Who made me a princess - 126
“أميرة، هل ذهبتِ إلى البرج الأسود؟”
“نعم.”
عندما عدت إلى قصر الزمرد، ليليان أول من استقبلني كالعادة. في الآونة الأخيرة، ذهبت إلى البرج الأسود بشكل متكرر، لذلك أعتقد أنها أصبحت معتادة على الأمر أكثر.
“أوه ليليان، رائحتكِ رائعة.”
شممت الرائحة اللذيذة وتشبثت بليليان.
“لقد قمت للتو بإعداد فينآنسير*. سأحضره إلى غرفتكِ.”
(*: عبارة عن كعكة لوز فرنسية صغيرة)
ابتسمت ليليان ابتسامة أمومية دافئة. كما هو متوقع منها. كيف عرفت أنني جائعة وأريد تناول الوجبات الخفيفة، وتم إعدادها بشكل مثالي في الوقت المناسب لوصولي؟
“أميرة، لقد أعددت الدعوات على الطاولة.”
“أوه، شكراً لكِ، سيس.”
وحالما دخلت الغرفة بدأت أفحص الدعوات التي تم ترتيبها على الطاولة.
بما أن الدعوات قد تمت تصفيتها بالفعل قبل تقديمها لي، ليس هناك في الواقع الكثير مما يجب عليّ الإهتمام به. في الواقع، وبسبب هذا، ليس لدي سوى عدد قليل من الأشياء التي عليّ قبولها ورفضها.
“همم.”
جلست على الأريكة وقرأت الدعوات التي أمامي. اليوم، شعرت بالإرتياح والإنتعاش الشديد لأنني انتهيت أخيراً من شرح الصيغة السحرية. كنت سأشعر بارتياح أكبر لو طرحت الموضوع مبكراً.
حتى الآن، لا يبدو أن السحرة في البرج الأسود يقدسون الإمبراطور آترنيتاس، بل الأعمال التي تركها وراءه.
واو… بالتفكير في الأمر، لقد تحسنت كثيراً أيضاً؟ لم أعتقد أبداً أنني أستطيع تغيير صيغة الإمبراطور آترنيتاس، والتي كانت معروفة جيداً بين أقوى سحرة الإمبراطور! أشعر بسعادة غامرة بمجرد التفكير في الأمر!
بصراحة، أكره الإعتراف بذلك، لكن لوكاس له تأثير كبير عليّ قبل أن أصبح جيدة هكذا. حسناً، أعترف بذلك، إنه عبقري!
“أميرة، احصلي على بعض من هذه بينما تنظرين إلى الدعوات.”
بينما كنت أستمتع بوقتي وحدي، جاءت ليليان إلى غرفتي ومعها وجبة خفيفة.
“أوه، هل هذه قهوة؟”
“نعم، تذكرت أن الأميرة قد أُعجبت بها في المرة السابقة. لقد تم تسليمها إلى قصرنا منذ فترة.”
لم يكن لدى أوبيليا قهوة في الأصل، لكن برؤية أن ليليان تعطيني مؤخراً المنتج الجديد المستورد من أتلانتا لتجربته، فهذا يعني أنه تم تقديمه أيضاً إلى قصر الزمرد. على الرغم من أنني لا أعرف إذا كانت في الواقع قهوة.
غطت رائحتها الخفيفة المكان من حولي وسرعان ما وقعت في حب مذاقها. الشاي الأسود جيد أيضاً، لكنني اشتقت إلى هذا الطعم. بالطبع القهوة سريعة التحضير لا تناسب ذوقي، لكن هذه القهوة جيدة.
حتى عندما كبرت، ظل ذوقي طفولي قليلاً. إن عبارة ‘طفولي قليلاً’ تعني بالطبع أنني أسكب السكر بسخاء في القهوة التي تحضرها لي ليليان.
“ليليان، دعينا نجلس هنا ونتناول الطعام معاً.”
“أنا ممتلئة فقط بمشاهدتكِ تأكلين يا أميرة.”
سيكون من الرائع أن نتناول الطعام معاً، لكنني لم أتمكن من إقناع نفسي بقول ذلك مرة أخرى لأن ليليان تشاهدني بابتسامة أمومية دافئة.
إنها لا تزال تحب أن تفعل الأشياء بنفسها طوال حياتي. أشياء مثل إعداد وجبات خفيفة لي أو تمشيط شعري. لا تزال تشاهدني عندما أذهب للنوم. لقد أحببت الأمر، لذلك لم أوقفها، رغم أن عمري الآن 17 عاماً.
“متى كبرت الأميرة بهذا الجمال…”
خلال العامين الماضيين كبرت قليلاً وفقدت ملامحي الطفولية. أصبح وجهي أنحف، وظهر لجسمي منحنيات أكثر تميزًا.
ربما لهذا السبب تتمتم ليليان لنفسها كثيراً هذه الأيام عندما تحدق بي. ابتسمت لها وقلت بمرح.
“أنا جميلة دائماً.”
“بالطبع. الأميرة كانت أجمل طفلة في العالم منذ ولادتها.”
