Who made me a princess - 132
على الرغم من أنه استمع إلى كلماتي بابتسامة مزيفة، إلا أن تعبير وجهه تغير في لحظة وتصلب.
“أميرة، أعتقد أنه قد يكون من الوقاحة مني أن أسأل، لكن…”
ثم أخفض صوته إلى همس، وكأنه سيكشف سراً.
“هل تؤمنين بالنظام الطبيعي للكون؟”*
(*: هو يقصد تاو أو داو وهو اعتقاد في الطَّاوِيَّة (بالصينية: 道教) والطاوية تعني هي تقليد ديني أو فلسفي ذو أصل صيني، وهي تؤكد على العيش في وئام مع الطاو، والطاو هو فكرة أساسية في معظم المدارس الفلسفية الصينية. ومعناها في الطاوية هو المبدأ الذي هو مصدر ونمط ومضمون كل شيء موجود في الحياة. الطاوية فيها عدم التشديد على الطقوس الجامدة والنظام الاجتماعي، وأيضاً فيها كامل الانضباطات والسلوكيات التي تحقق «الكمال» من خلال أن يندمج الفرد مع إيقاعات الكون غير المخطط لها والتي تسمى «الطريق» أو «داو» أو «تاو». تختلف الأخلاق الطاوية ضمن المدارس المختلفة داخلها، ولكن بشكل عام تميل إلى التأكيد على الوو وي wu wei (والذي يعني العمل بدون نية أو غرض مسبق)، والطبيعية، والبساطة، والعفوية، بالإضافة للكنوز الثلاثة: الرحمة، والتقشف، والتواضع.)
“……؟”
شككت في أذنيّ. مثل استحالة خروج الأسماك من الماء، بدت هناك علامات الإستفهام حول رأسي.
نظرت إلى فيليكس لأرى ما إذا كنت قد أخطأت السمع، لكنه أيضاً ألقى نظرات دهشة. إذن، هذا يعني أنني سمعت بشكل صحيح.
“……”
إذن، من هو هذا الشخص بالضبط؟ واعظ…؟ هل هو واعظ؟
“هل هذا نوع من المزاح؟”
“يا إلهي، هل بدت كمزحة؟”
شعرت بالإحراج. بدا الحاضرون مقتنعين بأن هذا شيء يمكن توقعه من ‘ساحر غريب الأطوار’، لكنني شعرت بالشك في هذا الرجل ولم أشعر بالراحة مع تكريمهم له.
لأكون صادقة، كنت قلقة بشأن مقدار المقاومة التي سأتمكن من حشدها ضد هذا الرجل المعروف بحارس البرج الأسود.
لذلك، أفضل تجاهله على التعامل معه. عندما خطرت هذه الفكرة ببالي، ابتسمت.
“أوه لا، كنت في طريقي لرؤية والدي ولكن يبدو أنني تأخرت بشكل كبير. يجب على الساحر المغادرة قبل غروب الشمس. إذا سمحت لي.”
لا أصدق ذلك، لن أصدقه! لذلك لا تبقيني هنا بعد الآن!
“إذن، هل تؤمنين بالتجسد؟”
في اللحظة التي مررت فيها به، ارتجفت أطراف أصابعي بشكل لا إرادي عند الهمس الذي اجتاح أذنيّ مثل الرياح.
لكنني قدتُ فيليكس والحاضرين الآخرين متجاوزين الرجل دون إظهار أي ردة فعل.
ماذا؟ من هو؟ لماذا يسألني ذلك؟ ما سمعته للتو جعلني أشعر بعدم الإرتياح.
أردت أن أسأله عما يقصده ولكنني ترددت في الإقتراب منه مرة أخرى. ترددت في مواجهة الرجل الذي ادعى أنه حارس البرج الأسود.
شعر أخضر داكن، عينان سوداوان. وجه غريب لا يشبه أي شخص أعرفه. لكن لماذا؟ لماذا عندما رأيته لأول مرة، اعتقدت أنه يشبه لوكاس…؟
********************
“لقد نسيت أيضاً.”
