Who made me a princess - 167
“هل ننتهي هنا لهذا اليوم؟”
“آه نعم، يبدو أن هذا الرجل العجوز لم يعد بإمكانه الإستمرار اليوم.”
كانت الأميرة والرئيس يبحثان عن طرق لتغيير تعويذة سحرية قديمة.
لقد كنتُ شديدة التركيز. نظرت آثي إلى الساعة لترى أنهما كانا يبحثان منذ ثلاث ساعات. لذا، كسرت الصمت لتقدم اقتراحاً وأومأ الرئيس.
“لا يمكنني الرؤية بعد الآن، وكتفيّ تؤلمانني… أعتقد أنه إذا كان بإمكان حفيدة أو شخص مثل حفيدة لي تدليك كتفيّ، فقد أبدأ في الشعور بالتحسن.”
ألا تبالغ كثيراً؟!
بغض النظر عن عدد المرات التي اشتكى فيها الرئيس من تدهور صحته، لم تستطع آثي التعامل معه بجدية لأنه بدا وكأنه في الثلاثينيات من عمره. كانت تعلم، مع ذلك، أنه داخل هذا الشخص الذي يبدو شاباً هناك رجل عجوز للغاية.
حدقت آثي به وسخرت.
“للأسف، تدليك الكتفين مخصص لوالدي فقط.”
“على الرغم من مظهري، فقد كنت في شخصية الأب لوالدكِ. لذا فأنتِ مثل حفيدتي…”
“إذا كان والدي يستطيع أن يقول الشيء نفسه، فسأعترف بذلك.”
“… إذن أراكِ غداً يا أميرة.”
بينما كان يضحك مثل رجل عجوز بطريقة لا تتناسب مع مظهره، غادر الرئيس الغرفة بسرعة البرق. بينما كانت تراقب شخصيته المتقهقرة، نقرت على لسانها. على الرغم من كل هذه السنوات، ما زالت قوة كلود مهيمنة هاه؟ حسناً، والدي قوي.
وقفت الأميرة من على كرسيها وهي تفكر، يجب أن أعود إلى غرفتي. حالياً، كانت في غرفة مخصصة للقيام بأبحاث عن السحر في قصر الزمرد. لقد زارت سابقاً البرج الأسود وأجرت العديد من الأبحاث هناك مع سحرة آخرين. كان الذهاب إلى البرج كل يوم أمراً شاقاً، لذلك قامت بإنشاء غرفة منفصلة في قصرها.
وبصراحة، كانت تتجنب عن قصد الذهاب إلى البرج. وأيضاً، يأتي الرئيس أحياناً للمساعدة في أبحاثها.
“أميرة، هل انتهيتِ؟”
“ليلي!”
عندما غادرت الغرفة، قابلت الأميرة، ليلي. عرفت الخادمات أن أميرتهن لم تتحرك خطوة واحدة عندما كانت تركز، لذلك لم يكن موجودات عندما كانت في غرفة الأبحاث.
“أنا ذاهبة لأرتاح الآن.”
“إذن سأحضر الشاي إلى غرفتكِ. من فضلكِ انتظري.”
“شكراً لكِ، ليلي.”
كما هو متوقع، ليلي هي الأفضل.
ابتسمت الخادمة وأخبرتها.
“الرسالة التي كنتِ تنتظرينها وصلت. تركتها على الطاولة.”
أسرعت آثي إلى غرفتها وهي تشعر بسعادة بالغة. لم تستطع تذكر آخر مرة شعرت فيها بالكثير من الترقب. عندما دخلت غرفتها ورأت رسالة على الطاولة، التقطت أنفاسها.
{إلى الأميرة آثاناسيا، من جانيت مارغريتا.}
رأت آثي هذه الكلمات المكتوبة بشكل جميل على ظرف أصفر فاتح، يذكرها بالربيع. ما زالت تلتقط أنفاسها، جلست على أريكتها والتقطت الظرف.
كانت الإثنتان ترسلان رسائل إلى بعضهما البعض مؤخراً. بالنسبة إلى آثي، كانت هذه التبادلات مع جانيت أمر كبير حقاً، لذلك كان قلبها يتسابق في كل مرة تصل فيها رسائل جانيت.
