Who made me a princess - 169
قررت الأميرة استكشاف ذاك القصر في يوم هاديء.
“هناك كنز سري داخل المنطقة المحرمة بالقصر؟”
بعد ما قاله لها الرئيس، اتسعت عينا آثي بدهشة.
عندها نظر إليها الرئيس وكأنها حفيدته وشرح لها.
“سمعت ذلك من خلال الإشاعات. على ما يبدو، استخدم الإمبراطور الأول هذا العنصر السحري لإختيار وريث لجلالته.”
“اختيار الوريث؟ كيف؟”
“لا أعرف. لم تكن التفاصيل مكتوبة في النصوص القديمة، ولكن يبدو أن العنصر السحري كان غير عادي لدرجة أنه كان لديه القدرة على اختيار من سيرث العرش.”
أوه واو، يا له من عنصر سحري مذهل!
فجأة، فكرت في قبعة تتحدث في فيلم ساحر. في هذا الفيلم، اختارت القبعة الطلاب للذهاب إلى مساكن معينة. هل كان العنصر السحري الذي صنعه الإمبراطور الأول يفعل نفس الشيء؟
“ومع ذلك، تم استخدام العنصر السحري مرة واحدة فقط عندما استخدمه الإمبراطور ليقرر من سيكون وريثه. في ذلك الوقت، رفضت العائلات الملكية الأخرى استخدام العنصر السحري لتحديد من سيكون الإمبراطور القادم. وسجلت في الكتب بعد ذلك، أجيال قليلة من الأباطرة وجدوا هذا العنصر السحري في المنطقة المحرمة.”
“لماذا لا يعتبر هذا العنصر السحري كنزاً قومياً ولا يزال موجوداً في منطقة القصر المحرمة؟”
“السبب غير مكتوب. من المتوقع أن العنصر السحري لا يمكن نقله بسهولة.”
كانت آثي مفتونة جداً بقصة الرئيس. كان لديها سؤال واحد بالرغم من ذلك.
“بالمناسبة، أين منطقة القصر المحرمة؟”
لم تستطع التفكير في منطقة محرمة في القصر. بغض النظر عن مدى محاولتها التفكير، لا يبدو أن منطقة كهذه موجودة.
هناك مكان واحد قد يكون…
ربما يكون هناك؟ كان عدد قليل من الخادمات يذهبن إلى هناك للإعتناء به، لكنه مكان بدون أي استخدام في المنطقة الشمالية الغربية: قصر توباز.
عندما سألت آثي كلود وليلي عن قصر توباز من قبل، أخبراها ببساطة أنه فقط موجود.
“هذا الرجل العجوز لا يعرف أكثر مما قلته لكِ للتو. يمكن أن تكون المنطقة محرمة فقط للأجيال السابقة من الأباطرة.”
الرئيس لا يعرف هاه. حسناً، كان هذا مجرد سجل من نص قديم، لذلك قد لا يكون موجوداً الآن.
ثم، بكلماته التالية، اهتزت الأميرة تماماً.
“بالمناسبة يا أميرة. قد تكون هذه أفكار متعجرفة لهذا الرجل العجوز، لكن هل ربما تفكرين في لوكاس كأمير متوج؟”
“أ-أمير متوج؟!”
“في المرة الأخيرة، سمعت من بعض الأغبياء أن السيد لوكاس أحضر فجأة تنيناً ليتودد إليكِ يا أميرة…”
آه!!! مـاذا ‘تـودد’؟!؟! مـاذا يـقـول هـذا الـجـد؟!؟!؟!
“لـيـس الأمـر كـذلـك!”
“هل هذا صحيح؟ يمكنكِ إخبار هذا الرجل العجوز بالحقيقة…”
“مـجـدداً، لـيـس الأمـر كـذلـك!”
أنكرت الأميرة بشدة. شعرت أن وجهها أصبح أكثر دفئاً من سماع هذه الكلمات.
لكن بالطبع! تودد؟! ابن في القانون؟! من؟! لـوكـاس؟!؟!
كـل هـذا هـراء!
“إذا لم يكن هذا صحيحاً، فأنا مسرور. أنا أقول هذا لأن السيد لوكاس غير موجود الآن، ولكن أن يكون الإبن في القانون للإمبراطور، ألن يكون شخص هاديء وحسن التصرف أفضل؟”
سرعان ما أبدى الجد الرئيس انتقاداته لأن لوكاس لم يكن موجوداً.
مرتبكة، استمرت الأميرة في الثرثرة حول انكارها إلى الرئيس وهربت من البرج.
التودد وابن في القانون؟! أي نوع من الهراء…! كم يعتقدون سني؟! و-وبالتفكير أن الشخص هو لوكاس! اعتقاداتهم خاطئة من نواحي كثيرة!
لوكاس، سواء كان معها أم لا، كان يعرف دائماً كيف يأثر عليها.
“بجدية، ما الذي يفعله مؤخراً؟”
اشتكت آثي لنفسها عندما غادرت البرج.
بعد حادثة التنين، لم تسمع عنه منذ أسبوع. إنها لم تره منذ فترة طويلة، حتى أنها زارت البرج شخصياً! وفقاً للرئيس والسحرة الآخرون، لم يكن لوكاس حول البرج أيضاً.
الآن بعد أن فكرت في الأمر، أنا لا أعرف شيئاً عنه، سواء كان في القصر، أو يفعل شيئاً عندما يكون بمفرده.
بدا لوكاس دائماً أنه يعرف أين تكون آثي كما لو كان لديه نظام تحديد موقعها على جسدها. لذلك، لم تكن راضية عن عدم معرفة مكانه.
لكن هذا يجعل الأمر يبدو وكأنني مهتمة جداً بلوكاس!
بعودتها إلى رشدها، قررت الأميرة بسرعة التوقف عن التفكير في لوكاس.
ما الجيد للغاية في رجل لم يكن ظاهراً منذ أسبوع؟ همف.
“ربما يجب أن أزور قصر توباز.”
ثم نقلت نفسها إلى القصر. كانت هذه هي المنطقة الوحيدة التي يمكن أن تفكر فيها عندما ذكر الرئيس منطقة القصر المحرمة. نظراً لعدم وجود أحد في الجوار، كاد الصمت أن يصيبها بالقشعريرة. كان قصر جارنيت* لكلود هادئاً جداً أيضاً لأن الناس لم يذهبوا إلى هناك أيضاً ولكن… بالنسبة إلى آثي، شعرت أن الصمت المطبق في قصر توباز بأنه أثقل.
