Who made me a princess - 170
“أنت طفل مسكين.”
كان هذا المشهد يعيد نفسه لفترة من الوقت. عبس لوكاس، حيث يزيد مستوى انزعاجه كل ثانية.
“يا له من وضع مزعج.”
إذا كان شخص ما قد صنع هذا الوهم، فإنه يشعر بالواقعية في كل شيء. بدأ لوكاس يفترض أن هذا المشهد مشتق من بقايا ذاكرته…
“قد تعتقد أنني مثير للشفقة، لكنني أشفق عليك.”
ولكن إذا كان افتراض لوكاس صحيح، فلماذا هو مفصل؟ لقد سمع لوكاس تلك الكلمات التي لا قيمة لها مرات عديدة الآن لدرجة أنه تمكن من تكرارها بالضبط في عقله.
إذا كان الإستماع إلى هذه الكلمات المتكررة هو مطلب لوكاس الوحيد في هذه الحالة، لكان قد شعر بتحسن. لم يستطع التحمل وهو ينظر إلى نفس الشخص ونفس المشهد مراراً وتكراراً.
“قد تعتقد أن لديك كل شيء في العالم، لكنك في الواقع لا تملك شيئاً.”
استلقى لوكاس وهو يحاول عدم الإنتباه إلى الصدى المستمر في أذنيه. لقد حاول بالفعل قتل الرجل باستخدام سحره، لكن الرجل لم يمت.
“في عالم مليء بالأشياء الجميلة، أنت ولدت خالي الوفاض؛ أنت تعيش خالي الوفاض؛ وفي النهاية ستموت خالي الوفاض. كم هذا مثير للشفقة.”
“اخرس، أيها الشبح غير المهم.”
تمتم لوكاس في نفسه مع تدهور مزاجه من الصوت المتكرر.
تذكر بوضوح الطريقة التي مر بها جسده بسهولة عبر جسد الرجل، كما لو كان يمر عبر الضباب. كما مر سحر لوكاس من خلال الرجل. لم يكن الرجل هو الشيء الوحيد الذي لم يعمل ضده سحر لوكاس. قام بمحاولات متعددة لتدمير هذا الوهم باستخدام سحر مختلف، لكن المشهد، الرجل، وصوته استمروا في تكرار أنفسهم. حتى أن لوكاس حاول الإنتقال بعيداً، لكن عندما يعود إلى حواسه، يكون في نفس المكان كما كان من قبل. كان محبطاً للغاية من هذا الوضع.
لم يتغير شيء على الرغم من هياج لوكاس. لذلك، استلقى ليفكر في طريقة وهو يحدق في الرجل.
بعد لحظة، استدار الرجل الذي أمام لوكاس لرؤيته.
سرعان ما تغير المشهد. لقد رأى هذا مرات عديدة.
رقص شعر الرجل الأبيض، الذي يشبه الريش، بسبب الرياح. بعد التحديق في الرجل، أدار لوكاس جسده. لا يزال لوكاس مستلقياً وظهره تجاه الرجل، ولاحظ أن السماء تغيرت من غروب الشمس إلى الفجر.
“أنا أثق أنك ستفهمني يوماً ما.”
أغمض لوكاس عينيه وهو يتظاهر بأن كل ما يحدث خلفه ليست مشكلته. كان قادراً على حجب بصره فقط. ومع ذلك، لم يختفي صدى صوت الرجل.
“ومع ذلك، آمل أيضاً ألا تفهم أبداً حتى تموت.”
استمر الصوت في الصدى.
“لا تنظر إليّ بتلك العينان.”
على الرغم من معرفة هذا السيناريو بالفعل، لم يرغب لوكاس في سماع الباقي. وضع يديه على أذنيه في محاولة لمنع أي ضوضاء.
“من الطبيعي أن يموت أحد الوالدين في وقت أبكر من الطفل.”
لكن هذه الكلمات اخترقت لوكاس أكثر من أي شيء آخر قاله الرجل. غير قادر على احتواء إحباطه، ضحك بعدم تصديق. لم يستطع أن يغفر كيف تصرف الرجل وكأنه كان حراً وكيف أنه لم يندم في هذا العالم. كانت هناك أوقات أراد فيها لوكاس قتل الرجل الميت بالفعل بيديه.
“بجدية، توقف عن المزاح معي…”
اختفى همس لوكاس من هبوب الرياح.
فجأة، جلس مستقيماً مغيراً رأيه. أراد أن يرى بوضوح آخر اللحظات المؤسفة لهذا الرجل. عندما أدار رأسه نحو الرجل، تطاير الرماد الأبيض في الهواء مثل عاصفة ثلجية. كان شكل الرجل قد اختفى بالفعل، والآن رأى لوكاس فقط جزيئات من الرماد الأبيض تتلألأ مع بزوغ الفجر. لقد أدرك أن جسده قد تغير إلى شكل طفل، تماماً كما بدا عندما مات الرجل أمامه منذ فترة طويلة.
كل شيء يزعجه.
بعد أن شعر بهذا الشعور بالضيق الشديد، أغلق لوكاس عينيه.
تغير المشهد أمامه إلى غروب الشمس المتوهج.
“أنت طفل مسكين.”
تردد صدى صوت الرجل المختفي حول آذنيّ لوكاس مرة أخرى.
