Who made me a princess - 192
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- Who made me a princess
- 192 - الفصل الجانبي 27 «نهاية القصة الجانبية الرابعة»
عندما فكر كلود في الأمر، حقيقة التغيرات في مشاعره من مجرد حادثة كهذه أكثر إثارة للضحك.
بالمقارنة بمنذ عامين، المسافة بين آثاناسيا وكلود تقلصت قليلاً، ولكن لا يزال هناك جدار بين الإثنين. لذلك فإن وجود هذه الطفلة لا يمكن أن يجعله يشعر بهذه المجموعة الواسعة من المشاعر لأنها لم تأخذ مساحة كبيرة في قلب كلود.
“أبـــي~!”
بهذه الأفكار، حدق كلود في آثاناسيا التي أتت مسرعة نحوه. أتت الطفلة بين ذراعيّ فيليكس ولحظة رؤيته نزلت على الأرض وركضت نحوه. على الرغم من مرور أسبوع واحد فقط منذ أن رآها، شعر كلود وكأنهما لم يرا بعضهما البعض منذ فترة طويلة. ركضت الطفلة إليه وشعرها الطويل يتراقص خلفها.
“أبـي! آثـي هـنـا!”
هذا الوجه المبتسم بمرح هو نفس ما رآه في المرة الأخيرة. على الرغم من أنه في المرة الأخيرة التي رآها فيها كلود في قصر جارنيت، كان تعبير وجهها يرثى له ومكتئبة بدون وجباتها الخفيفة.
“لقد مرت فترة منذ أن رأيت وجهكِ.”
قال كلود وكأنه تعليق عابر عندما أصبحت آثاناسيا أمامه.
“هل مر أسبوع منذ آخر مرة التقينا فيها؟ يا لها من مصادفة، إنه اليوم الذي أتت فيه ليليان يورك وتحدثت عن الوجبات الخفيفة.”
رأى كلود الطفلة تجفل. لكن ذلك حدث لجزء من الثانية. نظرت إليه بعينيها البريئتان والنقيتان وكأن شيئاً لم يحدث.
“هـيـهـي، أبـي، أردت رؤيـتـك! بـحـجـم الـسـمـاء! إلـى هـذا الـحـد!”
قالت وهي ترفع ذراعيها القصيرتين في الهواء وصنعت دائرة. وفي محاولة لصنع دائرة أكبر، رفعت الطفلة نفسها على أصابع قدميها وحاولت بذل قصارى جهدها.
فيليكس، الذي يقف خلفها، أبدى تعبير وجه راضي للغاية وكأنه والدها.
“فيليكس.”
“نعم، جلالتك.”
“خذ مائة خطوة إلى الوراء.”
“….”
لم يعجب كلود تعبير وجه الفارس لسبب ما، فأبعده حيث لن يكون مرئياً. ابتعد فيليكس ويبدو أنه لا يعرف ما فعله لإثارة غضب سيده مرة أخرى.
بعد ذلك، نظرت آثاناسيا إلى فيليكس وكلود ذهاباً وإياباً بحيرة. حدق كلود في الطفلة.
“ما الأمر؟”
من سؤال كلود، جفلت الطفلة بتفاجؤ.
“آثي يمكنها أن تفعل ذلك بنفسها!”
ماذا بالضبط؟ من حديثها المفاجيء وغير المتوقع، عبس كلود. لا يعرف كيف فسرت تعبير وجهه، لكن الطفلة بدت مصممة وحركت جسدها بسرعة.
لهثت الطفلة.
بعد لحظة، أصبح كلود عاجزاً عن الكلام. اقتربت الطفلة من الكرسي المقابل لكلود. ثم حاولت أن تفعل كل ما في وسعها لتسلق الكرسي. تذكر كلود أن الشخص الذي يساعدها على الجلوس على الكرسي أثناء وقت الشاي لم يكن سوى فيليكس. ولكن بما أن كلود قد أرسل فيلكس بعيداً، فليس هناك من يساعد الطفلة.
نظر كلود إلى الفارس ورآه يجفل، وهو يراقب ما يحدث مع الطفلة. بدا فيليكس وكأنه يريد الركض ومساعدة الطفلة على الفور.
