك الوغد. أيضاً، تلك الفتاة… عينا لوكاس مثبتتان بقوة على الفتاة التي بين ذراعيّ لوكاس هذا العالم.
الفتاة، التي تشبه لوكاس بشكل مدهش، نظرت للوكاس، الذي يحملها، ولوكاس، الذي كان على الشجيرات.
ثم، وكأنها تأكدت تماماً، أشارت الفتاة بإصبعها إلى لوكاس الذي كان على الشجيرات وصرخت عليه.
“هـذا لـيـس أبـي!”