Who made me a princess - 188
عندما فتح عينيه مرة أخرى، شعر بشيء يضرب جبهته. أصبح محتاراً قليلاً بشأن من تجرأ على دخول غرفته وإيقاظه من قيلولته.
فتح كلود عينيه. ثم رأى الطفلة متجمدة في مكانها ويدها في الهواء. لا يعرف ماذا تفعل. لم يكن كلود مستيقظاً تماماً من نومه، فقد تساءل كلود بشرود عن سبب وجود هذه الطفلة هنا الآن.
آه، الآن بعد أن فكرت في الأمر، ربما طلبت من فيليكس إحضار الطفلة لنتناول العشاء معاً…
“نـ-نم يا طفلي…”
ثم، فجأة، أنزلت الطفلة ذراعها وبدأت في التربيت على صدره. لم يفهم هذا الموقف، حدق كلود فقط في وجهها.
“القمر يبتسم. وداعاً لهذا اليوم. الطفل يبتسم للنجمة.”
تردد صدى صوت غناء الطفلة الهاديء في أذنيه.
“صباح أكثر تألقاً سيأتي غداً. فقط فلتحظى بأحلام جميلة. ليلة سعيدة، طفلنا.”
من الممكن أن يكون مجرد خياله، لكن كلود فكر أن صداعه قد تلاشى قليلاً وهو يستمع إلى الصوت.
“ما هذه الأغنية؟”
فتح كلود فمه ببطء وسأل.
أجابت الطفلة بسرعة.
“إنها أغنية تقول وداعاً للأحلام السيئة.”
هل اعتقدت أنه كان يعاني من كابوس بسبب وضعية نومه غير المريحة؟ ولكن عندما رأى الطفلة في اللحظة التي استيقظ فيها، كان تعبير وجهها غريباً جداً في وقت سابق. بشعور غريب، نظر كلود إلى الطفلة التي كانت تربت على صدره.
ثم حيته الطفلة بابتسامة مشرقة.
“صباح الخير، بابا!”
لم يستطع فهم سبب شعوره بضيق في صدره فجأة. غير قادر على قول أي شيء، حدق كلود في الطفلة. يبدو أن فيليكس هو الذي أحضر الطفلة إلى غرفته.
متجاهلًا الضيق في صدره بسبب الأغنية، أمر كلود بأن يحظيا بالعشاء.
في وقت لاحق، حدق كلود في وجه الطفلة وعلّق.
“برؤية بشرتكِ المشرقة، لا بد أنكِ بخير.”
بدت الطفلة مريضة قليلاً، ربما بسبب سقوطها في البحيرة في ذلك اليوم. لم يستطع بالكاد تحمل أن ينظر إلى الطفلة وهي مريضة جداً. وهي أمامه، بدت بالفعل وكأنها لا تأكل بما يكفي. لكن كلود تظاهر بتجاهل هذه الحقيقة ورد بتصرف بارد.
بعد أن غادر ضفة البحيرة بمفرده، سمع أن الطفلة قد بكت كثيراً. لو لم يرفعها كلود من البحيرة، لكانت قد ماتت. من المفهوم أن الطفلة البالغة من العمر خمس سنوات ستشعر بالخوف. بالإضافة إلى ذلك، عندما طلبت الطفلة المساعدة، حدق كلود في وجهها ببساطة، ولم يتحرك خطوة واحدة من مكانه. فكر أن نفسيتها لا بد أنها قد أثرت على مرضها. ومع ذلك، لم يزر كلود الطفلة. ولا لمرة واحدة.
الحقيقة، أنه لم يكن لديه الوقت. بعد الحادث الذي وقع في البحيرة، عرف أنه لم يكن في حالة ذهنية صحيحة. لقد كان في حالة ذهول حيث أن الإضطراب العنيف بداخله أثر عليه تماماً. ثم كان يعاني من الشعور بالفقدان والألم، ومثل المجنون كان يدمر كل شيء في القصر. كانت هناك لحظات يفقد فيها نصف وعيه وهو يشعر بالألم الشديد في رأسه.
وبالتالي، كانت القيلولة السابقة هي النوم الوحيد الذي حصل عليه منذ فترة. والطفلة ليست الوحيدة ذو البشرة الشاحبة؛ كلود أيضاً في حالة مماثلة.
على الرغم من أنه، حتى لو كان في حالة أفضل، فلم يكن ليرغب أي ذرة من قلبه في القيام بزيارة شخصية للطفلة في قصر روبي على أي حال.
