Who made me a princess - 157
حدقت جانيت في ظهره للحظة، ثم استدارت لتغادر. هذا غريب، لماذا عاملني هذا الساحر هكذا؟ الجميع لطيفين جداً معي. الجميع يحبونني، ولكنه لا يزال يُفضل الأميرة آثاناسيا فقط…… مثل هذه الأفكار جعلت عقلها مشوشاً.
وبعد فترة قصيرة، دخلت جانيت قصر سافير. استقبلها أعضاء الوفد الذين في الخارج بسعادة. بما أنهم أخبروها بمكان وجود كابيل وإيجيكيل، تمكنت من العثور عليهما دون صعوبة.
شعرت ببعض السعادة، وتوجهت نحو الشخصين اللذين يتحدثان في زاوية الحديقة.
“بالتفكير في الأمر، الشخص الذي قلت أنه من المفترض أن تحميه هي الآنسة مارغريتا.”
في اللحظة التي وصل فيها صوت كابيل إلى أذنيها، توقفت جانيت في مكانها.
“لكن الشخص الذي تريد حمايته حقاً……”
حفيف.
كابيل، الذي كان على وشك أن يقول المزيد، أغلق فمه عندما سمع صوت حفيف خافت.
“آنسة مارغريتا!”
وسرعان ما قام بتحية جانيت بسعادة عندما لاحظ وقوفها على العشب. شعرت جانيت بالإحراج بعض الشيء لأنها سمعت محادثتهما عن غير قصد. بالطبع، لم تسمع سوى جزء صغير منه.
“جانيت، ماذا تفعلين هنا؟”
بدا إيجيكيل مندهشاً من وجود جانيت هنا. يبدو أن أياً منهما لم يعتقد أن جانيت قد سمعت محادثتهما في وقت سابق.
“بما أن إيجيكيل هنا، تم السماح لي بالخروج.”
“في الآونة الأخيرة، لا يستطيع أبي أن يرفض طلباتكِ بسهولة.”
ضحك إيجيكيل بخفة عندما قال ذلك. إنه ليس الوحيد الذي أصبح أكثر لطفاً مع جانيت، بل حتى الخدم في القصر، بما في ذلك الدوق والدوقة ألفيوس، لا يستطيعون رفض طلباتها.
“آنسة مارغريتا، إنه ليس إيجيكيل فقط، بل أنا أيضاً هنا.”
“نعم، لقد أتيت وأنا آمل أن أقابل السيد إيرنست أيضاً.”
“أوه، حقاً؟”
احمر وجه كابيل إيرنست قليلاً، ولم يتمكن من إخفاء فرحته.
“كابيل!”
ولكن عندما سمع أحد يناديه، اضطر إلى المغادرة بحزن، لأن الذي ناداه هو قائد الفرسان الذي جاء مرافقاً للوفد. بغض النظر عن روحه الحرة، لا يمكنه تجاهل هذا.
“آنسة مارغريتا، يجب أن تأتي في المرة القادمة!”
توسل بجدية إلى جانيت قبل أن يغادر بتعبير وجه حزين. عند رؤية ظهر كابيل وهو يغادر، لم يسع جانيت إلا أن تبتسم.
“إنه شخص مثير للإهتمام.”
“يجب أن نغادر نحن أيضاً.”
“بالتفكير في الأمر، أردت دائماً زيارة المكتبة العامة في هذا القصر الإمبراطوري.”
وبعد كلمات جانيت المفاجئة، التفت إيجيكيل ونظر إليها.
“ألم تذهبي إلى هناك من قبل؟”
“لا، لم أذهب.”
ذلك لأن جانيت تزور قصر الزمرد وقصر سافير فقط عندما يتم دعوتها. يحذر الدوق ألفيوس جانيت دائماً بأن تكون حذرة بشكل خاص في القصر الإمبراطوري وألا تتجول بحرية.
قد يكون السبب هو الإمبراطور كلود، ابتسمت جانيت ابتسامة خافتة لفتت نظر إيجيكيل إليها للحظة.
“إذن دعينا نقوم بزيارتها.”
وبعد ذلك مباشرة، شعرت بالدفء في يدها. نظرت جانيت إلى إيجيكيل، الذي يمسك يدها وهما يسيران.
آه، بالفعل…… ربما بسبب مزاجها، لكن إيجيكيل يبدو أكثر لطفاً معها عن ذي قبل. بالطبع، إنه دائماً لطيفاً معها، لكن هل هي تبالغ في التفكير بشأن تصرفاته التي أصبحت أكثر لطفاً بعض الشيء؟
بعد فترة، رأت إيجيكيل واقفاً أمام النافذة. ضوء الشمس على وجهه.
