Who made me a princess - 178
لقد حدث ذلك منذ زمن بعيد بحيث من الصعب تذكره.
ولد لوكاس في عائلة مباركة متفائلة. كان لديه أخ يكبره بعامين، وهو الطفل الثاني. لم يستطع لوكاس أن يتذكر متى بدأ يتمتع بقدرات سحرية، لكنه يتذكر بشكل غامض أن شخصاً أخبره أن عائلته عرفت بشأن قوته منذ حوالي الوقت الذي بدأ فيه المشي. كان منزعجاً عندما أخذ شقيقه لعبته. فأصبح غاضباً، وتسبب الغضب الذي بداخله في حدوث تغيير. هو نفسه لم يكن يعرف ما حدث. كان لديه ذاكرة ضعيفة عن الذي حدث عند دخول الأشخاص الغرفة لاحقاً ليروا أخيه الأكبر ملطخاً بالدماء على الأرض. بعد ذلك، سمحا له والداه بفعل ما يريد، لكنه أُجبر على العيش بعيداً عن المنزل الرئيسي حيث يقيم باقي أفراد عائلته.
عندما كان في السابعة من عمره، سأل لوكاس مربيته، التي تم إرسالها معه إلى الملحق.
“لماذا أعيش بمفردي في الملحق؟”
كان ردها هو نفسه كالمعتاد.
“لأنك مميز، سيدي.”
“هم.”
فكر لوكاس أن هذه الكلمات، التي كان يسمعها كل مرة، مملة للغاية.
حدق في المرأة وهي تأخذ الطبق الفارغ الذي أمامه. عندما اقتربت، مد يده إليها. جفلت المربية عندما أمسكها لوكاس. سرعان ما عدّلت تعبير وجهها، وكأنه لم يحدث شيء.
“ما الأمر؟ هل تحتاج إلى أي شيء؟”
سألت بهدوء.
“لا.”
رد عليها بعد لحظات وحررها. بعد أن فقد الإهتمام، أدار لوكاس عينيه لينظر لخارج النافذة بينما بدأت المربية بتنظيف الطاولة مرة أخرى. رنّ صوت سرعتها في التنظيف في أذنيه.
“إذن، من فضلك فلتسترح.”
حتى أنه لم يشاهد مربيته وهي تغادر الغرفة، استمر لوكاس في النظر لخارج النافذة.
رأى والدته وأخيه الأكبر. كان الإثنان يمشيان في الحديقة وهما يمسكان بأيدي بعضهما البعض. كلما تقاطعت طرقهما، ينظر شقيقه الأكبر إليه بمزيج من الخوف والكراهية. لم تكن الطريقة التي ينظر إليه الآخرون بها مختلفة، فقط بدون الكراهية.
حتى المربية التي تعيش معه في الملحق لم تستطع إخفاء خوفها. ترتجف حتى عندما يتنفس. كان السبب الذي جعل والداه يسمحان له بفعل ما يريد هو في النهاية نفس سبب الآخرين*. في الوقت نفسه، لم يسمحوا له مطلقاً بالعيش معهم في المنزل الرئيسي.
(*: يقصد خوفهما منه مثل الآخرين)
“كم هذا ممل.”
تمتم لوكاس لنفسه وهو يحدق في المنظر الخارجي.
في وقت لاحق، حرك لوكاس يده الصغيرة مرة واحدة في الهواء.
“آكـك!”
“كـيـاه! مـا هـذا!”
سرعان ما سُمع صراخ صبي وامرأة في الخارج. الشجيرات المقطوعة بعناية والتي كان البستانيون يهتمون بها نمّت فجأة نحو السماء وحاصرت الشخصين. سرعان ما بدأت الحديقة الأنيقة والجميلة تبدو وكأنها غابة. صرخ الإثنان، المحاصرين داخل متاهة النباتات، طلباً للمساعدة. الناس الذين سمعوا الضوضاء اندفعوا لخارج القصر. أدركوا بسرعة أن هناك شخصاً واحداً فقط قادراً على مثل هذه الحيل، أداروا رؤوسهم نحو الملحق. تظاهر لوكاس بعدم ملاحظة نظراتهم وأغلق النافذة بلا مبالاة.
