Who made me a princess - 171
“بجدية، أنا منهكة للغاية.”
كانت آثي تتظاهر بأنها الأميرة آثاناسيا لمدة أربعة أيام حتى الآن. نظرت إلى الوراء لترى البرج وشعرت بالأسف على حياتها الحالية. أزعج الرئيس والسحرة آثي بحماس شديد، حيث زعموا أنه يجب عليهم التحقق من كل شيء عنها بسبب الظهور المفاجيء لسحرها. استطاعت أن ترى أنهم اعتبروها عينة بحثية. لو كانت في عالمها الأصلي، لكان كلود قد منعهم، لكن في هذا العالم، بالتأكيد لم يهتم.
قلقت ليلي وأرادت أن تتبع آثي إلى البرج. لكن استدعتها رئيسة الخدم، لذلك لم تستطع الخادمة الإنضمام إلى الأميرة.
بالمناسبة، كانت رئيسة الخدم في هذا العالم هي رئيسة الخدم التي لم تشتري لي لعبة خشخشة عندما كنت طفلة لأنها اعتقدت أنها كانت مضيعة للمال! آه، كلود هذا العالم لا يهتم بآثاناسيا، لذلك لم يكن هناك سبب لإستبدال رئيسة الخدم.
خلال الأيام الأربعة الماضية، لم تستطع آثي الذهاب بحرية إلى أي مكان بسبب ليلي. ومن ثم، اضطرت الأميرة إلى التوقف عن البحث عن الكتاب المشبوه الغامض في مختلف القصور.
في العالم الذي أتيت منه، كنت دائماً أذهب إلى مكاناً ما وأعود في أي وقت، لذلك لم تكن ليلي قلقة للغاية. لكن لا بد من أن آثاناسيا في هذا العالم قد عاشت حياة محدودة ومجدولة بدقة حتى تكون ليلي قلقة للغاية كلما اختفيت فجأة. كان بإمكاني فقط أن ألقي عليها سحر النوم ولكن… كيف يمكنني أن أفعل ذلك بليلي؟!
آثي تعرف أن ليلي هذا العالم ليست ليلي التي تعرفها، لكنها لم تستطع إلا أن تشعر بالضعف نحوها.
بينما كانت لديها هذه الأفكار، صرّت على أسنانها بغضب عندما فكرت في لوكاس مرة أخرى. أنا مقيدة في قصر روبي بدلاً من الأميرة آثاناسيا كل ذلك بسبب هذا الوغد؟!
“آه، هذا المختل عقلياً! بجدية!”
“المختل عقلياً؟ عمن تتحدثين؟”
أوه! هذا الصوت!!! أدارت آثي جسدها بسرعة إلى مصدر الصوت. رأت تلك العينان الحمراوان وابتسامة مزعجة على وجهه.
“لـوكـاس!”
هذا الوغد. بالتفكير أنه سيأتي إليّ أولاً!
“لماذا ترحبين بي بكل هذا الحماس؟ قلبي يرفرف.”
… ويتحدث بالهراء بعد أربعة أيام!
“يبدو أنكِ أردتِ حقاً رؤيتي.”
نظرت آثي حولها لتتأكد من عدم وجود أي شخص آخر. أخفضت حذرها، وفتحت فمها للتحدث.
“أين الشخص الذي أخذته؟!”
“ماذا تقصدين ‘أين’. بالطبع هي حيث لم ترغبي في الذهاب.”
“أرجعها إلى القصر حالاً.”
“لا أريد ذلك. لماذا قد أستمع إليكِ؟”
ابتسم لوكاس لها وشد شعرها.
مهلاً، هذا الوغد…! لقد كان يلمس شعري منذ آخر مرة! لماذا هو مهووس به؟!
ثم همس في أذنها. وعبست.
“إذا كنتِ تريدين ذلك حقاً، يمكنكِ الحصول عليها بنفسكِ.”
هل كان هذا هو هدفه النهائي؟ هذا الرجل لديه إصرار بلا سبب.
على الرغم من معرفة نية لوكاس بالفعل، قررت آثي أن تفعل ما يريده.
“حسناً إذن، لنذهب. لنذهب إلى المكان الذي تعيش فيه.”
حـالاً. الآن!
ثم، ابتسم لوكاس وكأنه راضي تماماً. أربكتها كلماته التالية.
“إذا توسلتِ بيأس، ‘سيد لوكاس، أرجوك خذني إلى البرج’ عندها سأفكر في الأمر.”
“ماذا؟!”
“أنتِ لا تريدين ذلك؟ إذن هذا سيء للغاية. بدت الأميرة وكأنها تريد حقاً العودة إلى المنزل.”
أيها… أيها الوغد الماكر…!
لا بد أن لوكاس كان منزعجاً حقاً من رفضها.
“سيد لوكاس، أرجوك خذني إلى البرج.”
صرّت آثي على أسنانها وتحدثت. ضحك لوكاس كما لو كان يعتقد أنه هو نفسه مضحك. كرهت آثي رؤيته حقاً.
“هل تعرفين كيفية التنقل؟”
“نعم، لماذا؟”
“إذن خذيني معكِ عندما تنتقلين.”
“أحتاج إلى معرفة المكان الذي من المفترض أن أذهب إليه قبل أن أنتقل.”
“آه، فقط اذهبي إلى أي مكان.”
بدأت آثي تشك في نوايا لوكاس.
ما الذي يحاول أن يفعله هنا؟ هل يحاول استخدامي مثل المكوك السحري؟
بريبة، ضيقت عينيها عليه. سألها لماذا هي مترددة ودفعها للمضي قدماً.
هناك شيء مريب جداً به…
كان على آثي أن تستمع إلى هذا الوغد، لذلك أمسكت بذراعه بينما لا تزال تشك فيه.
فكرت في مكان قريب وجمعت سحرها.
ثم ركعت وهي تشعر بألم مألوف.
“هم، تماماً كما توقعت.”
وبينما كانت تئن من الألم، سمعت صوته اللا مبالي وهو واقف.
“يبدو أن سحركِ وسحري لهما نفس الطول الموجي، لذلك عندما نحاول استخدامه مع بعضنا البعض، فإنه يتعارض. يجب أن نكون أنتِ وأنا حقاً قد أكلنا نفس الكائن السماوي. عندما التقينا لأول مرة وحاولت مهاجمتكِ بسحري، ظننت أن قلبي كاد ينفجر بسبب ذلك. ثم رأيتكِ تتألمين مثلي آخر مرة حاولتِ فيها إيقافي، لذلك افترضت هذا.”
