Who made me a princess - 173
في اليوم التالي، أقام اللورد إيرين حفلة باهظة. خططا جانيت وإيجيكيل لحضور الحفلة كشريكين، لذلك ركبا العربة معاً.
“لذلك رأت الآنسة فلورينس القلادة والقط…”
ملأ صوت جانيت الفراغ. سرعان ما أدركت أن إيجيكيل لم يكن يستمع إليها على الإطلاق. بدا أنه شارد.
“بماذا تفكر، إيجيكيل؟”
أدار إيجيكيل رأسه على صوتها. سرعان ما عدّل نفسه ليتظاهر كما لو كان يستمع إلى جانيت، لكنها تعرف بشكل أفضل.
ثم فتح فمه.
“هل كانت الأميرة آثاناسيا شخصاً يشكر شخصاً آخر بعد تلقي المساعدة؟”
بناءاً على طلب جانيت، لا يتحدث إيجيكيل معها رسمياً عندما يكونا معاً على انفراد.
لم تتوقع جانيت سؤاله، فأمالت رأسها في حيرة.
“أليست كذلك؟ أي شخص يشكر شخصاً آخر بعد تلقي المساعدة.”
من كلماتها، أخفض إيجيكيل بصره وبدا عليه عمق التفكير. بعد لحظة، أدار رأسه لمواجهة النافذة وتحدث بهدوء مع نفسه.
“قد يكون الأمر كذلك.”
شاهدته جانيت وشعرت أن حيرتها لم تزول بعد.
بعد مرور بعض الوقت، وصل الإثنان إلى قصر اللورد إيرين ونزلا من العربة.
مشيا جانيت وإيجيكيل جنباً إلى جنب عندما دخلا قاعة الرقص، وسيعترف أي شخص أنهما يبدوان جميلين معاً. وكأنهما مناسبان لبعضهما البعض، وصل الإثنان إلى منتصف القاعة بينما تلقيا المديح والترحيب من كل من حولهما. على الرغم من أن أبطال هذا الحدث كانا الأخوة من عائلة إيرين، إلا أن جانيت وإيجيكيل لديهما هالات لا تُهزم من حولهما.
مثل اثنين من دمى السكر من عالم الكعك الحلو، رقصا جانيت وإيجيكيل في القاعة بإتقان وجمال. رقص آخرون حولهما مع الموسيقى أيضاً، لكن جانيت وإيجيكيل كانا الوحيدين البارزين. بعد انتهاء الرقصة، حيى الإثنان بعضهما البعض من خلال عيونهما حيث تلقيا تصفيق الجميع.
“أميرة جانيت، هل تمنحينني شرف أن أكون شريككِ الثاني في الرقص؟”
بعد ذلك، اقترب شخصاً ما من جانيت. لقد كان اللورد إيرين الذي من الواضح أنه كان يغازل جانيت منذ فترة. لديه لقب السيد زهرة بين السيدات لأنه يتمتع بمظهر جميل للغاية، وترفرف قلوبهن عندما يروه.
لم تعطي جانيت رداً فورياً. نظرت بسرعة لترى وجه إيجيكيل.
مثل مظهره المعتاد الفخم والأنيق، حظيّ إيجيكيل باهتمام جميع السيدات الأخريات في القاعة. لكن الجميع يعلمون أن إيجيكيل وجانيت سيستمران معاً في المستقبل.
ومع ذلك، ليس هناك شغف بينهما. لا يشعر إيجيكيل بالغيرة إذا رقصت جانيت مع رجل آخر. جانيت، أيضاً، لا تشعر بأي شيء إذا تبادل إيجيكيل ابتسامة مع سيدات أخريات.
في الماضي، شعرت جانيت بالتوتر والقلق من أن إيجيكيل قد يتركها ولكن… من المدهش أن مثل هذا الشعور لم يعد موجوداً.
أو ربما، أنا فقط أثق به من صميم القلب الآن؟ ولكن حتى لو كان الأمر كذلك…
“لا أستطيع أن أجرؤ على رفض الطلب من اللورد إيرين الزهرة.”
ابتسمت جانيت بإشراق ومدت يدها لتلتقي بيد الآخر. سقطت يدها بشكل طبيعي من يد إيجيكيل، لكن لم يشعر أي منهما بأي فقدان. فكرت جانيت أن هذا النقص في الشعور بأي شيء أكثر بالنسبة لإيجيكيل غريب نوعاً ما، لكنها قررت التوقف عن التفكير في الأمر وسارت إلى قاعة الرقص.
سار إيجيكيل، وظهره في مواجهة جانيت، عبر قاعة الرقص أيضاً. تألقت عيون السيدات الأخريات بالتوقعات على أمل أن يطلب إيجيكيل رقصة من أحدهن. حتى اشتغلت الموسيقى الثانية، لم يمد إيجيكيل يده لأي شخص.
“الأميرة آثاناسيا وحدها اليوم أيضاً.”
سرعان ما توقف السيد عن السير بعد سماع الإسم المألوف. الآن بعد أن فكرت في الأمر، هل حضرت الأميرة آثاناسيا أيضاً حدث الحفلة اليوم؟ مثل الزهرة المعروضة على الحائط، لم يكن لها عادة حضور. ومن ثم، فقد نسيّ إيجيكيل تماماً حقيقة أنها ربما ستحضر حدث اليوم.
“بالمناسبة، ماذا تفعلين بدون آداب سلوككِ الخاصة بكِ؟ كما هو متوقع، الدم لا يذهب إلى أي مكان.”