(*: هو القصر الإمبراطوري الخاص بكلود ومعنى جارنيت هو العقيق الأحمر)
بصدق، افترضت أن المنطقة المحرمة في القصر ستكون قصر توباز بسبب أجواءها الغريبة للغاية.
من الصمت القاتل، سارت الأميرة بحذر حول القصر. لم يستطع صوت حذائها إخفاء وجودها. عندما تردد صدى ذلك طوال الوقت، كانت تنظر باستمرار حول محيطها لتتحقق من أن شخصاً ما لا يتبعها.
أنا… أنا لا أؤمن بالأشباح… لـ-لكن الأجواء هنا تجعل قلبي يرتعب.
لم يستخدم أحد هذا القصر لأجيال. في الواقع، لم تكن هناك حتى سجلات للعائلات الملكية التي عاشت في هذا القصر بالذات.
فتحت الأميرة أبواباً مختلفة ورأت كم كانت كل غرفة جميلة وفخمة. كانت الهندسة والتصميم الداخليان جميلين مثل قصر الزمرد الخاص بها.
اعتقدت أن عدم استخدام هذا القصر كان خسارة. إذا كنت قد وجدت هذا المكان عندما كنت أصغر سناً، لكان من الممكن أن تكون هذه ثرواتي… بعينان متشوقتان، سال لعابها على الأثاثات المتلألئة.
بالمناسبة، لا أرى عناصر سحرية في أي مكان. كما هو متوقع، هل كان الرئيس يخبرني بهراء؟
حسناً، لقد قال أن القصة مشتقة من نص قديم. كما أنني لست متأكدة من أن قصر توباز هو المنطقة المحرمة في القصر.
بهذه الأفكار، نظرت حول القصر بخيبة أمل طفيفة. الآن، كانت في غرفة بدت وكأنها غرفة نوم لشخصاً ما. ربما من العمل المخلص للخادمات، كانت الغرفة نظيفة للغاية كما لو شخصاً ما يعيش فيها.
حتى أنه به كتاب على طاولة وكأن شخصاً ما كان يقرأه…
“هم؟”
فجأة، تجمدت آثي في مكانها لأن الكتاب بدا في غير محله تماماً.
مما أعرفه، لم يستخدم أحد هذا القصر منذ بضع مئات من السنين، فلماذا يوجد كتاب مفتوح هنا؟ هل قرأته إحدى خادمات التنظيف عندما أخذت استراحة؟
تساءلت آثي عن سبب وجوده، التقطت الكتاب المفتوح. لم تشعر بأي سحر منه.
ومن المثير للإهتمام، أن الكتاب ليس له عنوان. فحصت الأميرة غلافه الأسود وألقت نظرة على الصفحة التي كانت مفتوحة فيها.
“أوه؟ إنه نص قديم.”
من بين جميع اللغات التي لا تعد ولا تحصى، بالتفكير أن هذا الكتاب مكتوب بنص قديم الذي لا أحد يقوم ببحث عنه… مثير للإهتمام… هل تستطيع الخادمة قراءة هذا النص؟ إذا كان الأمر كذلك، ألا يجب توظيفها للعمل في البلاط الإمبراطوري؟
بالتفكير في هذه الأفكار، قامت الأميرة بترجمة النص. نظراً لأنه لم يكن هناك مواضيع لم تدرسها على مر السنين، لم تكن قراءة النص القديم صعبة عليها.
على الصفحة التي أمامها، كُتبت جملة واحدة.
“فقط من يحقق الحقيقة يمكنه العودة والحصول على ثروة الإمبراطور؟”
أي نوع من الهراء الغريب…
فجأة، ظهر شعاع من الضوء الساطع من الكتاب. بدا هذا الكتاب طبيعياً جداً منذ لحظة، لكن آثي شعرت الآن بقوة سحرية جامحة منه.
حررت الكتاب على الفور لكن فات الأوان. تم امتصاصها نحو الضوء.
بعد لحظات، اختفى الضوء الساطع، لكنها ما زالت لا تستطيع الرؤية.
آه! عـيـنـيّ!
ماذا حدث للتو؟ لماذا انفجر هذا الضوء فجأة من الكتاب؟ كنت متأكدة من أن الكتاب ليس لديه قوة سحرية، فماذا حدث؟ كانت مصممة على إحضار هذا الكتاب إلى البرج الأسود والقيام ببحث عنه.
“مـ-من…”
فجأة، سمعت آثي صوت شخصاً ما أمامها.
هل جاء هذا الشخص إلى قصر توباز بعد رؤية ذاك الضوء؟
“من أنتِ؟”
‘من أنتِ’؟ لا أحد في القصر لا يعرف من أنا.
ما زالت غير قادرة على الرؤية، فركت آثي عينيها. عاد بصرها ببطء.
أخيراً، تمكنت من رؤية الشخص الذي أمامها. شكت في عينيها وتجمدت في مكانها.
بدا الشخص الذي أمامها مندهشاً أيضاً. بدت الفتاة التي أمام آثي مندهشة وغير مصدقة.
ربما كانت نائمة حتى ذلك الحين أو كانت تستعد للنوم، لكن الفتاة ترتدي بيجاما بيضاء. شعرها فضفاض مع تجعيدته الذهبية. تلك العينان الواسعتين المتفاجئتين، عينان مثل الجواهر اللامعة.
لكن العامل الأكثر إثارة للدهشة كان…
“أنتِ تشبهينني…؟”
كما لو كانت هناك مرآة، بدت الفتاة أمام آثي مثلها تماماً.
ما زالت مجمدة، شاهدت آثي الفتاة وهي تتمتم لنفسها. نظرت آثي في أنحاء الغرفة بسرعة لترى محيطها غير المألوف. لا، هذا المكان لم يكن غير مألوف لها.
بدا هذا المكان مشابهاً جداً لقصر روبي حيث عاشت فيه عندما كانت طفلة.
“من أنتِ؟”
غير قادرة على إخفاء تعابيرها المهتزة، استدارت آثي لتنظر إلى الفتاة التي تستجوبها.
بينما آثي تحدق في الفتاة التي ترتجف التي لها نفس وجهها، لم تستطع إلا أن تضحك من هذا الموقف السخيف.
مستحيل…
مستحيل…؟!
“أنتِ… هل أنتِ الأميرة آثاناسيا؟”
أظهرت الفتاة ردة فعل من سؤال آثي المندفع. عندها فقط تمكنت آثي من التأكد تماماً بأن هذا الوضع ليس وهماً.