لقد سئم من مواجهة هذه البداية دون نهاية.
********************
“لوكاس؟”
قالت آثي اسمه دون تفكير كثير. لم تكن تتوقع مقابلته، لذلك نادت اسمه بدافع العادة.
لمعت العينان الحمراوان المتوحشتان، متلألئتان تحت ضوء القمر.
“هم؟ أنتِ تعرفين اسمي؟”
أدركت آثي على الفور أن الشخص الذي أمامها ليس شخصاً تعرفه. أوه، هذا الشخص ليس لوكاس ذاك. كان يجب أن تعرف، لكنها لم تستطع إلا أن تشعر بخيبة أمل تنتشر في قلبها. بغض النظر عن كيف كانت وجوههما متشابهة تماماً، لم يكن هذا الشخص هو لوكاس الذي تعرفه آثي، مثل كيف أن كلود الحالي في القصر ليس والدها.
“أراكِ للمرة الأولى، لكنكِ تعرفينني بالفعل.”
افترضت آثي أن لوكاس هذا العالم وآثاناسيا لم يلتقيا قط.
حسناً، لم يظهر لوكاس أبداً في الرواية، لذلك بالطبع لن يعرفا بعضهما البعض.
“كم هذا مثير للإهتمام. لم أغادر البرج منذ عشر سنوات على الأقل، فكيف تعرفينني؟”
على أي حال، يبدو أنني لفت انتباه واهتمام لوكاس هذا العالم عن غير قصد. لـ-لكنني كنت وحدي أنفس عن نفسي في هذا الحقل من القصب وأهتم بشأني الخاص عندما ظهر هذا الرجل فجأة. أعني، قال إنه لا يعرف حتى آثاناسيا من هذا العالم، فلماذا ظهر من العدم وتظاهر بأنه يعرفني؟
بالمناسبة، ماذا عليّ أن أقول في هذه الحالة؟ هل يجب أن أقول له فقط، ‘ماذا تقصد، سيدي؟ أنا لا أعرف أسمك. أعتقد أنك سمعتني بشكل خاطيء، سيدي، هاهاها’، ثم أهرب؟
أم يجب أن أقول له الحقيقة، ‘أنـا أعـرفـك مـن عـالـم آخـر!’ آكك! لكن ألا يبدو هذا كنسخة أحدث من ‘هل تؤمن بالكارما؟’*
(*: الأفعال التي يقوم بها الكائن الحي، والعواقب الأخلاقية الناتجة عنها. إن أي عملاً، خيراً كان أو شراً، وأي كان مصدره، فعل، قول أو مجرد فكرة، لا بد أن تترتب عنه عواقب.)
“أيضاً، هذه الهالة السحرية.”
بينما كانت تقرر ما ستقوله، هبط لوكاس بصمت من الجو. في وسط القصب المتمايل من الرياح، كان حوله جو ضبابي كما لو أنه سيختفي مع الرياح.
“إنها تشبه إلى حداً ما هالتي السحرية وطولها الموجي.”
لم تستطع آثي فهم ما قاله للتو. هو وأنا لسنا مرتبطين بالدم، فلماذا تتشابه هالاتنا السحرية؟
“آه، هل يمكنك الإبتعاد عني… سيدي؟”
شعرت آثي بعدم الإرتياح عندما اقترب لوكاس وفحصها عن قرب.
فجأة، بدا أن لوكاس أدرك شيئاً ما.
“أوه؟ كم هذا غريب.”
تجمدت آثي من كلماته التالية.
“هالتكِ السحرية هي نفس القوة السحرية للكائن السماوي الذي سرقته منذ وقت طويل. ما الذي يحدث؟”
… ماذا قلت للتو؟ أنت سرقت مــاذا منذ وقت طويل؟
كائن… سماوي…؟ كائن سماوي؟ الآن بعد أن ذكرت ذلك، عندما التقينا لأول مرة أتيت إلى القصر لسرقة بلاكي خاصتي…
في تلك اللحظة، فغرت آثي فاهها بسبب صدمة عقلية لا تصدق.
مـ-مستحيل! هذا الوغد…!
أ-أنت أكلته؟ أنـت بـجـديـة أكـلـتـه…؟! بـلاكـي خـاصـتـي؟!؟!
“أنـت أكـلـت بـلاكـي خـاصـتـي؟!”
“بلاكي؟”
صرخت عليه آثي في عدم تصديق مطلق. قام لوكاس بإمالة رأسه وسألها.
“إذن، مـثـل، هـل ربـمـا أكـلـت كـائـنـاً سـمـاويـاً لـطـيـف، رائـع، وأسـود جـمـيـل؟!”
بدا أن لوكاس فكر لثانية. فتح فمه عندما أدرك شيئاً.
“آه، الآن بعد أن قلتِ ذلك، أعتقد أنه بدا مشابهاً لوصفكِ. لقد كان بالفعل قبل عشر سنوات، لكنني أعتقد أنكِ على حق. لم تكن هذه الكائنات السماوية في أي مكان يمكن رؤيتها فيه، لذلك واجهت صعوبة في البحث عن واحد.”
عندما سمعت آثي رد لوكاس، صرخت في وجهه لأنها لم تستطع التحكم في أعصابها.