“أنتِ محقة. حتى لو لديكِ دم الراقصة من العامة، لا زال النصف الآخر من دمكِ من سلالة ملكية نادرة. ولكن كيف أمكنكِ أن تكوني مختلفة تماماً عن الأميرة جانيت؟”
لاحظ آيجيكيل كيف كانت التعليقات وقحة. من المؤكد أنهن لم يتعلمن الأخلاق حول كيفية التصرف مع عائلة ملكية.
بتعبير خفيف بارد، اقترب إيجيكيل من الضوضاء. في أحد أركان القاعة، هناك مساحة خلف ستائر سميكة، تستخدم في الغالب كمنطقة استراحة. تماماً كما توقع، الأميرة آثاناسيا وثلاث سيدات أخريات هناك.
عند دخوله، لم يستطع إيجيكيل إلا أن يشك في عينيه على ما شاهده للتو.
********************
كانت آثي في مزاج سيء للغاية اليوم.
السبب الأول كان لوكاس، والثاني كان حضور هذه الحفلة الغبية. لا يجب أن تُخطيء.
ليس لديها مشكلة مع عائلة إيرين. كانت حزينة لأنها اُضطرت إلى حضور الحفلة بدلاً من الأميرة آثاناسيا.
ها… هذه الحياة المثيرة للشفقة. لا شيء يحدث بالطريقة التي أريدها.
بعد اختطاف الأميرة آثاناسيا، كان لوكاس قد محى وجوده تماماً. بحثت آثي عنها في جميع القصور وحتى في البرج، لكنها لم تجد حتى خصلة من شعرها. لذلك، أُجبرت آثي على التظاهر بأنها الأميرة آثاناسيا مرة أخرى.
فكرت آثي في جعل نفسها غير مرئية حتى يدرك الجميع في القصر بسرعة اختفاء الأميرة آثاناسيا ويبحثون عنها. ومع ذلك، تساءلت عما إذا كان كلود سيبحث عنها على الإطلاق.
لم تكن واثقة من أنه سيفعل ذلك. ماذا لو قال، ‘جيد، لقد كانت مزعجة’ وفي الواقع سيقدر اختفائها؟ عندها ستكون ليلي هي الوحيدة التي ستشعر بقلق شديد.
أيضاً، شعر قلبها بالثقل كلما فكرت أن أفعالها ستدمر بطريقة ما حياة أميرة هذا العالم آثاناسيا. ومن ثم، قررت آثي ملء المساحة الفارغة للفتاة بما يكفي والبحث عن آثاناسيا ولوكاس. لكن مع ذلك، ندمت آثي حقاً على مجيئها إلى هذه الحفلة.
على الرغم من عدم الإهتمام على الإطلاق، آثاناسيا لا تزال أميرة، لذلك كان على آثي أن تدخل الحفلة بمرافقة شخصاً ما. ما لم تكن غبية، استطاعت آثي أن تلاحظ كيف تجاهلها الجميع بشكل صارخ عند دخولها.
“أوه يا إلهي، أميرة آثاناسيا. كنتِ هناك؟ كنتِ غير واضحة جداً لدرجة أنني لم أستطع التعرف عليكِ. أوه، بالطبع. سمعت أن الوضع في قصر روبي ليس رائعاً؟ لو كنتِ أخبرتني سابقاً، لكنت سمحت لكِ باستعارة بعض الإكسسوارات أو الفساتين التي لا أستخدمهم.”
هذه هي المرة الثالثة بالفعل. في مواجهة هذه السيدة المزعجة، كررت آثي ‘السلام الداخلي’ في عقلها. تفاقم مزاجها السيء بالفعل عند التفكير في معاملتهم للأميرة آثاناسيا وسماع تلك الكلمات السيئة. وتأملت آثي وجهها لتتظاهر بأنها الأميرة الحقيقية لهذا العالم وغادرت المكان. لا أغادر لأنني خائفة منكِ. سأرحل لأنني إذا بقيت لفترة أطول، فسأسبب مشكلة بالتأكيد!
شعرت بغضب شديد يغلي بداخلها، شربت آثي أحد المشروبات المُعدة للحفلة.
لـقـد كـبـحـت نـفـسـي لـثـلاث مـرات الآن! الـيـوم، أنـا حـيـوانـة بـريـة خـطـيـرة، لـذلـك لا تـفـكـري حـتـى فـي مـضـايـقـتـي!
بعد تركها شريكها المرافق، جلست آثي في الزاوية واستمرت في الشرب.
هم؟ ربما أتخيل الأشياء فقط، لكنني أشعر بالدوار نوعاً ما… أشعر بتحسن عن قبل، رغم ذلك، فهذا جيد.
فكرت في الذهاب إلى الشرفة مع مشروبها، لكن الثنائيين كانوا هناك مزدحمين مثل الصراصير. هذا جحيم! هناك ثنائي في كل مكان!
اشتكت ‘الأميرة آثاناسيا’ لنفسها، ودخلت إلى استراحة تقع في ركن هذه القاعة. رأت أريكة حمراء في وسط هذه المساحة، فسارت وجلست عليها.
آه! مريح جداً! كان حذائي في الواقع غير مريح للغاية، لذلك أنا سعيدة لأنني جلست هنا. سأرتاح قليلاً وأرحل.
بينما كانت هكذا، قررت آثي الإستلقاء على الأريكة ورجلاها ممددتان بالكامل. هي عادة لا تُخفض حذرها هكذا، لكنها لم تهتم الآن لأنها شعرت بالإرهاق الشديد.