“أوه.”
عندما فتحت الأميرة الظرف، سقط شيء على حجرها.
“زهور؟”
في حيرة من أمرها، التقطت واحدة منهم. بعد فحصها بدقة، رأت زهرة أرجوانية جافة.
{مرحباً، أميرة. الجو مشمس جداً اليوم.}
بدأت آثي في قراءة الرسالة. استقبلت تحية جانيت المعتادة لها.
{في بداية هذا العام، أزهرت الأزهار أخيراً في البيت الزجاجي الخاصة بي. هذه زهرة أرجوانية جميلة مزهرة وناعمة تسمى زهرة إيفييون.}
أوه، هل هذه هي الزهرة التي تتحدث عنها؟ إنها أرجوانية، لذا أفترض أنها كذلك.
{اعتقدت أن هذه الزهرة ستبدو جميلة كإشارة مرجعية لكتاب، لذلك جففتها. اعتقدت أن الزهرة جفت بشكل جيد، لذلك أردت أن أرسل بعضاً منها إليكِ. تبدو البتلات مثل النجوم، أليس كذلك؟}
ضحكت الأميرة وبدأت تلمس الزهرة.
بعد أن غادرت جانيت، سمعت آثي عنها من خلال إيجيكيل. كانت قلقة للغاية بشأن الفتاة في البداية، لكن بدت جانيت أكثر استقراراً الآن.
عندما رأت الأميرة أن جانيت، بدلاً من إيجيكيل، أرسلت لها رسالة لأول مرة منذ فترة، تجمدت على الفور في حالة عدم تصديق. وعندما قرأت ببطء رسالة جانيت، لم تستطع إلا أن تدمع قليلاً.
{في ذلك الوقت، تحدثت إليكِ كما لو كنت ألومكِ، لكن هذه لم تكن أفكاري الصادقة. ليس من السهل مواساة شخص يحتاج إلى المواساة أو التواصل والمساعدة عندما يحتاجها شخصاً ما. إذا انعكست مواقفنا، لا أعتقد أنه كان من الممكن أن أكون مثلكِ يا أميرة.}
اعتقدت آثي خلاف ذلك. في الواقع، حتى الآن، كانت تعلم أن جانيت ستكون أفضل منها. إذا كانت في مكان جانيت، فستتردد بالتأكيد في التواصل مع جانيت أولاً.
شعرت الأميرة بالإمتنان والإعتذار تجاه جانيت. بعد رسالتها الأولى، تبادلت الإثنتان رسائل عن حياتهما اليومية. على الرغم من أن علاقتهما لم تكن جيدة كما كانت من قبل، اعتقدت آثي أنه سيكون من الجيد إغلاق المسافة بينهما ببطء من خلال الرسائل. وفي النهاية، حتى تريان وجها بعضهما البعض وتبتسمان يوماً ما.
أريد أن تكون جانيت سعيدة. إنها تستحق السعادة. عندما تكون جانيت سعيدة، يمكنني أن أكون سعيدة أيضاً بسلام.
“هيههه، لقد كنتِ تتبادلين الرسائل مع كيميرا مؤخراً.”
“أوه يـا إلـهـي!”
صرخت آثي وقفزت بدهشة عندما سمعت صوت أحدهم من الخلف.
“لـو-لـوكـاس!!!”
“هل اشتقتِ لي كثيراً؟”
قامت بالمسح على رأسها لترى لوكاس يبتسم. حدقت في وجهه بتوتر لبضع ثواني حتى انتقلت بعيداً.
“آه! آه!! آه!!!”
بعد أن تغير محيطها، تنفست آثي قبل أن تصرخ. فقط للإبتعاد عن لوكاس، انتقلت إلى مكان ما دون أي تفكير. لثانية، لم تكن تعرف أين كانت. عندما تعرفت على رائحة الأزهار المألوفة، افترضت أنها في حديقتها.
“هاي، لماذا انتقلتِ فجأة؟”
يـا إلـهـي!!! مع صوت لوكاس مرة أخرى، صرخت الأميرة داخلياً.