“هـاي، أيـهـا الـوغـد الـلـئـيـم!!! مـن تـظـن نـفـسـك؟! كـيـف تـجـرؤ عـلـى أكـل بـلاكـي خـاصـتـي؟!؟!”
بكت آثي داخلياً. هـ-هذا الوغد أكل بلاكي!!!
كانت تعلم أن آثاناسيا من الرواية الأصلية لا تستطيع استخدام السحر. لكنها هي نفسها قادرة على ذلك وكان لها كائن سماوي. وهكذا، فكرت دائماً أن هذا الإختلاف بينها وبين آثاناسيا في الرواية كان غريباً.
أيضاً، كان لوكاس يهددني بأكل بلاكي كلما استطاع. لطالما شعرت بالضيق حيال تخمين أن هذا الوغد كان في القصر لسرقة بلاكي. لذلك، تساءلت أنه ربما لا تستطيع آثاناسيا من الرواية استخدام السحر لأنه أكل كيانها السماوي. لـكـن لا يـزال! لا أسـتـطـيـع أن أصـدق أنـه كـان صـحـيـحـاً! كـان صـحـيـحـاً!!!
بعد أن سمعت من لوكاس نفسه، لم تستطع آثي أن تهديء نفسها من الصدمة العقلية.
أوه، بلاكي!!! أنا آسفة لم أستطع حمايتك!!!
“ماذا، هل تعرفين هذا الكائن السماوي؟ واسمه بلاكي؟ كان سيختفي بمرور الوقت، فلماذا تهتمين بإعطائه اسماً؟”
ابتسم لوكاس وكأنه لا يستطيع فهمها بينما كانت تعاني من انهيار عقلي.
على الرغم من أنه لوكاس من عالم مختلف، إلا أن لوكاس هو لوكاس بالطريقة التي يتحدث بها بلا مبالاة. لوكاس الذي أعرفه تحدث عن بلاكي بهذا الأسلوب أيضاً.
“بـلاكـي هـو بـلاكـي لـذلـك هـذا هـو الـسـبـب فـي أنـه بـلاكـي!”
صرخت عليه آثي مرة أخرى، منزعجة من أسلوبه.
لا يبدو أن لوكاس يهتم. استمر فقط في دراسة وتخمين من أين جاء سحر آثي.
“تلك العينان الكريستالية والطول الموجي السحري تؤكد أنكِ من عائلة ملكية في أوبيليا… فهل كان الكائن السماوي الذي أكلته لكِ؟ لا، هذا لا يمكن أن يكون. إذا كان الأمر كذلك، فلا ينبغي أن يكون لديكِ هذا السحر.”
نعم، لأنك أكـلـتـه. شعرت آثي بغضب شديد يغلي بداخلها مرة أخرى.
لا يزال لوكاس يبدو مرتبكاً ومتشككاً، حدق في آثي وتمتم في نفسه. شعر أنه قد يعرفها أو لا يعرفها، لذلك بدا منزعجاً ولكنه مهتم في نفس الوقت.
“حقيقة أنكِ تعرفينني أيضاً… أنتِ غريبة من نواحي كثيرة.”
بعد أن تحدث مع نفسه، سألها الساحر.
“أنتِ. ماذا تكونين؟”
“إذا أخبرتك، هل ستعلم؟”
همف! أيها الوغد! سخرت من لوكاس الثاني أمامها. لا أستطيع أن أكون صديقة لشخص أكل بلاكي!
ضيق عينيه. جفلت عندما رأت ابتسامة شريرة تظهر على وجهه.
آه! مهلاً! إنه يبتسم هكذا عندما يكون على وشك إحداث ضجة! شمت رائحة المتاعب بشكل غريزي، لذا تراجعت خطوة إلى الوراء.
مباشرة بعد أن ابتعدت آثي، طار شيء حاد بجانب وجهها. كان القصب الذي قطعه هذا الشيء الحاد غير المرئي يتطاير في الهواء.
“أوه؟ لقد تفاديتها؟ حواسكِ جيدة جداً.”
نظرت إليه آثي بعدم تصديق لأنها سمعت صوته المستمتع.
هل هاجمني هذا الوغد للتو؟
“أنت… هل كنت تحاول قتلي الآن؟”
“ما الذي تتحدثين عنه؟ من المستحيل أن أفعل ذلك.”
ابتسم لوكاس، الذي بدا وكأنه قريب من سن آثي، كما لو أن ما افترضته غير ممكن.
نظراً لعدم وجود كلمات على الإطلاق من رده المذهل، نظرت آثي إليه وفمها مفتوح.
“كيف يمكنني قتلكِ بهذه السهولة بينما أنتِ إنسانة ممتعة ومثيرة للإهتمام وجدتها منذ وقتاً طويل جداً؟ وإذا أردت حقاً قتلكِ، هل تعتقدين أنكِ كنتِ ستقفين هكذا الآن؟”
هـ-هذا الوغد!!! ألم تقل سابقاً أننا أنا وأنت التقينا لـلـتـو؟! ألا تعتقد أنك وقح جداً مع شخص قابلته للتو؟!
“إذن لماذا هاجمتني فجأة؟”
“من حيث كنت أعيش، كانت تلك تحية.”
أي نوع من الهراء….!!!؟!
لكن لوكاس، الذي لم يهتم بمدى ارتباكها وانفعالها، استمر في الحديث.
