Who made me a princess - 159
“إيجيكيل يحب الأميرة آثاناسيا، أليس كذلك؟”
الممر خارج قاعة حفلة المأدبة هاديء، لذلك من الممكن سماع صوت جانيت وهي تتحدث إلى إيجيكيل بوضوح. داخل القاعة، الأميرة آثاناسيا ترقص مع رجل يشبه الساحر لوكاس.
“لكن الأميرة لن تنظر إلى إيجيكيل أبداً.”
واصلت جانيت، مما تسبب في نظر إيجيكيل نحوها.
“لأن الأميرة لطيفة للغاية.”
لم يغضب منها من قبل، لكن هذه المرة قد يكون الأمر مختلفاً. لقد سئمت جانيت من المعاناة بمفردها وأرادت أن تجرح شخصاً آخر في المقابل.
لقد أرادت أكثر من أي شخص آخر أن تجعل إيجيكيل، الذي تظاهر بعدم معرفة مشاعرها رغم علمه بها، يشعر بالتعاسة مثلها.
“إنها تعلم أنني أحبك، لذلك من المستحيل أن تقبلك الأميرة.”
الحقيقة المنطوقة بصوت عالي للمرة الأولى طعنتها بشكل مؤلم. لم تكن تريد التحدث بمثل هذا الشعور الرهيب. لم تكن تريد أن تنقل مشاعرها بهذه الطريقة المروعة.
وكأنني أرعى بذرة، وأسقيها كل يوم، وأتركها تتشمس في ضوء الشمس، وأعتز بها أكثر من أي شيء آخر…… وأخيراً، عندما تُزهر بشكل جميل، هكذا أردت أن يكون إعترافي إليه.
“ربما حتى يوم وفاتي، لن يحصل إيجيكيل على الأميرة أبداً.”
عندها، بغض النظر عن رده، فقد أردت أن أبتسم وأقول.
“مثلما أنك لن تجيب على قلبي أبداً، فإن الأميرة لن تجيب على قلبك أبداً.”
حتى لو لم تكن تشعر بنفس الشعور الذي أشعر به، فإن مقابلتك جعلتني سعيدة جداً، وهذا كافي بالنسبة لي.
“لذلك أصبحنا متعادلان.”
وأتمنى أن تجد السعادة مع الشخص الذي في قلبك.
“لأن كلانا لن يحصل أبداً على ما نرغب فيه حقاً.”
ولكن كيف وصلت الأمور إلى هذا…… ربما سيخبرها الآن أنه سئم منها ثم سيبتعد. أو ربما سيُعبّر عن غضبه بتعبير وجه مملوء بالإزدراء البارد والإشمئزاز. هذه الفكرة جعلت الخوف يسيطر عليها.
والمثير للدهشة أن إيجيكيل لم يغضب منها هذه المرة أيضاً. ومع ذلك، فإن عينيه الباردتان اخترقتا قلب جانيت بشكل مؤلم أكثر من أي سكين.
“جانيت.”
صوته الهاديء جعلها تجفل.
“لا تظني أنني سأكون بجانبكِ وأتحمل حماقتكِ إلى الأبد.”
تحدث معها دون غضب أو انزعاج. ومع ذلك، لسبب ما، شعرت بأن صوته أصبح أكثر برودة.
“تماماً كما تظاهرتُ بعدم معرفة مشاعركِ، أنتِ أيضاً تظاهرتِ بعدم معرفة مشاعري.”
بعد أن قال ذلك، أغمض إيجيكيل عينيه للحظة طويلة. عندما فتحهما مرة أخرى، واجه جانيت وتحدث.
“نعم، في الحقيقة، ربما كنت أتمنى أن تأتي هذه اللحظة في وقت أقرب قليلاً.”
غرق قلبها من كلماته، هي التي كانت بجانبه طوال حياتها، يمكنها رؤية هذا. لقد اتخذ قراره. لقد قرر إنهاء الأمور بمفرده وتركها وراءه.
“لماذا؟”
خرج صوت صغير من شفتيّ جانيت المرتجفتين.
“لماذا تقول هذا؟”
بدت جانيت الآن هشة كما لو أن سلوكها القاسي تجاه إيجيكيل منذ لحظات كان كذبة. ومع ذلك، كانت كلماته التالية حازمة.