إنها الأميرة المنبوذة من الرواية.
حيث تكون جانيت بطلة الرواية، تكون الفتاة آثاناسيا من أميرة محبوبة.
*******************
كان لوكاس في حالة غضب طفيف. بفضل شخص مزعج للغاية، فقد ضيع أسبوعاً كاملاً.
“قد يزعجني مرة أخرى لاحقاً، فهل يجب أن أجعله ينام إلى الأبد؟”
تحدث إلى نفسه وهو ينقر على لسانه.
الشخص الذي كان يعيق لوكاس حتى الآن لم يكن سوى كاراكس. بدا الرجل قريباً جداً من الموت، لكنه متمسك بحياته بشدة، مما أثار انزعاج لوكاس. كان افتقاره إلى الموت يزعج الساحر العظيم.
في ظل الظروف العادية، كان لوكاس سيمنحه ركلة جيدة ويتجاهله.
ومع ذلك، تصرف كاراكس وكأنه قد يموت اليوم أو غداً وظل يتحدث عن آخر أمنية له قبل الموت. وبالتالي، لم يستطع لوكاس تجاهله تماماً.
لو كان يعرف أن كاراكس سيزعجه لمدة أسبوع، لكان لوكاس سيفكر بشكل مختلف. حتى الآن، أعرب لوكاس عن أسفه لعدم إنهاء حياة كاراكس. حتى لو مات كاراكس الآن، فسيتم تجسيده مرة أخرى.
أيضاً، قدم كاراكس بغطرسة نصائح بشأن العلاقة إلى لوكاس. قال تعليقات مثل، إذا فعلت كل ما تخبرك به، فسوف تشعر بالملل منك قريباً ألا تعرف الدفع والسحب، تصرف كاراكس كما لو كان يعرف كل شيء. كان لوكاس يؤمن بصدق بنصيحة كاراكس للحظة وجيزة جداً. لكن سرعان ما تجاهلهم الساحر العظيم واشتكى لنفسه.
باستخدام سحره، انتقل إلى مكان آخر.
كان هناك شخص واحد فقط كان سيزوره أولاً.
“ما هذا المكان؟”
عبس لوكاس وهو ينظر إلى الغرفة غير المألوفة. كان يعرف روتين آثاناسيا المعتاد، لذلك شعر بالحيرة من محيطه المختلف.
هل هذه غرفة أخرى في قصر الزمرد؟ لكن شيئاً ما في الهواء بدا غريباً جداً.
لا يزال لوكاس عابساً، فحص الغرفة حتى سقطت عيناه على كتاب. يبدو أنه سقط وعلى السجادة.
لكنه غريب جداً. لماذا يشعر بسحر الشخص الذي يبحث عنه من هذا الكتاب؟
أخفض لوكاس جسده والتقط الكتاب. رأى ما كُتب في الداخل وقرأه بسهولة.
{فقط من يحقق الحقيقة يمكنه العودة والحصول على ثروة الإمبراطور.}
“أي نوع من الهراء هذا؟”
علق لوكاس بانزعاج بعد قراءة النص.
لقد انزعج من حقيقة أن الشخص الذي يبحث عنه لم يكن في أي مكان يمكن رؤيته وبدلاً من ذلك، شعر بسحر مألوف من الكتاب. لمعرفة المزيد عنه، جمع لوكاس سحره في يده.
ومع ذلك، فقد أعماه وميض ضوء مفاجيء.
مرت فترة قصيرة من الوقت حيث رمش لوكاس مرة أو مرتين. لا، من الممكن أن يكون قد فقد حواسه وربما مر الوقت بالفعل لفترة طويلة.
على أي حال، شعر الساحر بالضيق أكثر عن ذي قبل وضيق عينيه. لم يكن الضوء يمكن رؤيته في أي مكان، وكان محيطه في ظلام دامس.
هذا الكتاب بالتأكيد لم يكن لديه حتى قليل من السحر. لم يستطع لوكاس أن يفهم كيف خدعته تلك القطعة السخيفة من الورق. ساء مزاجه لأن الكتاب أذى كبريائه.
تلك القطعة السخيفة من الورق. عندما أعود، سأحرقه حتى لا يتبقى منه رماد حتى.
نظر لوكاس حوله. ثم، مثل رفع الضباب الثقيل، أصبح محيطه أكثر إشراقاً ببطء. أخيراً، كشف المشهد عن نفسه للوكاس، واهتزت عينيه.
“أنت طفل مسكين.”
رن صوت الرجل الهاديء في أذنيّ لوكاس. رغم أن الرجل همس، إلا أن صدى الصوت كان يتردد بعمق وبصوت عالي.
“قد تعتقد أنني مثير للشفقة، لكنني أشفق عليك.”
بعيداً تماماً عن الظلام، كان لوكاس الآن يواجه غروب الشمس. كان يقف على قمة البرج الأسود. كما لو كانت الغرفة الفارغة من القصر في وقتاً سابق حلماً، نظر إلى شخصاً ما أثناء وقوفه على البرج بينما تهب رياح حادة.
“قد تعتقد أن لديك كل شيء في العالم، لكنك في الواقع لا تملك شيئاً.”
مشاهدة توهج غروب الشمس، الهمس الجاف الذي اخترق تدفق الرياح. ورجل أمام الخلفية المتوهجة وظهره نحو غروب الشمس.
كان هذا المشهد بأكمله مألوفاً جداً.
حتى في اللحظة التالية، مع شعر الرجل الأبيض يتحرك من الرياح وهو يستدير ليرى لوكاس.
“في عالم مليء بالأشياء الجميلة، ولدت خالي الوفاض، أنت تعيش خالي الوفاض، وفي النهاية ستموت خالي الوفاض. كم هذا مثير للشفقة.”
في اللحظة التي سمع فيها لوكاس تلك الكلمات، عادت الذكريات التي فُقدت من عقله.
“لا تمزح معي.”
في خضم الرياح الباردة المتدفقة، أظهر ابتسامة باردة.
“لقد مت بالفعل منذ زمن طويل.”
لقد مات الرجل الذي أمامه بالفعل، من خلال أسوأ طريقة على الإطلاق. لقد طُمس وجوده من هذا العالم.
وبالتالي، أليس يخدعه بالظهور فجأة هكذا؟
“حسناً، أعتقد أنه لا يهم.”
