Who made me a princess - 179
“تباً، الوجود أمر ممل جداً.”*
(*: يقصد وجوده في الحياة)
في غرفة هادئة، تردد صدى صوت جاف ولا مبالي. كان لوكاس، البالغ من العمر 15 عاماً الآن، مستلقياً على الأريكة وهو يتمتم لنفسه.
“لوكاس، يوجد ضيف هنا.”
لسبباً ما، قام والديه بزيارة الملحق شخصياً. وخلفهما رجل لم يسبق له أن رآه من قبل. لم يكن لوكاس مهتماً بهما، لذلك استمر في الإستلقاء على الأريكة دون أن يتحرك خطوة واحدة.
“لدي ضيف؟ من هذا؟”
سأل بلا مبالاة.
كان رده غير متوقع تماماً.
“إنه ساحر البرج الأسود. أظهر بعض الآداب وقِف، أسرع.”
ساحر البرج الأسود. إنه لقب سيعرفه حتى طفل. الأقوى بين السحرة الموجودين وحمل اللقب لمئات السنين.
شخصاً كهذا أتى إلى هنا؟ بعد أن شعر ببعض الإهتمام، أدار لوكاس عينيه نحو الرجل.
جذب شعره الأبيض الشبيه بالثلج انتباه لوكاس أولاً. وأيضاً، عيناه السوداوان. وطول قامته. على الرغم من أنه يعيش منذ مئات السنين، ليس هناك علاقة بين مظهره وعمره الحقيقي. بدا وكأنه شاب في العشرينات من عمره، ولكن بطريقة ما بدا في الثلاثينيات والأربعينيات من عمره. وفي الوقت نفسه، حوله هالة رجل عجوز عاش لفترة طويلة.
ربما كان ذلك لأنه سمع لقب ساحر البرج الأسود، الجو المحيط بالرجل غريب جداً. ذكره ببجعة وحيدة، بعيدة عن ضفتها.
“هل هذا هو الطفل من الشائعات؟”
“نعم، سيد ساحر.”
“إنه أصغر مما اعتقدت.”
“إنه يبلغ من العمر 15 عاماً الآن، لذلك فهو ليس صغيراً جداً.”
تنهد الرجل الذي كان يراقبه وقال لوالديه.
“في ذلك العمر، بنظري هو مثل طفل حديث الولادة.”
عندما استمع إلى ما يقولونه، بدأ لوكاس يشعر بالغضب من الطريقة التي يعاملونه بها، وكأنه طفل.
من يعتقد نفسه هذا الوغد؟ بمعاملتي كطفل؟
بعد أن التقى بشخص استفزه، قرر لوكاس أن يُظهر للرجل الذي أمامه ما هو قادر عليه. في اللحظة التي جمع فيها لوكاس سحره، تحركت عينا الرجل نحوه. لكن الشخص الذي يئن من الألم لم يكن ساحر البرج الأسود.
شهق لوكاس بحثاً عن الهواء. سمع صوتاً لا يُصدق، مثل صوت كسر، يتردد صدى صوته في الهواء. عندما استعاد رشده، سقط لوكاس من على الأريكة وتدحرج على الأرض.
كانت معدته تحترق. لم يشعر أبداً بمثل هذا الألم الشديد في حياته. لم يعرف ما حدث، أمسك لوكاس فقط صدره وتأوه على الأرض. شعر بشيء يخرج من حلقه. وسرعان ما تساقطت الدماء السوداء على السجادة.
تباً؟ ماذا يحدث هنا؟ بينما شعر لوكاس بالإرتباك والحيرة، سمع صوتاً مليئاً بعدم الراحة من فوقه.
“أوه يا إلهي. لم أقصد إيذائك. أنا أعتذر. لا يمكنني التحكم في سحر الحماية. لم أفكر أنك ستستخدم سحرك بتهور هكذا، لذلك لم أستطع تحذيرك سابقاً.”
بعد الإستماع إليه، شعر لوكاس بشيء آخر غير دمه ينفجر بداخله. هل قال ذلك بجدية؟ بادعائه أنه لم يقصد، هل يظن أن ذلك سيحل أي شيء؟! لماذا قد يكون لأي شخص نظام أمني؟! بتفكيره أن الرجل قال أن ألمه كان بسبب تهوره، أصبح لوكاس أكثر غضباً.
