Who made me a princess - 175
كان لوكاس منزعجاً جداً. منذ بضعة أيام، كان مزاجه يقفز صعوداً وهبوطاً لأقصى حد. يحدث هذا خاصة عندما يفكر في شخص معين.
[أنـت وأنـا لـسـنـا بـيـنـنـا حـتـى عـلاقـة، فـلـمـاذا تزدريني بأسئلتك… سيدي؟]
وكأنه يُظهر مزاجه السيء، جف العشب من حوله وتحول إلى رماد عندما رن صوت هذا الشخص المعين في أذنيه مرة أخرى.
اعتقد لوكاس أنها فتاة وقحة للغاية. لم يستطع أن يفهم كيف تجرؤ على التصرف بالطريقة التي تصرفت بها أمامه. منذ اللحظة التي التقيا فيها، كانت كلماتها وموقفها تجاهه جامحة للغاية.
في البداية، بدت مضحكة ومثيرة للإهتمام. لطالما كان الناس يخافونه في الماضي، لكن آثاناسيا اقتربت منه دون مثل هذه المشاعر. شعر بأنها مميزة جداً له. لأول مرة منذ بضع مئات من السنين، أراد لوكاس إبقاء هذا الشخص بجانبه ومشاهدتها.
كانت ردود أفعالها مسلية ومبهجة. لم يكن يفكر أنه سيشعر بالملل من النظر إليها أبداً.
بصراحة كان يشعر بالفراغ لفترة من الوقت بسبب عدم معنى الحياة. لم يُثر اهتمامه أي شيء لفترة طويلة. لقد شعر بالفراغ حتى قبل أن يُلقي آترنيتاس بتلك التعويذة الغبية عليه ليجعله ينام لبضع مئات من السنين. وعندما استيقظ، كان لديه نفس القلب الفارغ غير المهتم.
لذلك عندما وجد شخصاً مسلياً للغاية، أصبح لوكاس مهتماً على الفور.
لكن هذا الشعور لم يدم طويلاً.
منذ لحظة معينة غير معروفة من الزمن، بدأ لوكاس يشعر بالغضب الشديد بسببها. لم يكن يعرف بالضبط لماذا بالرغم من ذلك.
في البداية، لم يعجبه كيف قالت بوضوح أنها ستعود إلى عالمها لأنها ليست من هذا العالم. كانت لعبة مثيرة للإهتمام وجدها لوكاس. لم يستطع السماح لها بالإختفاء منه.
لو كان هذا هو السبب الوحيد، فإنه لا يستطيع تفسير سبب شعوره بالغضب الشديد بداخله كلما ذكرت لوكاس من عالمها، أو لماذا يشعر بهذا عندما تنظر إليه وهي تفكر في شخص آخر. تدفقت حوله موجة من النوايا القاتلة كلما فكر أنها كانت جريئة من حوله لأنها اعتقدت أنه لوكاس من العالم الآخر.
نعم. لا بد أن هذا هو الشعور بالتملك، لأنني لا أريد أن يمتلك أي شخص آخر لعبتي. على الرغم من أن الخصم هو نفسه من عالم آخر… لا، لا يستطيع السماح بأن تؤخذ لعبته بعيداً، خاصة وأن الخصم هو نفسه من عالم آخر.
فجأة، شعر لوكاس بسحر مألوف من مسافة بعيدة. بين الرياح رأى هالة سحرية تنبعث من مكان وجودها. شعر بالسحر الذي جعل كل حواسه يقظة. مثل مالكتها، كان السحر مبهجاً. على الرغم من أنهما بداخلهما نفس الكائن السماوي ولا بد أنهما لديهما نفس القوة السحرية، إلا أن سحرهما مختلف للغاية. بالطبع، لدى لوكاس سحره الخاص ممزوجاً بالكائن السماوي، لكن هذا ليس السبب الوحيد.
متكئاً على شجرة كبيرة، شعر بشدة بسحر آثاناسيا مع الرياح.
لم يكن يعرف لماذا تناديه بيأس شديد. لا، بصدق، هو يعرف بالفعل السبب.
كان لوكاس نفسه هو الذي وضع طُعماً لآثاناسيا في ذلك اليوم. لكنه كان غاضباً جداً مما قالته في المرة السابقة، لذلك لا يرغب لوكاس في الرد عليها. في الوقت نفسه، أصبح مزاجه جيداً قليلاً لأنها تناديه بإصرار شديد.
نظر إلى الأعلى ليرى السماء المرصعة بالنجوم. هم. بما أنها تريد رؤيتي لـهـذا الحد، هل يجب أن أذهب فقط هذه المرة؟
وكأنه لا يستطيع المساعدة، ذهب إلى حيث ينبعث سحرها.
********************
“لماذا أتيت متأخراً جداً؟”
انتقدته لحظة ظهوره.
كالعادة، بدت وقحة للغاية. ومع ذلك، لم يكن غاضباً. فكر لوكاس في نفسه أنه لا بد أنه يحبها حقاً.
شعوره بالإنزعاج والرضا في نفس الوقت، نظر لوكاس إليها.
“لا بد أنكِ أردتِ حقاً رؤيتي، هاه؟ لقد كنتِ تناديني باستمرار ويأس.”