“شعرت بقوة سحرية مثيرة للإهتمام، لذلك جئت إلى هنا للتحقق من ذلك. لكن هذا أكثر تسلية مما كنت أعتقد.”
اختفى فجأة من أمامها. رمشت عينيها ورأته يقف بالقرب منها ويلف شعرها بين أصابعه.
همس.
“هاي، هل تريدين الذهاب معي؟”
ابتسم لوكاس بشكل جذاب بينما عيناه الحمراوان تحدقان بها.
“لدي الكثير من الأسئلة عنكِ.”
شعرت بشيء خاطيء من كلماته وسلوكه. في الوقت نفسه، كان وجهه المبتسم الكسول تماماً مثل لوكاس التي تعرفه. لا بد أن هذا هو سبب ارتعاش قلبي على الرغم من علمي أنه حاول قتلي في وقت سابق.
حدقت في عينيه.
“الذهاب معك؟ إلى أين؟”
“إلى حيث أعيش.”
شعرت آثي بالإنجذاب الشديد لفكرة زيارة مساحة لوكاس الشخصية.
نادراً ما تحدث لوكاس عن نفسه، لذلك دعوتي إلى مكانه…! قد لا أحصل على فرصة أخرى.
لكنها رفضت عرضه.
“لا أستطيع. لا يمكنني الذهاب إلى ذاك المكان بهذه السهولة.”
الشخص الذي أمامها أمال رأسه.
“أنا أعطيكِ إذني، فما هي المشكلة؟”
“إذنك ليس الذي أحتاجه.”
من الواضح أنه بدا وكأنه لم يستطع الفهم.
الشخص الذي أرادت سماع هذه الكلمات منه لم يكن من لوكاس هذا.
كانت محادثتهما غريبة نوعاً ما، وحقيقة عدم إنزعاج أي منهما من هذه الغرابة أكثر غرابة.
لم يعجبه كيف استجابت بشكل مختلف عما كان يعتقد، تغير تعبير وجه لوكاس للإنزعاج.
كانت آثي تشك به، لذا ابتعدت عنه. ثم، رأت حفرة كبيرة، عميقة حيث كانت تقف منذ لحظة. كان القصب التالف يتطاير في الهواء.
“هـاي، ألـسـت بـجـديـة تـبـالـغ كـثـيـراً؟!”
صرخت في وجهه بعدم تصديق مطلق.
يهاجمني واحداً تلو الآخر! كانوا سحراً خطيراً وقوياً أيضاً!
“أنتِ أول شخص أدعوه إلى برجي، لكنني الآن متألم لأنكِ رفضتني. أنتِ يجب أن تتحملي المسؤولية.”
لكن لوكاس شرح فقط هذا الهراء بصوته البارد. شعرت بسحر قوي يتشكل حول يديه. بعد أن أدركت مدى جديته، فغرت آثي فاهها.
“لا تقلقي. إذا فقدتِ ذراع أو ساق، فسوف أعيد لصقها بشكل جيد من أجلكِ.”
“ا-انتظر، لوكاس…!”
بصدق، اعتقدت آثي أنه لم يكن جاداً جداً حتى هذه اللحظة، لكنها كانت مخطئة جداً. لقد وجّه لوكاس الوغد هذا سحراً قاتلاً نحوها.
كما لو كانت هجماته السابقة مزحة، كان هذا السحر قوياً وخطيراً لدرجة أن آثي اعتقدت أنها ستصبح صماء بسبب الضوضاء المتفجرة. لحماية نفسها، صنعت حاجزاً من سحر الحماية لنفسها. ومع ذلك، كان سحر لوكاس قوياً لدرجة أن الحاجز انكسر بسرعة.
عندما اختفى السحر المتفجر، عادت آثي إلى رشدها وفحصت جسدها.
آكـك! آآآه!! هـل ذراعـيّ وسـاقـيّ بـخـيـر؟! مـاذا عـن رأسـي؟! هـل مـا زال كـل شـيء عـلـى حـالـه؟!
والمثير للدهشة أنها لم تتأذى. مذهولة ومرتبكة، أدارت آثي رأسها لترى الوغد.
عندما استقر الغبار حولهما على الأرض، رأت لوكاس يئن من الألم وهو يضغط على صدره بإحكام.
هم؟؟؟ ما الأمر معك؟
“أنتِ… ماذا فعلتِ بي؟!”
تحدث هذا الوغد بالهراء بينما كان يحدق بها. كانت في حالة عدم تصديق مطلق مرة أخرى لأنه يتصرف كما لو كانت هي التي هاجمته.
“ماذا… فعلت لك… أنت من كاد أن يقتلني!”
“أيتها…الـ… سأقتلكِ بجدية.”
واو، هذا الوغد…! لا أعرف لماذا، لكنه يبدو مجنوناً جداً. يبدو أنه يعاني من ألم شديد أيضاً. اعتقدت أنني سأُجري محادثة جادة معه بمجرد أن يهدأ، لكنه يحدق في وجهي بنية قاتلة… أعتقد أنني لا أستطيع التحدث معه بعد الآن.
“آه، أم، إذن لوكاس، لدي حظر تجول لذا… وداعاً!”