حرك الإمبراطور عينيه مرة أخرى، ولفت انتباهه الطفلة التي لا تزال تحاول تسلق الكرسي. الآن بوجه أحمر، ظلت تحاول تسلق الكرسي. وبغض النظر عن مدى صعوبة محاولتها، فقد فكر كلود أن الأمر مستحيل.
شعرت الطفلة بتحديقه، وبدأت تحاول بجهد أكبر الجلوس على كرسيها. بعد مشاهدتها بصمت، وقف كلود أخيراً من على كرسيه.
“هل تعتقدين أنكِ تستطيعين أن تفعلي ذلك بتلك الرجلين القصيرتين؟”
ربما كان ذلك مجرد خياله، لكن كلود شعر بنظرات استهزائية منها مرة أخرى. ولكن عندما التقت أعينهما، بدت الطفلة حزينة وأنّت بشكل يرثى له.
على الرغم من شعوره بالريبة للحظة، مد كلود يديه نحو الطفلة. وعندما رفعها كما يفعل فيليكس عادة، وصل إلى أنفه رائحة هادئة ممزوجة برائحة العشب. ساعد كلود شخصياً الطفلة في الجلوس على كرسيها.
عندما التقت أعينهما مرة أخرى، ابتسمت له الطفلة بلطف.
“هيهيهي، شكراً لك، أبي!”
بدأ كلود يشعر بالغرابة.
بعد ذلك، خطى على العشب وهو في طريقه عائداً إلى كرسيه. ثم أمر خدم القصر الذين ينظرون إليه.
“أحضروا ما تم إعداده.”
“نعم، جلالتك.”
وسرعان ما تم وضع مجموعة من الحلويات اللذيذة أمام أعينهما. عند رؤيتهم، اتسعت عينا الطفلة بدهشة.
“كلي.”
وضع كلود الشاي الساخن أمامه، وحدق في آثاناسيا. بدت الطفلة مرتبكة وهي تنظر إليه.
“شكراً لك على الطعام!”
ولكن وكأنها لم تفكر سوى بالحلوى، رفعت الطفلة شوكتها بعينين متلألئتين.
على الرغم من أنها لا تعرف السبب، إلا أنها بدت سعيدة للغاية لأن كلود غيّر رأيه بعد أن أعلن أنه لن يقدم لها وجبات خفيفة لفترة من الوقت.
راقب كلود الطفلة التي بدأت تأكل الكعكة بالفراولة.
“يبدو أنكِ تعتقدين أنه لذيذ.”
“إنه لذيذ!”
نعم، يجب أن تكون لذيذة لأن طهاة القصر صنعوها بعناية فائقة.
كما سمع كلود من فيليكس أن الطفلة لم تأكل أي شيء حلو لمدة أسبوع. كما هو متوقع، جاء الأمر من ليليان يورك.
لكن كلود فكر أنه ليس بحاجة إلى اتباع أوامرها. وليس لديه سبب لإتباع طريقة تعليمها على أي حال.
وضع ذقنه على يده وحدق في وجه الطفلة السعيدة بعينين ضيقتين.
“بما أنني أراكِ تأكلين جيداً، لا يسعني إلا أن أتساءل عما إذا كنتِ قد أتيتِ لرؤيتي بغرض تناول الوجبات الخفيفة.”
على الرغم من أن كلود بدا وكأنه يتحدث إلى نفسه، إلا أن صوته الهاديء وصل لها.
آثاناسيا، التي كانت تضع الكعكة في فمها حتى أصبح خديها ممتلئين، تجمدت فجأة. التقت عيناها المستديرتان المتسعتان بعينيّ كلود الضيقتان. اهتزت عيناها لجزء من الثانية حتى ابتسمت ببراءة وكأنها تخبره، لا أعرف شيئاً!
“إنه لذيذ أكثر لأن آثي تأكل مع أبي!”
“لكنني لا آكل تلك الكعكة معكِ.”
من اجابة كلود، بدأت الطفلة بالسعال. وسرعان ما أتى خادم القصر، الذي كان يقف في مكان قريب، وقدم الحليب للطفلة.
