Who made me a princess - 184
تم العثور على آثار الأقدام مرة أخرى.
هذه المرة، تجول كلود في الحديقة بمفرده. لقد اتبع آثار الأقدام الصغيرة التي بحجم نصف قدمه. استمرت الأدلة حتى وراء الشجيرات الكبيرة.
بصفته مالك القصر، فهو نفسه لم يأتي إلى هنا أبداً، فلماذا سار الدخيل حتى هنا؟
وفجأة، اصطدم شيء ما بقدمه وهو يسير بين الشجيرات. مظهره المائل وسط الأعشاب، والصوت الذي أصدره عندما ركله بدا وكأنه…
ما هذا؟
لا يعرف من تجرأ على إخفاء سلاح في هذه المنطقة، لكن كلود افترض أن هذا الشخص جريء جداً حيث أنه ارتكب خطأ كهذا. رأى حديداً نصف مخفي بين الشجيرات، فركله.
وعندما أظهره أخيراً، كان شيئاً مختلفاً عما توقعه كلود.
“… مجرفة؟”
للأخذ بالإعتبار أن الدخيل أخفى هذا الشيء بهدف قتل كلود، هذا الشيء فريد تماماً من نوعه.
إذن هل تركها البستاني هنا؟ لكن لماذا قد يخفيها هكذا؟
ضيق عيناه وهو يفحص الأرض. هذه المرة، رأى منطقة حفرها شخصاً ما بالتأكيد.
انحنى كلود على ركبة واحدة. ثبت عينان بملل على خيط ذو لون بحري حيث يخرج رأس الحقيبة لفوق التراب. سحبها باندفاع بإصبعه. ظهرت بسهولة حقيبة صغيرة متصلة بالخيط. وبعد رؤيتها، وضعها على الأرض مرة أخرى.
ثم، أحدث شيئاً ما داخل الحقيبة ضجيجاً عندما اصطدموا ببعضهم البعض.
ماذا يمكن أن يكون هذا. هل هذا نوع جديد من الألغام الأرضية أو القنابل؟
إن كلود إمبراطور لمدة ست سنوات حتى الآن. استقر حكمه الآن. ولكن منذ حوالي ثلاث أو أربع سنوات، كانت هناك حوادث عندما كانت أدوات الطعام الخاصة بكلود مسمومة. أو أن قاتلاً دخل القصر متنكراً في هيئة خادم في القصر وحاول قتل الإمبراطور. كانت هذه الأحداث نادرة جداً، بالطبع، ولم ينجح أحد في مهمته على الإطلاق.
عادة، كان هؤلاء المجرمون أشخاصاً مخفيين من العائلات الملكية التي قام كلود بتطهير وجودهم، أو رؤساء لم يتمكنوا من قبول حكم كلود، لأنه ابن خادمة. ومن بين المحاولات، تذكر كلود أن اثنتين أو ثلاثاً منها كانت من سحرة يستخدمون السحر الأسود الشبه منقرض.
وبطبيعة الحال، سمح كلود بموتهم بلطف، لأنهم افتقدوا الإمبراطور الراحل كثيراً.
“هم.”
عند الفحص الدقيق، وجد أن الحقيبة التي أمامه تحتوي على شيء مطرز.
هل هذا هو اسم الشخص الذي أسقطه؟ أو يمكن أن يكون شعار عائلته؟ دفن شيء يمكن أن يكشف هويتك بسهولة، هذا الشخص مهمل تماماً.
التقط كلود الحقيبة مرة أخرى وتفحص ما المطرز على قماشها. ولم يسعه إلا أن يبقى صامتاً مما رآه.
“…”
إنها فراولة ذات عيون، أنف، وشفتين.
هذا وحده أذهل كلود بالفعل، لكن الفراولة الحمراء لها ذراعان ورجلان. هناك مخلوقان من الفراولة… لا، أشياء من الفراولة، ولأحدهما وجه مبتسم بينما الآخر له وجه باكي لسبباً ما. لكن أذرعهم وأرجلهم الغريبة متشابهة.
“ما هذا؟”
ولأول مرة، عيناه الغارقتان في الملل فجأة لمعت بتساؤل. ليس لديه أي وسيلة لشرح هذه الأشياء الغريبة للغاية التي ظهرت في قصره. وعندما فتح الحقيبة، تزايدت أسئلته.