حدق لوكاس بصمت في الرجل الواقف أمامه، لكنه سرعان ما أغلق عينيه وابتسم ببرود هاديء.
“سواء هذا حلم أم وهم، يمكنني قتلك مرة أخرى إذا كنت على قيد الحياة.”
وقف الرجل ساكناً تماماً.
سرعان ما امتدت يد لوكاس نحو الرجل بسرعة.
********************
“أوه يا إلهي، ماذا يحدث.”
هدأت آثي قلبها الذي ينبض بسرعة بينما تنظر إلى قصر روبي الذي تمكنت من الهروب منه. لم تستطع وصف مشاعرها بعد رؤية نسخة طبق الأصل من نفسها. هل هذا ما يشعر به المرء إذا رأى شبيه له؟ لكن هذا كان فوق هذا المستوى…
[أنتِ… هل أنتِ الأميرة آثاناسيا؟]
… لأن الفتاة لم تكن مجرد شخص يشبه آثي. أطلقت عليها اسم الأميرة آثاناسيا.
[هذا صحيح. من أنتِ بالضبط؟ كيف ظهرتِ فجأة في غرفتي؟ ولماذا لديكِ وجه مشابه جداً لوجهي؟]
في البداية، لم تستطع الفتاة التحدث بسبب شعورها بالإرتباك، الدهشة، التوتر، الخوف، وغير ذلك
بمجرد أن فتحت فمها، طرحت أسئلتها على آثي.
هاها. إذن ماذا فعلت؟
استخدمت آثي تعويذة النوم على الفتاة وهربت!
آه! لم تكن هذه نيتي في البداية، لكن هذه كانت حالة طارئة، لذلك لـ-لم أستطع عدم فعل هذا… لكنني بحاجة إلى الوقت لجمع أفكاري وفهم ما يجري هنا!
عندما رأيتها، فكرت على الفور في آثاناسيا من أميرة محبوبة، لكن هل هذا منطقي حتى؟ إذن هل هذا يعني أنني داخل تلك الرواية أم ماذا؟
لـ-لا… إذا كان هذا صحيحاً، فهذا ليس هراءاً للغاية لأنني كنت بالفعل داخل الرواية وأصبحت الأميرة آثاناسيا…
بعينان مهتزتان، فكرت آثي في تلك الفتاة التي تركتها في قصر روبي. عندما كانت تحدق في الفتاة النائمة، بدا وجهها مشابهاً جداً لوجهها.
حتى أن لديها نفس النقطة على ذراعي! أصيبت آثي بالقشعريرة مرة أخرى. في خضم انهيارها العقلي، فرقعت أصابعها وانتقلت.
ما فعلته أولاً في هذه الحالة هو زيارة قصر الزمرد. بدا كل شيء مستحيل، لكن غرائزها أخبرتها ألا تتغاضى عن أي شيء.
كانت غرفة آثي في قصر الزمرد مظلمة.
بعد لحظة، نظرت إلى الشخص النائم على سريرها وضحكت في حالة عدم تصديق مطلق.
تحت ضوء القمر، لم يكن الشخص الذي ينام بلا صوت سوى جانيت. كانت تنام بسلام وبطبيعية كما لو كانت صاحبة هذه الغرفة.
ماذا؟ هذا حقيقي؟ هذا ليس حلم وهو حقيقي؟
رفعت آثي يديها وصفعت خديها. إنه يؤلم. إذن هذا حقيقي؟!
كانت مذهولة جداً لقول أي شيء.
فتاة تشبهني تماماً في قصر روبي وجانيت في قصر الزمرد…
بعد التحديق في وجه جانيت في حالة عدم تصديق، نظرت آثي بعناية إلى غرفتها. كانت صامتة وهي تنظر إلى هذا المحيط المألوف وغير المألوف في نفس الوقت. بصرف النظر عن الهيكل المعتاد للغرفة في ذاكرتها، لم يكن أي شيء آخر هو نفسه مقارنة بغرفتها. هذا مضحك.
هذا المكان هو بالتأكيد الغرفة التي تستخدمها في قصر الزمرد، لذا إذا لم أكن مالكة هذه الغرفة، فمن؟
مرة أخرى، نظرت آثي إلى جانيت النائمة على السرير وفرقعت أصابعها.
تغير محيطها وغطى ضوء القمر الناعم رؤيتها.
بمساعدة ضوء القمر الأبيض، شعرت بالزهور الأرجوانية في كل مكان وبمزيد من الغموض والسحر. وصلت آثي إلى حديقة قصر جارنيت.
كان ظهر الشخص أمامها منظراً كانت على دراية به. ما رأته الآن مألوفاً لدرجة أنها سارت نحوه بشجاعة.
أحدثت خطوات آثي ضوضاء خفيفة بين العشب.
عند سماع هذا، استدار كلود ليرى آثي.
شعورها بترقب طفيف، فتحت آثي فمها لمناداته.
“يا لكِ من فتاة مزعجة.”
لكن صوته البارد منعها من قول أي شيء.
“إذا أنتِ هنا للتحدث بالهراء مرة أخرى كما فعلتِ سابقاً، إذن اختفي من أمامي. حتى لو تشبثتِ بي بشكل مثير للشفقة بعشرات أو مئات المرات، فلن يتغير شيء.”
كانت عيناه جليدية أيضاً.
“يبدو أنكِ لم تفهمي، لذا سأخبركِ مرة أخرى.”
نظر كلود إلى عينيها مباشرة وأخبرها ببرودة مخيفة.
“لم أعتبركِ ابنتي أبداً للحظة. هذا لن يتغير أبداً، لذا لا تتصرفي على هذا النحو مرة أخرى أبداً. أشعر بالغضب بمجرد النظر إلى وجهكِ.”
غير مهتم بكيفية ردة فعلها على كلماته، استدار كلود على الفور وذهب بعيداً.
حدقت في ظهر كلود. على الرغم من أنها تعرفه جيداً، إلا أن ظهر والدها بدا وكأنه شخص آخر.
“هاه. واو.”
أطلقت آثي ضحكة مكتومة جافة. بعد رؤية آثاناسيا أخرى في قصر روبي وجانيت في قصر الزمرد، لا بد أنها توقعت هذا الموقف مع كلود في ذهنها. لحسن الحظ، لم تُصدم آثي بكلمات كلود.
“برؤيته يتحدث معي بهذه الطريقة يعني حقاً أنه ليس أبي الحقيقي.”