إذا طلب منه أي شخص المساعدة، فسيكون على استعداد ليقدمها. لكنه يعلم جيداً أنه لا يوجد أحد في ذلك القصر لديه الشجاعة الكافية للقيام بذلك.
********************
عومل لوكاس مثل قنبلة موقوتة، لا أحد يعرف متى سينفجر. قال أحداً ما إن الناس يعاملوه بهذه الطريقة بسبب الحادثة التي حدثت عندما كان صغيراً جداً لدرجة أنه لا يتذكرها. لم يؤذي أي شخص آخر بعد ذلك، لكن الناس ما زالوا يفكرون به هكذا.
كان تفكيرهم خاطيء. كان لوكاس قادراً على فعل أي شيء بالسحر. كان استخدام السحر سهلاً مثل التنفس بالنسبة للوكاس. كل ذلك لم يتطلب جهد. لم يكن السحرة نادرين في ذلك الوقت، لذلك لم يكن لوكاس يُعتبر غريباً بأي شكل من الأشكال. لكنه كان لا يزال شبه معزول بسبب قوته غير الطبيعية. أتى العديد من السحرة المشهورين لفحص لوكاس، لكنهم غادروا القصر وكأنهم رأوا كارثة طبيعية.
لم يرغبا والدا لوكاس في الكشف عن قدراته السحرية الخاصة. هما أيضاً لا يريدان أن يغادر لوكاس الملحق. لكن لوكاس كان مثل حيوان متوحش بدون طوق. من المستحيل احتوائه. السبب الوحيد الذي جعله يبقى في الملحق هو أنه لم يكن مهتماً بأي شيء في الخارج.
“هل صحيح أنك قوي للغاية؟”
سأل صبي شجاع أتى مؤخراً للعمل في ملحق لوكاس.
“ومن أنت؟”
“ابن أخ مربيتك.”
هم. هذا مثير للإهتمام بعض الشيء.
على عكس المربية التي تخشى حتى لمسته، نظر هذا الصبي إلى لوكاس بعينان متلألئتان مليئتان بالفضول والترقب.
“ألا تشعر بالملل من البقاء في هذا الملحق طوال اليوم؟ هل تريد الخروج معي؟”
كانت هذه أول نزهة يخرجها لوكاس.
“هاي! لقد أحضرته!”
“واو، هل هذا حقاً الطفل الذي يعيش في منزل الشيطان؟”
“انتبه لما تقوله أيها الوغد. إذا كان حقاً الشيطان، فكنت ستكون ميت الآن.”
“إنه يبدو طبيعياً. كم عمرك؟ أنت تبدو في نفس عمري تقريباً إذن… اثنا عشر؟ ثلاثة عشر؟”
كان الصبي الذي عرّف نفسه على أنه ابن أخ مربيته قد أخذ لوكاس إلى شارع خلفي قذر حيث يتطاير الغبار في كل مكان. على الرغم من قدومه مؤخراً إلى ملحق لوكاس، إلا أن الصبي يعرف مخارج مختلفة. وبالتالي، تمكنا من المغادرة بهدوء دون أن يتم القبض عليهما من قِبل الآخرون.
“لكن هل أنت حقاً ساحر رائع؟”
“إذن، أرنا سحرك.”
“هذا صحيح. لقد سمعت أن هناك طفلاً آخر اسمه جيمي يمكنه استخدام السحر في تلك المدينة الأخرى. هل يمكنك، مثل، صنع الألعاب النارية في يدك بالطريقة التي يفعلها؟”
لم يكن لوكاس أبداً حول مثل هؤلاء الأطفال الصاخبين. جعلوه يشعر بأنه مشتت الذهن.
والطريقة التي عاملوه بها كانت بلا تحفظ بشكل مدهش.
“ألعاب نارية؟”
“أنا فضولي أيضاً. أرنا.”
نظر ابن أخ المربية إلى لوكاس بترقب. بعد النظر إلى الأولاد لمدة ثانية، قرر لوكاس أن يُظهر لهم سحره. لكن ما أخرجه لم يكن ألعاباً نارية صغيرة.
