Who made me a princess - 190
بعد ذلك، عاش كلود بقلب مثقل. كلما تذكر ما حدث في الحديقة، شعر بشكل غريب وكأن صخرة كبيرة غارقة بداخله.
وبعد أيام قليلة، تفاجأ كلود تماماً بما سمعه. كانت الطفلة مستاءة من فيليكس لأول مرة.
[لا تتحدث عن ماما مع بابا.]
[بابا لا يحب عندما يتم ذكر ماما.]
[إذن ماذا لو كره بابا آثي أيضاً إذا قلت أنني أريد رؤية ماما؟]
كانت لديها مثل هذه الأفكار.
ربما الكبار مخطئين في اعتقادهم أن الأطفال لا يعرفون شيئاً بينما يكونون أطفالاً. تذكر كيف قام قبل بضعة أيام، أثناء وقت الشاي، بتوبيخ فيليكس ببرود عندما كان يتحدث عن ديانا. في تلك اللحظة، لا بد أن الطفلة ظنت أن كلود لا يحب ديانا.
بعد السماع عن تلك الحادثة من فيليكس، ضاق صدره بشكل لا يوصف لسبب ما.
“جلالتك، ما رأيك في إظهار السيدة ديانا للأميرة آثاناسيا؟ باستخدام سحرك، سيكون ذلك ممكناً.”
توسل إليه فيليكس، لكن كلود لم يرد. لكن مثل المرة السابقة، لم يمنع أيضاً ما يخطط له فيليكس.
اعتبر الفارس صمت سيده بمثابة موافقة.
ما هذا الشعور بالضبط؟ ما زال غير قادر على تقبل وجود الطفلة التي وُلدت بعد قتل ديانا. لكن لبعض الوقت، بدأ ينشأ بداخله شعور غير مألوف بحجم مماثل للكراهية في قلبه كلما فكر في الطفلة.
“تلك الأغنية من ذلك الوقت.”
“أغنية؟”
“لقد قلتِ أنها أغنية لطرد الأحلام السيئة.”
“آه! أغنية نم يا طفلي!”
“أغنية نم يا طفلي؟”
ولهذا السبب التقى كلود بالطفلة كما أراد فيليكس.
“على أي حال، هذا. غنيه لي.”
أمر كلود الطفلة أن تغني ما غنته له في قصر جارنيت فقط لمجرد نزوة.
وكأنها لا تريد الغناء أمامه، عبست الطفلة للحظات وتظاهرت بأنها لا تعرف عن أي أغنية يتحدث. ولكن في نهاية المطاف، ابتسمت الطفلة بغباء وبدأت في الغناء بعد تهديده غير التهديدي.
عند الإستماع إلى لحنها الحزين، فكر أن الطفلة لا تريد الغناء حقاً. ومع ذلك، وبما أنه لم يطلب منها التوقف أبداً، فقد كررت الطفلة نفس الأغنية. اعتقد كلود أن هذا السلوك مضحك للغاية.
“النجمة الجميلة تحيي وتبتسم. وداعاً لهذا اليوم. سيأتي صباح أكثر تألقاً غداً.”
وبينما تغني، لم يصدق كلود كيف بدأ قلبه المضطرب يهدأ. لقد مر وقت طويل منذ أن شعر بالسلام هكذا عندما يكون مع شخص ما. وكأنه يستمع حقاً إلى تهويدة، أغلق عينيه ببطء. لو نام هكذا، لن يكون الأمر سيئاً.
بالطبع، هذا مجرد تفكير. في الواقع كلود لم ينم. لكن لا بد أن الطفلة اعتقدت بالخطأ أنه نائم، لأنه ظل ساكناً وعيناه مغمضتان.
شعر برياح خفيفة أمام عينيه، فافترض أن الطفلة تلوح بيدها. وكأن هذا ليس كافياً، بدأت الطفلة في وخز خديه بأصابعها، كما افترض. وبينما هو ساكن رغم كل هذا، أحس هذه المرة بأنها تدغدغه حول منطقة صدره المكشوفة بين ملابسه. ذُهل كلود من هذا التصرف غير المتوقع منها. لذلك، لكي يرى إلى أي مدى ستذهب، بقي ساكناً على السرير.
لكن سرعان ما بالكاد نفذ صبره عندما جمعت الطفلة شعره بين أصابعها وبدأت في سحبه.
هذه الوقحة الصغيرة… هل هي تشد شعري؟
ثم تذكر الطفلة وهي تحدق وتنبهر كلما رأت شعره. ومجموعة جواهرها واهتمامها بتمثال الملاك، من المؤكد أن هذه الطفلة تحب أي شيء يلمع.
تذكر أيضاً الطريقة التي نظرت بها بحماس إلى الجواهر المزخرفة على العرش.
بشخصيته المعتادة، كان عليه أن يفتح عينيه على الفور ويوبخ الطفلة لأنها تجرأت على التصرف بوقاحة أمامه. لكنه عبس قليلاً جداً؛ واستمر في التظاهر بالنوم ولم يحرك جسده.
