Who made me a princess - 186
“يبدو أن خديكِ قد انتفخا عن المرة السابقة. لا بد أن أسلوب حياة القصر مريحة لكِ.”
برؤيته للطفلة بعد خمسة أيام، علّق كلود بلا مبالاة. لكنه في الواقع يفكر عكس هذا. كم هذا غريب. لماذا يبدو أن وجه الطفلة أنحف كلما أراها؟
بالطبع، خديها الأبيضان لا يزالان ممتلئان، لكنه شعر أن وجهها يصبح شاحباً كلما التقيا. لماذا هذا. تلتهم الطفلة دائماً الكثير من قطع الكعك أمامه. هل الوجبات في قصر روبي ليست كافية؟
“هيهي، بابا جميل أيضاً!”
بعد لقائنا الأول، هل هذه هي المرة الرابعة التي نرى فيها بعضنا البعض وجهاً لوجه؟
لدى الطفلة صفة الجرأة، مثل تلك الكلمات المتهورة التي قالتها له الآن. خلال وقت الشاي الثاني والثالث معاً، قالت الطفلة مثل هذه الكلمات بسهولة، دون أن تعرف أي خوف.
“اتبعيني.”
نظر كلود إلى الطفلة التي تبتسم له بإشراق واستدار أولاً.
“لقد خططت للقيام برحلة بالقارب. جهزي نفسكِ.”
“جلالتك، من فضلك اعذر وقاحتي، لكن الأميرة ليست على دراية بالمياه بعد…”
“الطفلة معي، فما الذي يدعو للقلق؟”
تحدثت ليليان يورك ضده بلا خوف مرة أخرى، لكن كلود قطع كلماتها على الفور.
في النهاية، استدار كلود مبتعداً عن فيليكس وليليان، اللذين استمرا في النظر إليه بعيون قلقة. ركب القارب مع الطفلة.
وكأنها تركب قارباً للمرة الأولى، نظرت الطفلة حولها بحماس. عندما التقط كلود جسدها الصغير ووضعها في القارب، بدت خائفة. ولكن الآن بعد أن أصبحت على متن القارب، لم تعد خائفة على ما يبدو.
“بماذا تفكرين؟”
بعد رؤية تعبير وجهها المتغير باستمرار، شعر كلود بالفضول بشأن ما يدور في عقلها.
ثم التفتت إليه الطفلة بابتسامة مشرقة وقالت.
“شعر بابا لامع! جميل جداً!”
شعر الطفلة لامع أيضاً. بما أن شعرها الذهبي مختلف عنه، فلا بد أنها ورثت ذلك من والدتها. بدا الشعر الذهبي الفاتح اللامع تحت السماء الزرقاء الشفافة، مثل البحيرة الصافية، لطيف للغاية.
إنها تحب الأشياء اللامعة. هل هذا هو السبب أنها لديها تلك الحقائب؟
فجأة، تذكر كلود كيف قامت الطفلة بإخفاء الحقائب بعناية في حديقة قصر جارنيت، مثلما يجمع الغراب الأشياء اللامعة ويضعها في عشه، ضحك كلود بعدم تصديق.
“الآن تذكرت، كان لديكِ حقائب جواهر في ذلك اليوم.”
لم تكن الحقيبة التي أسقطتها أمام تمثال الملاك هي الوحيدة التي يملكها، لكن كلود قرر عدم الكشف عن هذه الحقيقة بعد.
“أنا أحتفظ بكنوزكِ، لذلك يمكنكِ أن تأتي وتأخذيها بنفسكِ في المرة القادمة.”
لأنه بمجرد أن قال هذا، رأى كيف تحركت عينا الطفلة في كل مكان. أبعد كلود عينيه عن الطفلة وحدق في البحيرة بلا معنى. وبينما المياه تتموج بهدوء، عكست البحيرة ظلاً هادئاً للون الأزرق.
وبعد لحظة، الطفلة التي كانت تراقبه بدأ يثير اهتمامها زهرة في البحيرة. يعرف كلود ما هي تلك الزهرة. إنها زهرة سحرية تطلق حبوب اللقاح في الهواء لجذب الكائنات الحية. وعندما تقترب الفريسة، تلتف أذرع الزهرة الكبيرة حول الفريسة لأكلها. لم يستطع كلود أن يتذكر أي جيل من الأباطرة بدأ في زراعة النباتات السحرية في القصر، لكنه سمع أن ذلك الإمبراطور كان لديه هواية فريدة من نوعها.