لو كان فيليكس بجانبه لكان قد منع كلود من لمس الشيء الغامض المجهول. يمكن أن يكون خطيراً. لكنه وحده الآن. لم تتردد يدا كلود عندما تحركتا لفتح الحقيبة.
داخل الحقيبة، هناك جواهر رديئة. فحصها ليرى ما إذا عناصر سحرية ولكن عند فحصه، وجد أنها مجرد جواهر عادية.
تألق الزبرجد* في يده وهو ينعكس عليه ضوء الشمس القادم من بين الأوراق.
(*: نوع من أنواع الأحجار الكريمة ووجود الحديد بتركيبته يضفي عليه اللون الأخضر. تكونه المعدني قريب من تركيب حجر الزمرد، وقد سميت جميع الأحجار الكريمة سابقاً ذات اللون المائل للأخضر بالزبرجد، وقد أخطأ علماء اللغة القدماء إذ أطلقوا تسمية واحدة على حجري الزمرد والزبرجد، ووحدهم أهل الفن القدماء الذين فرقوا بين هذين الحجرين. يعرف الزبرجد في عالم المجوهرات بلونه الزيتوني الشفاف وصلابته المرتفعة والتي تصل إلى 6.5 درجة على مقياس موس وللمقارنة فإن صلابة صخر الجرانيت تبلغ 5 درجات وتعد مناجم الزبرجد ذي اللون الزيتوني نادرة التواجد في العالم.)
في فترة ما بعد الظهيرة المشمسة والمشرقة، بين الشجيرات الخضراء في الحديقة، حدث فجأة أمر غير عادي وغير مألوف في روتين كلود اليومي.
********************
“زهرة بيضاء.”
يبدو أن الدخيل دخل قصر جارنيت من خلال الحديقة، حيث لاحظ كلود الزهور البيضاء المتساقطة بجوار آثار الأقدام. كل بضعة أيام، يدخل الدخيل الحديقة ويدفن حقيبة، وكلود يحفر مراراً وتكراراً. داخل الحقائب، هناك دائماً جواهر منخفضة الجودة بحجم ظفر الشخص. وهناك أيضاً قطع غريبة من الذهب، وكأن أحداً خدشها. من وجهة نظر كلود، فهو لن يفكر أبداً في الحصول على هذه الأشياء حتى لو أعطاها له شخصاً ما.
يبدو أن الدخيل لا يدرك أن الأكياس المخفية لم تعد موجودة. حقاً، هذا الدخيل يفتقر إلى مهارات الملاحظة. أيضاً، يبدو أن الدخيل، بطريقته الخاصة، ربما بذل قصارى جهده لدفن الحقائب. لكن بطريقة مثيرة للشفقة. الأرض وعرة دائماً بسبب عدم إخفاء آثار الحفر؛ المجرفة مخفية دائماً في نفس المكان؛ وهناك آثار أقدام حول الحقائب المخفية.
وكأن طفل يلعب.
… طفل؟
“جلالتك، ما الأمر؟”
توقف كلود عن المشي بسبب تفكيره المفاجيء. شعر وكأنه سيتذكر شيئاً ما مرة أخرى، لكنه سرعان ما هدأ.
بعد ثانية، رد كلود على فيليكس، الذي سأله عندما اقترب منه من الخلف.
“إنه لا شيء.”
لم يرغب كلود في معرفة المزيد. لم يرد التفكير في أي شيء، وكل شيء مزعج للغاية له.
“بالمناسبة، رأيت حقائباً على مكتب جلالتك. ماذا يكونون؟”
سأل فيليكس فجأة بدافع الفضول بينما يسير خلفه.
“الحقائب صغيرة جداً ولطيفة، مثل الحقائب الصغيرة التي رأيتها في منزل عمتي عندما كنت صغيراً. الصورة المطرزة من الخارج عبارة عن زهرة بيضاء، أليس كذلك؟”
“كانت تلك زهرة؟”
“أليست كذلك؟”
“اعتقدت أنها بيضة.”
ثم واصل كلود السير، لكن فيليكس الآن هو الذي توقف.
جلالتك…… من قد يطرز بيضة على حقيبة؟
لكن كلود أصبح بعيداً، لذلك تخلى فيليكس عن التفكير في هذا واستمر في اتباعه.
“وجد الغراب عشاً خاطئاً.”