“هـاي، إلـى أيـن تـعـتـقـديـن أنـكِ ذاهـبـة؟! هـل تـريـديـن أن تـمـوتـي؟! تـعـالـي إلـى هـنـا الآن!”
“عـ-عدم انتظام ضربات القلب ليس مفيداً لك. يجب أن تفكر في عمرك أيضاً، لذا كن حذراً جداً، حسناً؟”
صرّ لوكاس على أسنانه في حالة من الغضب، لكنه لم يستطع التحرك من مكانه بسبب الألم.
فرقعت آثي أصابعها بسرعة وهربت بسبب أنه قد يتبعها مرة أخرى قريباً.
لحسن الحظ، لم يفعل.
ارتجفت بينما تفكر، لقب الأسود المختل عقلياً هو نفسه في جميع الأبعاد، حقاً.
********************
“أنتِ هنا.”
كانت أثي سطحية جداً بشأن توقعها عن لوكاس.
في اليوم التالي، كانت تجلس على تمثال ملاك عندما ظهر الساحر أمامها فجأة. لقد صُدمت.
“لماذا تركتِ رائحة سحركِ في جميع أنحاء القصر؟ كان عليّ أن أبحث عنكِ في كل مكان. مزعج للغاية.”
عذراً؟ رائحة سحرية؟ ماذا تكون، كلب؟! آه، لهذا كان ذاك الوغد يعرف دائماً أين أكون بشم رائحة سحري، هاه؟ إذا رفعت مستوى سحري، هل يمكنني أن أكون مثل لوكاس أيضاً؟
“لقد تأذيت بالأمس. هل أنت بخير الآن؟”
“كم هذا مضحك. هل تحملين النار في يد والماء في اليد الأخرى؟ كاد قلبي أن ينفجر بالأمس بسببكِ.”
“لـمـاذا كـان ذلـك بـسـبـبـي؟!”
كيف يجرؤ هذا الوغد على اتهامي بهذا! آه، لم يكن يجب أن أقلق عليه! كنت أعبر بصدق عن قلقي، ومع ذلك استجاب هذا الرجل بهذه الطريقة! كما هو متوقع من عدو بلاكي! يجب أن أطيح به! أطيح به!
“إذن، وجدت شيئاً مثيراً للإهتمام بينما كنت أبحث عنكِ في جميع أنحاء القصر.”
كان للوكاس ابتسامة شريرة على وجهه. جفلت آثي.
“رأيت فتاة تشبهكِ تماماً. أفترض أن الكائن السماوي الذي أكلته ينتمي إلى تلك الأميرة.”
أوه لا! لقد رأى آثاناسيا.
“لكنني أعلم أنه لا توجد أميرتين توأم في هذه المملكة.”
هبت بينهما رياح باردة. تحرك شعر آثي تجاهه. أمسك شعرها ولفه حول إصبعه.
“ماذا تكونين؟”
ترددت آثي. ماذا عليّ أن أفعل؟ أردت أن أكون صادقة معه تماماً وأخبره بموقفي لمعرفة ما إذا كان يعرف أي شيء. لكنني لم أستطع بدء محادثة جادة، برؤية كيف كان مزاجه بالأمس… لم يكن… مناسباً.
“إذن لن تخبريني، هاه؟ إذن أعتقد أنني سأضطر إلى العثور على الإجابات بنفسي.”
ابتسم الساحر لها وترك شعرها بينما كانت مترددة.
لا، انـتـظـر! لم تمر حتى دقيقة! لا، ولا حتى عشر ثواني!
قبل أن تتمكن آثي من قول أي شيء، اختفى لوكاس من أمامها.
هـ-هذا الوغد غير الصبور! مهلاً… هل قال إنه سيجد الإجابات بنفسه؟ أي إجابات؟ أعني، أنا هنا، فكيف يعتقد أنه سيكتشف أي شيء…؟
فجأة، ظهرت فكرة مشؤومة في عقلها.
انتقلت على الفور.
كان تفكيرها صحيحاً.
عندما انتقلت آثي، رأت لوكاس الوغد يختطف آثاناسيا!
“هـاي! لـوكـاس، أيـهـا الـمـخـتـل عـقـلـيـاً!!!”
فقدت وعيها بالفعل، كان يحمل آثاناسيا.
بعد رؤية تعابير وجه آثي، ضحك لوكاس بصوت عالي.
“أحب تعبير وجهكِ هذا. الآن بدأتِ تعجبينني.”
“مـاذا تـفـعـل؟! انـزلـهـا! الآن!”
“إذا استطعتِ أن تسرقيها مني، فهيا حاولي.”
قفز الساحر من الشرفة بعد أن قال تلك الكلمات التي لا تصدق.
قفزت آثي لإمساكه.
“لـوكـاس!!!”
أخيراً، في وسط حديقة مزهرة، أمسكته أخيراً. ومع ذلك، استدار كما لو كان ينتظرها لتقترب منه وابتسم لها.
هذا الوغد على وشك الإنتقال بعيداً!
لمنعه من الذهاب إلى أي مكان، جمعت آثي سحرها في يدها. في اللحظة التي اصطدم فيها سحرها بسحره، شعرت بقلبها يسقط. موجة من الألم الشديد اجتاحت جسدها.
أنّت آثي بينما تضغط على صدرها. شعرت أن قلبها قد طُعن بسحر قوي تحول إلى قطع جليدية حادة. سقطت يدها من على لوكاس.