“هيهي، أصبح بابا جميلاً أيضاً!”
ولكن وكأن شيئاً لم يحدث منذ أيام قليلة، ابتسمت له الطفلة كالحمقاء. إن الأمر وكأنها نسيت حادثة البحيرة بالفعل.
بالطبع، لا يبدو أنها نسيت بالفعل ما حدث. على الرغم من الحادثة، إلا أن الطريقة التي ابتسمت بها له كانت غريبة تماماً وغير متوقعة لدرجة أن كلود أدرك أنه شعر بالعجز عن الكلام.
راقب وجه الطفلة التي بدأت تأكل. لملامح وجهها بعض السمات المشابهة للمرأة في ذاكرته. حسناً، إنهما مرتبطين بيولوجياً، لذلك هذا طبيعي.
بينما كان يحدق بها، بدأ يشعر بمشاعر مضطربة مستعرة في قلبه. تجاه الطفلة التي أمامه، تذبذبت مشاعر الكره الذي لا يمكن احتواؤه والإشمئزاز الشديد.
مع وجبة لم يمسها تقريباً، نظر كلود فقط إلى الطفلة وهي تأكل ثم أنهى وقت العشاء.
********************
عندما يشاهد الطفلة، يكون لدى كلود في كثير من الأحيان أفكار قاسية. هل يجب أن أقتلها اليوم؟ الطفلة التي أمامي، أليس من الأفضل أن أمحي وجودها؟ عندما يواجه الطفلة، يشعر أحياناً بوجود نية قتل شديدة تتدفق بداخله. لم يعبر عن ذلك، لكن هناك أوقات فكر فيها أن الصداع الشديد، الذي يشعر به كلما يكون مع الطفلة، يقوده إلى الجنون. وفي كل مرة الصوت الكئيب بداخله لا يفوت فرصة ويهمس في أذنيه. ستكون أفضل إذا قتلتها الآن.
إنه سهل. ما عليك سوى جمع القليل من السحر في يدك ومد يدك نحوها. كان الصوت عذباً وجذاباً لدرجة أنه هناك لحظات أراد فيها كلود حقاً أن يميل نحو هذه الرغبة.
ولكن كلما راودته هذه الأفكار، يقمع كلود نية القتل الهائجة ويعيد الطفلة. يعلم أن هذه الهمسات والأفكار من الآثار الجانبية لإستخدام السحر الأسود. بعد أن ماتت ديانا وقام بقتل كل من في قصر روبي، أراد تدمير الطفلة في النهاية. لكنه ابتعد دون أن يأخذ حياة الطفلة. بعد ذلك مباشرة.
دفن كلود ذكرياته. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية بعد ذلك، كان قادراً على أن يكون في سلام، محاطاً بالفراغ الخبيث.
“بابا، أردت أن أراك!”
في صباح أحد الأيام المشمسة، وقف كلود ساكناً وهو يشاهد الطفلة تركض نحوه وهي تخطو على العشب الأخضر. يمكنها الركض بحماس هكذا فقط لأنها لا تعرف عن الأفكار القاسية التي تراودني أحياناً. كان وجه الطفلة المشرق والمبتسم نقياً جداً.
ثم فجأة توقفت الطفلة وكأنها نسيت شيئاً ما.
“شكراً لك على دعوة آثي لوقت الشاي.”
سيدة إلويس، أليس كذلك؟
لا بد أن الطفلة قد تعلمت طريقة جديدة للتحية لأجل وقت الشاي من مدرسة الآداب.
بغض النظر عن مدى صعوبة تظاهر الطفلة بأنه بالغة، إنها مجرد طفلة في النهاية. عندما أمسكت فستانها الرقيق المزين بينما كانت تُحيي وتتظاهر بأنها سيدة، حتى أن كلود فكر أن مظهرها كان لطيفاً للغاية.
فيليكس، الذي كان يتبع الطفلة، لديه بالفعل ابتسامة دافئة على وجهه. كما نظر خدم القصر المحيطون إلى الطفلة بدهشة. وجوههم مثل فيليكس، حيث ينظرون جميعاً بتعبيرات وجه انبهار. لسبب ما، لم يعجب كلود هذا.
سرعان ما رفعت الطفلة رأسها مرة أخرى وابتسمت بإشراق لكلود. لكن في مثل هذه الحالة، لم يعرف كلود كيف يتفاعل. اهتزت عينيه.
“فيليكس.”