آه… حياتي… لماذا أشعر أن هذه الحوادث المذهلة تستمر في الحدوث؟ أيضاً، أين سأجد لوكاس والأميرة آثاناسيا؟ آه! ومـتـى سـأذهـب لـلـمـنـزل؟!
[ما هو مفهوم التمييز بين الحقيقي والمزيف؟]
إنه محق. ما هو المفهوم؟
{فقط من يحقق الحقيقة يمكنه العودة والحصول على ثروة الإمبراطور.}
وما الأمر مع هذا التلاعب بالكلمات؟!
“أوه يا إلهي! أميرة آثاناسيا؟”
ثم سمعت صوتاً مزعجاً قادماً من مدخل الغرفة. لا تزال آثي مستلقية على الأريكة، رفعت رأسها قليلاً لترى المرأة.
“الأميرة آثاناسيا وحيدة اليوم أيضاً.”
يا إلهي، من خلال تعبير وجهها، أستطيع أن أقول إنها عادة لا تحب الأميرة آثاناسيا أيضاً.
“بالمناسبة، ماذا تفعلين بدون آداب سلوككِ الخاصة بكِ؟ كما هو متوقع، الدم لا يذهب إلى أي مكان.”
“أنتِ محقة. حتى لو لديكِ دم الراقصة من العامة، لا زال النصف الآخر من دمكِ من سلالة ملكية نادرة. ولكن كيف أمكنكِ أن تكوني مختلفة تماماً عن الأميرة جانيت؟”
بدأن في الحديث عن تاريخ ولادة الأميرة آثاناسيا.
“حسناً، أعتقد أنها لا تستطيع مساعدة نفسها بما أنها وُلدت من امرأة لها تاريخ غير واضح. أيضاً، عادة ما تأتي الراقصات من العبيد، أليس كذلك؟ سمعت أنهن يبعن أشياء أخرى بالإضافة إلى رقصاتهن…”
“أوه، كم هذا مثير للإشمئزاز. هذا مثل أن تكون عا*رة في بيت د**رة.”
لم تستطع آثي البقاء ساكنة مع ثرثرتهن المستمرة.
“هاي، لو استطعت كبح جماح نفسي حتى بعد سماع إهانة عائلية على سبيل المزاح، سأكون بوذا، أليس كذلك.”
“المعذرة؟”
“لا، ليس بوذا بل حمقاء غبية تماماً.”
رمت كوب المشروب الخاص بها إلى الجانب، وقفت آثي من على الأريكة.
“اليوم، لست في مزاج جيد. لقد أوقفت نفسي لأنني لن أكون الشخص الذي يواجه العواقب، لكن الشخص الذي أهنتيه الآن هي والدتي.”
“أ-أنتِ؟! ألستِ تتحدثين إلينا بشكل غير رسمي للغاية–“
“اخرسي. أنتِ من تحدث هكذا.”
فرقعت آثي أصابعها على السيدات. جميع العناصر في محيطهن طفت في الهواء. اتسعت عيون السيدات الثلاث بدهشة. بدون متشككات فيما يرونه الآن.
“مـ-ماذا… ماذا يحدث…؟!”
الآن، سأدع اللعبة تبدأ!
“كـيـاه!!!”
أشارت آثي بيدها. بدأت العناصر الموجودة في الجو تدور كزوبعة وتوجهت إلى السيدات.
آه… فقط ما كنت أحتاجه.
كما هو متوقع من حفلة السيد زهرة، هناك أزهار ونباتات مختلفة في كل مكان، حتى في مكان الإستراحة هذا. لم تجلب لهن آثي الزهور في المزهريات فحسب، بل أيضاً الزهور المعلقة على الجدران.
لا يجب أن أضرب أي شخص حتى بالزهور، لكنني لا أعرف ذلك بعد الآن! قلت لقد كبحت نفسي ثلاث مرات بالفعل!
استخدمت آثي سحرها لتحريك الأزهار وضرب السيدات بها.
“آه! مـا هـذا؟!”
“أوه يـا إلـهـي!”
“أ-أنـا لـدي حـسـاسـيـة مـن حـبـوب الـلـقـاح…!”
ما هو شعوركن عندما تتعرضن للضرب بأزهار مختلفة؟ هل أنتن متحمسات؟
وسرعان ما امتلأ الهواء ببتلات الزهور وحبوب اللقاح. بعد مهاجمتهن بالزهور، أصبح شعر السيدات فوضوياً. على الرغم من كل الوقت الذي أمضينه في التحضير لحدث اليوم، فإن شعر وفساتين السيدات بها بتلات ملونة وحبوب اللقاح.
كن يتذمرن ويصرخن مع استمرار هجوم الزهور من قِبل آثي. أدركت أنهن يتألمن، لأنها تهاجمهن بقوة.
بدأت أشعر بتحسن طفيف بينما أشاهدهن. من قال لكن أن تهنّ أم شخصاً ما، هاه؟
أثناء الشجار، فإن ذكر أم أو أب شخصاً ما هو غش… هم؟
فجأة، وجدت آثي شخصاً لا ينبغي أن يكون هنا. كان إيجيكيل. يقف عند مدخل غرفة الإستراحة وينظر إليها بتعبير اندهاش. في وسط زوبعة الزهور الفوضوية، لاحظته آثي على الفور.
لقد ذُهلت.
جمعت سحرها، وتوقفت جميع العناصر الطافية من حولها عن الحركة ببطء.
ساق الزهور بدون بتلاتها بشكل مثير للشفقة على الأرض. مع توقف الهجوم، هربن السيدات بسرعة والدموع في أعينهن.