“يبدو أن مرحنا ينتهي هنا. إذن، أراكِ في المرة القادمة.”
سقطت آثي على الأرض غير قادرة على التنفس من الألم. نظرت إليه، الذي كان لديه أجمل ابتسامة. لم تستطع إلا أن تشاهد لوكاس يختفي من أمامها مع الأميرة آثاناسيا.
حتى بعد أن كان سحرها غير نشط، لم تكن آثي قادرة على الوقوف.
“أميرة آثاناسيا؟”
بعد لحظة، بينما كانت آثي تئن من الألم وهي تضغط على صدرها، سمعت صوت لطيف لشخص.
في البداية لم تستطع رؤية من اقترب منها. كانت قادرة على رؤية وجه هذا الشخص فقط عندما ركع بجانبها.
“هل أنتِ بخير؟”
كان الشخص الذي سألها بتعبير قلق هو إيجيكيل.
بدا وجهه الشاحب لامعاً وجميلاً في وسط الزهور المزهرة الزاهية.
تلك العينان الذهبيتان التي بدت مثل الشمس نظرت إليها.
“هل أنتِ، ربما، تشعرين بالمرض؟”
بدا متفاجئاً وقلقاً بينما كانت آثي تلهث وغارقة في عرق بارد في وسط الحديقة. هي أيضاً كانت مندهشة جداً لرؤية إيجيكيل. لم تكن تتوقع رؤيته هنا.
“إيجيكيل…”
همست آثي بشرود ذهن باسمه، اهتزت عيناه.
بما أن الأميرة آثاناسيا وأنا نبدو متشابهين تماماً، لا بد من أنه يعتقد أنني هي. كان يجب أن أستخدم سحر الإختفاء أو نقلي بعيداً قبل أن يأتي أي شخص…
لكن في الوقت الحالي، لم تستطع آثي فعل أكثر من مجرد الضغط على صدرها من الألم ومحاولة عدم فقدان وعيها.
“ماذا يحدث؟ شعرت بنشاط سحري مشبوه هنا.”
نمّت دهشة آثي. كان الشخص الذي يقف وراء إيجيكيل شخصاً ما كان يجب أن تقابله.
بعيناه الزرقاوان الباردان، نظر إليها كلود. عندما التقت أعينهما، رأته بلا شك يجفل.
“إيـجـيـكـيـل! أبـي!”
التقت أعينهما لثانية واحدة فقط لأن كلود أدار رأسه نحو الشخص الذي ناداه.
“جانيت، لقد أخبرتكِ أن تبتعدي لأن هذا قد يكون خطيراً.”
آه! هذا مزعج! أنا أموت من الألم الآن، ويجب أن أشاهد والدي يعتني بشخص آخر أمامي! إنه لا يهتم حتى أنني أتألم!
“كيف يمكنني أن أفعل ذلك؟ تركتماني أنت وإيجيكيل بعد أن قلت إنك شعرت بنشاط سحري غريب، لذلك بالطبع كنت… أوه؟! آثاناسيا؟”
عندما لاحظت جانيت آثي، اتسعت عيناها بدهشة.
افترضت آثي أن كلود وإيجيكيل شعرا بنشاط سحري كان منها ومن لوكاس.
في حالة حدوث موقف خطير، ترك الرجلان جانيت التي تبعتهما.
“جلالتك، الأميرة آثاناسيا سقطت على الأرض من الألم.”
عندما تحدث إيجيكيل، تحركت عينا كلود نحوها.
“هل كانت تلك القوة السحرية السابقة منكِ؟”
فحصت عيناه الباردتان جسدها.
لا يزال قلب آثي يشعر بالألم الشديد، لذا لم تستطع إلا أن تئن.
“آثاناسيا، هل أنتِ بخير؟ هل تأذيتِ في مكاناً ما؟”
لم أتوقع أبداً أن ألتقي بهم الثلاثة في وقت واحد! والأميرة الحقيقية آثاناسيا اختطفت من قِبل لوكاس في وقتاً سابق… ماذا يفترض بي أن أخبرهم عن الصدام السحري بيني وبين لوكاس؟!
آه! لا أصدق أن إيجيكيل وجانيت قلقان عليّ أكثر من أبي. أنت فظيع، كلود هذا العالم!
“هذا…”
لصنع أي عذر، فتحت آثي فمها. ومع ذلك، توقف صوتها لأنها شعرت أن خطافاً حاداً كان يطعن ويحفر داخلها.
في الواقع لم تكن بحاجة إلى صنع أي أعذار لأنه في اللحظة التي فتحت فيها فمها لتقول أي شيء، تقيأت دماء.
“آثـانـاسـيـا!”
حاولت تغطية فمها، لكن دمائها تساقطت بين أصابعها. صرخت جانيت باسمها وهي تشاهد آثي. كما بدا إيجيكيل، الذي كان راكعاً بجانبها، مصدوماً ومتفاجئاً للغاية. لم تستطع آثي رؤية ردة فعل كلود، لكنها افترضت أنه لم يكن حتى مهتم. كان صوته بارداً جداً وغير مبالي، لدرجة أن آثي علمت أن افتراضها كان صحيحاً.
“اتصل بخادم وطبيب قصر.”