كلود ليس من النوع الذي سيضيع الوقت في التفكير الذي لا قيمة له. دون أن يقول أي شيء آخر، نادى فيليكس. كان يقصد أن يساعد فيليكس الطفلة على الجلوس على كرسيها. نظراً لأن الطفلة صغيرة جداً، لم تستطع الجلوس على الكرسي بنفسها.
بالطبع، أن يرفع كلود الطفلة شخصياً إلى الكرسي ليس خياراً حتى.
في اللحظة التالية، لاحظ الإمبراطور الفارس وهو ينظر إليه وكأنه غريب. الأمر وكأن عينا فيليكس تخبر كلود، كيف أمكنك أن تكون غير مبالي حتى بعد رؤية جاذبية الأميرة الرائعة اللطيفة؟ أصبح كلود في حالة من عدم التصديق عندما رأى بقية خدم القصر وهم يبدون وكأنهم يتفقون مع فيليكس، وهم ينظرون إليه بعيون غريبة للغاية.
اعتقد كلود أيضاً أن الطفلة لطيفة جداً. بالتفكير أن طفلة كهذه هي ابنته أمر مذهل للغاية.
لكن بالطبع، كلود دائماً يتصرف بلا مبالاة حول الطفلة.
“صباح الخير، بابا!”
ابتسمت الطفلة مرة أخرى بعد أن جلست على الكرسي بمساعدة فيليكس.
من التحية المعتادة، ظل كلود صامتاً.
حالياً، التوقيت غريب في الصباح. عادة ما يحظى الناس بوقت شاي بعد الغداء، حوالي الساعة الثالثة أو الرابعة بعد الظهر. ولكن بعد مرور بعض الوقت، بدأ كلود في مناداة الطفلة خلال هذا الوقت.
لم يعترف بهذا، لكن هذا التغيير حدث منذ حوالي شهر عندما أتت الطفلة إلى غرفته في قصر جارنيت وأيقظته من قيلولته. قالت له، ‘صباح الخير’.
ثم أيضاً. لم يكن الصباح في الواقع، لأن الشمس كانت تغرب. كان كلود قد تأثر بما قالته. في ذلك اليوم أيضاً، شعر كلود بضيق أنفاسه تقريباً لدرجة أنه أصبح عاجزاً عن الكلام لسبب غير معروف. بالإضافة إلى ذلك، شعر بإحساس غريب في قلبه.
شعر بنفس الشيء الآن. كلما حيته الطفلة أثناء وقت الشاي في الصباح، يغلق كلود فمه بقوة ويحدق في الوجه الذي أمامه. أكثر ما لم يستطع فهمه هو تصرفه الغريب المتمثل في الدعوة المتكررة للطفلة والإستماع إلى تلك التحية. لم يستطع كلود فهم نفسه.
“بالأمس، ظهر بابا في حلم آثي!”
“حلم، أنتِ تقولين.”
“آثي، بابا، ليلي، وفيليكس ركبنا معاً عصا مكنسة للذهاب إلى السماء واللعب مع النجوم والقمر!”
“يا له من حلم لا معنى له.”
لم يكن رد فعل كلود هو الألطف، لكن الطفلة لم تهتم. الأمر دائماً هكذا.
“آثي وبابا لعبا على الغيمة، وقد استمتعت آثي بالكثير من المرح.”
قبل أن يدرك هذا، ابتسم كلود بخفة. كان في حيرة من أمره، ولم يعرف ما الذي تتحدث عنه هذه الطفلة. لكنه استمتع أيضاً برؤيتها تثرثر بتلك العينان المتلألئتان.
وفي الوقت نفسه، استمتع كلود وهو يفكر، هل الأطفال عادةً هكذا؟ مهما يكن الأمر، كان لدى كلود ابتسامة باهتة جداً على وجهه.
شعر أن الخادمة، التي أتت لملء فنجان شاي كلود الفارغ، تبدو مندهشة لرؤية هذا.
كما نظرت الخادمة إلى الطفلة المبتسمة قبل أن تتراجع بصمت.
واختفت الإبتسامة من على وجهه. كما لو أنه لم يبتسم أبداً، عاد كلود إلى تعبير وجهه الخالي من المشاعر وراقب الطفلة. ربما بسبب الأرق العائد، شعر بالألم في رأسه قليلاً. لكنه فكر أن الآستمتاع بأشعة الشمس الدافئة وعدم القيام بأي شيء سوى الجلوس يساعد على استرخاء جسده.
“بابا، هل هذا لذيذ؟”
من فنجان الشاي المملوء حديثاً من قِبل الخادمة في وقت سابق، ملأت رائحة مألوفة الهواء.