وقف كلاهما في حقل القصب، حيث التقيا لأول مرة. آثاناسيا، التي تقف في وسط الحقل، توقفت عن إنبعاث سحرها. لو لم يأتي، لكان من الممكن أن تكون في خطر استنزاف سحرها. لا بد أنها لم تفكر حتى في المخاطر لأنها كانت متأكدة من أنه سيأتي. شعوره بمشاعر مختلطة، لم يعرف لوكاس ما إذا كان سيسخر منها أم لا بسبب إيمانها الأعمى.
“مثل ما قلت، أعتقد أن أبي في هذا العالم مريض. الآن، أنت الوحيد الذي يعرف كيف يساعده. أيضاً، أنت الشخص الذي أخذ الأميرة.”
“إذن ماذا؟”
“من فضلك ساعدني.”
كلمات غير متوقعة رنّت في آذنيّ لوكاس. جفل. بينما لم يعرف كيف يرد، نظر في عينيها الكريستاليتين. لم يكن في عينيها أي علامة على الوقاحة منذ لحظة. لقد كانتا صادقتان وحقيقيتان، لذلك بدأ لوكاس يشعر بالغرابة. لا بد أن آثاناسيا قد قررت إنهاء هذه الحرب الباردة معه.
“إذا ساعدتكِ، ستستمعين إليّ؟”
لم ترد. ظهر تعبير تردد على وجهها، لكنها قررت بعناد ألا تقول أي شيء.
هل هذا غباء؟ حتى لو وافقت بفتور، من الممكن أن يكون حل مؤقت لديها.
لم يستطع لوكاس معرفة ما إذا لا تستطيع الكذب أم لا تريد الكذب.
“إذن ما الذي سأكسبه من مساعدتكِ؟”
“أم، شكري؟”
“انسي الأمر”
قال لوكاس دون تردد. شكرها هو كل ما سأحصل عليه؟ نعم صحيح. لم يكن هذا الشيء بلا فائدة هو ما يريده منها.
عبست آثاناسيا وهي تشاهد لوكاس. بدت منزعجة من الصفقة الفاشلة. بدت غير صبورة جداً أيضاً. بعد كل شيء، يستمر الوقت في المرور وهما يقفان هنا.
ثم بعينان حازمتان، نظرت إليه. ضحك لوكاس بجفاف وعدم تصديق مما قالته له.
“إذن من الآن، سأهددك أنا أيضاً.”
هل سمعها بشكل صحيح للتو؟ تهديد؟ له؟ بماذا بالضبط؟
“لقد هددتني أولاً، لذلك سأهددك أنا أيضاً من الآن فصاعداً!”
قالت آثاناسيا بفخر وجرأة.
“أوه، حقاً؟ ما الذي ستهددينني به؟ قولي لي حتى أضحك.”
من وجهة نظر لوكاس، ليس لديها أي فرصة على الإطلاق. لقد سخر منها بشكل صارخ.
“إذا واصلت التصرف على هذا النحو، إذن…”
توقف لوكاس مما قالته.
“… سوف أنساك.”
“ماذا؟”
“الآن، في هذا المكان، سوف أنساك تماماً.”
كم هذا مضحك. إنها تعتقد أن شيئاً كهذا سيكون تهديداً لي. لكن الغريب أن لوكاس شعر بالقلق.
من أجل إخفاء مشاعره، سخر لوكاس وابتسم.
“أي نوع من التهديد المثير للشفقة هذا؟ وستنسيني؟ كيف ستفعلين ذلك؟ هل تقولين أنكِ ستستخدمين السحر الأسود أو شيئاً من هذا القبيل…”
“بخلاف السحر الأسود، هناك طريقة أخرى لنسيان المرء لذاكرته. آه، لنكون أكثر دقة، هل كان نسيان المرء لمشاعره وليس الذكريات؟”
اختفت ابتسامة لوكاس على الفور. اختفى شفتيه المبتسمان مع تعابير وجهه بالكامل. ظل وجهه الفارغ متجمداً وجافاً. يعرف لوكاس جيداً أي سحر تتحدث عنه آثاناسيا. بصفته شخصاً عاش لفترة طويلة جداً، كان يعلم أن هذه هي الطريقة المثالية لمساعدة نفسه على التغلب على المشاعر كلما شعر أنه سيموت دون استخدامه.
“أنا من ذاك العالم. هو أخبركِ عن هذا؟”
كان صوته يتدفق بجفاف مثل تعبيره.
هل كان لديها هذا النوع من العلاقة مع نفسه من العالم الآخر؟ لم يكن يعلم أبداً أنه سيشارك هذا النوع من القصة مع شخص آخر حتى وفاته. ولهذا السبب، أصابه هجوم آثاناسيا في الصميم.
“أوه، انتظر.”
لكن فجأة، تغير تعبير وجهها.
“أ-أنا لا أعتقد أن هذا صحيح. آسفة. أنا آسفة.”
عضت آثاناسيا شفتها وبدت مترددة وكأنها اندهشت من تعابير وجهه.
شاهد لوكاس بصمت فقط آثاناسيا، التي بدت وكأنها لا تعرف ماذا ستفعل.
“أعتقد أنني قلت للتو شيئاً لم يكن يجب أن أقوله. أ-أُلغي ما قلته. أعني، لقد قلته بالفعل، لذلك فإن ما قلته للتو قد يبدو مضحكاً ولكن…”
فكر لوكاس أنها مضحكة لتصرفها بقلق. كانت هي التي قررت تهديده، ومع ذلك أظهرت على الفور جانبها الضعيف. إنها تريد أن تهدد ولكن دون أن تجرح. أيضاً، الشخص الذي هدد أولاً كان لوكاس نفسه، لكنها لا تزال تحاول الإعتذار. إنها سخيفة.