كانت آثي في حالة عدم تصديق مطلق. كان يعلم أنني سأتألم إذا استخدمت سحري، لكنه لا يزال جعلني أستخدمه؟! لأنه أراد أن يتحقق من افتراضه ولكنه هو نفسه لا يريد أن يتأذى؟! حقاً، هذا الوغد…!
“هاي، أيها… أيها الوغد…”
آه تباً! أنا أنزف مرة أخرى!
لحسن الحظ، لم تستخدم الكثير من السحر مثل المرة السابقة، لذلك كان الألم أقل عن ذي قبل.
لكن ما زال! هذا مؤلم!
حدقت آثي في لوكاس وهي تغطي فمها بيدها. نظر إليها بتعبير أنا آسف، هذا سيء للغاية بالنسبة لكِ.
“أريد أن أعالجكِ، لكن لا أستطيع استخدام سحري عليكِ لأنني سأكون مثلكِ الآن. وهذا سيء للغاية. يجب أن تذهبي سريعاً لفحص نفسكِ من قِبل أحد أطباء القصر. آه، في الواقع، يبدو أن هناك شخصاً ما قادم من هذا الطريق.”
كانت آثي منزعجة جداً من لوكاس لدرجة أنها أرادت بشدة أن تضربه. يزعجني لوكاس الأصلي أحياناً أيضاً، لكن ليس لهذا الحد.
سواء نظرت إليه أم لا، ابتسم الساحر بخبث واختفى من أمامها.
“أميرة آثاناسيا.”
ثم ظهر إيجيكيل أمامها. ظهر خلف مبنى قصر حيث آثي بجواره.
هذه المرة، لا يبدو أنه أتى بسبب شعوره بالسحر. بصدق، لا أحد يستطيع أن يشعر بسحر آثي عندما تستخدم كمية قليلة جداً. لا بد أن إيجيكيل قد شعر بسحرها في ذلك اليوم فقط لأن لوكاس صنع سحراً كبيراً.
على أي حال، يبدو الآن أن إيجيكيل هنا بالصدفة.
هل كان في طريقه لرؤية جانيت؟
“لماذا أنتِ خارج القصر رغم جسدكِ الضعيف بالفطرة…؟ هل ربما تقيأتِ الدماء مرة أخرى؟”
توقف إيجيكيل عن التحدث لأنه رأى الدماء على يديها.
جـ-جسد ضعيف بالفطرة…؟ هل ذلك اعتقادهم عن آثاناسيا من هذا العالم…؟
“أنا بخير، لذلك من فضلك لا تقلق عليّ.”
ردت عليه كما رأت تعبير إيجيكيل الثابت.
لكي تشفي نفسها يجب أن تزور سحرة القصر. المسافة من المكان الذي هي فيه إلى حيث هناك قريبة نوعاً ما، وكانت آثي في حالة أفضل من المرة السابقة. لذلك، خططت للذهاب إليهم بنفسها. أيضاً، شعرت بعدم الإرتياح قليلاً لمواجهة إيجيكيل هذا العالم…
“من فضلكِ اعذريني للحظة.”
اقترب منها إيجيكيل. ثم فجأة رفعها.
في حيرة من أمرها، كانت آثي على وشك أن تقول شيئاً حتى تحدث أولاً.
“لا يمكنني ببساطة تجاهل شخص مريض بما يكفي لدرجة تقيؤ دماء. من فضلكِ اسمحي لي بأخذكِ.”
يبدو أن إيجيكيل هذا العالم لديه علاقة رسمية مع الأميرة آثاناسيا.
كانت كلماته مشوبة بالرسمية، لكن لم تكن هناك أي مشاعر إضافية.
حسناً، إذا كان إيجيكيل هذا العالم هو الشخصية الرئيسية الذي سيكون له نهاية سعيدة مع جانيت، فلن تكون علاقته مع آثاناسيا مهمة بالطبع.
بعد لحظة من التردد، قررت قبول لطف إيجيكيل.
“شكراً لك، سيدي.”
ثم شاهدته يتجمد لجزء من الثانية. تلك العينان الذهبيتان التي لم تتمكن من تفسيرهما نظرتا إليها. كان اتصالهما بالأعين قصيراً للغاية. رفع إيجيكيل رأسه بسرعة وسار بصمت وهو يحمل آثي.
شعرت الأميرة بعدم الإرتياح لهذا الصمت، لكنها لم تجرؤ على التحدث أولاً.
تحرك وكليهما في صمت حتى وصلا إلى حيث سحرة القصر.
********************
“سمعت أنكِ تقيأتِ دماء مرة أخرى، لكنكِ تبدين بخير.”
في تلك الليلة، أتى كلود لزيارة آثي، بشكل مدهش للغاية. لسبباً ما، قام بزيارة شخصية إلى قصر روبي، وكانت مندهشة للغاية لرؤيته. كما بدت خادمات قصر روبي مندهشات للغاية لرؤيته.
أتى كلود دون أي إشعار مسبق، لذلك أصبح قصر روبي مشغولاً للغاية.
“أ-أبي. لأي سبب تزور قصري…؟”
كانت آثي ترتدي بيجامتها لأنها كانت متعبة. بعد أن اكتشفت ليلي أن الأميرة تقيأت الدماء اليوم أيضاً، دفعتها الخادمة إلى السرير في وقت أبكر من المعتاد.
هل أتى إلى هنا لأنه كان قلقاً بشأن آثاناسيا؟ على الرغم من أنه كان عادة غير مبالي بوجودها، ربما كان لا يزال منزعجاً قليلاً من حقيقة أن ابنته تقيأت الدماء لأنها كانت مريضة جداً…
“أتيت إلى هنا بسبب طلب جانيت الخاص. سأغادر قريباً، لذلك ليست هناك حاجة للإنشغال.”
… أو لا.
بعد أن سمعت آثي صوت كلود البارد، شعرت بالغضب بسرعة. لقد افترضت أن جانيت، مثل الأميرة الملائكية التي هي عليه، دفعت كلود لزيارة قصر روبي على الرغم من عدم اهتمامه الكامل تجاه آثاناسيا.
تذكرت فجأة أن جانيت أتت لزيارتها قبل أيام قليلة. فكرت آثي أن الشخص الوحيد الذي يهتم بآثاناسيا بإخلاص وصدق بالإضافة إلى ليلي هي جانيت. لقد أتت لتتحقق من آثي بتعبير قلق حقاً ليس مرة واحدة، ولكن كلما كان لديها الوقت لذلك.
آه، لكن والدها الوحيد كلود…
“هل هذا صحيح.”
