Who made me a princess - 176
كان كلود وحده في غرفة النوم. أطباء القصر والسحرة الذين كانوا منشغلين بالتنقل في قصر جارنيت لم يكونوا حاضرين في الوقت الحالي. فقط فيليكس يقف خارج باب غرفة النوم. جانيت، التي كانت بجانب كلود، خرجت للراحة.
شاهدت آثي الأميرة آثاناسيا تقترب بصمت من كلود. حدقت به لفترة من الوقت. إن لديه تعبير سلمي.
فتحت آثاناسيا فمها أخيراً للتحدث.
“هل من الممكن ألا يستيقظ هكذا أبداً؟”
لم تستطع آثي الإجابة بسهولة. أصبح كلود هكذا بسبب تأثير جانبي من استخدام السحر الأسود. حتى لو كانت عملية الشفاء ناجحة، فقد يكون هناك تأثير لاحق من نوع ما. أيضاً، قال لوكاس إن كلود نفسه لا يرغب في الإستيقاظ، لذلك…
“أبي.”
نادت الأميرة آثاناسيا كلود بهدوء. بالطبع، لم يكن هناك رد.
وضعت يدها بحذر على ذراع كلود.
استدارت الأميرة آثاناسيا لتنظر إلى آثي بوجه باكي تقريباً وابتسمت.
“إنه لم يغضب عندما ناديته أو صفع يدي بعيداً حتى لو لمسته هكذا.”
لم تستطع آثي الرد. وكأن الأميرة آثاناسيا لم تتوقع أن ترد آثي عليها، أدارت رأسها لتنظر إلى كلود مرة أخرى.
“رأيت امرأة قبل أن أستيقظ بقليل.”
اندهشت آثي من تعليقات الأميرة آثاناسيا المستمرة.
“غريب، أليس كذلك؟ أنا شخصياً لم أرى وجهها قط، لكنني عرفت على الفور أنها أمي.”
افترضت آثي أن آثاناسيا رأت ديانا في حلمها.
“هل أبي أحب أمي؟”
ترددت آثي، لا تعرف كيف تجيب. قررت في النهاية أن تسألها بدورها.
“من ما رأيتيه، ماذا تعتقدين؟”
سقطت يد الأميرة آثاناسيا من على كلود. ثم ردت بصوتها الهاديء.
“أمي ماتت بسببي، أليس كذلك؟”
لقد رأت آثي هذا أيضاً في حلم من قبل، لذلك هي تعرف بالفعل.
“إذا كان هذا هو السبب في أنه يكرهني كثيراً، فأنا أتفهم هذا.”
هل يجب أن أخبر الأميرة آثاناسيا أن كلود على الأرجح استخدم السحر الأسود لمحو ذكرياته المتعلقة بديانا؟ لكن هذا افتراضي أنا فقط، وحتى لو كان ذلك صحيحاً، لست متأكدة مما إذا ينبغي أن أخبرها بالحقيقة.
يبدو أن الأميرة آثاناسيا لديها إجاباتها بالفعل. أعطت ابتسامة خافتة لنفسها من العالم الآخر.
“أريد أن أعرف أين توجد رفات أمي. لم تكن لدي الشجاعة لأسأل في حال غَضِب أبي مني.”
من صوتها المليء بالفراغ، حدقت آثي بصمت في الأميرة آثاناسيا.
بعد لحظة، مدت آثي يدها إليها.
“سآخذكِ إلى هناك.”
كانت درجة حرارة بشرتها باردة مثل كلود.
********************
“هذا…”
وصلتا آثي والأميرة آثاناسيا إلى جُرف حيث تهب الرياح من جميع الإتجاهات.
ما رأته آثي بين شعرها المتحرك مشهداً جميلاً.
“هذا هو المكان الذي حرروا فيه أمي–” (آثي)
لكن المشهد الجميل أمامهم أثار الفراغ أيضاً.
“–حتى تتمكن من الذهاب بحرية إلى أي مكان مع الرياح، فقط هكذا.” (آثي)
عادة، يجب وضع أفراد العائلة الملكية في قبر ملكي بموجب القانون، لكن ديانا لم تكن زوجة كلود رسمياً.
بالطبع لم يكن كلود ليهتم لذلك، لذلك كان بإمكانه وضع رفاتها في القصر إذا أراد ذلك.
لكن من الواضح، أنه فكر أن مثل هذه الطريقة ليست الأفضل لديانا.
مثل ما أراد كلود، لا بد أن ديانا أصبحت الهواء في جميع أنحاء العالم.
في خضم الرياح التي حركت شعرهما، شاهدتا آثي والأميرة آثاناسيا بصمت المنظر السامي أمامهما.
في وقت لاحق، همست الأميرة آثاناسيا بابتسامة صغيرة.
“نعم، هذا يعني أن أمي معي دائماً.”
على الرغم من عدم وضوح الأمر تماماً، شعرت آثي أن الأميرة آثاناسيا قد تغيرت منذ الأمس. بقي الإثنان في المكان الذي تستريح فيه ديانا لفترة من الوقت حتى عادا في النهاية إلى القصر.