“حتى لو قلتِ ذلك، فأنتِ خائفة من إيذاء ذلك الوغد، وليس أنا.”
بالطبع، لم يشعر بالأذى من هذه الأفكار. لكن من المدهش أن لوكاس أدرك أنه شعر بألم طفيف من كلمات آثاناسيا. وفي لحظة هذا الإدراك، ضحك بجفاف.
لم يستطع تصديق نفسه.
كانت آثاناسيا في حيرة من ثبات وجه لوكاس.
“أنا لا أفكر فيك وفي لوكاس ذاك العالم على أنكما نفس الشخص. أنت أيضاً لا تفكر في الأميرة من هذا العالم وأنا كنفس الشخص. لذلك الآن، أنا أعتذر لك، ليس لوكاس ذاك.”
ثم آنّت.
“آه، أنا أعتذر. كان ذلك قذارة مني. لـكـنـك كـنـت قـذراً مـعـي أيـضـاً! كـيـف أمـكـنـك الـمـسـاومـة مـع حـيـاة تـخـص والـد شـخـص آخـر؟ أعني، بالطبع، كنت مخطئة في وقت سابق. لن أنكر ذلك. لـكـنـك كـنـت مـخـطـئـاً أيـضـاً! لـ-لكن لا يزال. آسفة.”
لا بد أن فضولها قد امتد إلى لوكاس أيضاً. مع خطة العودة إلى عالمها، كان من الممكن أن تتجاهل الأشخاص المقيمين في هذا العالم. لكنها لم تستطع.
أراد لوكاس أن يسخر منها. لكن بينما يشاهدها تقف أمامه وهي تبدو مذنبة، شعر قلبه بالغرابة مرة أخرى لذلك أبقى فمه مغلقاً.
بعد قليل من الصمت، قال.
“أنتِ حقاً غبية.”
رفعت آثاناسيا حاجبيها من كلماته. راقب تعبير وجهها يتغير ووجد نفسه يشعر بتحسن طفيف. اقترب من الشخص الذي أمامه. مد ذراعيه ودفعها.
“آه؟!”
صرخت آثاناسيا وهي تسقط للخلف، غير متوقعة دفعة منه على الإطلاق.
“هاي! ما الذي تفعـ–“
أثناء احتجاجها، أمسكها لوكاس. كان القصب الواقف أعلى منهما يتحرك تحت ضوء القمر الأبيض بسبب الرياح. ملأ صوت الرياح الجو.
ابتسم لوكاس وهو يشاهد آثاناسيا وقد تصلبت تحته.
“لو كنت في ذاك العالم، لكنت سأُقفل عليكِ في قفص طيور. لماذا لم يفعل ذلك الوغد هذا؟”
لوكاس هذا العالم لم يستطع أن يفهم حقاً.
“ستبدين جيدة مع أغلال أيضاً.”
لو كان هو، لكان بالتأكيد سيقيد الشخص الذي أمامه لمنعها من الذهاب إلى أي مكان. كان سيقيد هذان المعصمين والكاحلين بالسلاسل حتى لا تتمكن من الهرب. إذا تحركت بحرية هكذا، فلن يعرف متى ستختفي منه.
ألم يشعر نفسه من ذلك العالم بهذا القلق؟ أعتقد أنه لم يكن بحاجة إلى ذلك لأنها كانت لديه بالفعل. شعر لوكاس بالغضب مرة أخرى.
عبست آثاناسيا وهي تبعد يديها عن قبضته. بدا واضحاً أنها لا توافق على ما قاله لها.
سرعان ما تحدثت إليه وهي تبدو مستسلمة.
“حسناً، قال إن ذاك العالم بأسره في راحة يده، لذلك لم يهتم.”
عندما سمع لوكاس ردها، هربت ضحكة باردة من فمه. هو يفهم تلك العقلية. ومع ذلك، فإن لوكاس من ذلك العالم لم يكن ليتخيل أبداً أنها ستكون في عالم آخر، بعيدة عنه. لذلك حتى لو تم أخذها بعيداً، فلا يمكنه الشكوى، فكر لوكاس ساخراً.
“إذن، أنت حقاً لن تساعد؟”
فجأة، عانق خديه دفء لطيف غير متوقع. عاد لوكاس إلى رشده ونظر إلى الشخص الموجود تحته.
“على الرغم من أنني أسألك هكذا؟”
كانتا تلك العينان اللامعتان، اللتان تنعكس عليهما بهدوء ضوء القمر. تنظران إليه، كان هناك شيء لطيف للغاية بها الآن، لذلك لم يستطع رفضها بسهولة لسبب غير معروف.
يجب أن يصفع يديها بعيداً على الفور، لكن… لم يستطع التحرك لسبب ما.
“هل تعتقدين حقاً أن ما قلتيه سيؤثر بي؟”
على الرغم من صوته البارد، لم تتردد آثاناسيا.
“نعم. أنت تحبني.”
كان يجب أن يجيب، توقفي عن المزاح، لكن للغرابة هذه الكلمات لم تخرج. لم يكن في صوتها أي إشارة على الثقة أو الوقاحة. كانت هادئة للغاية، وكأنها تقول مجرد حقيقة بسيطة.