رغم أنه أُجبر على القدوم إلى هنا بسبب جانيت، فكيف أمكنه قول هذه الكلمات؟! إذا كان الشخص الذي يقف هنا الآن ليست أنا وكانت آثاناسيا الحقيقية، فإن مشاعرها كانت ستتأذى حقاً!
“ستغادر قريباً… إذن لن أدعوك إلى الداخل وأزعجك، أبي. من فضلك عد بأمان.”
على الرغم من رغبة آثي في التنفيس عن غضبها، إلا أنها كانت تعلم أنها لن تكون قادرة على مواجهة عواقب أفعالها. كان عليها أن تراعي أميرة هذا العالم آثاناسيا.
ومع ذلك، كانت منزعجة من كلود. لذلك، دون السماح له بالجلوس، ودعته على الفور.
“أ-أميرة؟!”
سمعت آثي الخادمات المتواجدات حولها يشهقن. وبدا أنهن مندهشات من رفض الأميرة لزيارة الإمبراطور. بدا أن كلود يعتقد أيضاً أن ردها كان غير متوقع، لذلك ارتفع حاجبه.
حسناً، يمكنني أن أفهم سبب اندهاشهن. لا بد أن آثاناسيا الحقيقية قد بذلت قصارى جهدها للبقاء مع كلود لفترة أطول. يجب أن أبقى بعيدة عن المشاكل حتى عودة آثاناسيا الحقيقية… لكن هذا المستوى من الإضطراب يجب أن يكون جيداً. بما أن كلود لا يهتم بآثاناسيا، ألن ينظر إلى موقفي مثل ‘هل أكلتِ شيئاً خاطئاً’ أو ‘أصبح عقلكِ غريباً بعد أن جرحتِ نفسكِ؟’
أيضاً، كره كلود رؤية آثاناسيا وهي تحاول بشدة أن تجعله يحبها. لذلك، فإن تفكيري بعدم إزعاجه يجب أن يجعله راضياً. لقد جاء إلى هنا فقط بسبب جانيت على أي حال.
أرادت آثي أن تتجنب كلود لكن ليس تماماً حتى لا يشك بأمرها.
لذلك، تظاهرت بأفضل ما لديها لتبدو مريضة للغاية وهي تقول هذا، لا يوجد معنى مزدوج وراء ما قلته للتو! لم أكن أحاول إبعادك من أمامي لمجرد أنني لا أرغب في رؤيتك! أنا جادة!
بالطبع، كانت تكذب.
لكنها لاحظت الطريقة التي تغيرت بها عينا كلود. راقبته بينما يتحول وجهه بنوع مختلف من البرودة مقارنةً بعادته.
لم يقل كلود أي شيء للحظة، لكنه فتح فمه في النهاية.
“أنتِ فتاة بها بعض من الوقاحة. من أنتِ؟”
عندما رن صوته المنخفض الجليدي في أذنيها، شعرت آثي على الفور بقلبها يسقط.
مـ-مـاذا؟!؟! مـن أنـا؟!؟!؟ هـل لاحـظ أنـنـي لـسـت الأمـيـرة الـحـقـيـقـيـة آثـانـاسـيـا؟!؟!
“أنتِ لستِ آثاناسيا التي أعرفها. أيتها الفتاة، من أنتِ؟”
هذا صحيح! أنا لست الشخص الذي تعرفه!… كان ما أرادت أن تصرخ به، لكنها لم تستطع.
شعرت بالصدمة، حاولت آثي تهدئة قلبها. لكن عندما نظرت إلى الأعلى لترى تلك العينان الباردتان اللتين تحدقان بها، انكمشت مثل أرنب أمام حيوان مفترس.
“أبي… أنت لا تعرفني جيداً بما يكفي لتقول ذلك.”
لم تستطع آثي إخفاء خوفها، لذلك ردت عليه بضعف شديد. لم تكن تتظاهر هذه المرة. بدا صوتها ضعيفاً حقاً. وقف كلود هناك ببساطة دون أن ينبس ببنت شفة.
بعد ثواني قليلة، خفّت نظراته الباردة قليلاً.
“هذا صحيح.”
لحسن حظ آثي، بدا أن كلود أصبح أقل شكاً بها. لم تكن تعتقد أنه سيستجوبها في هويتها لأنه في الواقع شك بها.
لـ-لكن لا يزال! كلود مخيف جداً! حواسه الحيوانية مخيفة جداً!
كما لو أنه فقد الإهتمام بالأمر، استدار كلود بسرعة.
“لم يعد لدي عمل هنا، لذلك سأرحل. لا تقولي أي شيء غير ضروري لجانيت.”
هم؟ ماذا، هل يظن أن جانيت طلبت منه زيارة قصر روبي لأنني قلت لها شيئاً؟! آه، هذا غير عادل. أنا لم أقل شيئاً! الآن، الشخص الذي لا أريد أن أراه أكثر من غيره في هذا القصر هو أنـــت!
“أميرة، يجب أن تعودي إلى غرفتكِ وتستريحي.”
ليلي، التي كانت تراقب حديثهما بتوتر، اقتربت من الأميرة. بدت مرتاحة للغاية لعودة كلود الصامتة دون كلماته المؤذية في العادة.
“نـ-نعم، سأنام مبكراً اليوم.”
شعرت آثي بالتعب الشديد بعد مقابلة كلود، لذلك عادت إلى غرفتها. أعطتها الخادمة نظرة شفقة لها وغادرت. تظاهرت آثي بأنها نائمة لكنها سرعان ما ركلت البطانية ووقفت.
أنا متعبة للغاية، لكنني لا أستطيع النوم الآن. تظاهرت بأنني متعبة جداً أمام ليلي، لذلك لا يجب أن تعود إلى الغرفة اليوم.
ومع ذلك، تركت آثي دمية قطنية تحت البطانية تحسباً لعودتها وانتقلت بعيداً. وصلت إلى حقل القصب، حيث قابلت لوكاس.
“هـاي، لـوكـاس!”
صرخت بإسم الساحر بصوت عالي وواضح في ليلة صامتة.
“لـوكـاس، أيـهـا الـمـخـتـل عـقـلـيـاً!!!!!”
كانت متأكدة من أنه سيرد على ندائها رغم أنها ليس لديها دليل على ذلك.
“لماذا تناديني في وقت متأخر من الليل؟”
وكما توقعت، أظهر لوكاس نفسه تحت ضوء القمر.
“هل أردتِ رؤيتي لهذا الحد؟ لقد التقينا قبل أيام قليلة فقط، لذلك ألستِ عدوانية جداً؟”
ماذا يقول هذا الوغد؟!
“هـاي، أيـهـا الـوغـد الـلـئـيـم! أنـت مـجـنـون! مـزعـج! قـمـامـة بـشـريـة! مـخـتـل عـقـلـي شـريـر!!!”