بصدق، لم تستطع الوقوف لتنظر إلى وجه لوكاس، لذلك انتقلت بعيداً لتجنبه. لكن بالتفكير أنه سيتبعني بهذه السرعة!
انتقلت مرة أخرى. هذه المرة، وصلت إلى قاعة مأدبة في قصر سافير. كانت القاعة هادئة للغاية لأن الضيوف لم يكونوا حاضرين حالياً. كانت هناك طاولات وكراسي غير مستخدمة، وغطت الستائر البيضاء الجدران.
وجدها لوكاس مرة أخرى بسهولة. ظهر في الهواء وشد شعر الأميرة بمزاح.
“هم، هل هذا يعني أنكِ تريدين اللعب معي؟”
“توقف عن اللحاق بي!”
في اللحظة التي نظرت فيها إلى عينيّ لوكاس، شعرت أن وجهها أصبح أكثر دفئاً. بعد ذلك، واصلت الأميرة الإنتقال بعيداً عن لوكاس، لكن دون جدوى.
بعد المرة الخامسة عشر، وصلت آثي إلى قصر روبي. باستسلام، جلست بجوار النافورة.
“هل انتهيتِ الآن؟”
كان لوكاس جالساً فوق النافورة وينظر إليها باهتمام.
“لم أعلم أبداً. أنتِ تحبين شيئاً كهذا؟ حسناً، لقد رأيت هذا في الكتب التي قرأتها.”
ومن تعليقه التالي، صرخت عليه آثي.
“هل هذا ما يسميه الناس ‘أمسك بي إذا استطعت’؟”
“لا!!!”
أمسك بي إذا استطعت؟ أمـسـك بـي إذا اسـتـطـعـت؟!؟! لا!!! لـم أكـن ألـعـب مـعـك!!!
آآآه!!!
“لو كنت أعلم أنكِ تحبين هذا النوع من الألعاب، لكنت لعبت معكِ في وقت أقرب.”
“لا! هذا ليس…”
محبطة للغاية، أغلقت آثي فمها. غطت وجهها بيديها وهي مرتبكة.
لا أستطيع أن أخبره أنني كنت أهرب منه لأنني شعرت بالحرج الشديد لرؤيته!
آآآه!!!
بعد ما حدث في عيد ميلادها، شعرت وكأنها تموت كلما رأته. لكن المشكلة الأكبر كانت نبض قلبها المتسارع.
لكن هذا كان خطأ لوكاس!!! لأنه فعل ذلك بي!!!
“لماذا من الصعب للغاية رؤيتكِ في الجوار هذه الأيام؟”
والمثير للدهشة أن لوكاس عاملها مثل المعتاد.
لذلك فهو لا يعرف ذلك من أجل تجنبه، لقد جعلت جدول أعمالي مشغولاً عن قصد ولم أزر البرج.
افترضت آثي أنه حتى الآن، يعتقد لوكاس أنهم كانوا يلعبون لعبة سباق التنقل.
شعرت بعدم الإرتياح، وبدأت في تقديم الأعذار.
“لقد كنت أدرس كيف أصبح حاكمة.”
“هل تريدين أن تصبحي إمبراطورة؟”
“لا أحد يعرف ما يخبئه المستقبل، لذلك أنا أتعلم ذلك فقط في حالة حدوث شيء.”
مـ-ما هذا الوضع؟
لأن لوكاس يتصرف بلا مبالاة، شعرت بالحرج من سلوكها السابق.
استرخى جسدها المتوتر، وشعرت بموجة من الإرهاق واليأس.
أنا لن أفعل هذا بعد الآن! لوكاس طبيعي تماماً، لذا لماذا أحتاج إلى الذعر؟! نـ-نعم!
تلك القبلة؟ كان ذلك لا شيء. لقد قبلت بلوي ونوكس طوال الوقت. ما فعلته مع لوكاس لم يكن مختلفاً عن تقبيل كلب.
في الوقت نفسه، شعرت بغضب عميق يغلي في داخلها لرؤيته يتصرف بلا مبالاة.
