Who made me a princess - 148
“من الجيد دائماً تقديم هدية لصديق قديم لم أراه منذ فترة.”
لم تستطع فهم ما قاله. في الواقع، بدا وكأنه لا يتحدث معها على الإطلاق، ولكن مع نفسه.
“بالإضافة إلى ذلك، من الجيد أن أرى هذا السحر الأسود بعد كل هذه السنوات.”
همس الرجل بابتسامة.
“لذلك فهي هدية لكِ أيضاً.”
عندما رأت جانيت ابتسامته، أصبح المكان حولها مظلماً وكأن الليل قد حلّ.
رغم أنه كان الوقت نهاراً منذ لحظات. للحظة، ملأ السواد رؤيتها، وفي هذا الفراغ، فتحت جانيت فمها.
زقزقة.
ولكن عندما رمشت، لم ترى شيئاً سوى نفس مشهد الطبيعة حولها.
“ما كان هذا؟”
نظرت جانيت حولها، وشعرت وكأنها كانت تحلم، لكن ذكرى الرجل الذي التقت به منذ لحظات قد تم محوه من عقلها بالفعل.
“جانيت.”
ثم أتى أخيراً الشخص الذي كانت تنتظره طوال هذا الوقت.
“إيجيكيل.”
سارت جانيت نحوه وهي تبتسم.
“لقد أتيت بسرعة أكثر مما اعتقدت، هاه؟”
“حقاً؟ اعتقدت أنني جعلتكِ تنتظرين لفترة طويلة.”
“لا، لقد كنت سريعاً.”
ثم استقرت نظرات إيجيكيل على رأس جانيت واقترب منها. ثم مد يده نحوها. جفلت جانيت للحظة، فتحدث إيجيكيل.
“انتظري.”
حدّقت جانيت في الوجه الذي أمامها، وهي تحبس أنفاسها. بدا عينيه الذهبيتين وكأنهما يجمعان ضوء الشمس. كانت يده التي على رأسها خفيفة كالريشة، لكن قلب جانيت كان ينبض بقوة أكبر من أي وقت مضى.
“لقد كانت هناك ورقة شجرة على شعركِ، فلنذهب.”
رنّ همسه في أذنيها بصوت هاديء. نظرت جانيت لفترة وجيزة إلى إيجيكيل، الذي يرافقها بدافع العادة، ثم أخفضت نظراتها مرة أخرى. كانت تعلم أن تصرفه لم يكن لطفاً أو اهتماماً، بل مجرد عادة قديمة.
“…… كيف حال السيد إيرنست؟”
“لا تقلقي، إنه بخير.”
ولكن حتى مع معرفتها ذلك، ليس من السهل الإستسلام بشأنه. حتى الآن، عندما يبتسم لها، تشعر بالدفء في وجهها.
“جيد.”
التفتت جانيت إلى إيجيكيل وابتسمت ابتسامة هادئة. ومضت هالة سوداء خلفها للحظة، ثم اختفت.
********************
“لقد أتيت؟”
في المطر الغزير، شعره الأخضر الداكن مبتل بسبب المطر ويخفي عينيه السوداوين قليلاً. ابتسم لوكاس بسخرية للرجل الجالس على الشجرة.
“تتحدث وكأنك كنت تنتظرني؟”
“أنا مسرور لأنني انتظرتك.”
ولكن بغض النظر عما يشعر به لوكاس، بدا أن الرجل يعتقد أن الوضع الحالي جيد.
“لقد كنت تتجول حولي وتلعب بالقرب مني. لذلك، هل استمتعت بانتحال شخصيتي؟”
ضحك لوكاس، وهبط بخفة على غصن بعيد قليلاً عن الرجل.
“يا ساحر البرج الأسود المزيف.”
ضربت قطرات المطر الأوراق مرة أخرى. فجأة، سمعا ضجيجاً صغيراً من بعيد قليلاً. بدأ الناس المتجمعون في منطقة الصيد بالتفرق ليستعدوا للمغادرة. المكان الذي يكونا فيه لوكاس والرجل الآن هو الغابة، على مسافة بعيدة قليلاً عن الآخرين.
“هل ستموت قريباً؟”
أدار لوكاس رأسه في اتجاهم للحظة، ثم نظر إلى الأمام مرة أخرى، ونظر إلى يد الرجل الذي يظهر من كمه.
“ألست قاسياً جداً بالنسبة للقائنا الأول؟”
“تباً لك.”
أعطاه لوكاس نظرات منزعجة.
“أنت الفأر الذي دخل إلى برجي دون إذني، أليس كذلك؟”
“نعم، اعتقدت أنك لا تزال نائماً، لكنني تفاجأت برؤية البرج فارغ.”