لم يستطع لوكاس السخرية منها.
على الرغم من أنه لم يقابلها منذ فترة طويلة، فقد شعر أنه مجنون، يريد بشدة هذا الشخص الذي أمامه. لقد ذُهل أن لديه مثل هذه الأفكار والمشاعر. ومع ذلك، في الوقت نفسه، شعر أن مقابلتها تم التخطيط له منذ فترة طويلة. كان شعوراً غريباً.
أيضاً، لآثاناسيا شخصية تُظهر بشكل غريب التملك من داخله.
ربما يشعر بهذه الطريقة لأنها أتت من عالم آخر. ربما لأن لوكاس، الذي دائماً لديه ما يريده، قد لا يحصل على ما يريده للمرة الأولى بسبب شخص آخر.
كان غاضباً.
“هل تعلمين؟ أنتِ فقط أنانية وعنيدة مثلي.”
من المضحك كيف أن كلمات السخرية والغضب المكبوتة بداخله لم تخرج من فمه وهو يحدق في تلك العينان اللتان تنظران إليه بصمت.
“نعم. أعرف.”
بما أن ما قاله علامة على رفعه للراية البيضاء، ابتسمت له آثاناسيا. بعد رؤية ابتسامتها، شعر لوكاس أن مزاجه المعقد هدء قليلاً. بالتفكير أن قلبه سيكون متقلباً لمجرد تفاعل مثل هذا…
سخر لوكاس من غبائه. ببساطة، لم يستطع الفوز على الجمال. كم هذا مثير للشفقة.
********************
“لذلك ستأتي خالتي شخصياً وتحييك قريباً.”
بمجرد أن انقضت فترة الظهيرة، كان كلود يقضي وقت الشاي مع جانيت في حديقة قصر جارنيت. أزهرت الأزهار الجميلة المعطرة في كل مكان في هذه المساحة الخضراء. وبقيت رائحة الشاي الهادئة في الهواء مع هبوب الرياح برفق.
اليوم أيضاً، تحدثت جانيت بسعادة بصوتها المشرق، واستمع إليها كلود بصمت. في الآونة الأخيرة، كان لدى كلود تعبير سلمي، على عكس ما كان عليه في العادة. كلما يكون مع جانيت، يقل صداعه بشكل غريب. ومن ثم، فقد أصبح يقضي معها وقتاً أطول من المعتاد.
ثم فجأة، نظرت جانيت إلى الشاي خاصته وابتسمت.
“أبي، أنت تشرب شاي ليبيه اليوم مرة أخرى.”
باتباع نظرات جانيت، نظر كلود لأسفل لرؤية فنجان الشاي الذي أمامه. السائل داخل الفنجان الذهبي ينبعث منه رائحة غنية.
“كنت أتساءل منذ فترة. كيف بدأت في حب شاي ليبيه؟ تفضيله ليس مرتفعاً جداً في أوبيليا. كما أن استيراده صعب للغاية.”
مثل ما قالت، لم يكن شاي ليبيه عنصراً شائعاً في السوق. لكن كلود يستمتع به دائماً، لذلك شاي ليبيه موجود دائماً في القصر.
“ليس هناك سبب خاص.”
قال كلود وهو يرفع فنجان الشاي عن الطاولة. لم تكن جانيت مقتنعة لأن ابتسامتها اختفت وأمالت رأسها. ومع ذلك، في ذكريات كلود، ليس هناك سبب لبدئه الإستمتاع بهذا الشاي. أصبح من الطبيعي بالنسبة له بحلول الوقت الذي أدرك فيه الأمر…
{أنا متأكدة من أن جلالتك سيحبها أيضاً.}
فجأة، بدأ كلود يعاني من هلوسة سمعية مرة أخرى. تجمدت يده وسط إمالة فنجانه.
{يبدو الأمر وكأن زهرة تتفتح في الفم.}
لجزء من الثانية، ظهرت صورة امرأة أمام عينيه.
{يعطي شعور وكأن الربيع قد حان.}
مثل رياح الربيع، ظهرت ابتسامة هادئة أمامه. شعر أشقر لامع ضعيف قد ينكسر إلى ملايين القطع تحت أشعة الشمس… تلك العينان البنفسجيتان اللتان تنظران إليه… تلك الشفاه الحمراء التي بدت وكأنها تحمل سراً غامضاً، فُتحت قليلاً ونادته.
“أبي؟”
لكن الصوت الذي وصل إلى أذنيه لم يكن صوت المرأة من وهمه — بل صوت جانيت. فجأة، اختفت الهلوسة التي بدت وكأنها حلم قيلولة من أمامه مثل الضباب. حدق كلود بدهشة في بقايا المرأة المختفية.
“أبي، ما الأمر؟”
مرتبكة، سألته جانيت مرة أخرى. كلود لم يستطع قول أي شيء. بعد لحظات قليلة، وقف كلود فجأة للبحث عن بقايا المرأة المختفية. على الرغم من أنه يعلم أنها هلوسة عديمة الفائدة، إلا أنه شعر بالحاجة إلى مد يده لملاحقة الوهم المتبقي.
سقط فنجان الشاي.
لكن عندما وقف من على مقعده، غمره صداع شديد.
“آه…”
ممسكاً برأسه، ترنح كلود. انكسرت الأواني المختلفة التي سقطت من حركة كلود المفاجئة إلى قطع على العشب الأخضر.