رغم ذلك، لم ترد التعبير عن هذا الغضب والإنزعاج.
“إنكِ تدرسين مثل هذه الموضوعات المملة بشكل جيد.”
نقر لوكاس على لسانه بنظرة اشمئزاز، وتعبيرات وجهه المعتادة كلما شاهد الأميرة تدرس.
هذه المرة، مع ذلك، فهمته. كانت الدراسة لتصبح حاكمة مملة للغاية حقاً.
أيضاً، كانت الحصة السابقة للأميرة مختلفة تماماً عن تخيلها.
نسيت أمر الهروب من لوكاس في وقت سابق، وأسندت ذراعها على النافورة وأمالت رأسها عليها. تنهدت وتحدثت بصدق.
“ما تعلمته حتى الآن مختلفاً تماماً عما تخيلته. ‘يمكن أن يكون الملوك كذابين. يمكن أن يكون الملوك منافقين. لكن لا يمكنهم الكشف عن هذا حتى يموتوا.’ أشياء من هذا القبيل كانت مكتوبة في الكتب.”
ظننت أنني سأتعلم شيئاً أكثر روعة. من بين قائمة الأشخاص العظماء في كل العصور، بدا العديد من الأباطرة رائعين جداً. إذن من كان يظن أن الحصص الأولى لأصبح حاكمة ستتألف من مثل هذه المعلومات؟
ومن ثم، كان لدى الأميرة مشكلة أخرى تفكر فيها بخلاف لوكاس.
“ماذا برأيك معنى الحاكم الجيد؟”
“لماذا لا تسألين والدكِ؟”
“هم. أعتقد أنني بحاجة إلى إيجاد الجواب بنفسي.”
بالطبع، يمكنها أن تسأل كلود، تماماً كما اقترح لوكاس. لكنها قررت ألا تفعل.
بعد الإستماع إلى كلماتها، رد لوكاس بلا مبالاة.
“حسناً، يمكنكِ أن تأخذي وقتكِ للبحث عن إجابة. لديكِ الكثير من الوقت على أي حال.”
هذا الوغد، يقول ذلك لأن هذه ليست مشكلته. ماذا يعني أن لدي ‘الكثير من الوقت’؟!
“أعتقد في الواقع أنني بدأت الدراسة متأخرة جداً. أبلغ من العمر 18 عاماً بالفعل.”
“ستعيشين أنتِ ووالدكِ لمئات السنين، لذا ألستِ في الواقع تبدأين مبكراً جداً؟”
“ماذا…؟! مئات السنين؟!؟!”
سأعيش لـمـئـات السنين؟!؟! ما الذي؟!
“أعني، أعرف أن السحرة عادة ما يعيشون لفترة طويلة، لكن هل أبي وسحري قويان لهذا الحد؟”
نحن تقريباً بنفس قوة الساحر العظيم الراحل، الإمبراطور آترنيتاس؟!
“هل نسيتِ ما أعطيته لكِ في عيد ميلادكِ؟ أكلتِ أنتِ ووالدكِ غصن شجرة العالم.”
تذكرت آثي فقط للتو.
أوه، ذلك الغصن الذي طعن لوكاس كلود به عندما فقد ذاكرته بسبب هيجاني السحري! قال لوكاس أن سحري يجب أن يستقر، لذلك طعنني به أيضاً. ازدادت قواي السحرية بعد ذلك…
“هل كان بسبب ذلك؟”
كانت الأميرة مندهشة تماماً لأنها لم تستطع فهم فكرة العيش لمئات السنين.
“نعم، لذلك خططي لحياتكِ على المدى الطويل. يمكنكِ الدراسة لتصبح حاكمة أو أي شيء آخر في المئات السنين القادمة، وحتى ذلك سيظل مبكراً. عندما يكون لديكِ وقت للدراسة، يجب فقط أن تلعبي معي.”
اشتكى لوكاس بخفة ومد ذراعه ليلمس شعر الأميرة. بينما جلست هناك فقط تفكر في عيشها بعد العمر الذي توقعته، قام بلف شعرها بين أصابعه ولعب به.