كانت محيطهما مليء ببتلات الزهور الملونة وحبوب اللقاح الصفراء. ولو لم يكونا آثي وإيجيكيل موجودين في منطقة الإستراحة في الوقت الحالي، لكان لا أحد سيصدق أنه يوجد أحد هنا بسبب الصمت الثقيل. اندفعت عينا آثي ذهاباً وإياباً وهي تنظر إلى الشخص الذي أمامها. شعرت وكأنهما في مسرحية فقيرة طفولية.
نظر إيجيكيل للفوضى حوله ووقعت عيناه أخيراً على آثي. في اللحظة التي التقت فيها عيونهما، وضعت يدها على جبهتها وانهارت.
“آه، رأسي فجأة…”
إنكار الواقع! قد يؤلم السقوط على الأرض، لذلك سأختار الأريكة!
لكن ما شعرت به آثي لم يكن الأريكة المريحة. كان شيئاً صلباً.
أمسكها إيجيكيل بسرعة لا تُصدق.
“كـيـاه! مـاذا حـدث هـنـا؟!”
ثم سمعت آثي أصوات الناس في الخارج.
أ-أنا أتعرق عرقاً بارداً. أوه لا! أنا حقاً سببت مشكلة! ما الذي كنت أفكر فيه، بصنعي مشهد في حفلة شخص آخر؟! هل أخبرت السيدات الجميع عن هذا؟! آه، لو لم يظهر إيجيكيل فقط، لكنت تأكدت من أنهن لن ينطقن بكلمة واحدة حول هذا الأمر!
“أوه، لورد ألفيوس، ماذا حدث في غرفة الإستراحة…؟ أوه، هل هذه ربما هي الأميرة آثاناسيا؟”
جفلت آثي عند سماعها شخصاً ما يذكر اسمها.
هـ-هل ستخبرهم؟ هل ستكشف أن الشخص الذي تسبب في هذه الفوضى هي أنا؟
متظاهرة بفقدانها الوعي، أغمضت آثي عينيها بشدة وشعرت بقلبها ينبض بشكل أسرع من القلق.
أليس تمثيلي فقدان الوعي طبيعياً جداً؟ هاي، من فضلك قل شيئاً. أستطيع أن أشعر بتحديقك ولكن بما أنك لا تتحدث، فأنت تجعلني أشعر بعدم الإرتياح.
كما لو يعرف أفكارها، سمعت آثي تنهيدة ناعمة يتبعها صوته.
“عندما وصلت مع الأميرة، كانت الغرفة بالفعل على هذا النحو. الأميرة آثاناسيا، بصحتها المتدهورة بالفعل، فقدت وعيها من الصدمة، لذلك سأساعدها على العودة.”
بتظاهر إيجيكيل بأنه لم يلاحظ. شعرت بالإرتياح قليلاً بعد سماع كلماته لأنه بغض النظر عما تقوله السيدات الثلاث لأي شخص آخر، كانت تعلم أن الناس سيصدقون إيجيكيل أكثر. أيضاً، لن يصدقوا أبداً أنها تغلبت على السيدات بالزهور لأنهم يعرفون بالفعل شخصية الأميرة آثاناسيا.
بينما كان الناس مشغولين في غرفة الإستراحة، حمل إيجيكيل آثي وغادر المكان. سمعت موسيقى هادئة وحشود من الناس تتحدث، لذلك افترضت أنهما يمشيان عبر قاعة الحفلة. لم يُبطيء إيجيكيل من وتيرته، لذلك سرعان ما تمكنا من الهروب بأمان من قاعة الحفلة.
بعد لحظات، شعرت آثي برياح باردة تلمس خدها. فتحت عينيها ببطء.
“لورد، يمكنك أن تُنزلني الآن.”
لاحظت آثي الصمت من حولهما، لذلك افترضت أنه لا يوجد أحد في الجوار.
“أنت تعلم أنني في الواقع لم أفقد وعيي.”
أخبرته بضعف كما أرادت أن تحفر حفرة وتضع نفسها فيه.
“هناك أناس ما زالوا يراقبون من خلفنا. ألن يكون من الأفضل أن تستمري في التظاهر بفقدان الوعي؟”
رد عليها إيجيكيل بهدوء، كما لو كان يعلم بالفعل أن آثي قد تظاهرت بفقدان الوعي.
آه، بجدية… أريد أن أجد حفرة في مكاناً ما…
بعد قبول اقتراحه، أغمضت آثي عينيها مرة أخرى وبقيت محمولة. لا… بصدق، لم تكن واثقة بما يكفي لمواجهته بسبب شعورها بالحرج.
أنا آسفة، أميرة آثاناسيا. لقد دمرت صورتكِ تماماً. لم تكن هذه نيتي…!
لو عرفت آثي كيفية تعديل ذاكرة المرء باستخدام سحرها، لكانت قد استخدمتها الآن دون أي تردد. وبينما كانت تحفر لنفسها حفرة في عقلها وتضع نفسها فيه، سمعت صوت هاديء ولطيف.
“لقد سُررت أن جسدكِ وعقلكِ ليسا ضعيفين كما كنت أعتقد، أميرة آثاناسيا.”
هم…؟ ما الذي يحاول أن يقوله؟ كلامه غريب جداً…
عابسة، فتحت آثي إحدى عينيها قليلاً. أصبحت عاجزة الكلام عندما رأت وجهه.
واو. هل أنت تبتسم الآن؟
لم يكن إيجيكيل يبتسم لأنه شعر بالإرتياح لأن آثي بصحة أفضل مما كان يتوقع.
افترضت آثي أنه كان يبتسم وكأنه رأى شيئاً مضحكاً من برنامج كوميدي.