“أبـــي!”
سمع بكاء وكلمات غير واضحة من جانيت التي ركضت إليه على الفور. ومع ذلك، لم يستطع سماع أي شيء.
“جـلالـتـك!”
فيليكس، الذي كان يقف بالقرب من مدخل الحديقة، سمع الصوت من الداخل وركض نحوهما.
لكن كلود كان يركز فقط على المكان الذي اختفى فيه الوهم. انهار وجهه حيث شعر برأسه ينكسر إلى ملايين القطع. ظهرت رؤية ضبابية للمرأة مرة أخرى.
راقبته واستدارت مبتعدة بصمت. كان قلبه ينبض بسرعة كبيرة لدرجة أنه اعتقد أنه سيصاب بالجنون.
لا. لا تذهبي. في يأس شديد، مد يده إلى الوهم الذي تحرك بعيداً عنه.
“ديـ… انا…”
آه…
لقد تذكر أخيراً.
الشخص الذي نسيه حتى الآن. مثل شخص ما تم حفره بقوة في قلبه، كان يتألم بشدة بعد أن فقدها. لم يستطع تحمل الألم، فمسح ذكرياته…
“أبـــي!”
“جـلالـتـك!”
بمجرد أن تذكر وجهها أخيراً، لم يستطع تحمل هذا الألم. هذا الشعور بالفقدان غمره مثل عاصفة.
إذا كان بإمكاني رؤية وجهها مرة أخرى، فلن أمانع أن أموت الآن.
حرر كلود وعيه الذي كان بالكاد متمسكاً به. سرعان ما رحب بالظلام الذي اجتاحه.
*******************
“من أجل علاج والدكِ من هذا العالم، أنتِ بحاجة إلى مكونات.”
شعرت آثي بالإرتياح لرؤية لوكاس في مزاج أفضل قليلاً. لم يعرف أحد مدى قلقها في وقت سابق.
بصراحة، كانت تخدعه. سمعت من لوكاس من عالمها عن وجود السحر الذي يمحو مشاعر المرء، لكنها لا تعرف كيفية استخدامه. كان لوكاس الوغد يتفاوض بثمن بخس على حياة والد شخص آخر، لذلك أردت فقط استخدام طريقة مماثلة ولكن… عندما رأت تعبير وجهه، عرفت أن ما فعلته ليس صحيحاً. إذا رأى أحداً ما وجه لوكاس في تلك اللحظة ولم يشعر بأي شيء، فسيكون شخصاً شديد البرودة.
ولكن وكأن جاذبية آثي قد نجحت، بدا أن لوكاس في مزاج جيد الآن.
“مكونات؟ مثل ماذا؟”
في الواقع، يبدو أنه قد يساعدني بالفعل هذه المرة! مرحى!
جلسا لوكاس وآثي بين القصب بينما الشمس في منتصف السماء.
آه. لقد تشاجرنا طوال الليل!
في وقت لاحق، صرخت آثي بآه! من تعليق لوكاس وهو يبتسم.
“ثمرة شجرة العالم.”
ذهب لوكاس الوغد ليأكل ثمرة شجرة العالم لتجديد سحره!
“انتظر. شجرة العالم بعيدة للغاية!”
“أوه؟ أنتِ تعلمين بشأن هذا؟”
من ردة فعل آثي المذهولة، سأل لوكاس بخبث عما إذا كان نفسه من العالم الآخر أخبرها بذلك أيضاً.
“أنا أسأل هذا فقط ولكن، هل لديك ثمرة شجرة العالم الآن؟”
“لم أكن هناك منذ بضع مئات من السنين. لو لم آكل الكائن السماوي الخاص بالأميرة، لكنت سأذهب لأجدد سحري.”
تباً! عرفت هذا!
“لماذا، يمكنكِ قضاء الكثير من الوقت مع والدكِ، أليس كذلك؟”
قد يكون هذا أحد مخططاته. يبدو أنه قد يخطط لإبقائي هنا بينما يقوم برحلة إلى شجرة العالم.
“هل يجب أن يكون سحر شجرة العالم؟”
“السحر العادي لا يستطيع تنقية السحر الأسود.”
كأنه يخبرها أن تتوقف عن الآمال الزائفة، ابتسم لوكاس لها.
“لو كان لدي ثمرة شجرة العالم، فكان سيكون الأمر مختلفاً. لكن مرت فترة طويلة منذ أن حصلت على واحدة، لذلك لن يكون سحري مفيداً.”
فجأة، تذكرت آثي شيئاً ما وتحدثت.
“بدلاً من امتصاصه مباشرة، هل من الممكن شفاؤه بالسحر من قِبل شخص أكله؟”
إذا كان الأمر كذلك، فلا بد أن لدي سحرها بداخلي بما أنني امتصصت غصن شجرة العالم من قبل. إذا علّمتني، فعندئذ يمكنني استخدام سحر التنقية…
“ماذا؟ امتصاص ماذا؟”
شك في ما سمعه للتو، سألها لوكاس بريبة. عبس وفحص جسدها. فجأة سحب معصمها نحوه ولمس يديها ووجهها.
“آه! مـ-ماذا تفعل؟!”
من الواضح أن آثي ارتبكت وانذهلت، سحبت معصمها بعيداً عنه.
بدا لوكاس مرتبكاً للغاية، وقد انتهى بالفعل من الفحص.