“أوه نعم، بالمناسبة، ما الذي تحب الفتيات الحصول عليه كهدية؟”
شكت آثي في أذنيها. ماذا…؟ هل سألني للتو ماذا تحب الفتيات… ؟؟ هل هي لي…؟ لا، لو كان كذلك، لما سألني. مهلاً، هل لهذا الرجل امرأة أخرى؟ امرأة يريد لوكاس العظيم أن يقدم هدية لها؟!؟!
فجأة، بدأت تشعر بالغرابة. لم تستطع تفسير مشاعرها، لكنها شعرت بغضب شديد يتصاعد بداخلها أكثر عن ذي قبل.
“الهدية هي هدية، لذلك أنا متأكدة من أن الشخص سيحبها بغض النظر عما تقدمه له.”
بدت أكثر لا مبالية قليلاً مما كانت تنوي.
“لو قلتها هكذا بهذه الطريقة، كيف لي أن أعرف ما هو الجيد؟”
شد لوكاس شعرها كما لو يقول، أعطني إجابة أوضح.
ولكن ماذا أعرف؟! لا يهمني ما هي الهدية التي ستمنحها لإمرأة أخرى!
“لو كانت أنتِ، ماذا قد تريدين؟”
بالطريقة التي تحدث بها لوكاس بلطف معها، أرادت آثي أن تسحب شعره بغضب.
كيف تـجـرؤ على أن تسألني سؤالاً كهذا إلى فتاة قبلتها منذ وقت ليس ببعيد، أيها الوغد عديم الإحساس!!!
“همف. لا أعرف. لدي بالفعل كل شيء، لذلك لا أريد أي شيء. ربما إذا أمسكت تنيناً، فقد يكون هذا شيئاً.”
ردت بفتور لأنها كانت في حالة مزاجية سيئة.
أنا، مثل، لا أتصرف بهذه الطريقة لأنني أريد أن أتلقى هدية منك أو أي شيء! أنا أميرة! لا أحتاج إلى رجال يقدمون لي هدايا لأنني أمتلك كل شيء بالفعل! أنا الأقوى!
بينما كانت آثي تغلي بالداخل، بدا لوكاس مندهشاً.
“ماذا؟ تنين؟ هل تحبين ذلك؟ هل تحب الفتيات عادة هذا النوع من الأشياء؟”
“كيف لي أن أعرف؟! إذا انتهيت من الحديث، ابتعد!”
“حسناً. أراكِ لاحقاً.”
على الرغم من أنها مستاءة بشكل واضح، فقد اختفى فقط من النافورة. غاضبة أكثر من أي وقت مضى، انتقلت آثي إلى القصر لرؤية كلود.
“أبـــي!!!”
على الرغم من ظهورها المفاجيء، فإن كلود لم يرمش. كان في حديقة. ركضت الأميرة إلى الإمبراطور، الذي كان يقف بجانب زهور أرجوانية.
“لا تركضي.”
لم تعد آثي طفلة، لكنها افترضت أن كلود لا يزال يعتقد أنها كذلك، بناءاً على الطريقة التي كان لا يزال يخبرها بها ألا تركض.
بعد هذه الأفكار، شعرت فجأة بأنها متأثرة. ركضت لعناق كلود بشدة وصرخت.
“كما اعتقدت، أحب أبي أكثر من غيره في هذا العالم!”
لست بحاجة لرجل! لا يهمني لوكاس بعد الآن! همف!
لقد شعرت بالحرج لأنها شعرت بالضيق الشديد في وقت سابق، لكنها لم تستطع إلا أن تشعر بما شعرت به!
“أنتما مقربان من بعضكما كالمعتاد وهذا يجعلني سعيداً.”
ثم سمعت صوتاً مألوفاً.
أوه، فيليكس هنا أيضاً! أتذكر أنه غادر قصر الزمرد في وقت سابق لرؤية كلود.
هم؟ هل أتخيل الأشياء؟
“فيليكس، هل حدث لك شيء جيد؟”
“المعذرة؟ شيء جيد؟”
“يبدو وجهك رائعاً للغاية اليوم لسبب ما.”