احم. ما زالت ترد على مزاحي بجدية. أصبحت خجولة بعض الشيء، لكن عاطفتها هي واحدة من الأشياء المفضلة لدي في هذه الحياة.
ربما لهذا السبب أستمر بالتصرف كطفلة مع ليليان. بعد تناول وجباتي الخفيفة، تحركت أثناء النظر إلى الدعوات، ثم توجهت إلى القصر الإمبراطوري.
********************
“أبي، حان الوقت لأخذ قسط من الراحة!”
اليوم، حبس نفسه في مكتبه ويعاني من المستندات. عندما فتحت الباب ودخلت رفع رأسه. الهالات السوداء تحت عينيه واضحة للعيان.
في البداية، حرصت على عدم إزعاجه، لكنه كان يعمل لفترة طويلة لدرجة أنني عرفت أنه لن يتوقف حتى الفجر إلا إذا أوقفته. مثل الأمس، أغمض أبي عينيه لفترة ثم فتحهما عندما أتيت لزيارته.
“فيليكس.”
“نعم، جلالتك.”
عند نداء أبي الهاديء، فيليكس، الذي يقف خلفي، أحنى رأسه وأجاب.
“أشعر وكأنني أصبحت كلباً يحتاج إلى أن يُقيد ويتنزه. هل هذا مجرد مخيلتي؟”
“الأميرة آثاناسيا لديها قلب جميل. إنها تأتي إلى مكتب جلالته كل يوم لأنها قلقة على صحة جلالته، وهذا هو الرد الذي تحصل عليه منك….”
“نعم، أبي. إن وصفك كلب مقيد يتنزه أمر مبالغ بعض الشيء.”
“إلى جانب ذلك، سواء كان حيواناً أو شخصاً، يجب على كل منهما أن يتحرك ويحصل على بعض ضوء الشمس، جلالتك.”
أحسنت، فيليكس! ربما لأننا نعرف بعضنا البعض منذ سنوات عديدة. نحن نتفق بشكل جيد، أليس كذلك؟
من الصعب تصديق أن هذا هو فيليكس الذي كان في الأيام الخوالي. آه، بالطبع، كان يتحدث كثيراً بدون تفكير.
رفع كلود حاجبه في وجه فيليكس وإقناعي اللبق. بدلاً من محاربتنا، سيكون من الأسهل الإستسلام!
“هيا يا أبي، أنهي ما كنت تفعله ودعنا نخرج معاً. كما قال فيليكس، يجب على الشخص الحصول على ما يكفي من ضوء الشمس والتنزه في الخارج.”
“هااا.”
تنهد أبي كما لو أنه لم يعجبه أفكارنا، لكن ذلك لم يمنعني.
“إذن سأنتظر هنا بصبر.”
جلست على الأريكة الناعمة بابتسامة. همم… غريب. منذ عامين، قمت بالتأكيد بتغيير الأريكة في غرفتي إلى نفس هذه الأريكة، لكن لماذا تبدو مختلفة هنا؟ و… لماذا أشعر بأن الأريكة هنا أكثر نعومة؟
كنت أرغب في اختبار نعومة هذه الأريكة أكثر، لكنني قررت أن أترك الأمر. فكرت أنه سينزعج أبي إذا واصلت الوقوف والجلوس.
“أبي، دعنا نذهب إلى حديقة الورود اليوم، لقد سئمت من البقاء هنا كل يوم.”
وبعد فترة، أمسكت ذراعه وغادرت قصر الإمبراطور. كان فيليكس يتبعنا.
أبي يحاول دائماً إبعاد فيليكس عن بصره ويجعله يبتعد عنا عشر خطوات. لذلك، بعد توبيخه مرات عديدة، لم يعد فيليكس يقترب عندما نكون أنا وأبي معاً.
في البداية، في كل مرة أزوره، كان فيليكس يُطرد دائماً. سيشعر بالإكتئاب وخيبة الأمل، لكن في هذه الأيام، أعتقد أنه اعتاد على ذلك.
أ-أممم، ولكن إذا نظرت إلى الأمر مرة أخرى، هل هذا يعني أن فيليكس تعرض للتنمر بدرجة كافية لدرجة أنه اعتاد على ذلك بالفعل؟ هيهي. فيليكس، هل تشعر بالانزعاج قليلاً…؟
“أترى، أنت أيضاً سعيد بالتواجد بالخارج، أليس كذلك؟”
“مزعج.”
“إذا بقيت في الداخل لأن الأمر مزعج، فسوف تصبح ضعيفاً. يجب أن تهتم بعمرك يا أبي.”
استطعت أن أرى أبي يعبس من كلماتي. هيهي، هل تشعر بالإهانة لأنني تحدثت عن عمرك؟ ولكنها الحقيقة.
بالطبع، أبي فخور بجماله حتى خلال السنوات العصيبة، ولكن ماذا فعلت لتحافظ على مظهر بشرتك شاباً؟ رغم أن وجهك يبدو عليه الإرهاق.
إذا قلت ذلك، فإن أبي سوف ينكر ذلك، ولكن حتى لو لم أقل ذلك، فلا يسعني إلا أن أقلق بشأن مقدار عمله المعتاد. لقد كان عالقاً في المكتب طوال اليوم وجدول نومه غير منتظم.