هل يبتسم لأنه يعتقد أنني مضحكة؟ حسناً، هذا أمر مفهوم. متى سيتسنى له مشاهدة عرض رائع للضرب بالزهور كهذا مرة أخرى؟
بنظرها إلى الأعلى لرؤيته، ضحكت آثي بإحراج.
“لست متأكدة مما إذا فهمت ما تعنيه، لورد.”
“عنيت ما قلته، لذلك لا تحتاجين إلى التفكير كثيراً في الأمر.”
إذن مـاذا يـعـنـي هـذا؟! آه!!!
“هل ستعودين إلى القصر على الفور؟”
خمنت آثي أنهما بالقرب من مكان وجود عربة، ولهذا سألها إيجيكيل.
“بالمناسبة، أين اللورد بلانسيل الذي رافقكِ إلى الحفلة يا أميرة؟”
“ربما في قاعة الحفلة…”
“إنه رجل لا يعرف مكانه، كما أرى.”
انتقد إيجيكيل الرجل بصوت هاديء.
لقد أربكها تصرفه البارد المفاجيء.
“إذا كان الأمر لا بأس معكِ، أود مرافقتكِ إلى القصر.”
كانت آثي لا تزال محمولة من قِبل إيجيكيل. إن طلبها أن يسمح لها بالنزول سيكون أمراً محرجاً الآن لأنها فاتها التوقيت المناسب.
كان يجب أن أنزل في وقت سابق… لكن بالتفكير أنه على استعداد لمرافقتي بالإضافة إلى مساعدتي في المجيء إلى هنا… آداب إيجيكيل النبيلة هي نفسها في جميع الأبعاد.
“شكراً لك على تفكيرك، ولكن لورد، يجب أن تبقى في قاعة الحفلة مع جانيت.”
لكن أليس يكون شريك جانيت؟ مجرد حقيقة أنه أحضرها إلى هنا كانت كافية لآثي.
أنا ممتنة جداً. كنت الوحيد الذي عاملني كأميرة في هذه الحفلة.
فجأة توقف إيجيكيل عن المشي. أخفض عيناه الذهبيتان على وجهها. شعرت آثي بالغرابة وهي تنظر في عينيه.
ما الأمر مع تعبير الوجه هذا؟
بدا إيجيكيل كما لو أنه تذكر شيئاً للتو.
انتظر، لماذا تبدو وكأنك نسيت تماماً بشأن وجود جانيت؟
لكن هذا لا يمكن أن يكون، لأنه انتقد شريكها المرافق قبل ثانية فقط.
“إذن، لورد. من فضلك أنزلني الآن حقاً.”
رأت آثي عربة في مكان قريب. هذه المرة، أنزلها إيجيكيل بصمت.
“أم، أنا لست على ما يرام، لذلك سأعذر نفسي. من فضلك قل لجانيت الشيء نفسه.”
“سأفعل ذلك.”
افترق الإثنان. حتى بعد دخول آثي العربة، كان يراقبها بصمت. لم تستطع فهم ما تعبر عنه تلك العينان.
بدت عيناه الذهبيتان كنجمان متلألئان، يخفيان سراً.
********************
“آه، بجدية… لقد جننت…”
في اليوم التالي، لفت آثي يديها حول رأسها. كانت تقضي وقتاً في التأمل الذاتي.
لقد كنت بجدية مجنونة بالأمس! كيف لي أن أصنع مثل هذا المشهد؟! هل أنا بجدية مجنونة؟ مجنونة بالكامل؟ لو كان هذا هو عالمي الأصلي، فلن يكون الأمر مهماً. لكن الشخص الذي سيواجه عواقب أفعالي ستكون أميرة هذا العالم آثاناسيا!!! وتسببت في المتاعب في حفلة شخص آخر!!!
كانت تفكر أنها شربت الكحول في الحفلة.
لقد شربت فقط شيئاً لأنني شعرت بالإحباط الشديد، لكنني لم أعتقد أبداً أنه كحول. لهذا السبب شعرت بالدوار! إذن ما فعلته بالأمس حدث لأنني كنت ثملة؟ لا عجب أنني شعرت فجأة بالشجاعة والجرأة. إذن لم يكن خيالي عندما شعرت بأنني أعود إلى القصر بعد رؤية إيجيكيل!
على الرغم من أن آثي أمسكت رأسها وعذبت نفسها بتفكيرها في حادثة الأمس، كانت السماء صافية والطيور تغني بسعادة.
كان صباحاً مشمساً. كانت آثي تتجول في الحديقة بالخارج. تشعر بالإحراج، كانت تعاني من صداع الكحول. في الليلة الماضية، اعتقدت حقاً أنها لم تكن في حالة سكر، لكن لا بد أنها شربت كحولاً أكثر مما كانت تعتقد. شعرت بحموضة داخلها، وشعرت بالغثيان.
مع شاي العسل الخاص بليلي في وقت سابق، شعرت آثي بتحسن أكثر مما كانت عليه عندما استيقظت.
بتفكيرها في الخادمة وعينيها القلقين هذا الصباح، بدأت آثي تشعر بعدم الإرتياح. الشخص الذي يجب أن يتلقى قلق ليلي ليست آثي.
“ليس الأمر كما لو أنني كتكوت الوقواق*…”
(*: لهذه الطيور مناقير طويلة نوعاً ما، ومقوسة قليلاً، وتختلف عن معظم الطيور في أن اثنتين من أصابعها تتجهان للأمام والإثنتين الأخريين تتجهان للخلف. ويصل طول طائر الوقواق الشائع إلى حوالي 30 سم، وله في كل من الذكور والإناث صدور بيضاء اللون، وعليها أشرطة داكنة اللون؛ وتكون رؤوس الذكور وظهورها رمادية اللون، أما الإناث فإن رؤوسها وظهورها تكون رمادية أو بنية.)