إنه شاي ليبيه الذي يشربه عادة. توقف كلود وهو ينظر إلى الطفلة التي سألته بدافع الفضول.
“أنا لا أستمتع به من أجل الطعم.”
ولكن كما لو كانت فضولية للغاية، بدأت الطفلة في التذمر من رغبتها في شرب نفس الشاي.
“الرائحة ستكون قوية جداً بحيث قد لا تستطيع الأميرة الإستمتاع بها.”
“أريد أن أجرب! نفس الشيء!”
حاول فيليكس الذي يقف بجانبها أن يمنعها. لكن الطفلة لم تستسلم. لقد بدا مرتبكاً عندما نفخت خديها السمينين بالفعل وطلبت الشاي بعناد.
“أعطها إياها. لا يوجد سبب يمنعها من الحصول عليه إذا كانت ترغب فيه بشدة.”
قال كلود بعد أن شاهدها بصمت. لم يكن يقف معها. في الواقع، كان لديه أفكار شريرة. إن الطفلة التي تأكل دائماً الشوكولاتة وتشرب الحليب مع العسل، بالتأكيد لن تحب الشاي. ولذلك إذا تذوقتها، ستبدو الطفلة مستاءة وتندم على طلبها.
“آثي تحب هذا أيضاً!”
ولكن من المدهش أن الطفلة أحبت الشاي الذي شربته. كلود، الذي كان يتوقع أن تبدو الطفلة مشمئزة، شعر باهتمامه يتضاءل بسبب رد فعلها غير المتوقع.
“إنها مثل زهرة تتفتح في فم آثي!”
تجمد وجه كلود من كلمات الطفلة المبتسمة.
[أنا متأكدة من أن جلالتك سترغب في هذا أيضاً.]
ارتفعت ذكرى من الذكريات المدفونة. كان الصوت اللطيف الممزوج بالضحك والرياح يدغدغ أذنيه.
[يبدو وكأن زهرة تتفتح داخل الفم.]
تداخل وجه المرأة الجميلة مع وجه الطفلة المبتسمة.
[إنه شعور وكأن الربيع قد أتى.]
من هذا المكان الذي يكونوا فيه بالضبط، قالت ديانا كلمات مشابهة جداً.
“يبدو أن الأميرة قد أحبتها.”
وكأن لديه نفس الفكرة، تحدث فيليكس بشوق وحنين.
“هذا شاي ليبيه، الذي يستمتع جلالته بشربه. كما أن السيدة ديانا أحبته حقاً.”
ومن ذكر والدتها بدت الطفلة مهتمة. نظرت بسرعة إلى كلود قبل أن تستدير إلى فيليكس بتلك العينان النقيتان.
“إذن قالت آثي نفس الشيء الذي قالته ماما؟”
“نعم. بدأ جلالته في الإستمتاع بشاي ليبيه بسبب السيدة ديانا. المصدر الخام لشاي ليبيه يأتي من سيودونا. آه، كان هناك وقت استمتع فيه الإثنان بوقت الشاي معاً هنا–“
“ليس لدي مثل هذه الذكرى.”
قطع صوت كلود الجليدي كلمات فيليكس.
“لقد كنت تتحدث بكلمات لا قيمة لها اليوم. أنت صاخب للغاية. غادر.”
حدق كلود ببرود في فيليكس. عرف الفارس أن هناك تحذيراً كامناً في، إذا تحدثت أكثر، فلن أسامحك.
وبعد أن غادر فيليكس تنفيذاً لأمر كلود، ساد صمت شديد في الحديقة. شعر بأن أشعة الشمس الدافئة فوق رأسه في وقت سابق وكأنها تطعنه. شعر أن الطفلة راقبته بصمت لبعض الوقت.
قمع كلود الشعور الكئيب العائد له، وحرك عينيه.
“أنتِ لا تزالين صغيرة على أن تستمتعي بالشاي، لذلك سيكون من الأفضل لكِ أن تشربي الحليب.”
“هيهي، آثي تحب الحليب أيضاً.”
ابتسمت الطفلة بمرح مرة أخرى. أشار كلود بصمت إلى إحدى الخادمات لتحضر الحليب للطفلة. وكأن التذمر من أجل شرب الشاي في وقت سابق كان كذبة، رفعت الطفلة كوبها بكلتا يديها بصمت وشربت حليبها.
انتهى وقت الشاي اليوم بصمت هكذا.