Who made me a princess - 123
“هل أنتِ سعيدة الآن؟”
والمثير للدهشة أن لوكاس استمع لطلبها دون أن يقول أي شيء آخر. عندما اخترق صوته المألوف والأصغر أذنيها، أخفضت آثي يديها ببطء وفتحت عينيها.
“لـوكـاس!”
“آه، أذنيّ.”
إن لـوكـاس واقـف حـقـاً أمـامـهـا! عبس شاب جميل، بدا وكأنه في نفس عمر آثي. نظر إليها وكأنه يقول، ‘هل أنتِ سعيدة الآن؟’.
أعربت الأميرة بشدة عن سعادتها ورحبت به.
“لـمـاذا أتـيـت مـتـأخـراً جـداً؟!”
“لا، بد أنكِ أردتِ رؤيتي حقاً، هاه؟”
من إجابته الوقحة، تأكدت آثي أن هذا الشخص هو لوكاس حقاً. وبدون الكثير من التفكير، عانقته بقوة.
“آه، انتظري…!”
“كـنـت أنـتـظـرك، أيـهـا الـغـبـي!”
وقف لوكاس متجمداً لسبب ما، لكن آثي لم تتردد، وواصلت التعبير عن مشاعرها. نظراً لأنه كان صامتاً للغاية خلال الأشهر القليلة الماضية بعد مغادرته للبحث عن ثمرة شجرة العالم، فقد بدأت أشعر بالقلق! ولكن أن يعود في عيد ميلادي…! يا له من رجل جدير بالثناء! خاصة وأن العديد من الحوادث قد حدثت أثناء غياب لوكاس، شعرت آثي بسعادة أكبر بعودته. لا بد أنها افتقدته حقاً دون علمها. حسناً، هذا أمر متوقع، على ما أعتقد. لقد ظل لوكاس بجانبي منذ أن كنت صغيرة، وهو صديقي الأول.
“هاي، أنتِ… هذا…”
على عكس حالته المعتادة، تلعثم لوكاس من عناق آثي المفاجيء.
عانقته بقوة أكبر وبدأت في التربيت على ظهره.
“تهانينا على تحقيق أمنيتك! أنا سعيدة أنك استعدت سحرك!”
“آه، نعم…”
“لكن ألا تعتقد أنك استغرقت وقتاً طويلاً؟! لقد كنت قلقة عليك! كان بإمكانك على الأقل أن ترسل لي رسالة!”
بعد أن ظل متصلباً من عناقها لفترة من الوقت، دفعها لوكاس فجأة بعيداً كما لو أنه عاد إلى رشده أخيراً.
“هاي، ألا تعتقدين أنكِ تعانقين بحرية؟!”
إيه؟ ومنذ متى وهناك مثل هذه الحدود بيننا؟ الأميرة بالكاد انتبهت لصراخ لوكاس. عندما رأى ردة فعلها غير المبالية، اهتز عينيه. لقد بدا وكأنه يريد أن يشتكي لها شيئاً ما، لكنه سرعان ما بدا على وجهه بعض الإرتباك وكأنه يفكر، ماذا أفعل الآن؟
ثم قال لوكاس.
“آه، لا يهم. الآن أخبريني.”
“ماذا؟”
“ماذا تقصدين بـ’ماذا؟’ أخبريني ماذا حدث أثناء غيابي.”
توقفت آثي. ضيق لوكاس عينيه وكأنه يقول، ‘لا تفكري حتى في إخفاء أي شيء عني. قولي لي كل شيء’.
“أستطيع أن أقول إن بلاكي قد اختفى. ولماذا عليكِ الكثير من الأشياء المثيرة للإشمئزاز؟ مزعج للغاية. أعطيني قائمة كاملة بجميع الأشخاص الذين قابلتهم.”
بدأت العينان الحمراوان التي توهجتا بانزعاج تراقباها. لم تعرف آثي بالضبط ما الذي كان يتحدث عنه لوكاس، لكنها افترضت أن حالتها السحرية ليست طبيعية تماماً. شعرت وكأنها آثمة، وبدأت في التمتمة والشرح له.
“لم أستمع إليك وبقيت مع بلاكي كل يوم… ولهذا السبب امتصصت بلاكي، على ما أعتقد.”
“و؟”
واصلت الأميرة شرح كل ما حدث بينما لم يكن لوكاس حاضراً. لم يوقفها أو يلومها. لقد بقي في مكانه فقط بسلوكه المعتاد اللا مبالي الذي ساعد آثي بشكل كبير على قول كل ما كان يتراكم بداخلها.
“هل ترين؟ كما هو متوقع، لا يمكنكِ فعل أي شيء بدوني، هاه؟ يا إلهي.”
وعندما أنهت كلامها، أبدى لوكاس تعبير وجه راضي ومد يده إليها.
“إذن تعالي إلى هنا.”