شتمت آثي لوكاس. بعد أن أتت إلى هذا العالم، ظهر في عقلها كل ما فعله لوكاس مثل البانوراما*.
(*: المقصود تذكرت أفعاله كصور ظهرت في عقلها)
أنـا غـاضـبـة لـلـغـايـة ومـحـبـطـة!!!
لم تستطع معرفة ما إذا كان لوكاس يبتسم أم لا، لكنه استمع بصمت إلى الكلمات الغاضبة التي ألقتها عليه.
ثم أمال رأسه.
“كم هذا غريب. لماذا أنا لست غاضباً رغم أنكِ شتمتني؟”
“أيـهـا الـمـنـحـرف!”
صرخت آثي عليه مرة أخرى.
“ها، يا إلهي. لقد كنتِ مستاءة من عدم أخذكِ إلى البرج؟ أعتقد أنني لا أستطيع المساعدة لأنكِ يائسة للغاية. سآخذكِ إلى هناك من أجلكِ فقط، لذلك اهدئي.”
“يـائـسـة!؟ مـن؟! أنـا لا أهـتـم ولا أريـد أن أرى مـثـل هـذا الـمـكـان!”
“حقاً؟”
ضيق تلك العينان الحمراوان اللتين تحدقان في آثي. جفلت عندما شاهدت وجهه.
هـ-هذا الوغد… إنه يفكر بالتأكيد في طرق لتهديدي! تلك الإبتسامة ليست مزحة.
“أنت ستقود الطريق. سأتبعك.”
بعد أن حدقت به وصرّت على أسنانها، ردت عليه آثي. هو عندها أعطاها ابتسامة راضية للغاية.
آه!!! إنـه حـقـيـر جـداً!! أنـت تـحـب أن تـسـيـر الأشـيـاء عـلـى طـريـقـتـك الـخـاصـة؟! هـاه؟! تـحـب ذلـك؟!
“أمسكيه.”
مد لوكاس يده إليها.
“إذا استخدمت السحر، فسوف يتأذى أحدنا.”
“أليس لديكِ عقل؟ نحن فقط لسنا بحاجة لإستخدامه على بعضنا البعض.”
“…!”
أزعجها استهزاءه، لكنها هتفت ‘سلام داخلي’ في عقلها وهي تمد يدها لتمسك يده.
“آه!”
فجأة، جذبها لوكاس نحوه وحملها.
“ليس لديكِ رهاب المرتفعات، أليس كذلك؟ حتى لو كان لديكِ، فقط تحملي.”
قال لها بلا مبالاة وطار في الهواء.
مهلاً! هذا الوغد! لو كان استخدم هذه الطريقة في وقت سابق، فلم يكن ليكون هناك داعي لأتقيأ الدماء! نظرت إليه آثي.
كان وجهه المنعكس على ضوء القمر… من الواضح أنه نفس وجه لوكاس الذي تعرفه آثي. شعرت بالإرتباك قليلاً، فأدارت رأسها بعيداً عن وجهه.
هبت رياح الليل الباردة على بشرتها. بدت مجرة درب التبانة الجميلة بالأعلى وكأنها آلاف القطع الصغيرة من الجواهر على حرير أسود. تحتها الأضواء المتلألئة الهادئة من مختلف المباني.
هم؟ إنه يذهب بعيداً جداً…
حاولت الأميرة تحديد المكان الذي يتجه إليه، لكنها لم تستطع الرؤية بوضوح بسبب الظلام.
لـ-لا تقل لي أنني قد لا أستطيع العودة للقصر حتى صباح اليوم التالي…؟!
سألته آثي بحذر وهي تشعر بالقلق فجأة.
“هاي، هل وصلنا إلى هناك بعد؟ لقد أخبرتك من قبل، لكن لدي حظر تجول.”
“فقط انتظري. نحن على وشك الوصول.”
رد لوكاس عليها كما لو أنها غير صبورة للغاية، لكن آثي لا تزال تشك به.
في وقت لاحق، فغرت فاهها عندما رأت المشهد أمامها.
“واو، مذهل.”
اعتقدت في البداية أنها كانت تشاهد النجوم المتلألئة في سماء الليل، لكنها كانت مخطئة. عندما ابتعدت الغيوم، ظهر البرج ببطء تحت ضوء القمر. كان يعرض ملايين النجوم. لا، ربما يكون انعكاساً وليس عرضاً.
كان بإمكانها فقط التحديق في البرج الرائع، الذي يعكس مجرة درب التبانة الجميلة. لم تستطع آثي التعبير بالكلمات كم هو جميل بشكل لا يصدق.
بدا لوكاس راضياً تماماً وهو يراقبها وهي في حالة ذهول.
“مرحباً بكِ في برج الساحر العظيم.”
هبط لوكاس بآثي على قمة البرج وتفاخر.
“أنتِ ضيفتي الأولى، لذلك يمكنكِ أن تتشرفي بهذا.”
أوه، أنا ضيفته الأولى؟ هذا نوعاً ما جعل قلبي يرفرف… لا، انتظر.
كانت معجبة بالمناظر حولها عندما توقفت.
الضيفة الأولى؟ أنا الضيفة الأولى؟
“أين الفتاة التي أحضرتها؟”
سرعان ما عادت آثي إلى رشدها وتذكرت سبب مجيئها إلى هنا. أوه لا. كدت أنسى لماذا أتيت إلى هنا. كان البرج أكثر روعة مما كنت أعتقد. كنت توقعت بصراحة أن يكون البرج أكثر كآبة ومريب.
ثم قال لوكاس شيئاً لا يُصدق.
“تلك الفتاة ليست هنا.”
“ماذا؟! قلت أنها ستكون حيث تعيش! أليس هذا منزلك؟!”
“هذا هو البرج، لكن من الواضح أن ما قلته عن وجود الفتاة هنا كانت كذبة.”
ماذا؟! هذا الوغد!!! إذن كنت تكذب عليّ؟! ولماذا قد يكون ذلك ‘من الواضح’؟!
“ألستِ غبية؟ من المستحيل أن أحضر تلك الفتاة هنا إلى البرج.”
ابتسم وهو يراقب الأميرة. كانت ابتسامته تحت ضوء القمر جميلة بشكل مذهل.
“أردت أن أحضركِ أنـــتِ إلى البرج، وليست تلك التي تشبهكِ.”
أصبح عقلها فارغاً للحظة وهو يقترب منها بابتسامته ويهمس في أذنها.
“حتى مجرد التفكير في شخص آخر غيركِ في برجي يجعلني أشعر بالإستياء.”