أدى ضوء الشمس المتدفق عبر النافذة إلى جعل وجهه يبدو مشرقاً.
نبض، نبض.
تسارعت نبضات قلبي، كما هو الحال دائماً كلما نظرت إليه. تراخت يديّ جانيت التي تحمل الكتاب المفتوح قليلاً.
في المكتبة الهادئة، لم يسعها سوى أن تنظر لإيجيكيل فقط. ولكن ما الذي ينظر إليه؟
اتبعت جانيت نظرات إيجيكيل وأدارت رأسها نحو النافذة.
اهتزت عيناها قليلاً وهي تنظر لخارج النافذة. شعرها الأشقر اللامع تحت ضوء الشمس، وعينيّ الجواهر اللامعتان. برزت الأميرة آثاناسيا وسط المساحة الخضراء والزهور الملونة.
تحركت نظرات جانيت مرة أخرى إلى الرجل الذي أمامها، ظلت نظرات إيجيكيل ثابتة لخارج النافذة، وعيناه تُظهران مشاعر مختلطة.
ومن دون وعي، فتحت جانيت فمها ونادته.
“إيجيكيل.”
لا تنظر لها.
ولكن عندما نظر إيجيكيل إليها بعد سماع اسمه، لم تستطع جانيت أن تنطق بكلمة واحدة.
“ماذا؟”
كان صوته لطيفاً كالعادة، عندما التفت إليها، وهي تنظر إليه فقط دون أن تتكلم، ولكن……
“آه……”
إنه مختلف. المشاعر في عينيه ليست نفس المشاعر عندما كان ينظر لخارج النافذة منذ لحظات.
“لا، لا شيء. كنت أتساءل فقط إذا كنت تشعر بالملل.”
“لا، هذا ليس صحيحاً.”
لا بد أن هذه إجابة فكر بها بعناية لجانيت. وكأنه يقصد أنها قد تسببت في إضاعة وقته في المكتبة العامة، لكن لا بأس بذلك.
ولكن ربما لأنه كان ينظر لخارج النافذة إلى الأميرة آثاناسيا قبل لحظات. شعرت جانيت بشكل مختلف تجاه كلمات إيجيكيل. شعرت وكأن حجراً صغيراً قد تدحرج واستقر في صدرها.
“الأميرة والساحر الذي اسمه لوكاس.”
نطقت تلك الكلمات باندفاع، تقودها مشاعرها.
“يبدو أن بينهما علاقة وثيقة. إنهما معاً منذ أن كانا صغيرين جداً، أليس كذلك؟”
لم أستطع منع نفسي من التحدث.
“لقد سمعت السيدات الشابات يقلن إن الأميرة والساحر ربما هما أكثر من مجرد أصدقاء. أعتقد أنهن محقات. عندما أزور القصر، أحياناً أراهما معاً، الجو بين الأميرة والساحر……”
لكن جانيت لم تستطع الإستمرار في التحدث أكثر وأغلقت فمها. بسبب شعورها بالإنزعاج والقلق، شعرت بالإضطراب في معدتها مع كل كلمة قالتها وكأنها على وشك أن تتقيأ. لا، لم أقصد أن أقول هذه الأشياء. ما الذي حاولت فعله؟
“لا، لا…… من فضلك تظاهر أنك لم تسمع ما قلته.”
ابتعدت جانيت على عجل، وكأنها تحاول الهروب، غير قادرة حتى على النظر إلى وجه إيجيكيل.
منذ لحظات، حاولتُ جرح إيجيكيل وإهانة الأميرة، وهو أمر لم أفكر في القيام به من قبل. آه، متى أصبح لدي قلب قبيح هكذا؟
“جانيت.”
أمسك إيجيكيل بجانيت أثناء مرورها بجانب رف الكتب.
“ما الأمر؟”
“لا شيء.”
نظر إلى وجهها وكأنه يحاول قراءة أفكارها. أدارت جانيت رأسها، غير راغبة في إظهار وجهها له.
“فقط، أنا……”
ارتجفت شفتيها للحظة، لم تتمكن من معرفة ماذا تقول. لذلك أجبرت نفسها على الإبتسام ونظرت إلى إيجيكيل.
“إنه لا شيء حقاً.”
“جانيت.”
“سأغادر الآن، أشكرك على تخصيص بعض الوقت من يومك من أجلي.”