“سواء تحققت رغبة قلبي أم لا، فلن أحبكِ أبداً.”
همس إيجيكيل بتلك الكلمات القاسية إلى جانيت.
في تلك اللحظة، تدحرجت دمعة واحدة على خد جانيت.
“تماماً كما سئمتُ من التواجد معكِ شيئاً فشيئاً، لا بد أنكِ شعرتِ بنفس الشيء.”
لو كنت أحبه أقل قليلاً، أتساءل عما إذا كان الألم الذي أشعر به الآن سيكون أقل.
“لذلك دعينا نتوقف عن هذا الآن.”
لكن كل هذه الأفكار بلا معنى. لم تستطع جانيت حتى إيقاف دموعها. لقد تركت دموعها تتساقط بلا نهاية.
“أنا هو أنا، وأنتِ هي أنتِ، هذا شيء لن يتغير.”
لم يمسح إيجيكيل دموعها. لأول مرة يبتعد عن شخص يحتاجه.
“لا أستطيع أن أفعل كل شيء كما تريدين.”
كانت الكلمات التي لم يتمكن من قولها قبل عشر سنوات في البيت الزجاجي، حيث كانت الورود البيضاء في كامل إزهارها.
********************
بعد ذلك، سارت جانيت بلا هدف، متجنبة أنظار الآخرين. وبينما كانت تسير، تاركة القصر بالكامل، خدش هواء الليل البارد وجهها.
[لا أستطيع أن أفعل كل شيء كما تريدين.]
تردد صدى صوت إيجيكيل، الذي كان أكثر برودة من أي وقت مضى، في أذنيها. ‘كما تريد’؟ متى حدث أي شيء حقاً كما تريد؟
هي لم تفعل أي شيء كما تريد أبداً، وهذا ينطبق على إيجيكيل أيضاً. ومع ذلك، تحدث كما لو كانت تخنقه طوال هذا الوقت.
اختبأت جانيت في زاوية مظلمة، تبكي بمفردها، ثم مسحت دموعها واستدارت لتغادر. لكن لم يكن لديها أي فكرة إلى أين تذهب. هل لدي حتى مكان للعودة إليه؟
الفكرة جعلتها تبكي مرة أخرى. وبينما تسير بلا هدف، بدأت النجوم في الظهور واحداً تلو الآخر في السماء المظلمة.
ثم رأت جانيت كلود واقفاً تحت ضوء القمر. رؤيته جعلت صدرها يضيق. التحذيرات التي سمعتها منه في الحديقة في ذلك اليوم لم تعد موجودة في عقلها.
حفيف.
دون أن تعرف ما تفعله، اقتربت منه جانيت وكأنها ممسوسة من قِبل شيء ما.
اخترق صوت العشب الذي تسير عليه الليل الهاديء. عندما أدار كلود رأسه، أزالت جانيت الخاتم الذي كان يقيدها، وكشفت عن عينيّ الجواهر. ولأول مرة، همست بصوت عالي بالكلمة التي كانت مدفونة في قلبها طوال هذا الوقت.
“أبي.”
في تلك اللحظة، اخترقتها عيناه الباردتان بحدة.
********************
ما الذي يحدث هنا الآن؟
“أبي؟!”
“لا تقتربي أكثر.”
أوقفتني كلمات كلود الباردة في مكاني عندما خطوت خطوة إلى الأمام. وقفت متجمدة في مكاني، أحدق في الإثنين. دوامة من السحر تحوم حول كلود.
أوراق الشجر على الأرض والزهور المتساقطة من الأشجار متناثرة حولنا في كل مكان. الرياح التي تهب من الأمام جعلت شعري يتطاير.
“هذا لا يمكن أن يكون……”
في وسط كل ذلك، تمتمت جانيت بيأس.
“هذا لا يمكن أن يكون صحيحاً!”
نظرتُ إلى جانيت، التي صرخت بيأس، بحيرة قليلاً. لقد اختفى الخاتم الذي كانت ترتديه، وتُظهر عينيّ الجواهر المطابقة لعينيّ كلود.
“فتاة حمقاء.”