المعذرة، هل تحاول جذبي الآن…؟ شعرت آثي بالإرتباك من هذا السلوك الغادر. واو، انظروا إليه. إنه يحاول بجدية إغرائي. لـ-لقد التقينا قبل أيام قليلة فقط، لذلك ألست أنـــت الشخص العدواني جداً؟
أوه، لكن مهلاً. ليس هذا هو المهم… عادت الأميرة إلى رشدها بعد التحديق بشرود ذهن في وجه لوكاس الجميل. أوه، صحيح! هذا ليس الوقت المناسب لي للتفكير فيه!
“أيـهـا الـكـاذب! تـوقـف عـن الـحـديـث بـالـهـراء وخـذنـي إلـى حـيـث تـوجـد آثـانـاسـيـا!!!”
“آكك!”
ركلت آثي بلا رحمة ساق لوكاس. مع الهجوم المفاجئ، تأوه الساحر العظيم وركع. لم يكن لوكاس يتوقع منها أن تركله، ولم يستطع تجنب ضربتها.
“هل ركلتني للتو؟”
بعبوس، وضع لوكاس يديه حول ساقه وسألها بإرتباك.
هـذا صـحـيـح! لـقـد ركـلـتـك! مـا الـذي تـنـوي فـعـلـه بـهـذا الـشـأن!
بعد أن هاجمته بالفعل مرة واحدة، رفعت آثي يدها وضربت ظهره أيضاً.
“أنـت تـسـتـحـق بـعـض الـضـرب بـعـد كـل مـا فـعـلـتـه!”
“آكك! هل أنتِ مجنونة؟! أنتِ تضربينني الآن؟!”
“هـذا صـحـيـح! أيـهـا الـوغـد الـلـئـيـم! إذا كـنـت تـعـتـقـد أن هـذا غـيـر عـادل، إذن اضـربـنـي أنـا أيـضـاً!”
“هاي، هاي! آه، توقفي عن ضربي! آه، هـذا مـؤلـم!”
ذُهل لوكاس الوغد تماماً، لكن آثي لم تستطع إيقاف يديها لأنها شعرت بغضب شديد يغلي بداخلها. لذلك استمرت في ضربه حتى شعرت بتحسن طفيف.
*******************
“أنتِ أول شخص يضربني على الإطلاق.”
أوه، لقد سمعت هذا من قبل. إنه حديث لا بد منه في الدراما الكورية أو روايات الإنترنت، لكنني سمعت هذا من قِبل لوكاس مختلف أيضاً.
“كيف أمكنكِ أن تضربيني؟ ليس مرة واحدة فقط بل عدة مرات؟”
تمتم لوكاس بعدم تصديق، وشاهدته آثي فقط. تحت آلاف النجوم في سماء الليل، بدا مصدوماً للغاية.
“هل نسيتِ ما فعلته بكِ؟”
“لو كنت قد نسيت، هل تعتقد أنني كنت سأضربك؟”
“إذن أنتِ لستِ خائفة؟”
سألها، غير قادر على الفهم.
“لا، أنا لست خائفة. لماذا يجب أن أخاف منك؟”
في نهاية اليوم، ما زلت لوكاس.
هاجمها بسحره وتقيأت الدماء بسببه، لكنها ما زالت تثق به دون وعي. وهكذا، كانت قادرة على ضربه بشكل جيد الآن. كان الساحر العظيم لا يزال غير مصدق لما فعلته به الأميرة، لكنه لم يحاول قتلها.
بالتفكير فيما قالته للتو، تحولت تعابير وجه لوكاس فجأة إلى الجدية.
“قد لا تكونين خائفة مني لأنكِ تفكرين أنني لا أستطيع استخدام السحر ضدكِ، لكن يمكنني تدميركِ حتى بدون سحر…”
“اخرس وفقط احملني مرة أخرى.”
لقد أخبرته بالفعل أنه ليس لدي ما يكفي من الوقت، وهو يتحدث بالهراء. أخبرتك أن لدي حظر تجول، أليس كذلك؟! يجب أن أعود قبل شروق الشمس، لكنك تأخذ مني وقتي!
بالتفكير أن الساحر سيستمر في إضاعة وقتها، اقتربت منه وأمسكت بذراعه. نظرت لأعلى لترى وجهه.
لكن في اللحظة التي التقت فيها أعينهما، تصلب لوكاس.
“ماذا تفعل؟ أسرع واحملني.”
ضغطت عليه لأنها شعرت بالإحباط قليلاً والإنزعاج من لوكاس، الذي كان لا يزال متجمداً.
بعد كل ما فعلناه، يشعر بالحرج؟ أم ماذا؟ لماذا هو هكذا؟
ثم فتح لوكاس فمه أخيراً، لكن كلماته المتلعثمة أذهلتها.
“أ-أنتِ… إذا كنتِ تعتقدين أنني سأقع في حبكِ تماماً إذا استخدمتِ… جمالكِ هكذا، فأنتِ مخطئة…”
ماذا…؟ ماذا قال هذا الرجل للتو؟؟؟ ا-استخدام جمالي؟؟؟ مـــن، أنــا؟! على لوكاس؟!
“ما الذي تتحدث عنه؟! هذا ليس ما في الأمر، لذلك لا تفعل مرة أخرى كما فعلت في المرة السابقة.”
أعني، أنت من دفعت وجهك قريباً من وجهي أولاً، فلماذا تتفاعل الآن بهذه الطريقة؟
وأنت من استخدم جماله، ليس أنا!
“تلك الفتاة. قلت إنها ليست هنا. سأعود إلى البرج وأنظر حوله بقدر ما تريد، لذلك دعنا نذهب إلى حيث وضعت الفتاة أولاً.”
أخيراً بعد أن فهم ما تعنيه، لم يعد لوكاس مرتبكاً. لكن الآن، كان لديه تعبير لم تستطع آثي قراءته.
“أسرع. ليس لدي الكثير من الوقت.”
عندما أخبرته مرة أخرى، حملها أخيراً. لتشعر براحة أكبر، لفت ذراعيها حول رقبته. بدا أن جسد لوكاس قد جفل. بدا مضطرباً، طار إلى سماء الليل مع آثي بين ذراعيه.
“ما اسمكِ؟”
عبس كما لو كان فكر في هويتها الآن فقط.
“ماذا، أنت لا تعرف حتى اسمي؟”
“لم تخبريني أبداً، فكيف يفترض بي أن أعرف؟ آثاناسيا هي الفتاة التي تشبهكِ، لذلك ما اسمكِ؟”
اسمي آثاناسيا أيضاً. لكن آثي لا تستطع شرح كل شيء له لأن وضعها بدا معقداً للغاية.