“لقد أخبرتك أن تنام على سريرك، أليس كذلك؟ إذا واصلت القيام بذلك، فسوف أقوم بنقل الأريكة.”
يبدو أنه لا يستطيع أن يتخلى عن عادته في النوم على الأريكة. حتى لو استراح، عليه القيام بذلك بشكل مريح. لكن بسبب كلامي، تمتم أبي وكأنه يعاني من الصداع.
“هذه الفتاة تستمر في إزعاجي يوماً بعد يوم.”
“ولكن من سيهتم بك بهذه الطريقة إذا لم أكن أنا؟”
لن تستمع حتى لو قالها فيليكس مائة مرة. لا بد لي من التذمر بهذه الطريقة، لذلك عليك على الأقل الإعتناء بصحتك.
ألا تعتقد أنه يجب عليك مجاملتي؟ ألا تعتقد أنك يجب أن تكون لطيفاً معي لكوني الوحيدة هنا من أجلك؟
لكن أبي هو أبي. بدلاً من أن يمدحني، فضل أن يتمتم لنفسه بصوت مليء بالإنزعاج.
“لا أريد أن تعاملني ابنتي مثل كلب، افعل هذا، افعل ذلك، كل يوم… لا أريد أن أسمع تذمراً. أنا أفعل كل ما بوسعي.”
آه، لماذا تستمر في القول أنني أعاملك مثل كلب؟ هل تقول إنني إذا أخذت شخصاً ما في نزهة فهذا يعني أنني أعامله مثل كلب؟ آه… يبدو أنني أجبرتك قليلاً ولكن….
“بالمناسبة، ألم تسئمي من هذه الحديقة؟”
فجأة، سألني أبي، الذي كان ينظر حوله لبعض الوقت. عندما سمعته، خرجت من أفكاري ونظرت حولي. نحن في حديقة زهور مليئة بالورود الوردية المتفتحة. بالطبع، تم إنشاء هذا المكان من قِبل أبي في الماضي.
أنا بخير تماماً مع المكان، لكن هل سئم أبي منه؟
“هل يجب أن نغير الطريق الذي سنسير فيه في المرة القادمة؟”
سعال، بدوت وكأنني مالكة حيوان أليف يفكر في طريق المشي لكلبه. كل هذا لأن أبي يستمر بقول أنه واحد منهم!
“فيليكس.”
وما إن فتح فمه ببطء حتى اقترب فيليكس الذي كان خلفه وكأنه كان ينتظر ذلك.
“نعم، جلالتك. هل ناديتني؟”
“أخبر البستانيين أن يحولوا هذا المكان إلى حديقة استوائية غداً.”
شهقة! تجمدت ونظرت إليه بذهول. لا، ما الذي تتحدث عنه فجأة؟ فيليكس، الذي كان قد اقترب من أبي، تراجع أيضاً عند أمره العشوائي.
“حديقة استوائية… هل أنت متأكد؟”
“نعم. أعتقد أن آثاناسيا قد سئمت من حديقة الورود.”
ماذا؟ أنا؟ فجأة فتحت فمي بإحراج.
“أبي، متى قلت ذلك؟”
“آخر مرة، سمعت أن الحديقة التي يعتني بها الماركيز إيرين مثيرة للإعجاب للغاية. واسم الزهرة……”
أوه انتظر! لماذا تفعل هذا الآن؟!
“أوه نعم. هل تتحدث عن أرسطولوشيا إليجانس؟*”
(*: ويسمى أيضاً «أرسطولوشيا الساحلية» وهو نبات شبه استوائي، عبارة عن نبات مزهر متسلق سريع النمو دائم الخضرة يمكن أن يصل طوله إلى حوالي 3 – 4.5 متر «9.8 – 14.8 قدم». السيقان النحيلة خشبية والأوراق خضراء زاهية، بطول 7 – 9 سم «2.8 – 3.5 بوصة» وعرض 5 – 10 سم «2.0 – 3.9 بوصة»، وتشكل أوراق جذابة كثيفة، الزهور على شكل قلب، صفراء مخضرة مع علامات بنية أرجوانية.)
سعال! كدت أن أبصق من ذلك الإسم الفاخر الذي خرج من فم أبي.
“هاه؟ أرسطولوشيا…”
“أرسطولوشيا إليجانس.”
“أرسطولوشيا إليجانس… هناك زهرة تحمل اسماً كهذا. سأكون متأكداً من تذكر اسمها.”
اسم الزهرة الذي ردده هذان الرجلان باستمرار بتعابير وجه جادة كان أنيقاً جداً لدرجة أنني وجدته مضحكاً بعض الشيء. لكنه لا يناسبهما! لذلك توقفا عن الحديث عن ذلك بتعابير الوجه الجادة هذه والنطق الأنيق!*
(*: اسم هذه الزهرة بالإنجليزي «Aristolochia Elegans» وكلمة «Elegans» تأتي من كلمة «Elegant» والتي تعني أناقة وآثاناسيا قامت باستخدام الكلمة للسخرية مما يقولانه)