“هل جلالته نائم؟”
ثم من صوت فيليكس وهو يدخل الغرفة، توقفت الطفلة عن شد شعره وكأنها تفاجأت.
“نـ-نعم.”
“يا له من أمر نادر. جلالته عادةً لا يخفض حذره أمام الآخرين. لا بد أن أغنيتكِ كانت فعالة جداً يا أميرة.”
على الأرجح فيليكس يعلم أن إمبراطوره في الواقع ليس نائم. تجعدت جبهة كلود لجزء من الثانية بسبب عدم رضاه.
مع عينيه المغلقتان، سمع من دون قصد محادثتهما.
“كما تعلم، هذا حقاً حقاً سر، لكن آثي كذبت بالأمس عندما قلت إنني لا أريد رؤية ماما.”
“هل هذا صحيح.”
“لكن عدم الحاجة لرؤية ماما ليست كذبة.”
من كلماتها التالية، صر كلود على أسنانه.
“آثي لديها بابا.”
… وكأنه يغرق في مياه عميقة، لم يستطع التنفس بطريقة ما.
لاحقاً، نظر كلود إلى الطفلة، التي تصرفت بوقاحة في وقت سابق. جسدها الصغير مدفون بين الوسائد الناعمة. الطفلة التي شدت شعره، وخزت خديه، وفعلت به أشياء غريبة أخرى دون أن تعلم أنه مستيقظ، نائمة وغافلة تماماً عن العالم.
بدا جسدها المنحني بينما تنام على جانبها مثيراً للشفقة إلى حداً ما. تنفسها الإيقاعي ملأ الهواء الصامت في الغرفة. عندما نظر إليها وهي نائمة، هذه الطفلة الصغيرة بالفعل شعر بأنها أصغر.
بعد فترة من الوقت، رفع كلود يده ببطء.
“مم…”
عبست الطفلة قليلاً وحركت فمها لحظة لمسه بيده جبهتها. ربما ذلك بسبب اللمسة الباردة المفاجئة من يده.
على عكس يديه الباردتان قليلاً، جسد الطفلة دافيء جداً. نظر كلود بصمت إلى الطفلة.
[آثي لديها بابا.]
تذكر فجأة ما قالته الطفلة في وقت سابق.
أب… لم يفكر قط في رغبته في أن يصبح شيئاً كهذا. لكن ديانا تصرفت من تلقاء نفسها وأنجبت شيئاً كهذا وماتت.
“جلالتك، هل يمكنني فتح الستائر؟”
ثم سمع صوت فيليكس من خلف الستائر الثقيلة.
“لا.”
أجاب كلود إجابة قصيرة دون أن يرفع يده عن جبين الطفلة.
ومن رفضه ظل الفارس واقفاً خلف الستائر وسأله.
“أتساءل عما إذا كانت الأميرة قد نامت.”
“لقد تم تحقيق رغبتك. هل أنت راضي الآن؟” (كلود)
من المحتمل في هذا الوقت تقريباً أن ترى الطفلة ديانا في حلمها.
عند كلمات كلود اللاذعة قليلاً، لم يرد فيليكس. ومما شعر به خلف الستارة، افترض كلود أن فيليكس تنهد. وفي وسط الصمت الثقيل حدق الإمبراطور في وجه الطفلة النقي. ثم رأى تعبير وجه الطفلة يتغير.
“… إنها تبتسم.”
تمتم كلود لنفسه دون قصد.
بعد سماع تعليقه، بدا فيليكس أكثر إشراقاً.
“لا بد أن الأميرة تحلم حلم جميل.”
جفل كلود. لقد شعر بالغرابة لسبب ما، فتظاهر وكأنه لم يفعل شيئاً للطفلة. ثم تحدث إلى الفارس بسخرية.
“لقد استمرت في غناء أغنية عن طرد الأحلام السيئة، إذن هذا ممكن.”
“نعم. أنا متأكد من أن الآنسة جنية كانت تستمع بعناية إلى صوت الأميرة وأعطتها حلماً جميلاً.”
“أنت تتحدث فقط بالهراء كلما فتحت فمك مؤخراً.”
“هاها.”
من ضحكه في الخارج الذي بدا وكأنه يعرف كل شيء، أصبح كلود في مزاج سيء.
“مم…”
ثم تقلبت الطفلة قليلاً واستدارت وكأنها قد تستيقظ من حلمها.
نظر كلود إليها ووضع يده مرة أخرى على جبهتها ليربت عليها بهدوء.
“كم هذا مزعج. نامي.”
وكأنها سمعت صوته، تردد صدى صوت تنفس الطفلة الإيقاعي اللطيف في أذنيه. ومن فم كلود أيضاً، تسرب نفس صامت وخفيف.
بجدية، الجميع حمقى جداً.