فأجابت عليه بلا مبالاة.
“فقط نادني آثي.”
“ما هذا؟ يبدو وكأنه اسم شخص تم التخلي عنه في منتصف الطريق.”
“…!”
هل سخر من اسمي للتو؟! ها… السلام الداخلي. قد يصاب هذا الوغد لوكاس بالجنون مرة أخرى ولا يأخذني إلى آثاناسيا… وستضيع كل جهودي.
بعد مرور بعض الوقت، ضيقت آثي عينيها لأنها شعرت بالغرابة.
أوه؟ هل أتخيل الأشياء؟ يبدو أن هذا الوغد ذاهب إلى…
“هاي لوكاس. ربما أخطأت عيناي، لكن أليس هذا القصر؟”
“لديكِ العينان الصحيحتان في وجهكِ.”
سخر من سؤالها.
كانت الأضواء الفخمة المتلألئة تحت قدميها قادمة من القصر! القصر حيث كان كلود، ليلي، وجانيت! في الواقع، هبطا لوكاس وآثي على شرفة في قصر توباز.
عندما رأت آثي الفتاة تنام بسلام على سرير، ولم يكن لديها كلمات.
“هنا. أخذتكِ إليها، أرأيتِ؟ لقد أوفيت بوعدي. لا تخبريني بأي شيء آخر لاحقاً.”
و-واو… لا أصدقه… كانت هنا طوال الوقت… كانت الأميرة آثاناسيا هنا بينما لم أستطع المجيء إلى هنا للبحث عن الكتاب بسبب ليلي؟!
“لوكاس، أيها الوغـ…”
مندهشة ومتضايقة تماماً، أرادت آثي أن توبخه، لكن الإعتناء بآثاناسيا كانت أولويتها. مشت آثي إلى السرير وهزت الفتاة بحذر.
“مـ-مرحباً؟”
افتحي عينيكِ، أيتها المحاربة!
“مرحباً، آثاناسيا؟”
لكن لسبباً ما، لم تفتح الأميرة آثاناسيا عينيها.
بتفكير آثي أن هذا الوضع مع آثاناسيا غير طبيعي، سرعان ما سألت لوكاس.
“ماذا فعلت لهذا الشخص؟”
رد عليها بلا مبالاة وهو ينظف أذنه.
“لقد وضعتها في نوم عميق فقط. لقد جعلت لديها أفضل الأحلام فقط، لذلك قد لا ترغب أبداً في الإستيقاظ. ألست خاطف له ضمير؟”
هـل تـمـزح مـعـي؟!
عندما حدقت فيه آثي، تراجع لوكاس بتفاجؤ.
“آه، حسناً. سأوقظها، لذلك لا تنظري إليّ هكذا.”
إنه يستمع إليّ قليلاً بعد بعض الضرب الجيد. ربما الضرب هو دوائه.
عبس لوكاس ومد يده نحو الفتاة.
“هم…”
كان فعالاً جداً! بحركة يد واحدة فقط، الفتاة التي بدت ميتة استيقظت الآن.
سمعت آثي أنيناً هادئاً ورأت جسد الفتاة يتحرك. جفونها التي بدت وكأنها مغلقة منذ لحظة تهتز الآن. بعد لحظات قليلة، كشفت عن عينيها الكريستاليتين اللامعتين في الظلام.
“أوه، مرحباً؟”
حيت آثي آثاناسيا بإحراج في اللحظة التي التقت فيها أعينهما.
كانت الأميرة آثاناسيا في حالة عدم تركيز. لم تكن عيناها مركزة وهي تحدق بهدوء في آثي.
“أوه…؟”
سرعان ما تعجبت الفتاة.
“مرآة؟”
ما زلتِ غير مستيقظة تماماً كما أرى… أنا لست مرآة.
مدت الأميرة آثاناسيا يدها نحو وجه آثي بعدم فهم. لم تعرف آثي ما يجب أن تفعله، شعرت بظهرها غارق في العرق البارد لذا سمحت للفتاة بلمس وجهها.
إذا لمستِ وجهي هكذا…!
“أبعدي يدكِ.”
من فضلكِ لا تسيئي الفهم. أنا لم أقل هذه الكلمات! أنا لست الشخص الذي أبعد يدكِ بقوة بعيداً عن وجهي!
“من تظنين نفسكِ لتلمسي وجهها هكذا؟”
بدا لوكاس منزعجاً، تحدث إلى الفتاة ببرود.
مهلاً. لكن هذا وجهي، ليس وجهك. فلماذا أنت منزعج جداً؟ قد يعتقد المرء أنك غاضب لأن الأميرة آثاناسيا لمست وجهي دون إذنك.
“لا، أنا بخير، لذلك ابقي ساكنة.”
“إذن ماذا إذا كنتِ بخير بينما لا أكون كذلك.”
ماذا يقول هذا الرجل حتى؟!
فجأة، سمعت آثي شهقة.
“أنتما… أنتما الإثنان… من أنتما؟”
أخيراً مستيقظة تماماً، تراجعت الأميرة آثاناسيا وهي تبدو شاحبة للغاية. بدت مرتبكة وخائفة. استطاعت آثي أن تفهمها.
“من فضلكِ اهدئي، أميرة آثاناسيا. أعني، أعلم أنه قد يكون من الصعب الهدوء في هذا الوضع…”
هذا الوضع مُربك للغاية لي أيضاً! أريد أن أهرب! لكن الأميرة آثاناسيا ستكون مرتبكة أكثر مني، لذلك يجب أن أهدئها. أيضاً، يجب أن أتحمل مسؤولية وجودها هنا.
“أولاً، أنا آسفة لمفاجأتكِ. السبب في وجودكِ هنا هو بسببي. على الرغم من أنني لم أنوي أبداً حدوث أي من هذا، أعتذر بشدة على أي حال. الآن، نحن في أحد القصور، لذلك من فضلكِ لا تخافي كثيراً. سأعيدكِ إلى قصر روبي على الفور.”
لن أؤذيكِ. لن آكلكِ. كلنا أصدقاء هنا!
بذلت آثي قصارى جهدها للإعتراف بالأمر بنفسها وعن لوكاس. بالطبع، قد يكون الإعتذار قد فات الأوان عليه بالفعل… لكن لحسن الحظ، بدت الأميرة آثاناسيا أكثر هدوءاً بينما تتحدث معها آثي. ربما كانت مركزة على شيء آخر.
كانت عيناها الكريستاليتان مركزتين على وجه آثي.
شاهدت آثي الفتاة وأنّت. تحدثت معها بحذر.