“الوقواق؟”
جفلت آثي وسرعان ما أدارت جسدها على الصوت النقي. كانت جانيت فجأة في الحديقة معها. بعد الإستماع إلى تمتمة آثي، قامت جانيت بإمالة رأسها في حيرة.
“جانيت… ماذا تفعلين هنا فجأة…”
مندهشة، وقفت آثي من مكانها.
ردت جانيت بابتسامة جميلة.
“لأنني أردت أن أراكِ، بالطبع.”
واو… كانت ابتسامة جانيت مثل الملاك لدرجة أن آثي شعرت أنها شُفيت قليلاً من حادثة الأمس المؤلمة.
الأمن هنا هو الأسوأ. أتت ضيفة، لكن لم يأتي أحد ليخبرني. أيضاً، أنا مالكة هذا القصر، ومع ذلك فقد سمح الناس لجانيت بالدخول. لو كانت ليلي هنا، لكان الوضع مختلفاً، لكن الخدم الآخرين في القصر مهملون تماماً. حسناً، الأميرة آثاناسيا ليست شخصاً صارماً مع أي شخص. بالإضافة إلى ذلك، حتى لو كانت صاحبة قصر روبي، فإن جانيت هي صاحبة القوة المطلقة في القصر بشكل عام.
حتى كلود المرعب يستمع إلى كلمات جانيت. لذلك، لم يكن نظام إطاعة الجميع لجانيت مُفاجئاً للغاية.
حسناً، التسلسل الهرمي للسلطة موجود في أي عالم.
“آثاناسيا، سمعت أنكِ فقدتِ وعيكِ في قاعة الحفلة بالأمس، لذلك كنت قلقة بشأن ذلك أيضاً.”
بدت جانيت قلقة حقاً. ترددت آثي لثانية حتى فتحت فمها للرد.
“أم، هل نذهب إلى مكان آخر؟”
لم تستطع آثي أن تجعل جانيت تعود لأنها أتت لرؤيتها عمداً. شعرت بالغرابة في التحدث إلى جانيت في هذا المكان، لأن قصر روبي كان حريماً لأجيال من الأباطرة. وبالتالي، في المكان بعض الديكورات المحرجة والإستفزازية. في الحديقة، هناك تماثيل لسيدات عاريات في أوضاع مغرية. البعض في أوضاع مزعجة أيضاً.
“لا، لا بأس. لا بد أن جسدكِ لا يزال ليس على ما يرام، لذلك ليس عليكِ إجبار نفسكِ. أيضاً أنا أحب هذه الحديقة.”
ابتسمت جانيت ورفضت اقتراح آثي. اقتربت وجلست أمام آثي.
“بناء قصر روبي دائماً لطيف وجميل.”
سعلت آثي. لم تعرف ماذا تقول عندما علّقت جانيت على التماثيل الإستفزازية من حولهما، لذلك فقد ضحكت بجفاف.
“آثاناسيا، يبدو أنكِ أضعف عن ذي قبل. ألا يجب أن تستدعي طبيب القصر وتجري الفحص مرة أخرى؟”
“الأمر ليس سيئاً كما تعتقدين، لذلك أنا بخير. بالإضافة إلى ذلك، بعد راحة جيدة اليوم، أشعر بتحسن كبير.”
بالمناسبة، يعمل سحر جانيت بجد كالمعتاد اليوم.
شعرت آثي بسحابة من السحر حول جانيت وشعرت بالقلق. كانت تعرف أن سحر جانيت يجذب اهتمام شخص آخر. ليس للسحر تأثير على آثي بالطبع، لذلك لم تمانع في سحر جانيت الأسود من حولها. نظراً لأن سحر جانيت له تأثير كبير على الآخرين، تساءلت آثي عما إذا كان ينبغي لها استخدام سحر التنقية.
في المرة الأخيرة، رأيت سحر جانيت الأسود يتحرك بنشاط، خاصة حول كلود… أنا متأكدة من أن تأثير السحر الأسود لن يكون جيداً بالتأكيد على المدى الطويل. لكن السحر الأسود يعمل من اللاوعي لدى جانيت، لذلك لا يمكنها التحكم فيه…
[هاي، أميرة. لا تكوني مخطئة. هذا ليس عالمكِ.]
[أنتِ لستِ حتى من هذا العالم، فما هو الحق الذي تملكينه حتى تتدخلي؟]
تذكرت آثي فجأة ما قاله لها لوكاس. نعم… مثل ما قال، لقد تدخلت بالفعل في هذا العالم كثيراً. لذلك إذا فعلت أي شيء آخر، فهل سأكون أتدخل فيما لا يعنيني مثل ما قال لوكاس؟ لكن هل يمكنني حقاً أن أقف مكتوفة اليدين ولا أفعل شيئاً؟
من الواضح أنها لم تستطع الإجابة على سؤالها. صورة الأميرة آثاناسيا وهي تبكي وتتوسل لتعيش في حلمها وحديث لوكاس عن وفاة كلود سرعان ما طفوا في عقلها.
ما سبب استخدام كلود للسحر الممنوع بالضبط؟ هل استخدمه كلود من العالم الذي أتيت منه أيضاً؟ إذن، هل كلود من عوالم مختلفة في خطر متساوي؟ لكن لوكاس لم يقل أي شيء أكثر في هذا العالم…
“آثاناسيا؟”
بينما دفنت آثي نفسها في أفكارها، سمعت أحداً ما يناديها. سرعان ما عادت إلى رشدها ورفعت رأسها لترى جانيت تحدق بها.