يبدو أكثر إشراقا من المعتاد. هل كانت حيويته أفضل؟ وجهه أكثر حيوية…
“أنت تبدو أكثر وسامة وأصغر عن ذي قبل.”
“حقاً؟”
بعد ثانية، صرخ الفارس آها! وكانت الأميرة في حيرة من أمرها بكلماته التالية.
“أعتقد أنه قد يكون بفضل حساء يونغ بونغ الذي طلبه جلالته!”
هـ-هل هذا صحيح؟
آخر مرة عندما تم أمر فيليكس بشرب حساء يونغ بونغ كل يوم لمدة شهر، نجح في إنهاء المهمة.
هل بشرته أكثر صحة بسبب حساء يونغ بونغ؟ حقاً؟
“جلالتك، لماذا لا تحاول أيضاً شرب حساء يونغ بونغ؟”
قدم فيليكس ذو الوجه المشرق اقتراحاً لسيده.
“في الواقع، لقد كنت قلقاً بشأن كيف أن مظهرك لم يكن كما كان من قبل. بما أنني جربت التأثيرات الرائعة لحساء يونغ بونغ، أعتقد أنه لا يوجد شيء أفضل من ذلك لجلالتك.”
لاحظت آثي على الفور أن حواجب كلود ترتفع لجزء من الثانية.
هذا… يبدو بطريقة ما وكأنه علامة خطر… فيليكس، أعتقد أنه يجب عليك التوقف عن الحديث الآن.
“هل هذا صحيح؟ لم أكن أعلم أنك تهتم بي إلى هذا الحد.”
“أنا فيليكس، المليء بالولاء، أفكر دائماً في صحة جلالته وحالته.”
ومع ذلك، لم يدم وجه فيليكس المشرق لفترة طويلة بسبب أمر الإمبراطور.
“بما أنك أحببت حساء يونغ بونغ كثيراً، يجب أن أطلب المزيد من أجلك.”
“جـ-جلالتك؟”
شاهدت الأميرة عينا فيليكس تتحرك ذهاباً وإياباً.
“أ-أعتقد أن لدي ما يكفي، لذلك يجب على جلالته…”
“يمكن لمظهري أن يستعيد حيويته دائماً عندما أحصل على قسط كافي من الراحة، لكنك لست كذلك. على الأقل يستجيب جسدك جيداً مع حساء يونغ بونغ. يجب أن تكون سعيداً.”
شعرت أن ظهرها يبتل من العرق البارد. لا بد أن فيليكس يشعر بالسوء أكثر مني الآن…
آه! فيليكس! لماذا قلت مثل هذه الكلمات الغبية لأبي؟! لقد كنت مع كلود لفترة طويلة، ومع ذلك ما زلت لا تعرفه بما فيه الكفاية!
“يجب أن يعتني الحاكم بشعبه، لذلك لا ترفض. إذا أردت، سأطلب حساء يونغ بونغ لمدة عام.”
“هـ-هذا…”
لم يستطع فيليكس أن يجرؤ على رفض أمر سيده، فتلعثم وعانى من عرق بارد شديد.
شاهدت آثي فيليكس وهو يكافح بشكل صارخ لأنه لم يستطع الإختيار بين تذوق حساء يونغ بونغ الرهيب أو إحسان كلود.
فجأة، ملأ الهواء ضوضاء عالية للغاية، واجتاحت الرياح أجسادهم.
“لـمـاذا الريـاح فـجـأة…! مـا هـذا الـضـجـيـج الآن؟”
صاح الفارس بحيرة.
أدار كلود وآثي رأسيهما باتجاه الضوضاء.
“إنه داخل القصر.”
مثل ما قال كلود، هذه الظاهرة الغريبة تحدث داخل القصر. ماذا يحدث؟ القصر محمي بالسحر رغم ذلك!
“هذا قد يكون خطيراً، لذلك عليكِ البقاء هنا.”
“ما الذي تتحدث عنه. دعنا نذهب معاً.”
“جلالتك، أميرة، أنا أيضاً–“
قال فيليكس شيئاً ما، ولكن بما أن هذا وضعاً عاجلاً، فقد انتقل الأب وابنته إلى مصدر الضوضاء الصاخبة بدونه.