********************
“آثاناسيا!”
هذه المرة، كانت جانيت في غرفة نوم كلود. عندما رأت الأميرة آثاناسيا، بدأت في البكاء. اقتربت منها جانيت.
“أبي ما زال لم يفتح عينيه.” (جانيت)
إيجيكيل، الذي مع جانيت، انحنى بصمت لتحية آثاناسيا.
“ماذا قال أطباء القصر؟”
“ما قالوه بالأمس.”
بإمكان أي شخص رؤية وجه جانيت المرهق. لم يكن كلود فاقداً للوعي لفترة طويلة، لكن التغيير فيها مرئي.
ثم دخل الدوق ألفيوس الغرفة.
“أميرة جانيت. هل يمكنكِ إعطائي من وقتكِ من فضلكِ؟ البيروقراطيون يرغبون في رؤيتكِ.”
ما قاله البيروقراطيون بعد أن اقتربوا منها كان متوقعاً.
“بما أن جلالته لا يزال غير مستيقظ، يجب أن تعتني بالوثائق بدلاً منه يا أميرة.”
“لماذا تسألني عن شيء كهذا؟ أنا لست أميرة أوبيليا الأولى.”
على الرغم من أن آثاناسيا هنا، فقد طلبوا من جانيت العمل نيابة عن كلود.
نقرت آثي على لسانها وهي تنظر إلى الدوق ألفيوس. بالطبع هو الذي أقنعهم.
“أميرة جانيت. لقد تم تعليمكِ حتى تحلي محل جلالته في أي وقت، لذلك لديكِ الحق في–“
“منذ حفلة ظهورنا الأول في سن 14 عاماً، الأميرة آثاناسيا، أيضاً، حصلت على نفس التعليم. ومن ثم، أعتقد أنه الحق الوحيد هو أن تحصل هي على هذه السلطة، دوق.”
والمثير للدهشة أن جانيت مصرة. من كلماتها، أغلق الدوق ألفيوس فمه وكأنه لا يعرف ماذا يقول. كانت جانيت منطقية، لذلك كان من الصعب عليه أن يتجادل معها. أيضاً، لم يتوقع أن تستجيب جانيت هكذا.
اقترب روجر ألفيوس من جانيت وهمس لها.
“أميرة جانيت، لماذا أنتِ هكذا؟”
“ليس هذا ما أريده. لست بحاجة إلى شيء من هذا القبيل. لقد أخبرتك من قبل.”
فتح دوق ألفيوس فمه ليقول المزيد، لكن جانيت أدارت رأسها وكأنها تقول إنها لا تريد الإستماع بعد الآن.
“سأبقى بجانب أبي.”
بدا البيروقراطيون أيضاً مذهولين تماماً من سلوك جانيت. لم تستطع آثي قراءة عينا الأميرة آثاناسيا وهي تراقب جانيت بصمت. يجب أن يعتني شخص ما بالشؤون الوطنية بدلاً من كلود، وبما أن جانيت رفضت، وقع العمل على الأميرة آثاناسيا.
سرعان ما ابتعدت مع البيروقراطيين. بدا أن الدوق ألفيوس لديه الكثير ليقوله وهو ينظر إلى جانيت، لكنها جلست بجانب كلود ولم تحرك عينيها بعيداً عنه.
في النهاية، لم يستطع الدوق إلا أن يتبع البيروقراطيين. كما شاهد إيجيكيل بصمت جانيت وغادر الغرفة بهدوء.
******************
لبضعة أيام، كانت الأميرة آثاناسيا مشغولة للغاية. لم تكن آثي متأكدة مما إذا كانت مسرورة لها، لكنها بدت وكأنها تغطي مساحة كلود الفارغة بجد. بطبيعة الحال، كانت لا تزال تفتقر إلى بعض الجوانب، لكن البيروقراطيين همسوا لبعضهم البعض قائلين إنهم مرتاحون من عملها.
بقيت جانيت بجانب كلود طوال اليوم. نظراً لأنها لم تغادر مكانها أبداً لأنها تتمنى فقط أن يستيقظ، كان فيليكس وخادمات القصر الآخرين قلقين جداً عليها. واصلا الدوق ألفيوس والكونتيسة روزاريا القدوم وإقناع جانيت، حتى أنهما كانا يصرخان عليها في بعض الأحيان، لكنهما لم يتمكنا من كسر إصرارها.
ذات ليلة، زارت الأميرة آثاناسيا غرفة نوم كلود. ذهبت جانيت للراحة بعد أن توسل إليها فيليكس وخدم القصر.
“أبي.”
بدا وجه كلود أكثر شحوباً من المعتاد من ضوء القمر الساطع. بعد التحديق فيه، همست له الأميرة آثاناسيا، معتقدة أن لا أحد استمع.