أمسكت الحليب وشربته ونظرت إلى كلود مرة أخرى بابتسامة غبية.
“هيهي، يريد أبي أن يأكل الكعكة مع آثي، أليس كذلك؟”
كيف وصلت إلى هذا الإستنتاج؟
“أنا لا أحب الحلويات.”
“أبي، آه~”
ومدت الطفلة شوكتها إليه. رفع كلود أحد حاجبيه من تصرف آثاناسيا.
هناك قطعة من الكعكة بالفراولة على الشوكة.
لقد أخبرتها للتو أنني لا أحب الحلويات، فما هذا؟
“آثي تحب هذا حقاً حقاً، لكنني سأعطيه لأبي فـقـط لأن آثي تـحـب أبي أكـثـر مـن أي شـخـص آخـر في العالم!”
وصلت كلماتها ذات النبرة الغريبة إلى أذنيه.
“يبدو أن الأميرة تريد أن تطعمك شخصياً الكعكة التي هي تحبها، جلالتك.”
فيليكس، الذي تحرك نحوهما سراً، همس في أذن الإمبراطور.
“عادةً، يميل الأطفال في عمر الأميرة إلى مشاركة ما يحبونه مع الشخص الذي يحبونه–“
“فيليكس، عد إلى حيث كنت.”
“نعم…”
بعد أن عبس فيليكس وابتعد، نظر كلود إلى الطفلة التي أمامه بعينان غريبتان للغاية. آثاناسيا لا تزال تمد ذراعها إليه وهي تبتسم. طاولة الشاي المستديرة ليست كبيرة، لذلك لو انحنى كلود نحوها أقرب قليلاً سيكون قادراً على أكل كعكتها.
ولكن لماذا قد يفعل شيئاً محرجاً جداً كهذا؟
نظر حوله ليرى خدم القصر القريبين ينظرون إليه هو والطفلة بعيون متوترة إلى حد ما ومترقبة. عندما شعروا بنظرات كلود، جفلوا وأحنوا رؤوسهم على الفور.
عبس كلود أكثر وعاد لينظر إلى ما أمامه. إنه يشعر بشيء لا يستطيع وصفه تماماً. الشعور ليس سيئاً بالضرورة؛ إنه أشبه بشيء يدغدغه…
عندها، سقطت قطعة الكعكة التي كانت على الشوكة على الطاولة. تناثرت كريمة الكعكة المخفوقة على الطاولة. والفراولة الحمراء مرئية بوضوح أعلاه.
“….”
شعر كلود بالذهول قليلاً، ونظر على الفور إلى الطفلة. فغرت الطفلة فاهها وهي تحدق في قطعة الكعكة المشوهة. عند إلقاء نظرة فاحصة، رأى كلود أن ذراع الطفلة الممدود ترتجف. يدها ترتجف لأنها مدت ذراعها لفترة من الوقت، لكن كلود وخدم القصر المحيطين بالجوار فسروا هذا التصرف بشكل مختلف.
عبس عندما شعر أن الجميع يحدقون به. كما لو أن خدم القصر نسوا من هو للحظات، صرخت أعينهم قائلة له ‘كيف أمكنك ذلك!’. تغير الجو من حولهم، كما لو أنه رفض الكعكة المقدمة من الطفلة له عمداً. حتى فيليكس، الذي يقف بعيداً جداً، بدا مصدوماً وخائب الأمل من سيده.
عند شعوره بهذه النظرات، شعر الإمبراطور وكأنه أصبح الشخص الأكثر وحشية وقسوة في العالم. فتح كلود فمه، وهو يشعر أنه يجب أن يقول شيئاً ما.
“لقد أصبحت الطاولة متسخة.”
هذا ما خرج من فمه. وساءت الطريقة التي ينظر بها الآخرون إليه. حتى كلود نفسه جفل مما قاله دون قصد، فلزم الصمت.
“آ-آثي… آثي لم تسقطها عمداً…”
بدأت الطفلة في شرح تصرفها.
الآن، نظر خدم القصر القريبين منهما وفيليكس إلى الإمبراطور باتهام. أعطاهم كلود نظراته الباردة.