يبدو أن أبي أيضاً يعتقد أن ظهوره غير متوقع.
“فكرت بعد أن رأيت وجهه اليوم، ‘كان هناك رجل كهذا’.”
“هناك شيء ما حوله.”
“هذا صحيح. كان الجو المحيط به مختلفاً تماماً عما كان عليه قبل بضع سنوات. ومع ذلك، فهو لا يزال مهرجاً يتظاهر بأنه حقيقي.”
هذا صحيح أنه محتال، كما هو متوقع. ربما أضع الكثير من الثقة في أبي، لكن إذا قال أبي أنه مزيف، فهو مزيف.
لكنني أشعر بعدم الراحة في كل مرة أتذكر فيها الرجل الذي التقيته في طريقي لرؤية أبي.
********************
“هل تعلم أن حارس البرج الأسود قد ظهر مرة أخرى؟”
في مثل هذه الأوقات، لوكاس هو الشخص الذي أشعر معه براحة أكبر عند الوثوق به. ذكرت حارس البرج الأسود للوكاس، الذي عاد إلى غرفتي في تلك الليلة.
“حسناً؟”
ولكن على عكس توقعاتي بأنه سيُبدي اهتماماً، لم يكن لدى لوكاس سوى رد متجهم حول الموضوع. كل ما كنت أفكر فيه هو ‘هاه؟’.
“أنت لست مهتماً؟”
“إنه محتال على أي حال، كما تعلمين.”
“أوه، كيف تعرف أنه محتال؟”
تفاجأت قليلاً وسألت لوكاس. أعلم أنه محتال لأن أبي أخبرني بذلك، لكن كيف يعرف؟
يبدو أن الجميع في القصر الإمبراطوري يصدقون أنه حارس البرج الأسود.
كان الحاضرون في قصر الزمرد يتحدثون عنه طوال اليوم. لكن لوكاس ضحك.
“ألم تقرأي كتب التاريخ تلك؟ ألا تعلمين أن أولئك الذين يُقبض عليهم وهم يغشون ويطلقون على أنفسهم لقب ساحر البرج الأسود يُقتلون؟”
ذُهلت بعد سماعه. أوه، كتاب تاريخ. ماذا أقول أيضاً؟
“لا، ولكن هذه المرة قد يكون حقيقياً. ما الذي يجعلك متأكداً من أنه سيكون محتال مرة أخرى؟”
“ماذا ستفعلين لو أخبرتكِ؟”
ولكن لماذا تحدث لوكاس معي فجأة بهذه الطريقة؟
“هم؟ ماذا سأفعل؟”
في البداية كنت عاجزة عن الكلام. ومع ذلك، عندما نظرت إلى ابتسامته الساخرة، بدأت أفقد كلماتي بشعور مختلف عن ذي قبل.
على سبيل المثال، في ذاكرتي، ظهر شكل لوكاس البالغ الذي رأيته سابقاً في الظلام…
“أنت، ماذا تعني بـ’ماذا ستفعلين؟’ لا يهم، لم أكن فضولية أيضاً.”
قمت بالنفخ وأحنيت الجزء العلوي من جسدي للخلف لأبتعد عن لوكاس. كما بدأ يتحدث ببساطة، كما لو أنه لم يقصد شيئاً.
“إذن أنتِ قابلت الرجل المزيف شخصياً؟”
هذا صحيح. لقد كان واعظ جيد جداً!
“سألني إذا كنت أؤمن بالنظام الطبيعي للكون.”
“بففت!”
نعم، أليس هذا مضحكاً؟ إنه أمر سخيف، أليس كذلك؟ أنا أتفهم. هذا هو بالضبط ما شعرت به!
لكن الكلمات التي قالها الرجل بعدها هي التي بقيت في ذهني.