“لم تكن أبداً أباً لي طوال حياتي. للمرة الأولى، أشعر بالسرور لأنك لم تكن كذلك أبداً.”
ملأ صوتها الهاديء الغرفة المظلمة ببطء.
“لماذا أشعر وكأنني أقرب إليك الآن أكثر من أي وقت مضى؟”
يدها تتحرك ببطء على وجهه. لمست الأميرة آثاناسيا كلود بحذر وواصلت همساتها.
“أتمنى أن تستمر في النوم هكذا يا أبي.”
أثناء الإستماع إلى تلك الهمسات الفارغة، كان لدى آثي شعور لا يوصف. شعرت وكأن صخرة عالقة في حلقها.
“هل تشعرين بخيبة أمل من هذا التطور غير المتوقع؟”
لوكاس، الذي وقف بجانب آثي، نظر لها وسألها.
مثل ما قال، لم تكن آثي تتوقع نهاية جميلة مثل رواية، لكنها شعرت بطعم مرير في فمها. كان كلود لا يزال فاقداً للوعي، وادعت الأميرة آثاناسيا أنها تفضل حالة نوم كلود. أيضاً، لم تكن الأميرة آثاناسيا سعيدة بقول ذلك.
افترضت آثي أن ما قالته الأميرة آثاناسيا لكلود لم يكن لأنها رحبت في الواقع بحالته الحالية. عرفت آثي أن آثاناسيا تعني أنها تفضل قلة الإستجابة مقارنة عندما كان يرفضها باستمرار. لا بد أن البُعد والألم بين الإثنين أعمق مما افترضته.
“لا يمكن المساعدة. نهاية أي شخص يستخدم السحر الأسود دائماً هكذا.”
قال لوكاس هذا كتعليق عابر. لقد نجحوا في شفاء الآثار الجانبية للسحر الأسود، لكن هذا لا يبدو مرتبطاً بحالة كلود الحالية.
حسناً، السحر الأسود هو سحر من شأنه أن يطبع على روح المرء أو شيء من هذا القبيل.
عندما سمعت تعليق لوكاس، تذكرت فجأة الجد مالك المكتبة القديمة، الذي التقيت به في أتلانتا قبل بضع سنوات.
[يا آنسة، لا يجب أن تفكري في لمس السحر الأسود قدر الإمكان. السحر الأسود، كما ترين، يجعل المرء دائماً يدفع ثمن استخدامه بأي شكل. لهذا السبب لم أرى أبداً نهاية جيدة لمن استخدم السحر الأسود أو الأشخاص من حولهم.]
[بالإضافة إلى ذلك، إنه شرير للغاية لدرجة أنه في اللحظة التي يرى فيها طاقة مؤسفة، ينطلق بسرعة ويحاول أن يأكل روح الشخص في قضمة واحدة.]
بقيت الكلمات السابقة من الجد ممارس السحر الأسود في أذنيها.
إذن هل يدفع كلود حالياً ثمن استخدام السحر الأسود في الماضي؟
“لقد فعلتِ كل ما في وسعكِ. لقد أنقذتِ شخصاً كان على وشك الموت، أليس هذا كافياً؟”
عندما رأى لوكاس تعبيرها غير المشرق، حاول مواساتها.
هم، أنا ممتنة لأنه يقول مثل هذه الكلمات اللطيفة، لكن لماذا أشعر ببعض الشك والريبة؟
“لماذا تتحدث فجأة بلطف؟”
“لأنكِ ستتوقفين بعد ذلك عن الإهتمام بهذا الجانب.”
أوه، بالطبع. لكن مهلاً، هل أتخيل الأشياء أم أن لوكاس الوغد يبدو أكثر هدوءاً عن ذي قبل؟ يبدو أنه قد مر بضعة أيام فقط منذ أن طالب بأن أصبح أميرة آثاناسيا في هذا العالم، وسألني عن حقي في التدخل في هذا العالم، وسأل بعنف عن نوع العلاقة التي تربطني بلوكاس من العالم الآخر. يبدو أقل غضباً؟
أو ربما أصبح متكيفاً قليلاً مع الأمر؟ هل أدرك أخيراً أنني لا أستطيع العودة إلى العالم الآخر لمجرد أنني أريد ذلك؟
“قلت إنه لا يستيقظ ليس لأن هناك مشاكل أخرى، أليس كذلك؟ لذلك إذا وجد الرغبة في الإستيقاظ، يمكنه دائماً فتح عينيه؟”
“إذا كان يريد أن يستيقظ، فعندئذ نعم.”
“حسناً.”
شاهدت آثي كلود والأميرة آثاناسيا.
“هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها وجهاً مسالماً منك. ما نوع الحلم الذي تحلم به؟”
كانت الأميرة آثاناسيا لا تزال تتحدث إلى كلود. بما أنه نائم، لم يرد عليها، لكنها بدت وكأنها تسأله دون أن تتوقع أي رد.