“غراب؟”
تذكر كلود الأشياء اللامعة التي بداخل الحقيبة. لكن فيليكس لم يرى أبداً ما تحتويه الحقائب، لذلك أمال رأسه.
آه، أصبح الأمر مملاً مرة أخرى.
سار كلود نحو الباب الجنوبي، وليس الباب الغربي الذي يستخدمه عادة. خلال الأيام القليلة الماضية، كانت الأحداث غير المتوقعة مثيرة للإهتمام بعض الشيء، ولكن الآن أصبح ذلك مزعجاً أيضاً.
“جلالتك، أمامك…”
“أنا أعلم.”
في البداية، فكر كلود في تجاهل هذا ببساطة. لكن الآن، يريد إنهاء الأمر إلى الأبد.
لا، هل يريد إنهائه حقاً؟
أليست تعني النهاية الحقيقية لكلود دي ألجير أوبيليا تجاهل ما أمامه وفقدان أي اهتمام به تماماً؟ إذن لماذا يطارد الشخص البعيد؟
وكأن هناك شيء غير مرئي يجذبه نحو ذلك الشخص.
وأخيراً، التقى كلود بذلك الشخص. الشعر الذهبي اللامع الذي عليه ضوء الشمس.
تلك الزينة الصغيرة اللطيفة من الزهور الصفراء على الرأس. تدفقت الأربطة البيضاء الرقيقة تحت الفستان. رأى شريطاً وردياً على خصر الشخص.
كان لهذا القصر مخلوق كهذا؟ أُحيط كلود بشعور غريب عندما اقترب من الشخص وظهره في مواجهته. بدت صغيرة، ضعيفة. وبحركة يد واحدة، بدا الأمر وكأنه يمكن أن تموت على الفور دون أن تتاح لها فرصة إحداث ضوضاء. في الواقع، إنها صغيرة مثل تمثال الملاك الذي أمامها.
اشتد شعور كلود الغريب عندما فتح المخلوق الصغير فمه فجأة وعض مؤخرة تمثال الملاك. أمال رأسه وفتح فمه ليتكلم.
“متى بدأ هذا النوع من الحثالة العيش في قصري؟”
عندها، بدت الطفلة، التي كانت تعض المؤخرة اللامعة التي أمامها، مندهشة وسرعان ما أدارت جسدها لتنظر إلى الخلف. والطفلة ترنحت إلى الخلف كردة فعل تقريباً.
“هيك!”
أحدثت ضجيجاً غريباً بتعبير وجه غريب.
سمع صوت سقوط شيء ما على الأرض، لكن كلود لم يُبعد نظراته عن الوجه الذي ينظر إليه.
“هذا الوجه.”
لا، ولكي نكون أكثر دقة، لم يستطع أن ينظر بعيداً.
“لقد رأيته من قبل في مكاناً ما.”
حقيقة ظهور طفلة في هذا القصر، حيث لا يفترض وجود طفلة بالتأكيد، كانت مفاجئة بالفعل. ولكن حقيقة أن هذا الوجه مألوف إلى حداً ما أكثر غرابة.
فجأة، بدأ رأس كلود يؤلمه. لقد أدرك الآن أنه يعاني من هذا الصداع عندما يشعر أحياناً أنه قد يتذكر شيئاً ما.
ما هذا… هذا الشعور المزعج بشيء قد أتذكره أو لا أتذكره. سمع صوت قفل يتم فتحه ببطء وكأن شخصاً ما يفك ما كان مغلقاً بإحكام لفترة طويلة. وأخيراً، ظهرت صورة غامضة من ذكرى من خلال الشقوق.
“نعم. هل كانت تلك الراقصة من سيودونا. أنتِ تبدين مثلها.”
الآن بعد أن أدرك ذلك، كان هناك شخص جعل قلبه ينبض كما حدث عندما نظر إلى الطفلة التي أمامه.
“حسناً. لا يهم من كان.”
ولكن ما هو المغزى من ذلك الآن. لقد حدث ذلك منذ وقت طويل على أي حال. إذا قد نسي الأمر الآن، فلا بد أنه لا قيمة له. ليس هناك سبب لإجبار نفسه على التذكر.
عندها، زهرة بيضاء صغيرة على شعر الطفلة لفتت انتباه كلود. إنها نفس نوع الزهرة التي وجدها بجوار آثار أقدام الدخيل.
مد كلود يده نحوها دون وعي.
“جلالتك.”