بعد حركة يد لوكاس، ظهرت عشرات الكرات النارية في الهواء وسقطت على الشارع الخلفي.
“آكـك!”
حاولوا الأولاد تفادي الكرات النارية كالمجانين، لكنهم توقفوا فقط عندما أدركوا أن الكرات النارية لا تنبعث منها أي حرارة.
عندما انطفأت النيران تماماً، شاهد لوكاس الأولاد الذين على الأرض يحدقون به وأخبرهم بلا مبالاة.
“لا يمكنني استخدام سحر ضعيف.”
بدا الصبي الذي أحضره إلى الشارع الخلفي، مثل الآخرين، مذهولاً. لكن تصرفهم لم يتغير مثل الناس من القصر.
“واو، تـبـاً! كـان ذلـك رائـعـاً!”
“رائـعـاً تـمـامـاً! كـانـت هـذه هـي أول مـرة أرى فـيـهـا الـسـحـر عـن قـرب!”
“عـلـى هـذا الـمـسـتـوى، سـيـخـسـر جـيـمـي الـوغـد أمـامـك!”
“هـاي، أنـت رائـع حـقـاً! لديك هذه القوة المذهلة، فلماذا كنت عالقاً في ذلك المنزل طوال الوقت؟”
بعد ذلك، أصبح لوكاس جزءاً من مجموعة هؤلاء الأولاد. وأيضاً، كانوا شجعان. لم يكونوا خائفين من قوة لوكاس. في الواقع، شجعوه قائلين إنه ‘رائع’ و ‘مذهل’.
“سمعنا أنك تغادر الملحق مؤخراً. ألا تعتقد أنه يجب عليك التدرب على المزيد من ضبط النفس؟”*
(*: المقصود التدرب على التحكم في مشاعره وألا يفقد السيطرة على قوته عندما يغضب)
في البداية، كان لوكاس يترك الملحق سراً. مع مرور الوقت، أصبح أكثر جرأة ووضوحاً، أصبح يغادر باستخدام الباب الأمامي للقصر. لذلك كان من الطبيعي أن تكتشف عائلته ذلك.
عندما ناداه والداه للتحدث، سخر منهما.
“لم تهتما أبداً بما أفعله بمفردي في الملحق، فلماذا تبدأن الآن؟ لا تتظاهرا بأنكما والديّ الآن، أيها الوغدين الكبار. أعتقد أنه سيكون من الأفضل إذا تجاهلنا وجود بعضنا البعض، بنفس الطريقة التي كنتما تتجاهلاني بها دائماً. لذلك لا داعي لأن تزعجا نفسكما. فقط استمرا في التظاهر بأنني غير موجود.”
فغرا أفواههما بسبب كلماته المبتذلة الرخيصة. تأثر سلوك لوكاس وطريقة حديثه بشدة بالأولاد الذين يلتقي بهم في الخارج. غير مهتم بالوالدين المتوترين، غادر لوكاس.
على الأقل في تلك اللحظة، شعر بأنه أفضل قليلاً بداخله.
لكن أسلوب حياته الخالي من الهموم لم يدم طويلاً. وصلت الأمور إلى نقطة تحول عندما اتصل أصدقاؤه بجيمي من المدينة المجاورة. أتى أصدقاؤه معه، وبدأت المجموعتان في القتال. توجه صبي نحو لوكاس لمهاجمته. هاجم لوكاس الصبي باستخدام سحره دون تفكير كثير. انهار الذي كان سيهاجمه على الفور، وهو ينزف.
“تباً. مـ-ماذا علينا أن نفعل؟ هل هو ميت؟”
“لهذا السبب أخبرتك أن تأخذ الأمر ببساطة!”
“قـ-قلت له أن يتوقف، لكن لوكاس…!”
تحركت عيون الأولاد إلى لوكاس. لقد لاحظ الخوف في عيونهم. لحسن الحظ، لم يمت الصبي.
لوكاس لم يذهب لرؤية الأولاد مرة أخرى.