“مثل الحلم الذي حلمت به، هل تحلم بسعادة كبيرة لدرجة أنك تفضل ألا تستيقظ إلى الأبد؟”
ملأ همسها المكان في الغرفة المظلمة. على الرغم من أن آثي شهدت تفاعلهما عدة مرات فقط، إلا أنها لاحظت جواً متوتراً حولهما عندما يكونا في نفس المكان.
الآن، فقط جو هاديء للغاية من حولهما. بدوا الأميرة آثاناسيا وكلود أكثر سلاماً مما كانا عليه في العادة. شعرت آثي بهذا التغيير، لذلك بدأت تشعر بالغرابة.
لم يدم الصمت الثقيل من حولهما لفترة طويلة لأنه بعد لحظة، دخلت جانيت غرفة النوم.
“آثاناسيا.”
اتسعتا عينا جانيت، متفاجئة برؤية الأميرة آثاناسيا جالسة بجانب كلود.
بعد ثانية، أدركت جانيت سبب وجود آثاناسيا هنا.
“آثاناسيا، لا بد أنكِ قد أتيتِ بعد قلقكِ على أبي.”
“جانيت، ألا تعتقدين أنه يجب عليكِ الراحة أكثر؟”
كان وجه جانيت شاحباً جداً لأنها لا تنام جيداً. سألتها الأميرة آثاناسيا بعد رؤية حالة جانيت الحالية.
لكن جانيت سألت الأميرة آثاناسيا فقط بنبرة قلقة.
“لا بد أنكِ كنتِ مشغولة بالشؤون الوطنية، أليس كذلك؟”
“أنتِ أيضاً، جانيت. ألا تشعرين بالإرهاق من البقاء بجانب أبي؟”
“أنا بخير.”
هزت جانيت رأسها من سؤال آثاناسيا. تحركت عيناها إلى وجه كلود النائم.
“سوف يستيقظ قريباً، أليس كذلك؟”
ذاب القلق في صوتها الهاديء.
“سيفعل.”
ردت الأميرة آثاناسيا بهدوء. من صوتها بيقين غير معروف، أدارت جانيت رأسها مرة أخرى.
حدقت الأميرة آثاناسيا في عينيّ جانيت حتى استدارت لتنظر إلى الشخص النائم على السرير. ثم همست.
“سيدرك أبي في النهاية أنه بغض النظر عن مدى سعادة الحلم، فهو في النهاية مجرد خيال أحمق.”
********************
مع اقتراب يوم الشؤون الدولية، أصبح القصر أكثر انشغالاً. نظراً لأنه يجب عليهم حضور الشؤون بدون كلود هذه المرة، كان الجميع في حالة طواريء. كان سلوكهم مفهوماً، حيث أن الجميع يحتفظون بفقدان وعي كلود كسر في الوقت الحالي.
ربما لن يستخدموا على الأرجح ممثل بديل؟ بدا أن الدوق ألفيوس حاول دفع جانيت إلى الأمام بهذه الفرصة… لكنها لم تتحرك حتى خطوة واحدة لتحقيق رغبته، لذلك أنا متأكدة من أن جهوده لن تكون مجدية مرة أخرى.
كانتا الأميرتان متناغمتين مع وظيفتيهما دون إرهاب بعضهما البعض. أدت الأميرة آثاناسيا بشكل غير متوقع واجب كلود بشكل جيد للغاية. بعد أن أتت جانيت إلى القصر عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، سمعت آثي أن الإثنين درسا مواضيع مختلفة معاً. يبدو أن الأميرة آثاناسيا لديها موهبة غير متوقعة في هذا النوع من العمل. بدأ البيروقراطيون في رؤيتها بشكل مختلف أيضاً. اعتقدت آثي أيضاً أن الأميرة آثاناسيا أميرة ضعيفة، غير واثقة، لكنها غيرت رأيها بعد الأحداث الأخيرة.
من ناحية أخرى، ليس لدى جانيت أي طموح سياسي، على عكس دوق ألفيوس. لم تظهر أبداً في المناسبات الرسمية وركزت فقط على رعاية كلود. وهكذا، كان السيد كلب أبيض والكونتيسة روزاريا يموتان بشكل طبيعي من القلق والإحباط. إذا استيقظ كلود الآن، فلن يواجهوا مشكلة، لكن الإحتمال بدا كئيباً. كان لدى آثي شعور بأن كلود سيفتح عينيه قريباً. ليس لديها دليل على الشعور بهذه الطريقة، لكنها ما زالت تشعر بذلك.
“أنت من فعل ذلك، أليس كذلك؟”
ذات يوم، واجهت آثي لوكاس الوغد.
“ماذا فعلت؟”
سواء كانت آثي تحدق به أم لا، سألها بلا مبالاة.
“أنت الذي كدت أن تحرق قصر توباز، أليس كذلك؟”
تذكرت آثي عندما قابلت لوكاس في قصر توباز قبل أيام قليلة. في ذلك الوقت، كان هذا الوغد بالتأكيد ينفض الغبار عن الأشياء وكأن عليها رماد. ثم اشتكى من رؤية الغبار في كل مكان وكأن الناس لا ينظفون القصور. بعد ذلك، نذهب أنا وهو إلى هناك أحياناً.