“أوه، لقد كنت أفتقر إلى الترحيب بالضيف. سأطلب منهم إعداد الشاي لنا.”
“لا بأس. لقد أتيت دون سابق إنذار، لذلك من فضلكِ لا تقلقي.”
لم تستطع آثي البقاء ساكنة، لذلك نادت إحدى خادمات القصر المارة وطلبت منها إعداد الشاي.
********************
الوقواق هي طفيليات تحضن وتضع بيضها في أعشاش الطيور الأخرى. تقتل إناث الوقواق سراً بيض أنثى طائر آخر وتضع بيضتها كبديل. بدون ملاحظة التغيير، تحضن الأنثى الطائر الآخر البيض حتى يفقس. كتكوت الوقواق، من أجل احتكار مصدر طعامه، يقوم بإخراج البيض والكتاكيت الأخرى من العش. هذه هي غريزة الوقواق الطبيعية للبقاء.
كانت جانيت جالسة بالقرب من النافذة وتتذكر ما قالته آثاناسيا في حديقة قصر روبي.
“وقواق…”
ظهرت ابتسامة لا تلائم وجهها.
“ألست أنا في الواقع كتكوت وقواق وليست أنتِ…؟”
“المعذرة؟”
“لا، لا شيء ماسا.”
بدت الخادمة التي كانت تستبدل ماء المزهرية في حيرة، لكن جانيت ابتسمت كما لو أنها لم تتحدث مع نفسها أبداً. نظرت جانيت إلى الكتاب أمامها وقلّبت الصفحة. كما لو أن ابتسامتها القاتمة لم تظهر في وقت سابق، فقد عاد كل شيء من حولها ليكون مشرقاً.
********************
“كيف الحال؟ هل أنتِ قادرة على التكيف على حياة الأميرة هنا؟”
كيف أمكن هذا الوغد أن يظهر فجأة أمامي وكأن شيئاً لم يحدث؟ يجب أن يكون لهذا الوغد أصفاد حول معصميه!
بعد معاناتها من صداع الكحول غير المألوفة، استخدمت آثي في النهاية سحر إزالة السموم وشعرت بالراحة. لم تشعر بالحاجة إلى فعل أي شيء اليوم، لذلك قررت أن تستريح في غرفتها. كانت ليلي قلقة من أن بشرة آثي لم تكن جيدة بين عشية وضحاها. اعتقدت آثي أن بشرتها المتدهورة لم تكن من صداع الكحول ولكن بسبب الإجهاد.
على أي حال، بفضل رعاية ليلي، كان لدى الأميرة حالياً قناع للوجه يتكون من العسل، الحليب، ومكونات أخرى جيدة للبشرة. قالت آثي إنها بخير، لكن الخادمة أصرت.
ثم ظهر لوكاس.
حدقت آثي في الوغد.
“أين آثاناسيا؟”
“هل تعتقدين حقاً أنني سأخبركِ؟”
هذا الوغد هو حتماً هذا وغد. ماذا لو استمعت إليه وغادرت هذا العالم بعد أن أقول ‘هذا ليس من شأني بعد الآن’؟
“إذا كان عليّ أن أخبركِ بشيء، فسيكون أنها في حلمها.”
أضاف لوكاس بابتسامة باردة أظهرها من قبل. كان يقصد أن الأميرة آثاناسيا لا تزال في نوم عميق.
الأميرة الحقيقية آثاناسيا تتجول في الحلم، ومع ذلك فأنا أرتدي قناع الوجه وأسترخي.
فجأة شعرت آثي وكأنها محبوسة، استخدمت سحرها لتنظيف وجهها.
عندما أتيت إلى هذا العالم والتقيت لوكاس للمرة الأولى، فكرت في سؤاله عما إذا كان يعرف طريقة لي للعودة إلى عالمي.
حتى لو كان يعرف طريقة، فقد افترضت أنه لن يسمح لها بالمغادرة. ضغطت آثي على شفتيها بإحكام وهي تراقب لوكاس.
بعد بضع ثواني، سألت.
“هل تحبني إلى هذا الحد؟”
كان لدى لوكاس تعبير لا يوصف، لكن وجهه أظهر تعبير انزعاج.
“ما الذي تتحدثين عنه؟ هل أنتِ ثملة؟”
توقعت آثي هذا الرد منه.
“حسناً، لقد أحبني أيضاً لوكاس من العالم الذي أتيت منه. لذلك، حتى لو فعلت ذلك، فهذا ليس غريباً تماماً.”
قد يكون مذهولاً لسماع هذا على الرغم من أننا التقينا مؤخراً فقط، لكن أليس هذا الموقف بحد ذاته هراء؟ ويمكنني الشعور بشيء من الطريقة التي يعاملني بها ويتصرف من حولي.
ضحك لوكاس بعدم تصديق من تصرف آثي الهاديء والثابت.
“ذاك الوغد قال ذلك بنفسه؟ أنه يحبكِ؟”
انتظر، حتى لو كنت مذهولاً، كيف أمكنك مناداة نفسك من العالم الآخر بـ’وغد’…
“نعم. قال إنه يحبني كثيراً لدرجة الموت. يتمسك بي ويضايقني كل يوم، ويتوسل إليّ أن أقبل مشاعره. كان الأمر متعباً للغاية. هل تعلم أنه حتى أمسك تنيناً كهدية لي؟”
لو سمع لوكاس من عالمها هذا، لكان في حالة عدم تصديق تماماً. كانت آثي غير مبالية بالرغم من ذلك.