رنّ صوته البارد في أذنيّ. وفي الوقت نفسه، أصبحت الرياح التي تلمس خديّ أكثر برودة، مثل الصقيع.
“هل تعتقدين حقاً أنكِ ابنتي؟”
شهقتُ. نظراته الحادة وصوته، الذين بدوا وكأنهم قادرين على القطع، تحدث بقسوة للشخص الذي أمامه.
جانيت، التي تواجه الأمر وجهاً لوجه، كانت تلهث بالفعل كما لو أن كل كلمة اخترقتها. عندما أدركتُ الموقف، أصبح عقلي فارغاً.
بالطبع، تخيلت الموقف التي ستقف فيه جانيت أمام كلود كما تفعل الآن.
لكن عندما أصبح الأمر حقيقة، لم أستطع التدخل بسهولة بينهما. عندما رفع كلود يده، اعتقدت أنه سيقتل جانيت.
لحسن الحظ، السحر الذي استخدمه لم يكن تعويذة هجوم مميتة.
“يا إلهي، ما الذي يحدث فجأة……!”
بينما كان كلود يلوح بذراعه في الهواء، سقط شخص فجأة من السماء.
“آه، جلالتك! لقد فاجأتني، لقد استخدمت سحر الإستدعاء في منتصف الليل……”
اتضح أنه استدعى رئيس البرج. ولكن لماذا يرتدي ملابس نوم مرسوم عليها دجاجة؟ حتى أنه يحمل دمية خروف بيضاء. يبدو أنه عندما تم استدعاؤه من قِبل كلود كان نائماً.
سحر الإستدعاء للبشر. لقد لاحظت أنه كان محبوساً في مختبره للقيام ببحث عن تلك التعويذة، ويبدو أنه نجح أخيراً. فكرت عندما رأيت الدائرة السحرية الصغيرة المتوهجة على ظهر يد الرئيس.
“آه، لا، إذا كان الأمر عاجلاً، بالطبع، يجب عليك استدعائي في منتصف الليل……”
الرئيس، الذي يرتدي ملابس غير ملائمة للموقف، بدأ بالتذمر عند رؤية كلود، لكنه سرعان ما غيّر نبرته عندما أدرك خطورة مزاجه.
“إيفانيسيل.”
“نعم، جلالتك.”
أوه، إذن هذا هو اسم الجد رئيس البرج؟ لم أكن أعرف ذلك. كل شخص في البرج يطلق عليه دائماً لقب رئيس.
“واو، يا له من اسم غريب.”
تمتم لوكاس الذي بجانبي، وكأنه سمع الإسم أيضاً للمرة الأولى. لا، ولكن مهلاً؟
أدركت شيئاً ما أخيراً وأدرت رأسي. صحيح، لقد انتقلنا معاً. لقد جعلتني حدة الموقف أنسى وجود لوكاس.
“أخبرني عن سحر تلك الفتاة.”
“حسناً، فجأة تطلب مني فحص سحر شخصاً ما……”
ومع ذلك، اتبع الرئيس نظرات كلود وأدار رأسه. ثم تفاجأ وفتح فمه بصدمة.
“عـ-عينيّ الجواهر؟! جلالتك، منذ متى لديك مثل هذه الإبنة البالغة……”
“هل تريد أن تموت؟”
“أوه، أعتذر، لقد أخطأت.”
مع ظهور هالة سحرية حادة، غيّر الرئيس سلوكه بسرعة.
نظر إلى جانيت، التي ترتجف من الخوف، وفكر للحظة.
“إذن تريد مني أن أؤكد أن هذه الفتاة ليست ابنة جلالتك.”
بالتفكير في الأمر، يمكن للرئيس رؤية السحر الفريد للأشخاص بعينيه. لكنه قال أنه ليس مرئياً دائماً……
“إن هذه القدرة ليست شيئاً يمكنني التحكم فيه حسب رغبتي.”
وضع الرئيس دمية الخروف التي كان يحملها على العشب. ثم، بعد أن أدرك خطورة الوضع، نظر إلى جانيت بتعبير وجه جدي.
“لحسن الحظ، سحرها واضحاً تماماً الآن. في الواقع، ليست هناك حاجة لإجراء فحص دقيق.”
يبدو أن عيناه تريان سحر الشخص الذي ينظر إليه.