رأى الطفلة تبدو في حالة انبهار وغير مُركّزة عكس عيناها المفعمتان بالحيوية في وقت سابق. عرف على الفور أن رائحة الزهرة تجذب الطفلة بسهولة، ربما بسبب ضعف جهاز المناعة لديها لأنها طفلة.
لاحقاً، تحركت نحو وسط القارب لتتبع مصدر الرائحة. تحرك القارب الذي يتحرك بالسحر ببطء نحو النبات السحري. كلود راقب كل شيء فقط.
هو نفسه لا يعرف ما يفكر فيه. الحقيقة الوحيدة التي يعرفها هي أنه في هذه اللحظة لديه نية قتل تجاه الطفلة دون معرفة السبب. ولكن ليس هناك شيء غريب في هذا. في ذلك اليوم، قبل خمس سنوات، كان قد قرر بالفعل قتل هذه الطفلة التي أمامه. ومن ثم، فقد راقب ببساطة عندما لمست تلك اليد الصغيرة أخيراً البتلات الشفافة.
اختفى جسدها الذي كان منحني إلى الأمام، كما لو تم امتصاصها في البحيرة.
“آه، بــو!”
حدق كلود فقط في الطفلة التي تكافح. عيناه صامتتان وباردتان مثل الجليد المتجمد في قلبه.
“أنقذني.”
بالكاد فتحت الطفلة فمها لتتوسل له، لكن عينا كلود لم تُظهر أي تعاطف.
عندها، في هذه اللحظة اليأس الذي كان في عينا الطفلة قد اختفى. علمت أن كلود لن ينقذها. فقدت عينيها الزرقاوان الأمل.
انخفض صوت كفاح الطفلة. ومع ذلك، بدأ قلب كلود في التحرك. تذكر العينان اليائستان. شعر وكأن شخصاً ما يضرب قلبه المتجمد. شعر بالصداع مرة أخرى.
لكن هذه المرة، لم ينظر كلود بعيداً. هذه المرة، لم تسمح له تلك الضوضاء الهادئة المترددة في الماء بتجاهل الأمر. سمع همساً في رأسه مرة أخرى يقول، إذا لم تتوقف عن محاولة معرفة المزيد، فسوف تندم بالتأكيد على هذا.
لكن…
صر كلود على أسنانه وقال بصوت قاسي في رأسه. لا تمزح معي.
هذا الندم في حد ذاته هو ندمي، لذلك توقف وأرني ما هو مخبأ على الفور…!
فجأة، شعر بانكسار شيء ما بداخله.
[أتمنى أن يحب جلالتك هذا الطفل.]
وبين الشقوق، اندفعت الذكريات المدفونة.
[قد تكون هذه الهدية الأخيرة التي يمكنني تقديمها لك.]
[هذا الطفل الذي سأتركه خلفي… أرجو أن تحبه وتعشقه، كما فعلت معي.]
[هذه هي أمنيتي الوحيدة.]
“آه!”
سعلت الطفلة وشهقت بحثاً عن الهواء عندما أخرجها من الماء باستخدام سحره.
عادت البحيرة هادئة مرة أخرى وكأن الإضطراب العنيف لم يحدث أبداً. وفي وسط الماء، بدأ القارب يتحرك ببطء. قام كلود بنفسه بنقل الطفلة من القارب إلى الأرض.
“أوه يـا إلـهـي، أمـيـرة!”
كان جسد الطفلة المبلل والمرتجف يبدو صغيراً. من الغريب كيف أن هذه الطفلة الصغيرة والمثيرة للشفقة تعيش وتتنفس.
“فيليكس.”
“نعم، جلالتك.”
“بدءاً من الغد، علم آثاناسيا كيفية السباحة.”
وبدون أن يعانق أو يريح الطفلة التي كادت أن تموت منذ لحظة واحدة فقط، استدار كلود مبتعداً.
“ألن يكون الأمر محرجاً إذا ماتت ابنة الإمبراطور بسبب غرقها في مجرد بحيرة.”
على الرغم من أن كلود استدار بلا مبالاة، فقد تغير تعبير وجهه للبؤس. في كل خطوة يخطوها، ترك الماء المتساقط من يده علامة داكنة على الأرض.
بتذكره ذلك اليوم، قبل بضع سنوات.
انتهى الأمر بكلود بمعرفة سبب عدم تمكنه في النهاية من قتل الطفلة حديثة الولادة واستدارته مبتعداً.
********************
كانت هناك أوقات اعتقد فيها بالخطأ أنه يعرف شعور الحب.