“وسألني إذا كنت أؤمن بالتجسد.”
“ماذا، التجسد؟”
ضيق لوكاس عينيه على كلامي.
“أليس هذا جنوناً؟ لقد كان شخصاً غريباً حقاً.”
“نعم. غريب جداً.”
ولكن لسبب ما، بدا لوكاس وكأنه ضائع في التفكير في شيء ما للحظة. بينما كنت أنظر إلى وجه لوكاس، قررت ألا أذكر أنني عندما رأيت الساحر المزيف لأول مرة، ظننت أنه لوكاس.
“أنا سأغادر.”
“أوه، أنت ستغادر مبكراً جداً…”
سووش.
هاي! لم أقل حتى وداعاً! لقد فعلت هذا في العربة من قبل أيضاً! أصبحت وحدي في غرفتي مرة أخرى، أتذمر من لوكاس.
وفي لحظة ما، غضبت فجأة. والآن بعد أن فكرت في الأمر، كم مرة ركلت البطانية بسببه؟
آرغ، إنه يجعلني أكثر غضباً بمجرد التفكير في الأمر! لا تأتي إلى غرفتي في المرة القادمة!
بانغ بام!
“أوه، صحيح. أنتِ…”
“آكك!”
أوه يا إلهي!
أمسكت وسادتي وبدأت أُحركها بجنون في الهواء حيث غادر عندما أذهلني ظهوره مرة أخرى.
لوكاس، الذي عاد إلى نفس المكان الذي اختفى منه، تم ضربه على ذراعه بالوسادة التي حركتها.
“هل تمارسين التمارين الرياضية في ليلة ضوء القمر الآن؟”
كنت على وشك السقوط، لكن لوكاس أمسك بي وأنا أترنح، وأنقذني من موقف محرج.
ومع ذلك، لا يزال هذا محرجاً! لا أستطيع أن أصدق أنه تم القبض عليّ أثناء فعل ذلك! لماذا عليك أن تقول ذلك بينما يمكنك التظاهر بأنك لم تراني؟ أجبت على لوكاس وكأن الجدال معه سيزيل إحراجي.
“انتظر، ولكن لماذا! لماذا عدت فجأة؟”
ثم تركني لوكاس بعدما كان يمسك بي وضحك كما لو كان الأمر مضحكاً.
“أوه، كنت سأحذركِ من ذلك المزيف إذا رأيتيه مرة أخرى، لكن أعتقد أنني لست مضطراً إلى ذلك. أليس من الواضح أن براعة الأميرة في القتال ليست مزحة؟”
آه، آه! ذكرياتي المظلمة تتراكم تدريجياً هذا العام أيضاً…
“إذن سأكون في طريقي، لذلك استمري في العمل الجاد.”
“اخرج الان!”
ألقيت وسادتي على الشخص الذي أمامي. لكن لوكاس ابتسم ابتسامة خبيثة وهو يختفي قبل أن تتمكن الوسادة من ضربه.
هاي، يمكنك على الأقل أن تأخذ ضربة واحدة! تُركت وحدي في الغرفة مرة أخرى، ولم يكن لدي أي خيار سوى تحريك الوسادة بعنف أكثر عن ذي قبل.
********************
“مرحباً يا أميرة. لقد سمعت حكايات عن الصيغة من السحرة.”
في يوم مشرق ومشمس، تفاجأت برؤية الرجل العجوز، الذي ظهر كالشبح، من البرج الأسود.
“إنها بالفعل صيغة رائعة.”
أوه يا إلهي، هذا وجه مذهل، أليس كذلك؟ أنت تبدو كموظف مكتب كان يعمل بجد في العمل الإضافي خلال الأسبوع الماضي. هل صحيح أنك تعمل طوال النهار والليل كساحر في البرج الأسود؟ هاه. بالتفكير في الأمر، هذا عقد مدى الحياة، أليس كذلك؟ أوه، فجأة أشعر بالأسف الشديد على جدي…
“كيف توصلتِ إلى ذلك؟ هاا، حتى أنني أصبت بالقشعريرة.”