“هاه، ماذا. أنتِ بجدية أكلتِ غصن شجرة العالم؟ هذا مثل أكل شجرة العالم نفسها. لقد ألقيتِ عليّ بنوبة غضب بسبب أكلي لكائناً سماوياً واحداً. كم هذا مدهش. كيف أمكنكِ التفكير في أكل غصن شجرة العالم وليس الثمرة؟ مجنونة. مجنونة تماماً. ألستِ أنتِ المجنونة حقاً؟ الطريقة التي تفكرين بها تتجاوز البشر العاديين ذوي التفكير السليم.”
لا، لوكاس… الشخص الذي أعطاني غصن شجرة العالم هو أنت.
مع عدم معرفته أنه في الواقع كان يهين نفسه. بدا لوكاس مندهشاً، نظرت إليه آثي فقط بشفقة وجدية.
على أي حال، يبدو الأمر وكأن ثمرة شجرة العالم من هذا العالم ليست ضرورية لإنقاذ كلود. تعلمت السحر لفترة وجيزة من لوكاس الذي أمامها، وكما توقعت، ليس لهذا الوغد موهبة في التدريس.
“لا، ليس هكذا! يجب أن يكون أشبه بشعور الهجوم.” (لوكاس)
لكن مع ذلك، كان لدى آثي موهبة في فهم أسلوب التدريس السيء خاصته، لذلك كانت قادرة إلى حداً ما على استخدام السحر الذي قام بتعليمه لها بعد بضع ساعات.
“حسناً، دعينا نذهب إلى القصر!”
لقد كنت أفكر في هذا منذ فترة حتى الآن، لكن أليس لوكاس مثل… كيف أقول هذا…
مثل سحر الحظ لي؟ كلما واجهت مشاكل خطيرة، يظهر لي دائماً ويساعدني خلال الأوقات الأكثر أهمية. ليس الأمر وكأنه شامان يتلقى كل الطاقة السيئة… لوكاس هذا، بالطبع، سرق بلاكي الخاص بالأميرة آثاناسيا، لذلك هو أفسد سلالة ساحر عظيم! لكنه يساعدني الآن، لذلك فهذا مثير للسخرية إلى حداً ما.
بعد تعلم كيفية أداء السحر، ذهبت آثي على الفور إلى قصر جارنيت لعلاج كلود. ومع ذلك، عندما دخلت القصر، شعرت أن الجو مضطرب للغاية. سمعت ما كانت الخادمات تهمس به لبعضهن البعض وعلمت السبب.
انهار كلود!
مندهشة تماماً، انتقلت آثي إلى غرفة نوم كلود.
“بجدية، أخيراً كان لدي قلب لمساعدته على العيش.”
اشتكى لوكاس بجانبها.
“أبي…”
بجانب سرير كلود يقفوا جانيت، فيليكس، وإيجيكيل. تستخدم آثي سحر الإختفاء، لذلك لا يستطيعون رؤيتها. بدا فيلكس مكتئباً، وجانيت تبكي بين ذراعيّ إيجيكيل.
“أميرة، لا تبكي. جلالته سوف يستيقظ قريباً.”
“لكن… لكن… حتى أطباء القصر قالوا إنهم لا يعرفون السبب.”
حاول فيليكس مواساتها، لكن جانيت لم تتوقف.
اقتربت آثي من كلود، الذي يستلقي على سريره ووجهه يواجههم بعيداً عنهم.
“جانيت، لا بأس. أطباء القصر لم يجدوا السبب بعد، لكن هذا لا يعني أن جلالته لن يستيقظ إلى الأبد.”
عادة ما يتحدث إيجيكيل رسمياً مع جانيت حول الآخرين، لكن لا بد أنه كان يعتقد أنه يجب أن يواسيها أولاً. ولكن كما لو أن همساته الهادئة حفزت القناة الدمعية لديها، بدأت جانيت تبكي بشدة. تنهد إيجيكيل بهدوء وربت على ظهرها.
“لم نتأخر، أليس كذلك؟ يجب أن أستخدم السحر على الفور.”
أخبرت آثي لوكاس وهي تنظر إلى كلود. بدا وجهه الخالي من التعبيرات وكأنه جثة، لذلك شعرت بالضغط.
“انتظري لحظة. أحتاج أن أرى أولاً.”
نقر لوكاس على لسانه ودفع آثي خلفه.
“بالمناسبة، ما الأمر مع تلك الكيميرا؟”
آه، الآن بعد أن ذكر الأمر، هل هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها لوكاس جانيت؟ واو… ناداها بكيميرا هنا أيضاً. التشابه غريب.
فجأة، ظهر سحر أسود منبعثاً من جسد جانيت. جفلت آثي عندما رأت السحر يقترب من كلود.
“أليس هذا بأي فرصة سيئاً؟”
قلقة من أن السحر الأسود لجانيت قد يؤثر سلباً على كلود، كانت آثي على وشك منعه.
عبس لوكاس وهو يراقب سحر جانيت وهز رأسه.
“لا. في الواقع، من الممكن أن يساعده ذلك. إن سحر كيميرا غريب بعض الشيء لذلك فهو يتحرك وفقاً لعقلها الباطن. في الوقت الحالي، ليس لديه نية خبيثة تجاه هذا الإمبراطور.”