كان هناك وقت كان يعتقد فيه أن الحياة ستكون مغطاة بألوان دافئة وأكثر راحة. كانت هناك أيام أخرى شعر فيها بالوحدة الشديدة لدرجة أنه كان يتمنى الحصول على الدفء من شخص آخر.
إذا فكر في ذلك الوقت الآن، كان مجرد ماضي ساذج ومثير للشفقة.
ومن ثم، فإن والده، الذي لم يكن أباً له أبداً، أخبره ذات مرة بازدراء تام.
[بغض النظر عن مدى صعوبة تظاهر الكلب أو الخنزير بأنه إنسان، فإنهما لا يزالان مجرد حيوانات قذرة. لا تتظاهر أبداً بأنك إنسان أمامي إذا كنت ترغب في التمسك بحياتك المثيرة للإشمئزاز.]
وأخوه، الذي لم يكن أخاً له أبداً، سخر من ضعفه.
[آه، نعم. بما أنك لم تمسك أي شيء بتلك اليدين القذرتين، فأنت لا تعرف كيف تكون هذه مجرد أحلام كاذبة ومثيرة للشفقة. لذلك فإنك أيها الوغد لن تعرف أبداً، بما أن أبي وأنا لا نملك القلب لنعطيك حتى حبة رمل واحدة على هذه الأرض. ألا تعلم أننا حتى السماح لك بالتنفس هو بالفعل معاملة جيدة لك؟ كما هو متوقع من مولود من سلالة منخفضة.]*
(*: يقصد لأن أمه خادمة)
المرأة، التي كانت تهمس له دائماً بالحب ولكنها لم تحبه أبداً، كذبت عليه حتى النهاية.
[لن أنكر ما فعلته. لكنني لم أخنك أبداً. أنا أحبك. لذلك يجب أن تفهمني. لا أستطيع دائماً شرب الماء الملوث وأنا أعيش بجوارك طوال حياتي. سأصبح أخيراً أعظم امرأة في أوبيليا هذه. لذلك، إذا كنت تحبني بصدق، عليك أن تتركني أذهب.]
عندها فقط أدرك كلود، آه، إذن هكذا هو الأمر. كل ما حلمت به حتى الآن كان مجرد هلاوس كاذبة لا قيمة لها.
بعد أن عرف هذه الحقيقة، أصبح كلود فضولياً لمعرفة كيف يبدو العالم من أعلى منصب. لذلك، قرر أن يكون بين يديه. إذا كان لا يعرف شيئاً بحماقة لأنه لم يكن لديه أي شيء أبداً، فإنه سيجعل كل ما يجعلهم فخورين وطموحين يصبح ملكاً له.
عندما جلس على العرش الملطخ بدماء عائلته، كان أول شعور يشعر به هو الفراغ
لم يشعر بأي تغيير.
قدسه الجميع لأنه أوقف حكم الإمبراطور السابق الفاسد سياسياً، لكنه لم يقتل شقيقه لمثل هذه الأسباب النبيلة. لقد قالوا جميعاً أن كل شيء في أوبيليا ينتمي إليه، لكنه في النهاية وبصدق لم يكن لديه أي شيء.
كلود، الذي كان يشعر بالملل من الحياة، وقع في ملل أعمق. وكأنه يسخر من الذين يقدسونه، قضى كلود وقته في حالة من الفوضى. وفي الوقت نفسه، لم يشعر بأي اهتمام.
لو سأله أحداً ما، لماذا تعيش لأجاب كلود بلا مبالاة، لأنه لا يوجد سبب للموت.
[هل أنت فضولي بشأن اسم هذه الراقصة المنخفضة الولادة؟]*
(*: يقصد عائلتها من العامة)
ولكن حتى بالنسبة له، كانت هناك لحظات فكر فيها أنه سعيد لأنه على قيد الحياة. هو نفسه لم يصدق هذا، ولكن كانت هناك أيام فكر فيها، ربما كنت أعيش حياة لا معنى لها حتى الآن فقط لأجل هذه اللحظة.
[أنا لا أتوق إلى أي شيء. ولكن إذا كنت لا تزال ترغب في إعطائي شيئاً، من فضلك أمسك يدي. هذا كافي بالنسبة لي.] (ديانا)
تلك الأوقات الجميلة التي كان فيها كل شيء يبدو مشرقاً ورائعاً لدرجة أنه شعر وكأنه يحلم باستمرار. تلك اللحظات المشرقة باستمرار بتذكرها، عندما منعته المشاعر الغامرة من أخذ نفس عميق كما لو كان صدره يضيق.
وفي لحظة واحدة، تحطمت السعادة بسهولة مثل حلم عابر.