سمع صوت مرتبك خلفه. نظراً لأنه قتل أشخاصاً بهذان اليدان من قبل، أصبح فيليكس قلقاً إذا كان كلود سيؤذي الطفلة التي أمامه.
لكنه يشعر بالقلق دون سبب. لم يمد كلود يده ليقتل الطفلة. لقد تساءل فقط لماذا أعطته تلك الزهرة البيضاء، التي هي زهرة شائعة جداً، شعوراً مألوفاً ولكن غير مألوف في نفس الوقت.
[هذه تسمى ‘آثاناسيا’؟]
في هذه اللحظة، طعنت ذكرى حادة رئتيه بعمق شديد وكأنها كانت تنتظر الوقت المناسب.
[كم هذا مثير للإهتمام. أتساءل عما إذا يمكنها أن تعيش مثل هذا الإسم.]*
(*: لأن اسمها معناه «خالد» فهو قصد إذا كانت ستعيش طويلاً أم لا)
توقفت يده في الهواء.
“الآن أتذكر.”
يوم في ماضي كانت رائحته مثل الدماء ظهر تقريباً أمام عينيه.
“لقد أعطتكِ تلك المرأة اسمكِ. لقد كان بالتأكيد ‘آثاناسيا’.”
الطفلة التي كان مصمماً على قتلها في ذلك اليوم. لكنه لم يستطع قتلها واستدار مبتعداً.
“في ذلك الوقت، كنتِ مجرد شيء محاط بالدماء غير قادرة حتى على تحريك رقبتكِ.”
لماذا خططت لقتلها؟ ولماذا لم أستطع قتلها؟ وكأن شخصاً ما قد مزق ذكرياته إلى قطع، إن جميعها مختلطة وغير مرتبة في عقله.
“لقد كبرتِ كثيراً.”
وكأنه لم يغفو خلال الأيام القليلة الماضية، كان عقله في حالة تشوش. شعر بالإحباط والضيق قليلاً وكأن ضباب أبيض يحجب بصره.
ولكن عندما سمع شيئاً يسقط على الأرض، عاد كلود إلى رشده.
أخفض عينيه ليرى حقيبة تشبه إلى حد كبير تلك التي حفرها من الأرض. والفرق الوحيد هو أن هذه الحقيبة مطرزة بأرنب يأكل جزرة.
ومع وجود الحقيبة أمامهم، بدت الطفلة وكأنها لا تعرف ماذا ستفعل.
اقترب كلود من الطفلة ورفع جسدها الصغير. ثم شعر بالطفلة تأخذ نفساً عميقاً من المفاجأة.
“كم أنتِ ثقيل. لا عجب أن خديكِ يبدوان وكأنهما على وشك الإنفجار. من كان يظن أنكِ سوف تزنين هذا القدر.”
تلك الخدان الناعمتان؛ هذا الفم المفتوح بدهشة؛ ومن المؤكد أن تلك العينان الواسعتان المستديرتان تكون ملامح بشرية مثله. لكن كلود اندهش، وكأنه يرى مخلوقاً للمرة الأولى.
“ولكن ماذا كنتِ تفعلين في قصري؟”
ومن تمتمته، التي همس بها دون الكثير من التفكير، تصلب الجسد الذي بين يديه. دخلت هذه الطفلة قصره سراً وأخفت حقائب غريبة. تصرفت الطفلة بشكل غريب للغاية، مثل عض مؤخرة تمثال الملاك. بدت هذه التصرفات مثل تصرفات الحيوانات.
“لا بد أنها ظنت أنها لعبة.”
علّق فيليكس بعد أن رأى آثار الأسنان المرئية على مؤخرة تمثال الملاك.
“لا بد أنها ضاعت بعد اللعب في قصر روبي.”
تذكر كلود أخيراً. الزهرة البيضاء على رأس الطفلة تنمو في حديقة بين قصر جارنيت وقصر روبي. الآن بعد أن فكر في الأمر، كان المكان الذي ذهب إليه لقتل الطفلة وهو مغطى بالدماء هو قصر روبي.
“فيليكس.”
“نعم، جلالتك.”
“احملها.”
سلم كلود الطفلة إلى فيليكس.
استدار عن الإثنين الذين انذهلا وهما ينظران إلى بعضهما البعض وسار مبتعداً.
“سأحتسي بعض الشاي مع الضيفة.”