حتى لو كنت أكذب، فلن يعرف لوكاس هذا العالم أبداً! أيضاً، لم أكذب بشأن ذلك الرجل أنه أمسك تنيناً من أجلي. أوه مهلاً. لقد أدركت للتو مما قلته، الجزء الذي قد يبدو كذبة هو في الواقع الحقيقة الوحيدة! أي نوع من الوضع هذا؟!
أثناء الإستماع إلى آثي، استمر وجه لوكاس في اظهار الإنزعاج. لم يستطع تصديق ما فعله هو، من العالم الآخر. فجأة، بدا متصلباً.
“على ما أذكر، قلتِ إنكِ بحاجة إلى الحصول على إذن من شخصاً ما عندما طلبت منكِ الذهاب إلى البرج، أليس كذلك؟ هل كان ذلك الوغد؟”
ثم توجه إلى آثي وهي جالسة على الأريكة.
“ما نوع العلاقة التي بينكِ وبين هذا الوغد؟”
مع اقتراب لوكاس المفاجيء، تراجعت آثي غريزياً إلى الخلف. سرعان ما دُفن جسدها في الأريكة. امتدت ذراعيّ لوكاس إلى جانب وجهها. كانت آثي محاصرة تماماً بين الأريكة والساحر.
“الآن بعد أن فكرت في لقاءنا الأول، كان من غير المعتاد أن ترحبي بي.”
كانت عينا لوكاس الحمراوان قريبتان جداً منها. رأت غضباً غير معروف في عينيه. بقيت آثي متجمدة بسبب الموقف المفاجيء وذُهلت من كلماته التالية.
“بعد ذلك، عانقتني بسهولة دون أي دفاع.”
ماذا… هل يتحدث عن الوقت الذي كنت فيه بين ذراعيه في طريقنا إلى البرج؟
“أنت حملتني أولاً دون أن تسألني!”
هذا الوغد! حتى مع وجود فمك هذا، يجب أن تتحدث بشكل صحيح! بالطبع سألت أولاً عندما ذهبنا إلى الأميرة آثاناسيا، لكن هذا حدث لأنه كان الأمر مريح أكثر من أي طريقة أخرى!
شعورها بالظلم، ردت آثي على لوكاس. لكنه لم يتظاهر حتى بالإستماع إليها وهو يواصل قول ما يريد.
“يكون لدى المرء حد في كونه بلا دفاع. حتى أنكِ بلا خوف جررتني إلى السرير في البرج.”
تجمدت آثي. لم يكن لديها كلمات لتقولها. الـ-المعذرة…؟ جـررتـك إلى السرير؟ يمكن أن تكون هذه العبارة مضللة للغاية! أنا… أعني… صحيح أنني أمسكت بيد لوكاس الوغد واستلقينا في السرير معاً ولكن… نحن نمنا فقط ببراءة.
لكن لوكاس جعل الأمر يبدو وكأن آثي تصرفت بجرأة.
عبس لوكاس واستجوبها بصوت عميق.
“أنتِ تفكرين في وغد آخر بينما تنظرين إليّ الآن؟”
مـ-ما هذا؟! لماذا يبدو وكأنني أتعرض للإزدراء؟!
“هل تحبين هذا الوغد؟”
لكن مهلاً. هل تعرف حتى بأن الشخص الذي تتحدث عنه هو نفسك من عالم آخر؟!
واصل لوكاس التحديق بها بتعبير حاد وبارد.
أنت لست مؤهلاً لتكون غاضباً! هل تعتقد أنني سأخاف إذا فعلت ذلك؟
“قـلـت، الـشـخـص الـمـعـجـب يـكـون هـو، ولـيـسـت أنـا! أيـضـاً، أنـت وأنـا لـسـنـا بـيـنـنـا حـتـى عـلاقـة، فـلـمـاذا تزدريني بأسئلتك… سيدي؟”
كانت آثي خائفة. لم ترى مثل هذا التعبير الغاضب والشرس من قِبل لوكاس من قبل، لذلك هي بالتأكيد متوترة وخائفة.
نظراً لأن هـذا الوغد ليس لوكاس الذي أعرفه وهو مختل عقلي أكثر من لوكاس ذاك، لا أعرف ماذا سيفعل! لا يسعني إلا أن أكون خائفة!
شعرت بعرق خفيف في جميع أنحاء جسدها بينما الساحر يحدق بها بصمت.
بعد بضع ثواني، فتح فمه ببطء للتحدث.
“نعم، أنا وأنت ليس بيننا أي علاقة.”
ربما تحدث معها أو إلى نفسه. اعتقدت آثي أنهما سيستمران في الحديث، لكن لوكاس استمر فقط في التحديق بها.
ثم اختفى من أمامها.
الآن وحدها، تنفست الأميرة بعمق.
و-وغد غريب. أي نوع من الرجال يشعر بالغيرة على نفسه من عالم آخر؟ من الطريقة التي تحدث وتصرف بها، أنا متأكدة من أنه يشعر بالغيرة. لكن لوكاس الوغد هو في الواقع لوكاس…
يمكن أن تكون حالته في الغيرة مرعبة للغاية.
آكك! لقد انجرفت في حديثه لدرجة أنني نسيت أن أسأله المزيد عن آثاناسيا وكلود!
متساءلة ما إذا كان هذا جزءاً من مخطط لوكاس للتشتيت، تدحرجت آثي على الأريكة بانزعاج شديد.