بدا إيجيكيل في حيرة، وغير قادر على الفهم، لكن جانيت سحبت ذراعها من قبضته وبدأت في السير. أثناء سيرها، كان السوار المصنوع من خيوط ملونة مختلفة الذي يلتف حول معصمها، يهتز ويصدر صوت جلجلة.
********************
كانت هيلينا إيرين في الأصل من معجبي السيد جاربي الشاب، الذئب الرمادي الوحيد. معروف بشعره الرمادي وعينيه السوداوين، كان جاربي واحداً من أكثر رجال أوبيليا وسامة وكان لديه العديد من المعجبات، بما في ذلك هيلينا.
عيناه السوداوان، تبدوان دائماً وكأنهما تحدقان في الفراغ، مليئتان بالوحدة! الجو الحزين المنبعث منه!
باختصار، كان هناك شيء في السيد جاربي الشاب يثير مشاعر الأمومة لدى النساء. لذلك، كلما رأوه، تنهدن العديد من السيدات الشابات بحزن وشفقة لا يمكن تفسيرهما.
وكانت هيلينا واحدة منهن، لكن قلبها تغير منذ ثلاث سنوات. لقد وجدت شخصاً أكثر استحقاقاً للقب ‘الذئب الوحيد’ عن السيد جاربي الشاب، في الواقع، شخصاً يناسب اللقب تماماً. إنه لوكاس، ساحر من البرج الأسود.
“ها، حتى اسمه رائع.”
“نعم، هذا صحيح، إنه اسم مناسب جداً له.”
“آه، اسم يناسب لوكاس تماماً، مثل شعاع من الضوء في الظلام!”
على ما يبدو، هناك العديد من السيدات الشابات الذين أعجبوا بلوكاس. لا يتم رؤية لوكاس عادةً، حتى داخل القصر، لذلك من الصعب معرفة أين رأوه كل هؤلاء السيدات الشابات لدرجة شعورهن بالكثير من المودة تجاهه.
لكن هيلينا تفهمهم جيداً. لقد شعرت هي أيضاً بانجذاب قوي منذ اللحظة الأولى التي قابلته فيها في حفل الشاي الذي أقامته الأميرة آثاناسيا.
“لا أستطيع أن أصدق أنني طاردت شخصاً مثل السيد جاربي الشاب، بدون أن أعلم أن لوكاس موجود…… حماقتي تؤلمني بشدة.”
“سيلا، لا تلومي نفسكِ كثيراً. أشعر بنفس الشعور.”
“نعم. أنا ممتنة لأنني تعرفت على لوكاس.”
السيدات الشابات، اللاتي ما زلن تجتمعن في اجتماعات سرية لمشاركة قصص عن لوكاس، تنهد كل منهن وهن تتذكرن لحظاتهن المحرجة.
بعد فوات الأوان، بالمقارنة مع لوكاس، إن جاربي يفتقر إلى شيء حاسم. من الصعب تحديد ماذا يكون، لكن يبدو أن هناك نقصاً ما فيه بنسبة 2%، مهما كان ذلك.
لماذا لم يدركن ذلك حينها؟ حسناً، لقد كنّ صغيرات وساذجات. بالمقارنة مع شعر لوكاس الأسود الناعم، بدا شعر جاربي الرمادي مثل القش في الماء، وبالمقارنة مع عينا لوكاس الحمراوان المتوهجتان، بدت عينا جاربي السوداوان عاديتان.
بالإضافة إلى ذلك، جاذبية لوكاس القاتلة! هالته الصارمة إلى حد ما والمنعزلة جعلت مظهر جاربي المثير للشفقة يبدو غير مهم على الإطلاق.
“هاه، مستحيل هل هذا……!”
“الذئب الأسود الوحيد؟”
“هل ربما أنا أتخيل كثيراً، أم أنني أحلم الآن؟”
لذلك عندما رأين الرجل الذي يرقص مع الأميرة آثاناسيا في الحفلة التي أُقيمت لتوديع الوفد، لم يتمكنّ من منع قلوبهن من النبض بسرعة، وشهقن.
“هل يمكن أن يكون أخو لوكاس؟ هل هو كذلك؟”
“ما لم تكن هناك صلة قرابة بالدم بينهما، فمن المستحيل أن يبدوا متشابهين هكذا!”
“واو، يا إلهي…… في كل مرة رأيت فيها لوكاس بزي الساحر الملكي، كان يجعل قلبي يرفرف، ولكن هذا……”
يبدو أن الرجل الذي يشبه لوكاس إلى حد كبير في أوائل العشرينات من عمره، ويرتدي ملابس رسمية مناسبة للحفلات.