“جلالتك، سأحضرها لأن هذه حالة طارئة.”
لم تهتم آثي بما يقوله هؤلاء لأنها اعتقدت أنها ستموت من الألم الذي لا يطاق.
أيضاً، إذا فقدت وعيي الآن، فلن يكون الأمر غريباً… مهلاً، إنه حقيقي! إنها ليست مجرد فكرة!
شعرت بأنه ستفقد وعيها. تمايلت عندما انهار جسدها.
“أمـيـرة!”
لحسن الحظ، أمسك بها إيجيكيل في الوقت المناسب.
على عكس لوكاس الوغد، فإن إيجيكيل رجل نبيل بغض النظر عن أي منهما… كانت آخر أفكارها قبل أن تفقد وعيها تماماً.
********************
“أميرة، أنا مسرورة للغاية أنكِ بخير. كنت قلقة جداً عليكِ.”
هـ-هذا الوضع جنون تماماً. اهتزت عينا آثي وهي تشاهد ليلي تهمس لها بعينان دامعتين.
عندما فتحت عينيها لأول مرة، رأت الخادمة تركض نحوها. اعتقدت آثي أنها عادت إلى عالمها.
لكنها لم تفعل.
في الوقت الحالي، كانت آثي في قصر روبي، التي أُسيء فهمها على أنها الأميرة آثاناسيا في هذا العالم.
“لحسن الحظ، استقر سحركِ الآن يا أميرة. في حالة حدوث أي شيء مرة أخرى، سيأتي السحرة من البرج الأسود إلى قصر روبي للإطمئنان عليكِ من حين لآخر. من فضلكِ لا تقلقي.”
لذلك تقيأت دماء لأن سحري أضر بداخلي.
قال طبيب القصر الذي فحص آثي أن حالتها ليست من اختصاصه.
اقترح أن يأتي سحرة البرج الأسود لرؤيتها بدلاً من ذلك.
لم تكن متأكدة مما حدث، لكنها افترضت أن شيئاً ما خاطئاً قد حدث عندما استخدمت سحرها لإيقاف لوكاس.
على أي حال، كانت قادرة على مقابلة الرئيس الجد لهذا العالم بفضل هذا الحادث. لم يستطع أن يفهم كيف أصبح للأميرة سحر فجأة.
حسناً… ليس الأمر أن الأميرة فجأة لديها سحر الآن… أنا شخص مختلف، لكن… لم يدرك أحد هذه الحقيقة.
عندما استيقظت آثي، كانت مرتبكة ومتفاجئة لرؤية الرئيس يطرح عليها الكثير من الأسئلة في وقت واحد. قالت ليلي أن آثي يجب أن تستريح أولاً، لذا فقد صرفت الرئيس بعيداً.
“لقد أرسلت الجميع بعيداً، لذلك من فضلكِ لا تقلقي. كل ما عليكِ فعله هو الراحة.”
في وقت سابق، سألها شخص أراد البحث في هذه الحادثة عما حدث في الحديقة، لكن آثي أخبرته أنها لا تتذكر. عبس منزعجاً، لكن ماذا ستفعل إذا قال الشخص المتورط في الحادث أنها لا تتذكر، هاه؟!
بدت ليلي أيضاً وكأنها تعبت من قوة آثي السحرية المفاجئة، لذلك بذلت آثي قصارى جهدها لتظهر بشكل أفضل. شعرت بالأسف على الخادمة.
“نعم، أنا بخير، لذلك يجب أن ترتاحي أيضاً، ليلي.”
تحدثت آثي وهي تبذل قصارى جهدها للتظاهر بأنها أميرة هذا العالم آثاناسيا. ربما حاولت بشدة لأنها بدت أضعف مما كانت تنوي.
بدت ليلي أكثر قلقاً، لكنها أخفت هذا وابتسمت.
“بينما كنتِ فاقدة الوعي يا أميرة، جاء جلالته لزيارتكِ. لقد كان قلقاً جداً عليكِ. لذا أرجوكِ تعافي قريباً.”
آه… ليلي، أستطيع القول إنكِ تكذبين. من المستحيل أن يزور كلود هذا العالم آثاناسيا لأنه قلق عليها. لم يرمش حتى عندما رآني أنهار.
أعطتها آثي ابتسامة خافتة فقط. غادرت ليلي الغرفة بعد أن طلبت منها للمرة الأخيرة الراحة. تحركت الأميرة في المكان على الفور عندما غادرت الخادمة.
آه!!! مـاذا يـحـدث الآن؟!؟! لـمـاذا أحـتـاج أن أكـون فـي قـصـر روبـي وأتـظـاهـر بـأنـنـي الأمـيـرة آثـانـاسـيـا؟!؟! والأمـيـرة آثـانـاسـيـا اُخـتـطـفـت مـن قِـبـل لـوكـاس الوغـد!!!
ثم تذكرت الطريقة التي ابتسم بها لوكاس لها قبل أن يختفي مع الأميرة آثاناسيا وشعرت بغضب شديد يغلي بداخلها.
أليس لوكاس هذا العالم يبالغ أكثر من اللازم؟! لقد هاجمني بدون سبب عندما التقينا لأول مرة. ثم اختطف شخصاً لمجرد أنه أراد ذلك. لوكاس الذي أعرفه لم يكن بهذا التهور والأنانية!