اعترف الرجل بسهولة.
“إذن، لقد سرقت كل عناصري السحرية؟”
“لم أستطع منع نفسي من ذلك، فأنا سحري ضعيف، ولكنك تبالغ. ألم ترى يدي؟ أصبحت يدي لونها أسود.”
“من قال لك أن تفعل ذلك دون إذني؟”
أظهر الرجل يده اليمنى السوداء وقال إنه يبالغ معه كثيراً، لكن لوكاس لم يهتم.
“أنت الذي أكلت ثمار شجرة العالم الخاصة بي.”
“من الناحية الفنية، لم أتناول خاصتك، على الرغم من أنني حصلت على معلومات حول شجرة العالم من برجك.”
“اخرس. كنت أخطط لأكلهم، لذلك كانوا لي.”
إنه لقاء بين ساحر البرج المزيف الذي أثار ضجة في أوبيليا خلال السنوات القليلة الماضية، وساحر البرج الحقيقي الذي يخفي هويته. لقد تحدثا وكأنهما يعرفان بعضهما البعض منذ سنوات، على الرغم من أنهما التقيا للمرة الأولى اليوم.
سأل لوكاس فجأة.
“بالمناسبة، ما هو اسمك؟”
“لماذا تسأل؟”
“إذن هل أدعوك بآترنيتاس؟”
في تلك اللحظة بالذات، ضحك الرجل بصوت عالي.
“هاها. لم أسمع هذا الإسم منذ 200 عام.”
ومضت عيناه السوداوان. آترنيتاس، أعظم إمبراطور ساحر في العالم، مات منذ أكثر من مائتي عام، ومع ذلك بدا هادئاً بعد سماع اسمه.
“كاراكس. هذا هو اسمي الآن.”
“يا له من اسم غبي.”
كاراكس، الذي كان ذات يوم إمبراطوراً ساحراً عظيماً، هز كتفيه ببساطة عند ذلك.
“في الواقع، فكرت أنك ستأتي للبحث عني عاجلاً. لقد تركت الكثير من الآثار في كل مكان، ألم أفعل؟”
“نعم، لقد خططت للعثور عليك وضربك.”
لكن تعبير وجه كاراكس سرعان ما تغير قليلاً مع استمرار لوكاس في الكلام.
“لقد سئمت من تجاهل لعبة الوغد الصغير الذي يتوسل للإهتمام.”
كانت هناك حدة في عينيه السوداوان. ومع ذلك، ظل لوكاس غير متأثر، وهو يحدق ببرود في الرجل الذي أمامه، وسرعان ما ابتسم كاراكس، وأصبح وجهه خالياً تماماً من المشاعر التي أظهرها منذ لحظات.
“لا بأس، لهذا السبب أتيت لرؤيتك.”
“هل أنت تتعاطى المخدرات أو شيء من هذا القبيل؟ لماذا تتصرف هكذا؟ هذا أمر مقزز.”
“كنت أشعر بالوحدة قليلاً.”
أغلق لوكاس فمه عند ذلك.
“عندما تجسدت في هذا الجسد، كنت غاضباً جداً.”
نظر كاراكس إلى يده السوداء وتمتم في نفسه.
“في أحسن الأحوال، كنت أعرف كيفية استخدام السحر المحرم لأعيش إلى الأبد تقريباً، ولكن عندما تجسدت، وجدت نفسي في جسد عديم الفائدة وممل.”
تحدث لوكاس إليه ببرود.
“أنت وغد صغير جشع أكل الناس حتى يتمكن من العيش بشكل جيد.”
“لكنني كنت شاب، جميل، وقوي بما يكفي ليتم تلقيبي بأعظم إمبراطور على الإطلاق، لذلك لو كان أي شخص في مكاني ألن يكون جشعاً؟”
“شاب، جميل، وقوي؟”
ابتسم لوكاس ببرود للحظة ثم سخر.
“هؤلاء لم يكونوا من المفترض أن تحصل عليهم أيضاً.”
كان ذلك منذ مئات السنين. كان لوكاس يسافر حول العالم بصفته ساحر البرج الأسود عندما أتى للإقامة في أوبيليا. في ذلك الوقت، كان الإمبراطور كيلوم يحكم أوبيليا.
لقد كان إمبراطوراً حكيماً وقوياً يتمتع بقوى سحرية عظيمة، وربما كان من الممكن أن يُكتب عنه أكثر في التاريخ لو كان حكمه أطول.
وكان لديه وريث قبيح، آترنيتاس. كان آترنيتاس مختلف تماماً عن والده، بمظهر قبيح، وشخصية قوية وعنيدة، وقوى سحرية غير مستقرة لم يستطع السيطرة عليها.