كانت آثي ترى النجوم فوقها دائماً، لكن في الوقت الحالي، شعرت بأنهم غير مألوفين للغاية. انتقلت مرة أخرى ونظرت حول القصر. كما هو متوقع، مكتبتها الشخصية التي أنشأها كلود لها أو حدائق الورود الملونة الموجودة في جميع أنحاء القصر لم تكونا مرئيتين في أي مكان.
الورود التي تفتحت في حديقة قصر الزمرد أصبحت فجأة زهور أخرى مختلفة في يوم واحد. لم تتمكن أيضاً من العثور على نوكس وبلوي، اللذين يعيشان معها في قصر الزمرد. كما بقيت ليلي في قصر روبي، وليس في قصر الزمرد. لم تتمكن آثي من العثور على هانا وسيس في أي مكان، وانحني لها فيليكس، الذي ظل بصمت بجانب كلود مثل الظل، وغادر مع سيده.
والأهم من ذلك، أن آثاناسيا وجانيت، النائمتان في قصر روبي وقصر الزمرد بالترتيب، وحتى كلود، الذي قال لها ببرود، ‘لم أعتبركِ ابنتي أبداً للحظة’ كانت كلها مختلفة. عندما أُكدت هذه الأمور الغريبة واحدة تلو الأخرى، بدأت الأمور في عقلها بالتوضح.
تذكرت آثي ذلك الكتاب الغريب الذي رأته قبل أن تنتقل إلى هنا. في اللحظة التي قرأت فيها تلك الكلمات، أطلق الكتاب سحراً.
عند هذه النقطة، لم تستطع إلا أن تشك في حقيقة أن العالم التي فيه حالياً قد لا يكون العالم التي تعيش فيه.
********************
في صباح اليوم التالي، استخدمت آثي سحر الإختفاء على نفسها وراقبت قصر روبي. في الليلة الماضية، لم تستطع النوم على الإطلاق.
قبل انتقالها إلى قصر روبي، ذهبت إلى قصر توباز للبحث عن الكتاب. لم تجده في أي مكان. باعتقادها أنها ربما تكون قد أسقطتها عندما هبطت في غرفة آثاناسيا، عادت آثي إلى قصر روبي.
لكن عندما وصلت، لم يكن هناك سوى الفتاة التي أجبرتها على النوم، ولم يكن الكتاب موجوداً في أي مكان.
“أميرة، أنتِ لا تبدين على ما يرام.”
“آه… هل هذا صحيح؟”
ارتجفت آثي وهي تراقب الفتاة تتحرك بعد استيقاظها.
“ربما لأنه كان لدي حلم غريب للغاية.”
آه! رؤيتها هكذا خلال النهار تصيبني بالقشعريرة! حتى عندما صنع لوكاس دمية تشبهني تماماً، لم أشعر بهذه الطريقة… ربما لأن الدمية لم يكن لها شخصية بينما الفتاة التي أمامي في الواقع على قيد الحياة.
“حلم غريب؟”
“نعم، كان لدي حلم حيث رأيت شخصاً يشبهني تماماً.”
بدا أن الفتاة كانت تعتقد أن الليلة الماضية كانت حلماً لأن آثي ألقت عليها على الفور سحر النوم.
“لكنني شعرت أنها حقيقية جداً…”
“ربما أنتِ متعبة مؤخراً. أعتقد أنه يجب عليكِ الراحة جيداً اليوم.”
عندما بدأت الفتاة التي تشبه آثي تماماً في التمتمة لنفسها، ابتسم الشخص المجاور لها ليريحها. عندها، أعطتها الفتاة ابتسامة صغيرة.
“نعم، يجب أن أفعل ذلك. شكراً لكِ، ليلي.”
الشخص الذي بجانب الفتاة كانت ليلي.
عندما رأت آثي هذين الشخصين يتفاعلان مع بعضهما البعض، شعرت بغرابة شديدة.
إذن تلك الفتاة! هل هي حقاً أنـا مـن عـالـم آخـر؟! بالنظر إلى كل شيء آخر، يبدو أن الفتاة هي آثاناسيا من أميرة محبوبة… إذن، حقيقة أن جانيت موجودة في قصر الزمرد بينما الفتاة التي تشبهني في قصر روبي؛ كيف تتصرف ليلي بلطف مع الفتاة كما تفعل معي؛ وكيف تصرف كلود ببرود شديد تجاهي كله أمر منطقي.
أو ربما… هل أنا أحلم الآن؟ بعد أن شعرت بالشك مرة أخرى، صفعت آثي خديها وقرصت فخذيها. ما زالت تشعر بالألم.
“إذن، أميرة. لقد أعددت فطوركِ. يبدو أنكِ لم تأكلي كثيراً مؤخراً لذلك أحضرت الطعام الذي تحبينه فقط. من فضلكِ كلي كثيراً اليوم.”
بينما كانت آثي تشاهدها، بدأت الفتاة التي تُسمى آثاناسيا بتناول وجبة الإفطار بمفردها في غرفتها. شاهدتها آثي وهي تأكل وانتقلت إلى قصر الزمرد.
“أوه يا إلهي، أميرة. ما هذه الزهرة؟”
كان الجو في قصر الزمرد مختلفاً تماماً. بينما كان قصر روبي هادئاً إلى حداً ما، شعرت أن قصر الزمرد مليء بالإشراق والحيوية.
“هذه هدية لأبي.”
التقطت آثي أنفاسها وهي تشاهد جانيت تبتسم وهي تعانق تلك الزهور الصفراء. شعرت بغرابة عند رؤية جانيت في قصر الزمرد.
“أخطط لإحضار هذه له عندما نتناول الإفطار… هل تعتقدين أن أبي سيحبه؟”
سألت جانيت بحذر وابتسمت إحدى الخادمات.
“بالطبع. إذا كانت الهدية منكِ، أميرة، فإن جلالته سيحبه.”
بعد سماع محادثتهما، شعرت آثي بمزيد من الغرابة.
“بالمناسبة يا أميرة، من فضلكِ تحدثي بشكل مريح. يجب ألا تتحدثي بطريقة رسمية مع أشخاص مثلنا.”
“آه، لقد أصبحت طريقة التحدث هذه من عاداتي منذ أن كنت في قصر ألفيوس… أيضاً، كنتن تعتنين بي لمدة ثلاث سنوات حتى الآن، لذا يجب أن أحترمكن.”
بدت الخادمات من حولها متأثرين جداً بتعليق جانيت. لقد قدروا كيف احترمتهم جانيت على الرغم من مرتبتهم الأدنى.