“لذلك من فضلكِ فقط استمعي إليّ للحظة.”
عندما قابلت آثي الأميرة آثاناسيا لأول مرة في قصر روبي، لم تكن تنوي شرح وضعها لها، لكنها غيرت رأيها. كانت آثاناسيا متورطة في وضعها، ولم ترغب آثي في الكذب عليها.
وهكذا، فتحت فمها لتخبر الأميرة آثاناسيا بكل شيء.
********************
“انظر إلى ابتسامتك الغبية. أنت سعيد جداً لدرجة أنك قد تموت من السعادة، هاه؟”
سخر لوكاس من الرجل وهو جالس بجوار النافذة.
عند بزوغ الفجر على قمة البرج، عاد الرجل الذي تحول إلى رماد مرة أخرى ويحمل مولوداً جديداً بين ذراعيه. لا، عاد غير صحيح. لقد كان الوقت ببساطة يسير من لحظة وفاته.
بصدق، لم يكن الرجل يبتسم باتساع كما وصفه لوكاس، ولكن على عكس تعبيره الرزين المعتاد، كانتا عينا الرجل ناعمتان ولطيفتان.
“لوكاس، لماذا تنظر إليّ بهذان العينان؟”
بسبب هذا الطفل.
“نعم، يبدو أنك ترغب في حمل الطفل أيضاً.”
“ابتعد.”
يعرف لوكاس أن الرجل لا يستطيع سماع صوته، لكنه تحدث إلى الرجل كردة فعل.
على الرغم من أن لوكاس كان بجوار النافذة، تحدث الرجل وهو ينظر إلى الباب. لم يستطع لوكاس رؤية أي شخص هناك، لكنه افترض أنه كان يقف هناك في الماضي.
في وقت لاحق، بدا الرجل محبطاً بعض الشيء وأخفض ذراعيه الممدودتان لأن لوكاس رفض حمل الطفل.
بالطبع فعل. كره لوكاس الطفل. وفي نفس الوقت الرجل، لوكاس…
“أوه يا إلهي، لدينا ضيف!”
فجأة، ظهرت امرأة من المطبخ. هي أيضاً كانت تتحدث نحو الباب.
“لقد أعددت العشاء بالفعل. إذا أردت لوكاس، يمكنك الدخول وتناول العشاء معنا.”
“نعم، لقد مر وقت طويل منذ أن أتيت إلى هنا، لذلك يجب أن تبقى لفترة أطول.”
ما لم يفقد لوكاس عقله، هو لن يسير في هذا السيناريو بمحض إرادته. لقد أغلق فمه بإحكام بينما يشاهد الجو الدافيء الذي صنعه هؤلاء الأشخاص الثلاثة.
أخذت المرأة الطفل من الرجل وغادرت.
“لوكاس.”
فتح الرجل فمه بعد لحظة.
“لقد أخبرتك بالفعل من قبل، لكنك مثل ابن لي. إذا كنت تريد أن تأتي وتزور، يمكنك وقتما تشاء.”
عندما كان غروب الشمس يلون وجهه بلمسة من اللون البرتقالي، ضحك لوكاس ببرود. كان المشهد الذي ظهر أمامه أحد ذكريات لوكاس عندما كان لديه عاطفة إنسانية أكثر من الآن. لذلك بعد بضع مئات من السنين، كان من المفترض أن تتلاشى هذه الذكرى والعاطفة الآن.
“هاي، إذن أخبرني–“
ولكن بينما كان يراقب الذكرى القديمة مرة أخرى، لا يزال لوكاس يشعر بضيق في صدره. وقف من على النافذة واقترب من الرجل الذي ينظر إلى المكان حيث وقف لوكاس في الماضي.
“–لماذا قتلت نفسك هكذا أمامي بينما كنت تفكر بي كابناً لك.”
الرجل الذي كان لديه نظرة ناعمة ولطيفة لم يعد هناك. في الوقت الحالي، كان يحدق بصمت في المساحة الفارغة أمامه بعينان متعبتان وخاليتان من المشاعر. كان هذا الرجل الذي عرفه لوكاس. كرجل عاش حياته لفترة أطول من لوكاس نفسه، بدا الجيل السابق من ساحر البرج الأسود وكأنه فقد كل شيء. فضله لوكاس بهذه الطريقة.
“إذا كان الشخص الذي وقف هناك ليس أنا بل ابنك الحقيقي المحبوب، فلن تموت هكذا. ولكن إذا كنت تخطط لقتل نفسك على أي حال، فلماذا تحدثت بمثل هذا الهراء غير الصادق، هم؟”
لو استطاع، أراد لوكاس إعادة الرجل الميت لمجرد مواجهته. لكن كل هذا كان في الماضي. في العادة، لم يكن لوكاس ليشعر بهذا الغضب.
لأن هذه كانت التعويذة.
استخدمه ساحر البرج الأسود من الجيل السابق عندما ماتت عائلته. استخدمها لوكاس عندما اختفى الرجل متحولاً إلى رماد أبيض أمامه. كانت هذه التعويذة هي الطريقة الوحيدة لمحو كل هذه المشاعر الرهيبة.
لذلك، فإن حقيقة أن لوكاس شعر بالطريقة التي شعر بها الآن كانت دليلاً على أن هذا المكان غير حقيقي.
“تباً.”
رفع لوكاس يديه ومسح وجهه بعنف.
“أوه؟ أين لوكاس؟ هل غادر بالفعل؟”
“نعم. إنه خجول إلى حداً ما.”
ماذا قلت، أيها الوغد؟ بذهول، رفع لوكاس رأسه ونظر إلى الشخصين أمامه.
“هاها، اعتقدت ذلك أيضاً. لوكاس لديه جانب لطيف للغاية بمجرد التعرف عليه.”
“إنه يتظاهر بأنه ليس كذلك، لكنه كان لديه هذا الجانب منذ أن كان أصغر سناً.”
أي نوع من الهراء… لكن مهلاً. ألا يظهر هذا المكان ذكرياتي فقط؟ ليس لدي ذاكرة سخيفة مثل هذه.
بينما كان لوكاس في حالة من الشك، تغير محيطه مرة أخرى.
هذه المرة، ظهر أمامه مشهد من الأمطار الغزيرة.
“نعم، هل قلت وداعك الأخير لوالديك؟”
الوقت سار إلى الوراء إلى ماضي أعمق.
********************
“آه، أشعر وكأنني كبرت عشر سنوات.”
منهكة، وقعت آثي على سرير كبير ومريح. بعد حديث طويل مع الأميرة آثاناسيا وإعادتها إلى قصر روبي، عادت آثي إلى قصر توباز. نظراً لأن العديد من الحوادث وقعت الليلة، شعرت بالتعب الشديد.