طلب كيلوم من لوكاس أن يعتني بابنه، لكنه رفض بسبب الكسل.
بعد مرور بعض الوقت، غادر لوكاس القصر، حيث كان يقيم لبعض الوقت، بفضل كيلوم، وعاد إلى البرج. وعندما فتح عينيه مرة أخرى، كان قد مر وقت طويل. لقد ماتا كيلوم وآترنيتاس منذ فترة طويلة.
لا يمكن لأحد أن يتخيل كيف شعر لوكاس عندما قرأ قصة آترنيتاس في كتب التاريخ بعد ذلك.
لقد كان في حيرة من أمره من الكائنات السماوية، الذين انقرضوا منذ مئات السنين، والإنخفاض الكبير في عدد السحرة في أوبيليا، والقوى السحرية غير المستقرة في العائلة الإمبراطورية منذ حكم آترنيتاس.
وأخيراً وصل إلى الإجابة. استخدم آترنيتاس السحر المحرم لتحقيق جشعه على حساب عشرات، وربما مئات الأشخاص.
حقق مظهر جميل، قوى سحرية قوية، وعقل ذكي لدرجة أنه يمكن وصفه بحكيم. وحياة أبدية تقريباً.
“في الواقع أردت أن أكون مثلك.”
وهكذا كاراكس، الذي تم إعطاؤه حياة أخرى مع ذكريات حياته السابقة، ابتسم للشخص الوحيد الذي يعرفه.
“ألسنا متشابهان بعض الشيء الآن؟”
“تباً لك. كيف تجرؤ على مقارنة نفسك بي؟”
بالطبع، لوكاس لا يهتم. ليس من شأنه أن الرجل الذي أمامه قد استخدم السحر المحرم لأنه معجب به أم لا. وليس من شأنه أيضاً أن الشخص الذي أمامه قد يدفع ثمن فعله ذلك في المستقبل.
“اسمها آثاناسيا، أليس كذلك؟”
لكن كلمات كاراكس، التي قالها لنفسه تقريباً، جعلت تعبير وجه لوكاس بارد.
“لقد أثارت اهتمامي، لأنه يبدو أنك مهتم جداً بها.”
“أحمق مثلك يظن أنه يمكنه أن يفعل ما يريد……”
“أتساءل عما إذا كانت قد تأثرت بسحري؟ لم أعتقد أن أياً من أحفادي حصل على حياة ثانية مثلي.”
أصبحت قطرات المطر أقل غزارة وهي تتساقط على أوراق الشجر. سعل كاراكس عدة مرات، بعد أن انخفضت درجة حرارة جسده بسبب المطر.
بعد لحظة، التفت إلى لوكاس، الذي ينظر له ببرود، وابتسم ببطء.
“على أي حال، قبل ثلاث سنوات تخليت عنها ورحلت، ففكرت، ‘آه، لا يهم إذا ماتت على أي حال’.”
“اخرس.”
“هاها، هيا، ألم تكن تعلم أن سحرها كان غير مستقر لدرجة أنها كانت يمكن أن تموت بدونك؟”
لم ينكر لوكاس ولم يوافق. بدا كاراكس راضياً عن تعبير وجه لوكاس.
“على أي حال، من أجل المتعة، ألقيت لعنة عليها، واتضح أن الأمر أكثر متعة مما كنت أتوقع.”
ضحك عندما تذكر ذلك.
“ما حدث أثناء غيابك لتحصل على ثمرة شجرة العالم، هو في الواقع بسببي.”
“لا عجب أن اللعنة كانت مزعجة للغاية.”
“لقد ألقيت عليها لعنة صغيرة جداً، لكنني لم أتوقع أن تسوء الأمور إلى ذلك الحد. أوه، هل ذكرت جانيت؟ اتضح أن لدي حفيدة أخرى.”
كانت رؤية كاراكس لجانيت مجرد صدفة تماماً. عندما رأى البرج الأسود الفارغ وتتبع أثار لوكاس، أدرك أن هناك بعض أثار لوكاس في القصر الإمبراطوري.
ثم ادعى أنه ساحر البرج الأسود، على أمل أن يأتي لوكاس إليه أولاً. لكنه كان مخطئاً. لم يكن لدى ساحر البرج الأسود العظيم أي اهتمام بالشخص الذي ينتحل شخصيته.
لم يكن الذهاب لرؤية لوكاس بنفسه خياراً.
لقد وصفه لوكاس بالطفل الذي يتوسل للإهتمام، لكن ذلك ليس صحيحاً؛ كل ما في الأمر أن كاراكس أراد دائماً أن يتعرف عليه لوكاس، منذ أن تأثر بسحره منذ فترة طويلة.