من الناحية الفنية، لسحر جانيت تأثير مفيد على كلود لأنها تريد لكلود السلام. بعد سماع هذا، شعرت آثي بالغرابة مرة أخرى. سمعت أن السحر الأسود لجانيت يساعد في الواقع في تقليل ألم كلود، لذلك لم تفعل أي شيء لإيقافه.
بينما يتحدثا آثي ولوكاس، غادرا فيليكس وإيجيكيل، وبقيت جانيت بجانب كلود بمفردها.
“هناك شخص واحد فقط في الوقت الحالي. إذا كنت ستفعلين هذا، فافعليه الآن.”
بدا لوكاس غير مبالي تماماً.
شاهدت آثي جانيت وهي تنظر بحزن إلى كلود والدموع في عينيها. ثم حركت يدها. انهار جسد جانيت على سرير كلود بعد أن استخدمت آثي سحر النوم عليها.
بعد ذلك، وضعت آثي يدها على وجه كلود واستخدمت السحر الذي علمها إياه لوكاس.
انتشر ضوء ساطع في غرفة النوم.
“هل تعتقد أنه عَمِل بشكل صحيح؟”
“افعليها مرة أخرى.”
لقد فوجئت في الواقع بأن لوكاس يساعدها في علاج كلود بدلاً من مضايقتها أو السخرية منها. بعد أن ألقت نفس السحر عدة مرات، شعرت آثي بأن سحرها يستنزف بسرعة كبيرة.
واو، هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بهذا الشكل منذ استخدامي للسحر. هذه التعويذة السحرية بالتأكيد ليست عادية. أشعر وكأن الدم يُسحب مني كل ثانية.
على الرغم من جهودها، لم يتحرك كلود حتى.
“مرحباً…؟ ألا تعتقد أن الوقت قد حان لتستيقظ الآن؟”
عَمِل السحر تماماً مثل الطريقة التي علمها بها لوكاس، ويبدو أن عملية الشفاء قد انتهت. فلماذا لا يتحرك على الإطلاق؟
ثم نظر لوكاس ذهاباً وإياباً بين آثي وكلود.
“يبدو أن هذا الإمبراطور لا يريد أن يستيقظ.”
مـاذا؟! بملاحظة غير متوقعة من لوكاس، أصيبت آثي بالذهول. ليس لديه الرغبة في الإستيقاظ؟!
“إذن مـاذا يـجـب أن نـفـعـل؟!”
“هذا ليس من شأني.”
صرخت آثي بعدم تصديق، لكن لوكاس سخر ببرود.
“لقد ساعدتكِ كما أردتِ. لكن هو نفسه لا يريد أن يستيقظ. ماذا تريدينني أيضاً أن أفعل هنا؟”
هـ-هذا الوغد. أنت محق ولكن…
“هل عالجه السحر؟”
“هل تشكين في ساحر البرج؟”
من انزعاجه، عرفت آثي أنه لا يكذب.
حسناً، أشعر بالإرتياح لأنه تم إخماد أكبر حريق ولكن…
“أميرة آثاناسيا.”
إيجيكيل! افترضت آثي أن سحر الإختفاء قد اختفى لأنها استخدمت الكثير من السحر للتو. عندما عاد إلى غرفة النوم، توقف إيجيكيل عندما رأى آثي تنظر إلى رأس كلود.
آه!!! اعتقدت أنك غادرت!
“أميرة، لا بد أنكِ قد سمعتِ عما حدث لجلالته.”
“آه، نعم…”
“هل أنتِ بخير؟”
كان صوته ممزوجاً بشكل غير متوقع بقلق طفيف. تلك العينان اللتان تراقبان آثي كانتا هما نفسهما. لقد جفلت عندما وجدت بصيص قلق في تلك العينان الذهبيتان. كانت مندهشة إلى حداً ما لرؤية إيجيكيل هذا العالم يشعر بالقلق إلى هذا الحد.
أيضاً، هو قد رأى بالفعل كيف كانت ردة فعل جانيت. لذلك لا بد أنه يعتقد أنني أشعر بما تشعر به جانيت لأننا في نفس الموقف.
“أنا بخير.”
شعورها بالحرج، فركت آثي عينيها المتعبتان. بسبب سحرها المستنزف، يغمرها الإرهاق.
أوه، أعتقد أنني على وشك فقدان الوعي. يجب أن أغادر من هنا على الفور. نظرت آثي إلى إيجيكيل لتودعه، لكن كان لديه تعبير أكثر صلابة عن ذي قبل.
مهلاً، هل افترض أنني كنت أمسح دموعي غير الموجودة للتو؟ ومع ذلك، لم يكن لديها الوقت للتوضيح.
“إذن سأرحل. من فضلك ابقى بجانب جانيت، لورد.”
بدأت آثي في المشي بسرعة.
“أميرة آثاناسيا.”
لا تناديني! أشعر أنني قد أفقد وعيي الآن! يجب أن أغادر هذا المكان الآن! ليس لدي حتى سحر للإنتقال!
ومع ذلك، بدأ إيجيكيل في التحدث بكلمات المواساة كما فعل مع جانيت في وقت سابق.
“سيستيقظ جلالته قريباً. يبحث أطباء القصر عن طرق أيضاً، لذا من فضلكِ لا تقلقي. قلب جلالته لن يكون قادراً على الراحة إذا مرض شخص يعاني من سوء الصحة.”