“حسناً. بالتفكير أن سحرك كان كافياً لتحفيز سحر الحماية…”
حدق ساحر البرج الأسود في لوكاس بعينان مختلفتان الآن. ألقى نظرة على الرجل والمرأة الواقفان بجانبه. بدا والدا لوكاس مندهشين قليلاً، لكنهما لم يذهبا لدعم لوكاس أو يسألا عما إذا كان قد تأذى، على الرغم من حقيقة أن ابنهما كان يتدحرج على الأرض ويتقيأ دماء.
بعد التفكير للحظة، اقترب الرجل من لوكاس. عندما لمست يد الرجل كتف لوكاس، اختفى الألم الذي بداخله بشكل مفاجيء.
“إذن مثل ما قلت سابقاً، سآخذ هذا الطفل.”
“نـ-نعم.”
أصيب والدا لوكاس بالذهول قليلاً بينما ردا على ما قاله ساحر البرج الأسود. لكنهم زاروا الملحق بعد الحديث عن الصفقة، لذلك ليس لديهما سبب للرفض.
لوكاس، بالطبع، لم يستطع قبول هذا.
“مـا هـذا الـهـراء الـذي تـتـحـدث عـنـه؟! مـتـى قـلـت أنـنـي سـأتـبـعـك؟!”
على الرغم من صراخه الوقح، لم يستخدم لوكاس سحره مرة أخرى.
“لم يعد بإمكان الناس تحملك بعد الآن، أيها الطفل.”
“تـبـاً لـتـحـمـلـي! لـقـد كـنـت أعـيـش جـيـداً تـمـامـاً بـمـفـردي!”
“لقد قررنا بالفعل، لذلك ليس لديك خيار في هذا الأمر.”
“ماذا؟ وفقاً لمن؟!”
“إذن، عليك أن تقول وداعاً لوالديك للمرة الأخيرة.”
“ابـتـعـد، أيـهـا الـعـجـوز الـمـزعـج!”
“يبدو أنك لن تحتاج إلى وداع أخير. لا بد أن والداك يفكران بنفس الطريقة، لذلك سيكون من الأفضل لنا المغادرة الآن.”
لم يكن لوكاس متأكداً من نوع الدواء الغريب الذي أكله هذا الرجل العجوز المجنون لأن كلماته لا يبدو أنها وصلته. فتح لوكاس فمه ليشتم الرجل، لكن بعد ثانية، أدرك أنه لم يعد في الملحق.
“أيـن هـذا؟!”
صرخ لوكاس بسبب التغير المفاجيء لمحيطه.
على الرغم من أن الملحق الذي كان يعيش فيه لا يعتبر دافئاً، إلا أن هذا المكان أكثر سوءاً. بالإضافة إلى ذلك، هذا المكان غريب على لوكاس.
“أوه يا إلهي. ظننت أنك ستلاحظ على الفور، لكن مهاراتك في الملاحظة غير موجودة تماماً. هذا هو البرج الذي أعيش فيه.”
“مـن قـال أنـنـي كـنـت أسـأل عـن ذلـك؟! أيـهـا الـخـاطـف!”
“ستبقى هنا أيضاً من الآن فصاعداً، لذلك يمكنك استخدام أي غرفة تريدها. هناك الكثير من الغرف الفارغة على أي حال.”
ها، تباً. لست واثقاً من قدرتي على الفوز، لأنه لا يستمع إليّ حتى… شعر لوكاس بهذا النوع من الإرتباك لأول مرة في حياته، كان في حالة ذهول.
سرعان ما عاد إلى رشده وصر على أسنانه.
“لن أبقى في هذا المكان المعتم حتى ولو لثانية واحدة. سأعود الآن، لذلك يمكنك البقاء في هذا البرج أو أياً يكن بمفردك.”
نظراً لأنه يستخدم السحر دائماً بإرادته، فيجب أن ينجح إذا أراد. سأترك هذا البرج على الفور. ولكن بعد ثانية ودقيقة، لوكاس لا يزال في البرج.
“أوه صحيح، لقد نسيت أن أخبرك أنني قمت بتقييد سحرك سابقاً. حتى تتلقى تعليماً منهجياً، سيكون من الخطر عليك استخدام سحرك.”
“ماذا؟! إذن كان يجب أن تخبرني مبكراً! أعني، هذا ليس ما يهم. مـن قـال أنـه يـمـكـنـك تـقـيـيـد سـحـري؟!”
“من الآن فصاعداً، ناديني بمعلم لك. سنبدأ الدراسة غداً، لذلك أقترح عليك أن تهدأ اليوم وتستريح.”