وعندما رأت الأميرة المشهد أمامها، فغرت فمها.
“أوه، أتيتِ؟”
لوح لوكاس بيده على مهل وسط الضجة.
لو رآه الآخرون، لظنوا أن لوكاس ذاهب في نزهة. لكن عندما يرون ما يجلس عليه لوكاس، فإنهم جميعاً سيتجمدون من الرعب.
“مـ-ما هذا…!”
تلعثمت آثي، غير قادرة على تصديق ما تراه.
“تنين؟”
كما بدا أن كلود متشكك جداً في هذا الموقف لأنه ضيق عينيه.
جاء بعض الناس بعد سماع الضجيج، وكانت أعينهم وأفواههم مفتوحة على مصارعيها بدهشة.
هذا صحيح. وضع لوكاس تنيناً في منتصف القصر!
هل هذا حقيقي حتى؟ هل هذا تنين حـقـيـقـي؟ يبدو أنه كذلك ولكن…؟! هـل هـو جـاد؟!
بينما كانت الأميرة تغرق في حالة من الصدمة والشك، كان المخلوق مستلقياً على الأرض يتنفس. كانت أنفاسه قوية لدرجة أن شعرها طار بقوة كما لو كانت في إعصار.
“لـوكـاس، مـا هـذا؟! مـا الـذي أحـضـرتـه إلـى الـقـصـر؟!”
واجهت لوكاس، ما زالت غير قادرة على تصديق عينيها.
ورد الوغد…
“إنه حيوانكِ الأليف الجديد. لقد قلتِ إنكِ تريدين تنيناً. كما هو متوقع من حبيبتي. إن الإعتناء بتنين سيشعركِ بالتأكيد بمزيد من الرضا لتربيته. هل تريدين ركوبه بنفسكِ؟”
قفز لوكاس من رأس التنين الذهبي.
الـ-المعذرة؟! حيوان أليف؟! هذا التنين هو حيواني الأليف؟! أي نوع من الهراء هذا…
[أوه، بالمناسبة، ما الذي تحب الفتيات الحصول عليه كهدية؟]
[همف. لا أعرف. لدي بالفعل كل شيء، لذلك لا أريد أي شيء. ربما إذا أمسكت تنيناً، فقد يكون هذا شيئاً.]
فجأة خطرت محادثتهما السابقة في عقلها. لقد صُدمت الآن أكثر من أي وقتاً مضى.
مهلاً… إذن… أحضرت لي تنيناً بسبب ما قلته سابقاً…؟؟؟ لأجلي؟؟؟
مهلاً! لكن أولاً!
“لـ-لـمـاذا أنـا حـبـيـبـتـك؟!”
“نعم، لا يمكنني بسهولة تجاهل مثل هذا التعليق البغيض. لماذا تقول إن ابنتي هي حبيبتك؟”
مباشرة بعد أن صرخت آثي في لوكاس، سمعت صوتاً جليدياً منخفضاً للغاية بجانبها.
كان كلود غاضباً بهالة مظلمة، واعتقدت بصدق أن تنيناً آخر بجانبها.
ومع ذلك، كما هو متوقع من لوكاس، كان غير مبالي ووقح تماماً. أمال رأسه.
“ألستِ؟ إذن ماذا كانت تلك القب–“
في تلك اللحظة، هرعت آثي إلى لوكاس مثل رصاصة وغطت فمه.
هـاي، أيـهـا الـوغـد! هـل جـنـنـت؟! هـ-هـل تـريـد الـكـشـف عـن مـا فـعـلـنـاه عـلـنـاً؟!؟!
نظر لوكاس إلى الأسفل لرؤية الأميرة. أزال يديها من فمه وأخفض رأسه ليهمس لها.
“حتى أننا قبلنا بعضنا. لقد أحببته أيضاً.”
جديته جعلتها تتلعثم.
“مـ-متى أحببته؟!”