ديانا، التي ماتت بعد أن تركت له هذه الطفلة…
هذه الطفلة، التي تبعته بشكل أعمى لمجرد أنه والدها، رغم أنها لم تتلقى منه أي دفء…
ونفسه، الذي كان ضائعاً ومكافحاً، لا يدري ماذا يفعل بين تناقض الحب والكراهية…
إنهم جميعاً حمقى بشكل مثير للشفقة.
على الرغم من هذه الأفكار، قام كلود بتعبير وجه دافيء وهو ينظر إلى آثاناسيا النائمة. لو كان أي شخص قد رآه، لكانوا مندهشين جداً لدرجة أنهم جميعاً سيديرون رؤوسهم.
ربتت يد ناعمة ولطيفة بخفة على جبين الطفلة المستدير، لتكاد تدغدغها.
لم يعرف كلود، لكن في هذه اللحظة، بدا الإثنين يشبهان أب وابنة دون أدنى شك.
********************
بين دورة الربيع والصيف، مر عامين.
“فليكن الشرف والبركة مع شمس أوبيليا.”
عبس كلود وهو ينظر إلى ليليان يورك الواقفة أمامه. خلال ساعة الصباح الباكر هذه، عادةً تعتني بآثاناسيا. ولكن لسبب ما، طلبت مقابلة الإمبراطور.
“نعم. هل لديكِ ما تقولينه بخصوص آثاناسيا؟”
“نعم، جلالتك.”
أحنت ليليان رأسها بكل احترام لكلود.
سمح لها كلود بالتحدث. لكن ما سمعه منها لم يتوقعه أبداً.
“من فضلك اعذرني على وقاحتي، لكن جلالتك، من فضلك امنع نفسك من تقديم الوجبات الخفيفة للأميرة.”
عبس كلود. ماذا؟ أمنع نفسي من تقديم الوجبات الخفيفة لآثاناسيا؟ كانت كلماتها غير محترمة بشكل لا يصدق. كيف تجرؤ على أن تقول لي ماذا أفعل.
“يا له من أمر مذهل. لقد سمحت لكِ بالتحدث نظراً لأهمية الأمر، ولكن بالتفكير أنكِ ستثرثرين بمثل هذا الهراء.”
تحدث بصوته العميق حيث ساء مزاجه بشكل صارخ.
لكن ليليان يورك، التي أصبحت جريئة جداً مؤخراً، لم تتراجع واستمرت في التحدث.
“هذه مسألة مهمة للغاية بالفعل. أتساءل عما إذا كنت لم ترى الأميرة آثاناسيا وهي تعاني من تسوس الأسنان، جلالتك؟ في الواقع، إنها تعاني من المزيد من الألم عادة بعد زيارة قصر جارنيت، لذلك أرجو من شمس أوبيليا أن يتوقف عن تقديم الوجبات الخفيفة.”
احتوت كلماتها على تلميح لإتهام كلود بتقديم طعام حلو دون قصد لطفلة تعاني من تسوس الأسنان. بمعرفة هذا المعنى وراء كلماتها، لم يسع كلود إلا أن يسخر بعدم تصديق.
كلما تأتي الطفلة إلى قصره تنظر إليه بعينين متلألئتين لأنها تريد الوجبات الخفيفة. وهكذا لم يعطها إلا ما أرادت. لقد اعتقد بالطبع أنه لا ينبغي أن يعطي الأطعمة الحلوة لطفلة تعاني من تسوس الأسنان. لكن لسبب ما، لم يستطع أن يرفض بسهولة، خاصة عندما تنظر إليه والترقب يلمع في عينيها.
كما يمكن للسحر أن يعالج تسوس الأسنان بسهولة. لكن بحسب فيليكس، عارضت ليليان هذه الفكرة. وأعربت عن اعتقادها أنه من المهم أن تتعلم الطفلة كيفية ضبط النفس، بدلاً من تخفيف الألم على الفور. ومن ثم، عانت الطفلة من آلام شديدة في الأسنان، دون أن تعلم أنه يمكن علاجها بالسحر خلال ثانية واحدة.
عندما التقت الطفلة بكلود، بدت أحياناً بائسة ويرثى لها بسبب الألم. حتى كلود نفسه كاد يشعر بالسوء عندما شاهدها تعاني.
اخترقت نظراته الجليدية ليليان. لم أكن أعلم أن هذه المرأة لديها هذا الجانب القاسي. عند رؤية طفل يعاني كثيراً، عادةً ما يساعد الشخص الطفل فقط، هكذا فكر كلود لأنه شعر بغضب لأسباب غير معروفة.
“إذن، أتوسل إلى جلالتك.”
“قد يظن المرء أنني أشعر بالقلق من عدم تقديم وجبات خفيفة لآثاناسيا.”
على الرغم من أنها تعرف أن كلود أصبح منزعجاً، إلا أن ليليان أحنت رأسها باحترام. بحركة يد باردة، جعل ليليان تغادر قصر جارنيت.