هـ-هذا الوغد. كان يعمل على محو الكتب من قصر توباز. لا عجب أن تصرفه أصبح هادئاً مؤخراً.
“ألم تفكر أبداً في أن ما دمرته ربما ليس حقيقياً؟ بعد كل شيء، أنت لم ترى الكتاب من قبل.”
كانت آثي مسرورة لأنها أخفت حقيقة أنها وجدت الكتاب بالفعل. يحتوي الكتاب أيضاً على طبقات من سحر الحماية، لذلك حتى لو حاول هذا الوغد، فلن يكون قادراً على تدميره بسهولة. أيضاً يتفاعل سحره وسحري مع بعضهما البعض.
“إذا كان هذا صحيحاً، فلم تكوني لتظلي هنا.”
“أنا باقية لأنني أريد ذلك. أريد أن أشاهد ما يحدث هنا أكثر قليلاً.”
من كلمات آثي الواثقة، بدا لوكاس متشككاً بعض الشيء. وقف وفحص الكتاب الذي في يد آثي بحدة.
لقد فتحته في الواقع في اللحظة التي وجدته فيها. ومع ذلك، فإن حقيقة عدم وجود رد منه كانت سراً. على الرغم من ذلك، كان الكتاب هو نفسه الذي أوصلها إلى هذا العالم، لذلك قررت الإحتفاظ به في الوقت الحالي.
“أعطيني هذا الآن.”
هددها لوكاس الوغد بنظرات من الإنزعاج الشديد.
همف. هل تعتقد أنني مجنونة؟ لماذا قد أعطي هذا لك؟
“إذا كنت تريده، يمكنك محاولة أخذه مني.”
منذ أن قام لوكاس بإغضاب آثي عدة مرات، قررت أن تسخر منه. كانت النتائج ممتازة! طاردها برغبة في تحويل الكتاب إلى رماد. باستخدام سحرها، انتقلت آثي إلى مكان بعيد. بالطبع تبعها لوكاس على الفور، لكن أليس لديهما نقطة ضعف رهيبة؟ لا يستطيعان استخدام السحر على بعضهما البعض.
بدأت شؤون أوبيليا الدولية اليوم. في وسط الأوراق المتلألئة والبتلات مع الأعلام الملونة من كل مبنى، بدآ آثي ولوكاس في لعبة المطاردة.
“غبي. هل تعتقد حقاً أنه يمكنك الإمساك بي حتى لو حاولت بجد هكذا؟”
من استفزاز آثي، عبس لوكاس بشدة. وهي ضحكت. في البداية، كنت سأغيظه فقط، لكن هذا في الواقع ممتع للغاية. أعتقد أنني يجب أن أترك الكتاب بعيداً. هناك الكثير من الناس هنا بسبب الحدث من الشؤون الدولية، لذا إذا أسقطت هذا الآن، فسيكون ذلك بمثابة فشل كبير.
لتجنب لوكاس الوغد، انتقلت آثي مرة أخرى وتحركت إلى مكان بيع الطيور. عندما هبطت بهدوء على أكبر قفص للطيور، بدأت الطيور في داخل القفص تغرد بصوت عالي. رأت المئات من أقفاص الطيور الكبيرة والصغيرة من حولها.
فجأة، بدأ ضوء ساطع يتسرب من الكتاب. هـ-هاه؟ ما الذي يحدث فجأة؟
لقد كان غير نشط كلما حاولت فعل أي شيء به!
لكن آثي تفاجأت أكثر بما حدث بعد ذلك.
“أين هذا؟ هل أتيت إلى المكان الصحيح هذه المرة؟”
توقف الضوء الساطع، وكان الشخص الذي ظهر من الكتاب هو لوكاس آخر!
“لوكاس؟”
هل هذا هو لوكاس الذي أعرفه؟ أو ربما يكون لوكاس ثالث؟ لم تكن آثي متأكدة جداً. عندما التقت أعينهما، عرفت على الفور أن الشخص الذي أمامها هو لوكاس الذي تعرفه.
“آه، لقد وجدتكِ أخيراً.”
هو أيضاً يجب أن يكون لديه نفس الإدراك. عندما أسرتها عينا لوكاس الحمراوان، بدأتا عيناه تتوهجان.
“لقد سئمت من رؤية جميع المزيفات باستمرار، لذلك لو لم آتي إلى المكان الصحيح هذه المرة، كنت أخطط لتدمير كل شيء.”
بما أنها قابلت شخصاً لم تكن تتوقع رؤيته، كانت آثي في حالة ذهول.
“يمكنك التنقل عبر الأبعاد أيضاً؟”
“لقد حاولت كتجربة، ونجحت.”
أجاب لوكاس بلا مبالاة على سؤالها الغبي.
حاول كتجربة ونجحت… عبور الأبعاد بـهـذه السهولة؟!؟!