شعرت بشخص يحدق بها، فأدارت رأسها قليلاً.
“لماذا تنظر إليّ هكذا؟”
“لقد فهمت أخيراً كل ما بدا غريباً جداً.”
ضيق لوكاس عينيه وراقبها. كان يستمع عندما كانت آثي تشرح كل شيء للأميرة آثاناسيا.
“إذن حسب ما قلته، أنتِ تعرفينني من عالم آخر.”
بدا نصف يشك فيها ونصف في حيرة من أمره. فوجئت آثي بأنه استمع إليها بسهولة.
“نعم، شيء من هذا القبيل.”
طلبت منها عينا لوكاس أن تعطي المزيد من المعلومات، لكنها كانت متعبة للغاية. ارتجفت واستلقت تحت البطانية. كان السرير في قصر توباز مريحاً للغاية.
آه~ أريد أن أنام هكذا على الفور.
شعرت بموجة من النعاس تقترب، رمشت جفنيها الثقيلين ببطء. ثم سمعت همساً ناعماً منخفضاً.
“إذن إذا وجدتِ ذاك الكتاب الغريب، فستعودين إلى العالم الذي أتيتِ منه؟”
“نعم. أعتقد أن هذه هي أسهل طريقة…”
“هل هذا صحيح؟”
أوه؟!
فجأة، شعرت آثي بشعور سيء للغاية. شعورها باليقظة التامة، جلست على الفور.
“مـهـلاً! مـا الـذي تـخـطـط لـلـقـيـام بـه هـذه الـمـرة؟!”
هل كنت أتخيل الأشياء؟ أقسم أنني شعرت بحركة سحرية أمامي!
كما لو كان تنبؤها صحيح، أمال الساحر رأسه بابتسامة شريرة.
“لا شيء كثير. فقط تفجير القصر؟”
هـذا الـمـخـتـل عـقـلـيـاً!
“لـمـاذا سـتـفـجـر الـقـصـر فـجـأة؟!”
“أنتِ محقة. أشعر فقط أنني أريد ذلك.”
لم تعد آثي متفاجئة بعد الآن. ماذا فعلت لهذا الوغد ليجعلني أشعر بالغضب مراراً وتكراراً؟!
قبل أن يتسبب لوكاس في أي مشاكل أخرى، قررت أن تجعله يغادر.
“لـ-لوكاس؟ دعنا لا نبقى هنا. دعنا نذهب إلى البرج بدلاً من ذلك. قلت إنني سأزور البرج بعد انتهاء العمل، أليس كذلك؟”
أردت فقط أن أنام… لكنه يبدو مستاءاً حقاً لسبباً ما، لذلك سيكون من الخطير بقائه في القصر الآن.
وقفت من على السرير وتوجهت نحو الساحر.
لحسن الحظ، رد على كلماتها.
“أنتِ تريدين الذهاب إلى البرج الآن؟”
“نعم! البرج هو الأفضل! لن أتعب أبداً من رؤيته! إنه دائماً جديد ورائع! إنه مذهل!”
عـ-على الرغم من أنني رأيت البرج لأول مرة…
لكن آثي استمرت في التحدث عن البرج كما لو أنها رأته مرات لا تحصى. لم تضيع جهودها، حيث شعرت أن السحر المكثف في يد لوكاس يتبدد ببطء.
“دعنا نذهب! أسرع! أسرع!”
واصلت الضغط عليه، ووصلا في النهاية إلى البرج.
قد أموت حقاً! قد أفقد وعيي بمجرد أن أضع رأسي على الوسادة. نمت بطريق الخطأ بين ذراعيّ لوكاس في الطريق إلى هنا أيضاً. هـ-هم… على الأرجح لم يسل لعابي عليه… أنا… أعتقد…
“هاي، لوكاس. أنا متعبة جداً لدرجة أنني قد أفقد وعيي الآن، فهل يمكننا القيام بالجولة غداً؟”
تحدثت إليه آثي وهي تفرك عينيها وهما ينزلان على الدرج.
لقد كان يريد أن نقوم بجولة في البرج منذ بضعة أيام حتى الآن. آمل ألا يشعر بالضيق.
“حسناً. الشمس على وشك أن تشرق، لذلك أنا متأكد من أنكِ متعبة. يجب أن ينام البشر عندما يشعرون بالنعاس.”
والمثير للدهشة أن لوكاس وافق بسهولة على طلب آثي. حتى أنه استدعى سريراً عندما انتهيا من نزول الدرج. كادت آثي أن تزحف إلى السرير كما لو كانت ممسوسة، لكنها سرعان ما عادت إلى رشدها وواجهت لوكاس. تساءلت عيناه عن سبب عدم وجودها على السرير بعد. حتى أنها شعرت أن عينيه تضغطان عليها.
شعرت آثي بالريبة من هذا الوغد، لذلك عبست.
“سوف تدمر القصر عندما أنام، أليس كذلك؟”
“ما الذي تتحدثين عنه؟”
سخر لوكاس.
لا يمكنك أن تخدعني بعد الآن!
“لا، لا يمكنك! لا يمكنك الذهاب إلى أي مكان! ستأتي إلى هنا وتستلقي معي!”
سحبت آثي ذراعه بقوة. جفل عندما لمسته.
“لا يمكنك ترك يدي! يجب فقط أن تنام معي الآن. لا تتحرك وابقى هنا.”
بينما كان لوكاس مذهولاً جداً، وضعته آثي بالإجبار على السرير. ثم أمسكت يده بإحكام. جفل الساحر مرة أخرى وحاول إبعاد يده من قبضتها، لذلك أمسكته الأميرة بإحكام أكثر.
“هاي، أنتِ… يجب أن تكون الفتاة أكثر حذراً…”
“أنا نومي خفيف جداً، حسناً؟! سأستيقظ في اللحظة التي تترك فيها يدي. لا تفكر حتى في الذهاب إلى القصر بعد أن أنام، هل فهمت؟!”
كان لوكاس عاجزاً عن الكلام. شعرت آثي بنظراته قريبة منها، لكن بصرها أصبح ضبابي ببطء لدرجة أنها لم تعد قادرة على رؤية وجهه.
“أنا أسألك إذا كنت فهمـ–… أجب…”
كانت محقة عندما فكرت أنها ستفقد وعيها في اللحظة التي يلمس فيها رأسها الوسادة.
ربما أغمضت عينيها بسرعة كبيرة لأن السرير الذي استدعاه لوكاس مريح للغاية.
دون سماع رد لوكاس، نامت آثي على الفور وهي تمسك يده بإحكام.