إذا كانوا يعتنون بها لمدة ثلاث سنوات، فهل هذا يعني أن جانيت تبلغ من العمر 17 عاماً؟ وفقاً للكتاب، فقد جاءت للعيش في القصر عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها بعد ظهورها لأول مرة. عاشت جانيت في قصر سافير، والذي كان عادةً مخصصاً للضيوف، ولكن سرعان ما تلقت مودة كلود وبدأت تعيش في قصر الزمرد هذا.
أيضاً، أنا أكره أن أقول هذا، لكن برؤية أن آثاناسيا على قيد الحياة في قصر روبي الآن، لا بد من أنهما لم يبلغا الثامنة عشر من عمرهما بعد.
شاهدت آثي جانيت وهي تذهب إلى مكان ما وهي تعانق أزهارها، لذا تبعتها. كما توقعت آثي من المحادثة السابقة، كانت جانيت متجهة نحو قصر جارنيت لكلود.
“أبي!”
كادت آثي أن تقضم لسانها وهي تراقب جانيت وهي تركض إلى كلود بينما تبتسم بشدة.
“لقد أتيتِ؟”
حدقت آثي في كلود الذي استقبل جانيت بلا مبالاة.
“صباح الخير! هذه هدية.”
تخيلت آثي المشهد أمامها، لكن رؤيتها في الواقع فاجأتها أكثر مما كانت تعتقد. على الرغم من معرفة ما يمكن توقعه بالفعل بعد لقاء كلود الليلة الماضية، إلا أن رؤية الإثنين يتفاعلان غريباً ومختلفاً إلى حداً ما.
“لقد رأيت كيف أزهرت هذه الزهور بشكل جميل عندما ذهبت إلى الحديقة الليلة الماضية. أردت أن أريهم لك، أبي، لذلك قطفتها في وقت مبكر من هذا الصباح.”
غردت جانيت مثل الطائر وقدمت الزهور لكلود. عندها، تحركت عينا كلود نحو الزهور الصفراء.
“زهور… يا لها من هدية.”
قبل الزهور بتعبيره الخالي من المشاعر. لكن الطريقة التي نظر بها إلى جانيت كانت أكثر دفئاً بشكل لا يصدق عن الطريقة التي رأى بها آثي الليلة الماضية.
“هذه زهور جميلة مثل الأميرة جانيت نفسها. يجب أن تكون مسروراً، جلالتك.”
نظر فيليكس إلى تفاعل الإثنين وابتسم.
كما لو كان هذا الموقف يحدث يومياً، بدا الثلاثة طبيعيين جداً.
كان المشهد التالي على طاولة الطعام هو نفسه.
شعرت آثي بمزيج من المشاعر وهي تواصل مشاهدة جانيت تبتسم بإشراق وكلود يستمع بصمت إلى كل كلمة تقولها.
في خضم تفاعلهم، بدت جانيت سعيدة للغاية لدرجة أن آثي شعرت بمزيد من الغرابة.
آخر مرة رأت فيها جانيت كانت عندما غادرت القصر بعد أن سمحت لكاراكس بإزالة عينيّ الجواهر. لكن أكثر ما أثر على آثي هو الطريقة التي نظر بها كلود إلى جانيت. كان يتظاهر بأنه لا يبالي، لكن عيناه كانتا تتمتعان بالدفء واللطف معها.
تذكرت كيف أكلت آثاناسيا الإفطار بمفردها في قصر روبي، واشتد مزيج مشاعرها الحالية.
“آه، لماذا أشعر في صدري بضيق شديد؟”
غادرت آثي قصر جارنيت وهي تشعر وكأنها تعاني من عسر الهضم على الرغم من أنها لم تأكل أي شيء. شعرت بالجوع منذ لحظة، لكن في الوقت الحالي، شعرت في داخلها بضيق وثقل.
ولسبباً ما… أريد أن أمزق شيئاً وأركل كل شيء…!
“نعم! يجب أن أجد ذاك الكتاب!”
قررت آثي أن تقضي كل وقتها وطاقتها للبحث عن الكتاب، الذي يكون أصل كل هذه المشكلة
{فقط من يحقق الحقيقة يمكنه العودة والحصول على ثروة الإمبراطور.}
“آه، إذن ماذا يعني ذلك حتى.”
بغض النظر عن مدى اختلاف تفكيرها، لم تستطع إلا أن تشعر أن الكلمات المكتوبة في الكتاب لها علاقة بوضعها الحالي.
تحقيق الحقيقة؟ الحصول على ثروة الإمبراطور؟
عندما فكرت في هذه الكلمات الليلة الماضية، تذكرت آثي ما قاله لها الرئيس من قبل.
[سمعته من خلال الإشاعات. على ما يبدو، استخدم الإمبراطور الأول هذا العنصر السحري لإختيار وريث لجلالته.]
[لم تكن التفاصيل مكتوبة في النصوص القديمة، ولكن من الواضح أن العنصر السحري كان غير عادي لدرجة أنه كان لديه القدرة على اختيار من سيرث العرش.]
[وسجلت في الكتب بعد ذلك، وجدت أجيال قليلة من الأباطرة هذا العنصر السحري في المنطقة المحرمة.]
بعد سماع هذه المعلومات، ذهبت إلى قصر توباز بدافع الفضول على أمل العثور على المنطقة المحرمة. لقد وجدت الكتاب، ووجدت نفسي في هذا الموقف.
إذن هل يمكن أن يكون الكتاب هو العنصر السحري الذي تحدث عنه الرئيس؟ هل يجب أن أذهب إلى البرج الأسود الآن وأتحدث مع الرئيس؟
إذا هذا هو عالم أميرة محبوبة، فلن يعرف كل من آثاناسيا والرئيس بعضهما البعض لأن الأميرة آثاناسيا من الرواية لا تستطيع استخدام السحر.
ما زلت غير متأكد مما إذا هذا هو حقاً عالم أميرة محبوبة، أم أنه واقع افتراضي جيد الصنع، أم أنه مجرد حلم.
في الوقت الحالي، قررت آثي زيارة قصر توباز مرة أخرى للبحث عن الكتاب.
“أين هو؟!”
على الرغم من ساعات من البحث، لم تتمكن آثي من العثور على الكتاب في أي مكان داخل القصر.
مع غروب الشمس، كانت آثي منهكة جداً للإستمرار. كانت جائعة ومتعبة، لأنها لم تستطع النوم ليلة أمس. استدعت تفاحة بسحرها. شعرت بعدم الإرتياح لأنها أكلت تفاحتها.