وأخيراً عادوا إلى رشدهم، وسرعان ما قاموا بتغيير تعبيرات وجوههم ونظروا بعيداً. لكن فيليكس استمر في التحديق به وكأنه يوبخ كلود.
تجاهل كلود الفارس وحرك عينيه مرة أخرى.
عندما التقت أعينهما، الطفلة، التي كانت عابسة، ابتسمت له بإشراق.
“هيهي.”
“….”
من المؤكد أن كلود التقط تعبير وجهها المتغير هذه المرة. فكانت الطفلة تنظر إليه باستهزاء. كان لعينيها بالتأكيد لمحة من العداء تجاهه.
“إذن ستُنهي آثي هذا بمفردها!”
ولكن على الفور عندما التقت أعينهما، تظاهرت الطفلة وكأن شيئاً لم يحدث وابتسمت له ببساطة. كان تصرفها وقح جداً. ومع ذلك، لمواجهة هذا، شعر بالقلق قليلاً بشأن ما حدث في وقت سابق. بالطبع لم يكن ملزماً بقبول وأكل الكعكة المقدمة له من الطفلة. ولكن عندما رأى القطعة المتناثرة من كعكة الكريمة المخفوقة، شعر جزء منه بشكل غريب بعدم الإرتياح الشديد.
بدا أن آثاناسيا غير راضية عنه بسبب الحادث في وقت سابق. وجهها العابس في وقت سابق، قبل أن ينتبه لها، كان بالتأكيد وجه شخص مستاء.
ضيق كلود عينيه أكثر، وجفلت الطفلة من نظراته. ابتسمت بابتهاج أكثر وحركت يديها.
خدم القصر القريبون منهما، الذين لا يعرفون ما رآه كلود في آثاناسيا، نظروا إلى الأميرة بشفقة. نظراً لأنهم كانوا يضايقونه منذ وقت سابق، تساءل كلود عما إذا كان ينبغي أن يعاقبهم جميعاً، لكنه قرر عدم القيام بذلك. لقد أدرك أنه يصبح أكثر حساسية عن المعتاد عندما يتعلق الأمر بالطفلة.
“إنه لذيذ، هيهيهي.”
أعطته الطفلة ابتسامة نقية مرة أخرى. رأى كلود كريمة بيضاء مخفوقة على زاوية فمها وكان على وشك أن يمد يده بشرود ذهن. لكنه عبس وبقي ساكناً بدلاً من ذلك. إن القيام بشيء كهذا ليس من طباعه.
كان وقت الشاي بعد أسبوع يسير بشكل مماثل للمرة السابقة.
********************
“جلالتك، أنت بجدية أكثر من اللازم…”
“كن هادئاً.”
بعد وقت الشاي، تحرك الفارس بحذر لجانب الإمبراطور وتحدث معه. تصرف فيليكس وكأنه هو نفسه آثاناسيا التي رفضها كلود سابقاً. على الرغم من أن كلود قاطعه ببرود، إلا أن فيليكس واصل الحديث، الأمر الذي أصبح مزعجاً للغاية له.
“لا أستطيع أن أصدق أنك رفضت بهذه القسوة الكعكة التي قدمتها لك الأميرة الجميلة. أنا متأكد من أن الأميرة آثاناسيا تألمت للغاية.”
فكر كلود أن فيليكس، كإنسان له فم، يجب أن يتحدث بدقة أكثر.
لم يرفض كلود الكعكة. حدق فيها فقط حتى سقطت قطعة الكعكة من تلقاء نفسها.
ومع ذلك، لم يشعر كلود بالراحة أيضاً، لذلك ألقى بصمت نظرات انزعاج على فيليكس.
“أبـــي~!”
ثم أتت آثاناسيا إلى كلود بعد الإنتهاء من القيام بشيء ما وهي جالسة.
عندما انتهى وقت الشاي، ركضت الطفلة إلى زاوية الحديقة بدلاً من العودة فوراً إلى قصر روبي. كان الإمبراطور والفارس يجريان محادثة قصيرة بينما كانت الأميرة تلعب بمفردها في حقل الزهور البيضاء.