اقترب مني جدي، الذي كان محبوساً في أبحاثه لعدة أيام، بهالات سوداء تحت عينيه.
“أشعر بالإطراء. قد يضحك ساحر البرج الأسود على مدى غرابته.”
“هراء. ليس كل شخص لديه القدرة على استخدام الصيغ، بغض النظر عن مدى استثنائية الساحر.”
وعلى الرغم من إرهاقه، إلا أنه ما زال يبتسم ويمدحني. آه، لا أعرف ماذا أفعل…
“أعتقد أنه إذا كان لدي خصلة واحدة فقط من شعر الأميرة، فيمكنني الحصول على نتائج أفضل فيما أبحث عنه الآن…”
هل هذا صحيح؟ صحيح. كدت أن أنخدع!
فتحت فمي بعد نظرة سريعة على جدي، رئيس البرج.
“أنت لن تستخدمه لشيء غريب، أليس كذلك؟”
ولكن بعد كلامي، اتسع عينيّ الجد فجأة وكأنه مذهول.
“هل ستعطيني إياه حقاً؟”
أصبح صوته حذراً للغاية. لقد كان من المفاجيء أنه اعتبرني جادة لسبب ما بينما كنت أمزح كالمعتاد.
“إنها مجرد خصلة واحدة.”
لقد كنت أراقبك وأعتقد أنك شخص يمكنني الوثوق به. عندما طلب دمي بتعبير وجه غريب بدا وكأنه مدمن مخدرات، شعرت بالخوف إلى حد ما، لكن منذ ذلك الحين سيطر على نفسه.
على الرغم من أنه يبدو شاباً، إلا أنه من المحزن بعض الشيء رؤية رجل مسن يعمل طوال الليل…
يبدو أيضاً أنه يهتم بشدة بأوبيليا وبأبي، لذلك لن يفعل أي شيء من شأنه أن يضر بالمصالح الوطنية، ويبدو أنه يتبع أخلاقيات السحرة بشكل جيد إلى حد ما.
“هو، هو، يا له من شعر رائع!”
يا إلهي! لا تتصرف هكذا! عندما اتخذت قراري ونزعت خصلة من شعري، أسرع الجد ووضعها على قطعة من القماش كان قد أعدها، ممسكاً بها بيديه المرتعشتين بحماس.
“أوه، لكِ امتناني يا أميرة! سأذهب وأواصل بحثي!”
نعم، تفضل، قبل أن أندم على إعطائك خصلة من شعري…
“أوه، رئيس! لقد وصلت أخيراً! هناك شيء أود أن أسألك عنه فيما يتعلق ببحثي…”
“ابتعد عن الطريق! ابتعد عن طريقي! يجب أن أعود إلى المختبر! أعلن أن أي شخص يقترب مني قبل أن أخرج سوف يُقتل!”
“انتظر، إذا ذهبت الآن، فمتى ستخرج مرة أخرى؟!”
هززت رأسي وأنا أشاهد الجد يغادر مسرعاً بابتسامة مفعمة بالحيوية على وجهه، كما لو أنه لم يكن بهذه الحيوية من قبل.
وفي خضم كل ذلك، كان من المحبط رؤيته وهو يحمل قطعة من القماش مع خصلة شعر واحدة كما لو كان يحتضن طفلاً حديث الولادة. احم، لا بد أنك أردت شعري منذ بعض الوقت.
أوه، كنت سأسأل الجد عن ساحر البرج الأسود ولكن أعتقد أنني ضيعت فرصتي، أليس كذلك؟
“آه، الأميرة كانت هنا أيضاً. فلنذهب إلى غرفة الإجتماعات معاً. لقد اجتمع السحرة الآخرون بالفعل.”
إذن هل يجب أن أحصل على معلومات من السحرة الآخرين؟