لتشعر بالجوع في هذه الحالة… ما هي الحياة؟
إذا كان الوقت يسير في عالمي الذي جئت منه مثل هذا العالم، فسيقلق الجميع عليّ.
لماذا كنت مهتمة بهذا العنصر السحري في البداية؟! من الآن فصاعداً، لن أتطرق أبداً إلى الكتب بلا عقل دون حذر! بإمكاني أن أقسم أن الكتاب كان طبيعياً تماماً، لكن هذه كانت خدعة…
ومع ذلك، فإن أفكار آثي المخزية للذات لن تغير وضعها الحالي. إذن يجب أن أفعل ما بوسعي. أنا متأكدة من أنني يجب أن أفسر الكلمات من الكتاب بطريقة ما. بالمناسبة، لقد شعرت بهذا منذ البداية ولكن…
“الجو هنا غريب جداً بالتأكيد.”
تمتمت لنفسها لأنها وحيدة في ردهة قصر توباز. اعتقدت أن قصر روبي فقط كئيب ومخيف، لكن رؤية قصر توباز مع غروب الشمس…
“هم؟”
لفت آثي رأسها على صوت الموسيقى القادمة من مكان ما.
الصوت قادم من الخارج. هذه الموسيقى مألوفة جداً… هل يوجد حدث في القصر اليوم؟ لم أدرك سابقاً، لكن يبدو أن الجو في الخارج بدا مزدحماً للغاية.
قررت أن تلقي نظرة سريعة حولها، ففرقعت أصابعها.
“أصبحت حفلة عيد ميلاد جلالته أكبر عن السنوات السابقة. قبل بضع سنوات، شعرت بأنها أكثر رسمية.”
“أعتقد أن الحفلات أصبحت أكثر إسرافاً منذ أن جاءت الأميرة جانيت إلى القصر.”
“وفقاً للشائعات، أولت الأميرة جانيت اهتماماً أكثر لحفلة عيد ميلاد جلالته هذا العام.”
كانت غرفة الحدث مليئة بأشخاص يرتدون ملابس للحفلة.
أوه، إذن اليوم عيد ميلاد كلود؟ لهذا السبب يقيمون حدثاً كبيراً. الجميع يتحدث عن كلود وجانيت، هاه. حسناً، هذا أمر مفهوم لأن جانيت هي التي تتلقى كل المودة في هذا العالم.
عندما بدأت تراودها هذه الأفكار، شعرت آثي بداخلها بالضيق.
إذا واصلت البقاء هنا لفترة أطول، فسوف أشعر بالسوء. من المحتمل أن يكون الكتاب السحري موجوداً في مكان آخر بعيداً عن قصر توباز. يجب أن أذهب للبحث عنه بينما الجميع مشغولون بالحدث.
ابتعدت عن غرفة الحدث.
“عيد ميلاد سعيد من أعماق قلبي، أبي.”
ثم في ردهة هادئة، شاهدتهما آثي.
كان أحدهما كلود والآخر كانت الفتاة التي تشبه آثي…
آه، من أجل راحتي، سأطلق عليها اسم آثاناسيا. هذا ما قالت أنه اسمها في وقت سابق.
كانت آثاناسيا هذا العالم مع كلود. افترضت آثي أن آثاناسيا قابلت كلود عندما كان سيدخل غرفة الحدث. من الواضح أنهما لم يكونا على علاقة جيدة، لذلك لا يبدو أن هذا اللقاء كان مخطط له. لا بد أن آثاناسيا كانت تنتظر كلود لتتمنى له عيد ميلاد سعيد.
بالرغم من ذلك، كان للفتاة تعبير متوتر للغاية.
إنه شعور غريب للغاية أن أرى شخصاً بنفس وجهي يتصرف بهذه الطريقة.
كلود، الذي كان ينظر إلى آثاناسيا بإزدراء، رد عليها بلا مبالاة.
“أنت عديمة إحساس أكثر مما كنت أعتقد.”
أوه! كنت أنا من قابلت كلود الليلة الماضية. لا بد أنه كان يعتقد أن آثاناسيا كانت أنا!
تذكرت آثي تفاعلها مع كلود وافترضت أن شيئاً ما قد حدث بينه وبين آثاناسيا. يبدو أنه قال هذه الكلمات لأن آثاناسيا قد تجاهلت تحذيراته السابقة.
من الواضح أنها جفلت من همسة كلود الباردة. لكنها سرعان ما ابتسمت وفتحت فمها.
“أم، أعددت لك هدية عيد ميلاد رغم أنها غير غالية…”
كان كلود غير مبالي.
“إن مغادرتكِ في هذه اللحظة ستكون الهدية الوحيدة التي يمكنكِ تقديمها لي.”
جفلت آثي.
“كيف…”
خرج صوت ضعيف يرتجف من آثاناسيا. بدت متألمة للغاية من كلمات كلود.
فهمتها آثي. يجب أن تكون آثاناسيا قد استدعت الكثير من الشجاعة لمجرد الإقتراب من كلود، لذلك يجب أن تكون هذه الكلمات لها…
“جلالتك.”
نادى فيليكس، كلود لإيقافه، وقد كان يقف خلف كلود مثل الظل. تعبير وجهه لم يكن حزيناً جداً، نظراً لأنه لم يكن قريباً جداً من آثاناسيا، لم يكن يساعدها بنشاط.
“أبي!”
بعد ذلك، تردد صدى خطوات شخص ما وصوتها المشرق في جميع أنحاء الردهة.
كان كلود أول شخص يستجيب لهذا الصوت.
“جانيت.”
رأت آثي الطريقة التي بدا عليها ارتخاء وجه كلود، ولم تستطع إلا أن تشعر بمزيج من المشاعر مرة أخرى. كما أعرب فيليكس عن ارتياحه. بدا وكأنه يشعر بالإطمئنان من أن آثاناسيا وكلود لن يضطرا للتفاعل بوجود جانيت.
لو كان رأى وجه آثاناسيا، فلم يكن ليتمكن من التفكير بهذه الطريقة.
“لقد أخبرتك بالفعل هذا الصباح، ولكن عيد ميلاد سعيد مرة أخرى. هل ستقبل هدية أعددتها لك، أبي؟”
“الزهور من الصباح كانت كافية.”
“كيف يمكن أن يكون هذا كافياً ليوم خاص مثل اليوم؟”
بعد التحدث لكلود، لاحظت جانيت الفتاة التي تقف خلفه.