كانت تحمل شيئاً في يدها وهي تركض نحوهما. وعندما اقتربت منهما، أخفتها خلف ظهرها. بتساؤله ما يعنيه هذا التصرف الغريب، أمال كلود رأسه. فيليكس، الذي بدا وكأنه فهم شيئاً ما، أعطى إشارات للإمبراطور بالسر.
وبحسب ما يحدث، فإن الطفلة تتعمد إخفاء شيء ما عن كلود، وفيليكس يقول له أن يلعب معها…
تجعد جبين كلود قليلاً.
“أبي، هذه هدية!”
وسرعان ما وقفت آثاناسيا أمام كلود ومدت يدها وهي تبتسم. لقد أظهرت الآن ما كانت تخفيه خلف ظهرها.
بعد رؤية ماذا يكون، رفع كلود ببطء أحد حاجبيه.
“واو، إنه تاج زهور جميل.”
أجاب فيليكس وهو يبدو مندهشاً بدلاً من كلود.
“لقد حاولت آثي جاهدة أن تنجح بينما كنت أفكر في أبي!”
ما تم تقديمه أمام كلود هو تاج زهور المصنوع من الزهور الأرجوانية. كنت أتساءل عما كانت تفعله بيديها، وهي جالسة في زاوية الحديقة.
ومع ذلك، أن تسلمه تاج زهور… هل تعتقد حقاً أنه سيقبله؟
“إنه جميل جداً يا أميرة.”
أثنى فيليكس على تاج الزهور الذي في يد الطفلة ونظر إلى كلود. كانت إشارات عينا فيليكس لكلود واضحة جداً لدرجة أنها جعلته يرغب في التصرف عكس هذا تماماً.
“إنه خشن وصغير جداً بالنسبة لي لأرتديه.”
نظر كلود بلامبالاة إلى تاج الزهور الأرجواني. ومع ذلك، فهو لم يكن يكذب تماماً. تاج الزهور صغير جداً بحيث لا يمكن أن يرتديه. بدلاً من أن يكون تاج زهور، من الممكن أن يكون سوار.
“هل هو صغير؟ إنه يناسب آثي تماماً.”
أمالت الطفلة رأسها بعد سماع رد كلود.
“كم هذا غريب. هل رأس أبي كبير إلى هذا الحد؟”
لكن هل كان ذلك مجرد خياله؟ لسبب ما، بدت وكأنها كانت تضايقه. نظرت ذهاباً وإياباً بين تاج الزهور ورأس كلود وكأنها لا تستطيع أن تفهم. الطريقة التي نظرت بها إليه كانت تحمل لمحة من العدوانية.
“نعم، يبدو أن تاج الزهور قد يكون صغيراً جداً بحيث لا يمكن لجلالته أن يرتديه.”
كما لو أنه لم يكن بالفعل خيال كلود، ابتسم فيليكس أيضاً وهو ينظر بين تاج الزهور وكلود. أخذ الفارس تاج الزهور وحاول وضعه على رأس كلود.
“لكن قد يكون مناسباً إذا حاول جلالته أن…”
“فيليكس، هل تريد أن تموت؟”
من الواضح أن كلود لم يسمح لفيليكس بالتصرف بطريقة غير محترمة. من صوت كلود الجليدي، أخفض فيليكس ذراعيه على الفور.
ثم صرخت الطفلة وكأنها تفاجأت بعد رؤية تفاعلهما.
“هذا صحيح! رأس أبي أكبر بكثير من رأس آثي!”
“….”
“آثي لم تكن تعلم أن رأس أبي كبير إلى هذا الحد! عندما تصبح آثي شخصاً بالغاً مثل أبي لاحقاً، هل سيكون رأسي أيضاً كبيراً مثل القمر المكتمل؟”
اهتزت عينا كلود. هذه الطفلة بالتأكيد متهورة. عندما فكر في توبيخها، لم يعرف كلود على ماذا يجب أن يوبخها بالضبط. أيضاً، مجرد حقيقة أن حالته المزاجية ساءت بسبب كلماتها التي تبدو ساخرة بدا أمراً طفولي.
“أبي، أبي، آثي حقاً ستصنع لك واحدة أجمل لاحقاً!”
سواء كانت تعرف ما يفكر فيه كلود أم لا، ابتسمت الطفلة مرة أخرى.