“ما هذا؟”
ثم سمعت آثي صوتاً غاضباً بجانبها. لقد نسيته للحظة.
عبس لوكاس من هذا العالم عندما رأى لوكاس آخر أمامها.
الاثنان اللذان يشبهان بعضهما البعض تماماً بينما يحدقان في بعضهما البعض.
فجأة، كادت الأميرة أن ترى أمامها وهم من الرعد والبرق. هذا المشهد غريب جداً… أ-أليس هذا مثل صورة تنين أزرق على اليسار ونمر أبيض على اليمين؟
قام لوكاس من عالمها بتضييق عينيه عند رؤية لوكاس من هذا العالم.
“من هذا الوغد؟”
كلاهما يعرفان عن عوالم أخرى، والشخص الذي يشبههما أمام أعينهما، لذلك من المستحيل عدم معرفة من هما. لكن مع ذلك، اختارا التحدث بهذه الطريقة.
هذا الوغد…؟ أليس لوكاس هذا أو لوكاس ذاك يستخدمان أسماء مروعة لبعضهما البعض على الرغم من أنهما أنفسهما من عوالم مختلفة؟ تثبت هذه السمة أن لوكاس هو بالفعل لوكاس.
بينما كانت آثي تراودها هذه الأفكار، عبس لوكاس وواجهها.
“هل كنتِ تخونينني أثناء غيابي؟”
“مـاذا تـقـول؟!”
مـن يـخـون مـن؟!؟! أ-أيضاً أنا وأنت لا نخرج رسمياً فماذا تقصد ‘خيانة’؟!
مع ذكرى مفاجئة خطرت في ذهنها، تجمدت. أوه، الآن بعد أن تذكرت. ألم أحصـ–… أحصل على قبلة من لوكاس مع هذا العالم…؟
“يبدو أن الأميرة وأنا بيننا حديث طويل لاحقاً.”
آكك. لا بد أنه شعر بشيء مريب من تعبير وجهي. استطاعت أن تشعر أن أيامها القادمة ستصبح بطريقة ما مزعجة للغاية.
ثم وبخه لوكاس هذا العالم ببرود.
“لماذا لا تتوقف عن التحدث بالهراء؟ هذه الأميرة ليس لديها قصة طويلة للتحدث بها معك. اغرب إلى عالمك الآن قبل أن أقتلك.”
“حتى لو توسلت ألا تذهب، فسيحدث ذلك. نحن الإثنين. إلى عالمنا. ولن تتقاطع طرقنا مرة أخرى حتى تموت، فلماذا لا تتوقف عن القلق؟”
“توقف عن هذا الهراء. لن تعود هذه الأميرة إلى عالمك، لذلك توقف عن إضاعة وقتك واغرب بنفسك بينما أتصرف بلطف.”
“ها. حثالة مثلك لديه معايير عالية، أليس كذلك؟ هذا الوغد جشع لما هو ملكي.”
رأت آثي وهم الرعد والبرق أمام عينيها مرة أخرى. اندفعت عيناها ذهاباً وإياباً وهي تنظر إلى الإثنين. كلاهما يصدران هالات عنيفة للغاية.
واو. نظراً لأن الإثنين لوكاس ضد بعضهما البعض، فإن قوتهما ليست مزحة. أشعر أنه إذا تُرك هذان الشخصان بمفردهما، فسوف يتسببان في مشكلة…
“أعتقد أن التحدث بلطف لن ينجح.”
“نعم. تدمير ما يزعج العينان هو أفضل خطة.”
كانت محقة! رأت آثي أمامها اللحظة التي هاجما فيها الإثنين لوكاس بعضهما البعض بسرعة. من السحر الساطع والضوضاء العنيفة المتفجرة، أصبح عقلها فارغاً للحظات.
واو… ما هذا الوضع؟ هل هذان الإثنان يتقاتلان بسببي؟ أعني، لديهما كراهية داخلية ضد بعضهما البعض في عيونهما…
“كـيـاه! مـاذا يـحـدث؟!”
“آه! فـلـيـسـاعـدنـي شـخـصـاً مـا!”
هذان الوغدان! هل تخططان لقتل الجميع الذين تحتكما؟! هناك الكثير من الأشخاص اليوم على وجه الخصوص بسبب حدث الشؤون الدولية!
“هـاي أنـتـمـا الإثـنـان، هـذا يـكـفـي!”
استخدمت آثي السحر بسرعة لحماية الأشخاص الذين تحتهما من الإنفجار السحري للإثنان لوكاس. فوجئت الطيور الموجودة داخل أقفاص الطيور بالإضطرابات من حولها ورفرفوا أجنحتهم وصرخوا.
كانت آثي مسرورة لأن القتال انتهى في وقت أقرب مما كانت تعتقد.
“كنت فقط تتحدث بالهراء، لكنك لا شيء.”