لكن سرعان ما منعها ضميرها من الإستمرار في أفكارها. بدأت ببطء في تهدئة نفسها.
لأكون صادقة، لوكاس أيضاً متهور وأناني. يخفف من حدة شخصيته السيئة فقط عندما يكون معي.
“آه، مـاذا عـلـيّ أن أفـعـل؟!”
شعرت بصداع، أنّت آثي ووضعت يدها على جبينها. يجب أن أعيد الأميرة آثاناسيا من لوكاس. لو كنت أعلم أن هذا سيحدث، فهل كان يجب أن أقبل دعوة لوكاس إلى البرج؟ عندها هذا الوغد لم يكن ليصبح مختلاً عقلياً ويصنع هذا الوضع المجنون. أيضاً، لم يكن ليكون عليّ التفكير في المكان الذي يمكن أن يكون فيه الآن. أخيراً، لماذا لم يعمل سحري ضد لوكاس؟
بمجرد التفكير في ما حدث، كانت تتخيل الألم الذي شعرت به سابقاً. لذلك هدأت صدرها وبطنها بيديها. شعرت أن سحرها قد تم كسره إلى ملايين القطع وطعنها من الداخل.
كان التأثير سيئاً لدرجة أنني تقيأت دماء. على الرغم من أن هذا كان أقل إيلاماً من المرة الأخيرة التي كدت أموت فيها بسبب هيجاني السحري. الآن بعد أن فكرت في هذا، كان لوكاس أيضاً يتألم بالأمس بعد أن هاجمني بسحره.
شعرت آثي أن هناك علاقة بين حادثة الأمس واليوم مع لوكاس، لكنها لم تستطع معرفة ذلك تماماً.
بالمناسبة، لقد كنت في هذا العالم لمدة ثلاثة أيام الآن. تباً! ضحكت بعدم تصديق. لقد حدثت العديد من الحوادث بالفعل، لكنها كانت ثلاثة أيام فقط. ومع ذلك، إذا كان الوقت في العالم الذي أتيت منه يسير مثل وقت هذا العالم، فإن ثلاثة أيام ليست بالتأكيد فترة زمنية قصيرة.
نظرت آثي بهدوء حول هذه الغرفة في قصر روبي وقلقت بشأن المستقبل.
********************
“جلالتك، لقد استيقظت الأميرة آثاناسيا.”
“هل هذا صحيح؟”
رد كلود بلا مبالاة على فيليكس.
“هل فكرت في زيارة قصر روبي مرة أخرى، جلالتك؟ لم تكن الأميرة مستيقظة في ذلك الوقت، لذلك لم تتمكن من التحدث معها.”
“إنها مستيقظة، لذلك لا بد من أنها بخير. ليس لدي وقت فراغ.”
عندما سمع صوت كلود اللا مبالي، فكر فيليكس، كما هو متوقع… كان الفارس متفاجئاً جداً في وقت سابق عندما ذهب كلود إلى قصر روبي. كان لإمبراطوره موقف بارد وقاسي مع الأميرة آثاناسيا فقط.
“إذا لم يكن لديك ما تقوله، فغادر.”
بأمر من كلود، أحنى فيليكس رأسه وغادر المكتب.
بعد ذلك، واصل كلود قراءة الوثائق في الغرفة الصامتة، لكن سرعان ما توقفت عيناه عن التحرك على السطور. تكررت صورة آثاناسيا تتألم وهي تتقيأ الدماء في عقله.
عبس كلود. رفع يده إلى جبينه. كان يتألم كما لو كانت الإبر تطعنه. لسبب غريب، كان يعاني من الصداع كلما فكر في آثاناسيا أو عندما يرى وجهها.
ثم سمع طرقاً على بابه.
“أبي.”
نادته جانيت.
“ادخلي.”
في اللحظة التي أمر فيها كلود، فُتح الباب. دخلت جانيت إلى المكتب وهي تنظر بحذر إلى وجه كلود.
“هل سمعت عن التقرير من قصر روبي؟”
“نعم.”
عبس كلود من كلمات جانيت. تحدث فيليكس عن آثاناسيا، والآن جانيت أيضاً. لم يكن يريد الإستماع إلى أي شيء يتعلق بها.
“سمعت أنك زرت قصر روبي في وقت سابق، أبي. أنت قلق أيضاً بشأن آثاناسيا، أليس كذلك؟”
“لماذا عليّ القلق بشأن تلك الفتاة؟”
قطع صوت كلود البارد الهواء، وتبع ذلك نظراته الجليدية. لو كان أي شخص آخر في الغرفة، لكان قد انكمش.
ومع ذلك، لم تظهر جانيت أي خوف. في الواقع سارت نحوه.
“أنت شخص لطيف. أنا أعلم.”
ثم لمست يدها ذراعه. سحر جانيت الأسود، الذي كان غير مرئي، أثر به.
شعر كلود أن صداعه يخف. سرعان ما خفت حدة الضيق المجهولة في صدره.
“سأذهب لزيارة آثاناسيا. من فضلك لا تقلق.”
“أنا لست قلق.”
استمر كلود في إنكار الأمر، لكن جانيت ابتسمت فقط كما لو كانت تعرف ما هي أفكاره الصادقة.