“أوه يا إلهي، آثاناسيا. كنتِ هناك. أنا آسفة. كنت متحمسة جداً لدرجة أنني لم أتمكن من رؤيتكِ. أنا سعيدة لأنكِ هنا. يجب أن نذهب إلى الحفلة معاً.”
بعد تلقي دعوة جانيت، ارتعدت أكتاف آثاناسيا بشكل واضح. نظرت على الفور لترى كلود. لا بد أنها تذكرت ما قاله لها للتو.
نظر كلود ببرود إلى آثاناسيا. بعد رؤية ردة فعله، ردت آثاناسيا بصوت متوتر.
“لـ-لا، لا بأس. فجأة أشعر أنني لست على ما يرام… لقد أتيت إلى هنا فقط لتحيته بسرعة.”
“أوه، هل هذا صحيح؟ أنتِ لا تبدين على ما يرام حقاً. يجب أن نتصل بطبيب لزيارة قصر روبي.”
“لا بأس. أنا فقط بحاجة إلى الراحة عندما أعود.”
أرادت جانيت أن تقول المزيد، لكنها توقفت بعد رؤية وجه آثاناسيا الشاحب.
“إذن، أبي… أتمنى لك وقتاً رائعاً. مرة أخرى، عيد ميلاد سعيد لك.”
قالت الفتاة بهدوء كلماتها الأخيرة وغادرت وهي تتمايل قليلاً.
“جلالتك، هل يمكنني أن أرافق الأميرة آثاناسيا؟”
سأل فيليكس بحذر الإمبراطور.
“لا تفعل أي شيء غير ضروري.”
استدار كلود بلا مبالاة.
لم يكن لدى الفارس أي خيار سوى اتباع الإمبراطور عندما بدأ يبتعد، لكنه أخذ نظرة سريعة إلى حيث غادرت آثاناسيا.
“فيليكس، لا تقلق كثيراً. بعد الحفلة، سأذهب لرؤيتها.”
“أوه، إذا كان بإمكانكِ فعل ذلك، فسيكون قلبي مرتاحاً. شكراً لكِ يا أميرة.”
“لا، أنا قلقة أيضاً بشأن آثاناسيا.”
أشرق وجه فيليكس على الفور بعد كلمات جانيت. ابتسمت له واقتربت من كلود.
“أبي، أنت تمشي بسرعة كبيرة.”
“أنتِ فقط بطيئة.”
“إذن من فضلك امشي أبطأ من أجلي. أريد أن أسير بجانبك، أبي.”
ربطت جانيت ذراعها بخفة بذراع كلود، وبدأ يمشي أبطأ. لاحظت جانيت كيف استمع إليها، ابتسمت له. مع أجواء أكثر هدوءاً الآن، دخلوا غرفة الحدث.
********************
“أوه؟ أميرة؟ لماذا عدتِ بهذه السرعة؟”
ومع ذلك، كان الجو في قصر روبي مختلفاً تماماً مقارنة بجانيت وكلود.
سألت ليلي آثاناسيا، لأن الحفلة كانت قد بدأت للتو. ابتسمت الأميرة للخادمة وأجابت.
“فجأة لم أشعر أنني على ما يرام، لذلك شعر والدي بالقلق وطلب مني الراحة… كان الأمر سيئاً للغاية، لكنني عدت.”
بالطبع، كانت هذه كذبة.
ليلي، كما لو أدركت شيئاً من كلمات آثاناسيا، حدقت بصمت في الشخص الذي يبتسم أمامها. رأت آثي عينا ليلي تهتزان.
ومع ذلك، سرعان ما هدأت الخادمة وسارت نحو آثاناسيا.
“أنا أرى. أنا قلقة من أنكِ لستِ على ما يرام. ربما يكون ذلك بسبب عدم قدرتكِ على النوم جيداً الليلة الماضية؟ أعتقد أنه يجب عليكِ الراحة مبكراً اليوم.”
بعد ذلك، أعدت ليلي بنفسها الحمام والملابس لآثاناسيا. ثم أحضرت الشاي الدافيء إلى غرفتها. في وقت لاحق، أشعلت شمعة تساعد في تهدئة الأعصاب. عندما غادرت ليلي، كانت الغرفة صامتة لفترة من الوقت.
بعد مرور بعض الوقت، ملأ ضجيج هاديء مكتوم الغرفة الصامتة ببطء.
لم تستطع آثي تحمل الإستماع إلى بكاء آثاناسيا الحزين. لا تعرف ماذا تفعل، ترددت للحظة حتى قررت مغادرة الغرفة.
“آه!!!! أرجـوك أعـدنـي إلـى الـمـنـزل!!!!!”
بعد دقيقة واحدة، تردد صدى صرخة آثي في جميع أنحاء حقل من القصب حيث لم يكن هناك بشر موجودون.
كـلـود، أيـهـا…! أيـهـا الـوغـد…!
كيف تتصرف بهذه الطريقة لإبنتك؟! تتصرف ببرود! تتحدث بقسوة! كيف أمكنك أن تقول ‘إن مغادرتكِ في هذه اللحظة ستكون الهدية الوحيدة التي يمكنكِ تقديمها لي’ إلى الإبنة التي ذهبت لرؤيتك في عيد ميلادك؟! ثم تبدو سعيداً للغاية مع جانيت! آه!!!! هـذا مـحـبـط جـداً!!!
إلى متى يجب أن أبقى هنا؟! فليجبني شخصاً ما! أرجوكم!
بتوجيه مشاعرها الحالية، نظرت آثي إلى السماء المرصعة بالنجوم، وفتحت ذراعيها، وصرخت بصوت عالي قدر استطاعتها.
“أريـد الـعـودة إلـى الـمـنـزل!!!!!!!”
ثم سمعت صوتاً ناعماً من فوق.
“إلى أين؟”
اهتزت من الصوت المفاجيء، وأدارت رأسها إلى مصدر الصوت.
عندها، ظهر شخص بعينان حمراوان من الظل. بدا وكأنه ينتظرها وهو يحدق في عينيها.
“إلى أين تريدين أن تذهبي؟”
سمعت ذلك الصوت العابث مرة أخرى. رقص شعره الأسود تحت ضوء القمر الساطع.
“لوكاس؟”
قالت آثي اسمه بشرود ذهن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملاحظة: آثي هي البطلة وآثاناسيا هي من أميرة محبوبة حتى لا تخلطوا بينهما