لسبب ما، بدأ كلود يشك بشدة في الطفلة. هل هي جاهلة حقاً عندما تقول كلمات مزعجة أحياناً؟ ومع ذلك، فحتى تفكيره هكذا في حد ذاته قد يبدو غير ناضج.
“بما أن هذا لا يناسب أبي، يمكنك الحصول عليه، فيليكس.”
“حقاً؟ هل هذا حقاً لي يا أميرة؟”
“نعم! إنها هدية!”
عندما رأى فيليكس وآثاناسيا يتحدثان بسعادة مع بعضهما البعض، ساء مزاج كلود بشدة لسبب غير معروف.
“كيف يبدو يا أميرة؟ هل يبدو جيداً عليّ؟”
إن تاج الزهور صغير جداً بحيث لا يناسب رأس كلود، لذلك من المستحيل أن يناسب رأس فيليكس أيضاً. إن تاج الزهور الذي تم صنعه ليناسب رأس طفل لن يكون قادراً على أن يناسب رأس رجل بالغ.
لكن الطفلة أهدت تاج الزهور لفيليكس وكأنه سيناسبه وليس كلود. أخذ الفارس تاج الزهور على الفور ووضعه على رأسه.
“واو! إنـه يـنـاسـب فـيـلـيـكـس تـمـامـاً!”
“إنه لشرف كبير أن أحصل على تاج زهور من صنعكِ يا أميرة.”
فيليكس، الذي يرتدي تاج الزهور الصغير على رأسه، بدا غبياً. ولكن عندما رأته الطفلة صفقت بيديها وضحكت بمرح. بتاج الزهور على رأسه، غادر فيليكس بعد أن قال أنه سيرافق الطفلة إلى قصر روبي.
“أنت تبدو مروعاً.”
في تلك الليلة، تحدث كلود إلى فيليكس بصوته البارد الغاضب. ارتدى فيليكس تاج الزهور الخاص بالطفلة طوال اليوم. في الواقع، ارتداه فيليكس عندما أتى لتقديم تقرير اليوم إلى كلود.
“من بين جميع الهدايا التي تلقيتها في حياتي، هذه هي المفضلة لدي.”
على عكس فيليكس الذي بدا مرحاً للغاية، كان كلود في حالة مزاجية سيئة طوال اليوم. كل هذا بالتأكيد بسبب تاج الزهور.
“لقد طلبت مني الأميرة أن أعطيك هذه بالنيابة عنها، جلالتك.”
ثم أظهر فيليكس ما كان يخفيه خلف ظهره وهو يواصل الإبتسام.
“إنه تاج زهور صنعته الأميرة في قصر روبي وهي تفكر فيك.”
إنه تاج زهور بيضاء.
“في حقل الزهور بجوار قصر روبي، اختارت الأميرة أجمل الزهور وصنعتها بيديها. وقالت أنك ستبدو جيداً بالزهور البيضاء.”
عندما رأى كلود الزهور البيضاء، تشكل تموج صغير في عينيه.
“إنه لا يزال خشن.”
بعد سماع صوت كلود الهاديء والمنخفض، ضحك فيليكس لأنه فكر أن كلود ليس صادقاً مع نفسه حقاً.
بعد أن غادر الفارس، أصبح كلود وحده في غرفته. حدق في تاج الزهور البيضاء أمامه لفترة طويلة جداً حتى مد يده نحوها ببطء. في اللحظة التي لمست فيها يده البتلات الناعمة، ظهرت ذكرى من الماضي في عقله.
في الذكرى حقل زهور بيضاء يقع بين قصر روبي وقصر جارنيت.
وفي ذلك الحقل، استدارت ديانا نحوه وابتسمت له.
وهذه الزهور البيضاء التي أرسلتها آثاناسيا له هي التي أثارت ذكريات كلود المنسية.
رغم أن تاج الزهور خشن، لكن كلود لمسه بعناية شديدة لفترة طويلة.
حتى يوم وفاته، لن يعلم أحد أن كلود قد ألقى بتهور سحر الحفظ على تاج الزهور هذا ووضعه في مكان سري للغاية.
<القصة الجانبية الرابعة انتهت>