يـ-يتهمني بمثل هذا! مـ-متى أحببته؟! السبب الوحيد الذي جعلني أغمض عينيّ ولم أرفضك هو أنها اجتاحت مزاجي! لكنني لم أفعل ذلك لأنني أحببته أو أي شيء!
فجأة، صنع لوكاس تعبير وجه كما لو أنه أدرك شيئاً.
“هل أنتِ، ربما، تتخلين عني؟”
الـ-المعذرة؟ ماذا سمعت للتو…؟؟؟ أتخلى عنك؟ أنا؟ لوكاس؟؟؟
“لم أكن أعتقد أبداً أنكِ ستكونين شخص منحرف…”
“لـ-لا… أي نوع من الهراء هذا…”
“إذن أنتِ تقولين أنكِ كنتِ ستكونين معي، وتحصلين على كل الأجزاء الجيدة مني، وتلقي بي؟”
كانت الأميرة في حالة صدمة وعدم تصديق مطلق لدرجة عجزت عن الكلام. في غضون ذلك، قدم لوكاس تعبيراً مزيفاً مؤلماً كما لو يقول، كيف أمكنكِ أن تفعلي هذا بي؟
“ما الذي تهمسان به كلاكما؟”
عندها اقترب منهما كلود وهو عابس.
“سألت لماذا ابنتي على علاقة معك، أيها الوغد.”
عالقة بين كلود ولوكاس، شعرت آثي بظهرها مبلل بالعرق البارد. بعد أن اكتشف الناس هوية لوكاس الحقيقية بصفته ساحر البرج الأسود، ارتعدوا خوفاً منه.
كلود، مع ذلك، كان فقط يتصرف كنفسه. كما هو متوقع من أبي.
“آثاناسيا، أخبريني لماذا قال هذا الوغد تلك الأمور غير المنطقية.”
أنا حقا لا أحب هذا الموقف!
“هـ-هذا…”
تنفس التنين مرة أخرى، وساعد آثي بإلهاء كلود. رفرف بجناحيه كمحاولة للهروب.
“آكك!”
خوفاً من وجوده المهيمن، بدأ الناس الذين وقفوا متجمدين ينظرون إلى التنين بالصراخ. بجناحيه يرفرف، اجتاحت رياح أخرى محيطه.
“أوه؟ إنه يحاول الهرب.”
كما هو متوقع، كان الشخص الوحيد الذي لم يتأثر بالوضع هو لوكاس.
“هاي، اخرس واجلس ساكناً.”
في اللحظة التي أمر فيها لوكاس التنين، سقط جسده العملاق على الأرض.
“على الرغم من أنني أقف هنا، ما زلت تحاول الهروب؟ حسناً، يجب أن يكون للتنين تصرف جريء لتسمية نفسه بأنه تنين.”
بدا التنين وكأنه يئن.
بعد ذلك، علق كلود وهو يشاهد التنين بعينان ضيقتين.
“تنين… نعم. ليس سيئاً للغاية ليكون حيوان ابنتي الأليف.”
والدي يحب التنين بشكل مفاجيء… أ-أعتقد أنه لطيف أيضاً الآن بعد أن رأيته عن قرب… ولوكاس يعطيه لي لذا…
لكن مهلاً. الشخص الذي أراد لوكاس تقديم هدية له هو أنـا؟ إذن كان يمكنه أن يسألني مباشرة!
“ما رأيكِ أن تسمي هذا يلووي؟ إنه مثالي لذوقكِ، أليس كذلك؟”
استدار لوكاس إلى آثي مرة أخرى بعد تلقين التنين درساً.
وسرعان ما حافظت على ثبات تعابير وجهها وأجابت عليه.
“ماذا تقصد أن هذا مثالي لذوقي؟”
“لماذا، ألا تحبينه؟ هل أمسك لكِ واحداً آخر؟”
أمال لوكاس رأسه.
تظاهرت بأنها لا تحب هذا الموقف، لكن زوايا شفتيها استمرت في الإرتفاع. غطت فمها بملابسها.
… الآن، لست سعيدة بسبب لوكاس! أنا جادة! أخبرت آثي نفسها داخلياً. بالطبع، كانت الوحيدة التي سمعت نفسها.