ذُهل لوكاس بكل ما حدث اليوم. لقد كان شديد الإنزعاج والقلق، لكنه لم يكن قادراً على وصف هذا الشعور.
سواء كان يعرف كيف شعر لوكاس أم لا، ابتعد ساحر البرج الأسود ببساطة.
حاول لوكاس بنفسه الآن استخدام أي سحر. لم يحدث شيء. ما قاله ساحر البرج في وقت سابق كان في الواقع صحيح.
لقد شعر بالغضب الشديد.
********************
“إذا نزلت الدرج بقدميك، فلن يكون اليوم كافياً.”
آه، هذا الوغد…
في اليوم التالي، أتى ساحر البرج لزيارة لوكاس، الذي كان مستلقياً على الدرج دون أن يعرف في أي طابق كان. في غضون يوم واحد، بدا لوكاس منهكاً.
“هل تعلم أن هذا البرج يصل من الأرض إلى السحب؟ والطابق الذي وضعتك فيه يكون أعلى طابق في هذا البرج.”
“أخـبـرنـي بـهـذه الأشـيـاء مـبـكـراً، أيـهـا الـبـشـري الـمـجـنـون!”
تردد صدى صوت لوكاس بصوت عالي في جميع أنحاء البرج. دون أن يعرف هذه الحقيقة، كان لوكاس ينزل الدرج منذ اليوم السابق مع فقط فكرة ترك البرج في عقله.
ساحر البرج حمل لوكاس المنهار ونقله. لسوء الحظ، كانا في أعلى طابق في البرج مثل الأمس.
“انسخ بكتابة كل شيء من هذا.”
على الرغم من حالة لوكاس المرهقة بشكل واضح، إلا أن ساحر البرج أعطاه بلا رحمة كتاباً ومجموعة من الأوراق.
“لن أفعل هذا. تباً لذلك.”
من الواضح أن لوكاس رفض.
“هذا لا يهم، ولكن حتى تنسخ بكتابة كل شيء، لن تحصل على طعام.”
ثم اختفى ساحر البرج.
بمفرده، تساءل لوكاس كيف وصلت حياته إلى هذا. فقط حتى وقت الغداء بالأمس، كان مستلقياً على أريكته بشكل مريح. تذكر كيف لم يخبراه والديه بأي شيء وأرسلاه حقاً بعيداً مع ساحر البرج.
“آه، أشعر بجدية بالتعب…”
بعد لحظة، وقف لوكاس ونظر إلى الكتاب الذي أمامه. نظراً لأنه لم يستلقي إلا على أسرّة وأرائك مريحة، شعر جسده بعدم الراحة وهو يستلقي على الأرض. لذلك، فكر في فحص الكتاب فقط بينما هو مستيقظ. ومع ذلك، عندما فتح الكتاب، فغر لوكاس فاهه وهو يشعر بعدم التصديق.
“ما هذا؟! الإنضباط في الشخصية؟! تهذيب شخصية المرء؟!”
مع استمراره في التحقق من بقية الكتاب، أصبح لوكاس أكثر غضباً. إنه يخبرني بجدية أن أكتب هذا الهراء على الورق؟!
بشكل لا يصدق، أعطاه ساحر البرج كتاباً عن المباديء والأخلاق من جميع أنحاء العالم. رمى لوكاس الكتاب على الحائط.
بعد مرور بعض الوقت، عاد ساحر البرج إلى لوكاس.
“هل كتبت كل شيء؟”
“تباً لهذا. لماذا يجب أن أفعل هذا الهراء؟”
نظر ساحر البرج إلى الكتاب الذي على الأرض. دون إظهار أي علامات للغضب تجاه لوكاس، استدعى الساحر الكتاب بهدوء مستخدماً سحره.
“الشخص ذو القوة الكبيرة يجب أن يكون له شخصية مناسبة.”
تم إعطاء الكتاب إلى لوكاس مرة أخرى.
“أعتقد أنك تفتقر حتى إلى العقلية الأساسية لعمرك.”
عبس لوكاس بعدم تصديق. ما الذي يقوله هذا الإنسان؟
“أنت تخبرني أنني غبي؟”
“لا يهمني ما تعتقده، لكن كما ذكرت سابقاً، لن أعطيك طعاماً حتى تكتب هذا الكتاب.”
هذه المرة مرة أخرى، رمى لوكاس الكتاب من النافذة أمام ساحر البرج.