يقف لوكاس على قمة برج الساعة في منتصف الساحة، ابتسم وسخر من لوكاس الآخر، المستلقي تحت قدمه، وهو يئن.
عندما حاول لوكاس هذا العالم التحرك حيث كان عالقاً في الأرض، تدحرجت الأجزاء المكسورة من الأرض. لم يستطع قبول هذه الهزيمة.
“أنت، هذا… لقد أكلت شجرة العالم، أليس كذلك؟! وإلا، هذا مستحيل.”
“سواء أكلت شيئاً كهذا أم لا، فأنا أقوى منك.”
ضغط لوكاس بقدمه على صدر لوكاس هذا العالم وابتسم بعجرفة.
لم تعرف آثي كيف أو ماذا فعلا في تلك الفترة القصيرة من الزمن، لكن لوكاس على الأرض بدا فظيعاً.
“يبدو أنك غبي، لذلك تذكر هذا جيداً. تلك الفتاة ملكي.”
ها… شخصيته هي الأسوأ. لوكاس الوغد لم يتغير، لأنه يتحدث بمثل هذا الهراء حتى في عالم آخر.
عرفت أن مواجهته، لـمـاذا أنـا لـك؟! مرة أخرى لن تفعل أي شيء، لذلك هزت رأسها فقط.
“لهذا السبب لن أعطيها لأي شخص آخر. اذهب وابحث عن خاصتك.”
قام الشخص الموجود على الأرض بالصر على أسنانه بغضب بعد سماع لوكاس. احترقت عيناه وكأنه يريد تمزيق وقتل لوكاس الآخر الذي أمامه.
“هاي، توقفا الآن.”
على الرغم من إقامتها القصيرة هنا، لا بد أن آثي شعرت بالتعلق لأنها لم تشعر بالرضا عند النظر إلى لوكاس من عالمها وهو يخطو على لوكاس هذا العالم على الأرض. لحسن الحظ، تراجع لوكاس. بما أنه ضربه بالفعل، بدا لوكاس غير مهتم الآن.
ثم سمعت هتاف من الحشد. نظرت إلى أسفل من برج الساعة. بدأ العرض الذي يتم فيه تحية العائلات الملكية للمواطنين. لم يكن كلود حاضراً، لكن آثي شاهدت الأميرة آثاناسيا وجانيت.
اجتمع الإثنان في النهاية. كانت سعيدة أن الإثنين تبدوان أفضل مما كانت تعتقد.
على الرغم من أن السيد كلب أبيض لن يرحب بهذا التغيير.
“أنا سأذهب أيضاً. إلى العالم الذي أنت منه.”
قال لوكاس هذا العالم.
لوكاس، الذي استدار جسده ليقترب من آثي، توقف بعد أن سمعه. نظر له ببرود واستهزاء.
“كيف؟ ماذا يمكنك أن تفعل؟”
“إذا كنت تستطيع القيام بذلك، فلا يوجد سبب يمنعني من ذلك.”
لقد تعرض للضرب في وقت سابق، ومع ذلك لا يزال لديه القوة للإستفزاز!
حدقا الساحران في بعضهما البعض بابتسامات متشابهة بشكل مقلق.
“نعم؟ إذن يجب فقط أن أقتلك الآن.”
سمعت آثي صفارات الإنذار في رأسها. إنه جاد! إنه سيقتله بجدية!
“لـوكـاس!”
شعورها بالحاجة إلى إيقافهما، أمسكت الأميرة لوكاس، الذي كان يقترب من لوكاس الآخر الذي على الأرض.
حتى لو كنت غاضباً، ألا تعتقد أن قتل نفسك من عالم آخر بيديك أمر مبالغ به؟!
لكنها تعلم أن قول هذه الكلمات لن يؤثر على لوكاس، لذلك قررت أن تقول شيئاً آخر بدلاً من ذلك.
“دعنا فقط نعود. لقد أتيت إلى هنا لإعادتي، أليس كذلك؟ لقد مر وقت طويل منذ أن كنت هنا، وأعتقد أنه سيكون من الأفضل لنا أن نعود بسرعة.”
“انتظري، دعيني أقتله أولاً.”
“د-دعـنـا فـقـط نـذهـب بـالـفـعـل!”
أرادت آثي بصدق البقاء في هذا العالم لمشاهدة بعض الناس، وشعرت بالسوء لترك لوكاس هذا العالم هكذا. لكنها قررت أن الوقت قد حان للعودة. بعد حثه مرة أخرى، سار لوكاس في النهاية نحو الأميرة كما لو أنه لا يسعه سوى هذا.
“تمسكي بشدة. إذا وقعتِ بين حدود الأبعاد، فسيكون من الصعب البحث عنكِ.”
وضع لوكاس ذراعه حول كتفها وتحت ساقيها لحملها. عند الإستماع إليه، لفت آثي ذراعيها حول رقبته. التقت عيناها بعينيّ لوكاس هذا العالم، الذي كان لا يزال يبدو مهزوماً.
“هاي، آه، شكراً لك على كل ما فعلته.”