“نعم، شكراً لك…”
“أيضاً… لا تقمعي قلبكِ مثل الآن. بدلاً من ذلك، إذا كنتِ ستتقبلين هذا الإفتقار إلى الذات، فيمكنكِ دائماً…”
حسناً. أنا فقط سأفقد وعيي الآن. شعرت آثي بأنها ستفقد وعيها التي بالكاد كانت تتمسك به أثناء الإستماع إلى تعليق إيجيكيل.
“أمـيـرة آثـانـاسـيـا!”
أمسك إيجيكيل آثي بذهول.
لأن لديهم صورة عن الأميرة آثاناسيا كأميرة ضعيفة في هذا العالم لا بد أن هذا هو القدر، على ما أعتقد. إيجيكيل صادق، لذلك سيضعني في مكان ما.
ثم فقدت وعيها.
********************
“الآن استيقظتِ؟”
كان لوكاس أول شخص رأته آثي عندما فتحت عينيها.
“لقد كنتِ نائمة لفترة طويلة. هل تعتقدين أنكِ الجميلة النائمة أو شيء من هذا القبيل؟”
هاي، هل نمت بدون سبب؟ لقد نمت بسبب استنزاف سحري، تباً.
“كم من الوقت كنت نائمة؟”
“لمدة نصف يوم.”
“إذن لم أكن نائمة لفترة طويلة.”
نظر إليها لوكاس بتعبير غير راضي. أظهر ضوء القمر الخافت وجهه.
جلست آثي ببطء على السرير عندما اهتزت بدهشة.
“أوه يـا إلـهـي!”
فجأة صُدمت آثي عندما رأت فتاة تشبهها تماماً نائمة بجانبها.
بـجـديـة! كـادت عـيـنـيّ تـقـريـبـاً تـخـرجـان مـن مـكـانـهـمـا مـن الـصـدمـة!!!
“أميرة آثاناسيا؟!”
كانت الفتاة التي في الفراش بجانبها تكون الأميرة آثاناسيا. مهلاً، ما الذي جعل لوكاس يغير رأيه ويحضر الأميرة إليّ فجأة بينما كان يخفيها طوال هذا الوقت؟
لاحظ لوكاس شكوكها وارتباكها، وتحدث معها بصوت بارد.
“أنتِ بتظاهركِ بأنكِ هذه الأميرة يزعجني. انسي الأمر، وتعالي معي إلى البرج.”
أي نوع من المواقف هذا…
لكن عندما أدركت سبب تصرف لوكاس هكذا، شعرت بعدم التصديق. هل أنت تتصرف هكذا بسبب إيجيكيل؟ يبدو أن إيجيكيل هو من أحضرني إلى هنا.
لوكاس في عالمي يغار بشدة أيضاً.
على أي حال، فكرت آثي أنه من الجيد جداً أن هذا الوغد أحضر لها آثاناسيا. نظرت آثي إلى الوجه الشاحب لأميرة هذا العالم آثاناسيا. كلاً من الإمبراطور والأميرة في نوم عميق.
ما هي بالضبط الأحلام الجيدة التي يحلمان بها؟
“استيقظي، آثاناسيا.”
شعرت آثي بضيق خفيف في صدرها، لذلك همست للشخص الذي أمامها.
“هل ستكونين بخير بترككِ أناسكِ الثمينين هكذا إلى الأبد؟”
لم تفكر أن صوتها في الواقع سيصل إليها. لكن المدهش أن الرموش الذهبية للأميرة آثاناسيا اهتزت قليلاً.
“آثاناسيا؟!”
شهقت آثي.
هل هي على وشك الإستيقاظ الآن؟ وصل يأسي إلى الأميرة؟ هل هذا صحيح؟ واو، لا بد أن شغفي وتفانيي قد أبهروا السماء!
“أنتِ تبالغين كثيراً. إنها تستيقظ فقط لأنني سحبت سحري من عليها.”
سخر منها لوكاس الوغد، لكن آثي لم تتأثر.
مستلقية على السرير، تحرك جفنا الأميرة آثاناسيا ببطء لأعلى. مثل القطع المتلألئة من النجوم، كشفتا العينان الكريستاليتان عن نفسهما. بدت وكأنها دمية صُنعت لتبدو وكأنها شخص حقيقي أصبح حياً فجأة.
“آثاناسيا.”
أشعر بالغرابة عندما أقول اسمي بصوت عالي. أشعر وكأنني أشير إلى نفسي بصيغة الغائب.
عندما التقت عيونهما، جفلت الأميرة آثاناسيا. من عينيها غير المركزة، بدأت الرؤية تتوضح ببطء.
“أنتِ…”
كانت آثي قلقة من أنها قد تطلب أن تحلم مرة أخرى لحظة استيقاظها، لكن لحسن الحظ لم تفعل هذا.
“نعم، هذا هو الواقع مرة أخرى.”
تمتمت الأميرة آثاناسيا بهدوء لنفسها.
“إذا أردتِ، يمكنني جعلكِ تنامين مرة أخرى.”
“لوكاس.”
نظرت إليه آثي عندما بدأ يتحدث بالهراء مرة أخرى.
“آثاناسيا، مرحباً بعودتكِ.”
قالت للأميرة آثاناسيا التي استيقظت مؤخراً.
شاهدت آثي تلك العينان الكريستاليتان تتحركان قليلاً عندما استقرتا تحت ضوء القمر. بقلب صادق، همست لأميرة هذا العالم.
“أنا سعيدة لأنكِ استيقظتِ مرة أخرى.”