فكرت آثي أنها لا يجب أن تغادر دون أن تقول أي شيء، لذلك ودعته. لكن الآن بعد أن كانت ستغادر بالفعل، لم تعرف ماذا ستقول. لقد كان وداعاً مفاجئاً. لقد هددها في البداية، لكنه ساعد كلود في النهاية بعد طلبها. أيضاً، بعد مجيئها إلى هذا العالم الغريب، شعرت بالإرتياح بفضل لوكاس هذا العالم. بالطبع، عندما أحرق قصر توباز، كانت خائفة قليلاً ولكن… مع ذلك، كان الإمتنان هو الإمتنان.
عندما رأت وجهه، لم تستطع آثي قول أي شيء آخر. نظر إليها لوكاس هذا العالم بطريقة لا توصف. بعد رؤية تعبيره، لم تستطع إلا أن تشعر وكأنها تركته، لذلك استهلكتها موجة من الذنب.
“انتظري.”
تحدث إليها بعد أن صر على أسنانه.
“أنا أعد، بأنني سوف…”
ولكن قبل أن ينهي جملته، استخدم لوكاس اللا مبالي سحره. رأت الأميرة موجة من الضوء الذهبي. انقسم الضوء نفسه، وبدأوا في التحول إلى خمسة ألوان مختلفة. كادت آثي أن تُعمى بسبب المشهد الذي غمرها، لذلك أغلقت عينيها وتمسكت بلوكاس بإحكام أكثر. كادت أصوات الأضواء المحيطة بهما تفقدها السمع في أذنيها.
تساءلت كم مضى من الوقت.
“يمكنكِ فتح عينيكِ الآن.”
سمعت صوت هاديء. ارتجفت بخفة بعد الصوت وفتحت عينيها ببطء.
“هل عدنا؟”
نظرت آثي حولها ورحب بها محيط مألوف. كانا في قصر توباز، حيث وجدا الكتاب الغريب. كانت متأكدة من أن لوكاس أحرق هذا القصر، لكن برؤيته لا يزال موجوداً أكد لها أنها لم تعد موجودة في ذاك العالم.
كانت في حالة ذهول. ما زالت لا تصدق ما حدث.
“هل تخططين للبقاء على هذا النحو؟ الأميرة أصبحت عدوانية للغاية أثناء غيابي.”
“آه!”
أدركت آثي فجأة أنها لا تزال تلف يديها حول عنق لوكاس. أصبحت في وضع دفاع وسرعان ما أنزلت نفسها.
سقط شيء بجانب قدمها. رأت الأميرة الكتاب الذي نقلها إلى العالم الآخر. على صفحته المفتوحة، كُتب شيء ما.
{نتيجة الفحص الأول — الحجز بسبب أخطاء.}
ماذا؟ الفحص الأول؟ وهناك حجز بسبب أخطاء؟ ما هذا الذي تقول، هذه القطعة الغبية من الورق؟!
فجأة، اشتعلت النيران في الكتاب الذي أمامها. لقد فوجئت. النار صُنعت بالسحر، لذلك لم تكن ساخنة.
“أنت تحرقه؟!”
“إذا تركناه، ماذا سنفعل به؟”
رد لوكاس بابتسامة مخيفة.
كانت آثي مندهشة ومذعورة. أ-أنا أعني…! على الرغم من كل ما فعله، فقد يكون هذا كنزاً قومياً! ولكن في حالة حدوث شيء كهذا مرة أخرى، فقد يكون من الأفضل تدميره تماماً…
لديها مشكلة أكثر أهمية تقلق بشأنها.
“ما هي المدة التي مرت منذ اختفائي؟”
“أنا أيضاً لا أعرف.”
نظرت آثي خارج النافذة لترى الشمس لا تزال عالية في السماء. انتقلت إلى قصر جارنيت الخاص بكلود على الفور.
“أبـــي!”
كان في مكتبه. عندما رأى آثي تظهر فجأة، عبس كلود.
“ما هذه الضجة المفاجئة؟”
“أبـــي، هـل أنـت حـقـاً أبـــي؟!”
“هل حلمتِ بحلم مثير للشفقة مرة أخرى؟ ما هذا الهراء الذي تتحدثين عنه.”
شهقت آثي. إنـه حـقـاً أبـــي! واو، واو!
“أبـــي! لـقـد اشـتـقـت إلـيـك!”
مُرحبة بهذه اللحظة بشدة، ركضت آثي إلى كلود وعانقته بشدة.
كان يجلس وهي تعانقه. سألها كلود.
“التقينا أثناء وقت الشاي الصباحي الخاص بنا. لقد مرت بضع ساعات فقط منذ ذلك الحين. أنتِ تتصرفين بغرابة شديدة اليوم.”
هم؟ تجمدت آثي بعد سماع ما قاله. مهلاً، ذهبت إلى قصر توباز بعد ساعات قليلة من وقت الشاي. إذن، الوقت لم يمر منذ ذلك الحين؟!