لكن مهلاً… ربما أنا أتخيل أشياء، لكن سلوكه يبدو غامضاً مثل… ‘هاي أيتها الغبية، سوف أُعبر عن إخلاصي الخاص وسأساعدكِ!’ وهذا يجعلني أشعر بالغضب…
“ماذا، إلى أين نحن ذاهبان؟”
“اليوم هو عيد ميلادكِ. سأقدم لكِ هدية.”
هاه؟ لماذا تحدث عن هدية عيد ميلاد فجأة؟ بما أنه أتى في يوم عيد ميلادي، اعتقدت أنه سيتحدث بالهراء مثل، ‘هدية عيد ميلادكِ هو أنا!’ بينما شعرت آثي بالحيرة، لم ينتظر لوكاس وأمسك يدها. في اللحظة التي شعرت فيها بدفء يده، تغير محيطها على الفور. آه، أشعر بالدوار! ألا يمكنك على الأقل تحذيري قبل الإنتقال؟!
عندما أدركت مكانهما، حبست آثي أنفاسها. مـاذا؟! هـذه غـرفـة نـوم كـلـود! فـي الـواقـع، كـلـود لـم يـنـم بـعـد! لا تعرف ما فعله لوكاس، لكن يبدو أن كلود لا يدرك وجودهما. شعرت بالذهول وهي تحدق في ظهر كلود بينما ينظر من النافذة، لم يسع آثي سوى فتح وغلق فمها.
أدارت رأسها نحو لوكاس وكأنها تقول له، هل فقدت عقلك؟! وبدلاً من الرد عليها، بدأ لوكاس بالسير نحو كلود. لا! تـوقـف، أيـهـا الـوغـد!
عندما اقترب لوكاس من كلود، عبس الإمبراطور وأدار رأسه كما لو أن غرائزه قد تم تنشيطها. و في غمضة عين…
“آه!”
شهدت آثي يد لوكاس وهي تختفي في الهواء للحظة، حتى أخرج شيئاً ما ووجهه نحو كلود بسرعة البرق! عندما رأت الشيء الحاد في يد لوكاس يتجه نحو رأس كلود، صرخت آثي.
“أ-أبـــــي!”
لكن كلود قد فقد وعيه بالفعل. صُدمت آثي، وركضت نحوه على الفور.
“أوه؟ لم يكن عليه أن يشعر بوجودي، فكيف عرف واستدار؟ لقد كدت أن أوجهه نحو وجهه.”
“أ-أبـــي! أبـــــي!”
بغض النظر عن مدى هزها له، لم يظهر على كلود أي علامة على الحركة. بدا الشيء الذي تم تثبيته في رأس كلود وكأنه غصن عشوائي. لا تعرف ما إذا ينبغي عليها إخراجه أم لا، شعرت آثي بالرعب والعجز.
هـ-هل مات؟! لا، صحيح؟ صحيح؟
“هذا ثمين جداً بالنسبة لي، لذلك عادةً لا أعطيه لأي شخص. لكنني أعطيه لكِ بشكل خاص لأنه عيد ميلادكِ، لذلك يجب أن تكوني ممتنة للغاية.”
عندما سمعت كلمات لوكاس الوقحة، شعرت آثي بالغضب الشديد.
“أيـهـا الـوغـد الـمـجـنـون! مـاذا تـفـعـل؟! مـن قـال لـك أن تـقـتـل أبـي؟!”
لـهـذا الـسـبـب يـقـولـون لا تـربـي وحـش أسـود الـرأس أبـداً! بـالـتـفـكـيـر أنـه سـيـنـقـلـب ضـدي حـتـى بـيـنـمـا رحـبـت بـعـودتـه بـكـل فـخـر!
سواء كانت الأميرة غاضبة أم لا، أجاب لوكاس بلا مبالاة.
“هذا غصن شجرة العالم، لذلك فهو لن يموت. أنتِ لا تعلمين، لكن من الأفضل طعنه مباشرة في المنطقة المتضررة.”
حتى عندما انهار كلود مثل الجثة وآثي تبكي، بدا لوكاس غير مبالي للغاية. وعندما همس لها لوكاس بتعبير وجه شيطاني، شهقت الأميرة.
“بالإضافة إلى ذلك، لا ينبغي أن تقلقي بشأن الآخرين الآن. عليكِ أن تُطعني بالغصن أيضاً.”
الـ-الـمـعـذرة؟! مـاذا تـقـصـد؟! هـل تـقـول أنـك تـريـد قـتـلـي أيـضـاً؟! ولـن تـشـعـر بـتـحـسـن بـخـلاف ذلـك؟! اهتزت عينا آثي وهي تنظر إلى الساحر.
“أفكاري الجامحة~ العينان القلقتان~ وأنتِ تشاهدين كل هذا~ ربما يكون هذا شبيهاً بحرب الحب~”
كما هو متوقع، لم يحصل لوكاس على لقب ‘المختل العقلي الأسود’ بدون سبب. وبدون أي رحمة، ابتسم لها بإشراق وقال.
“أنتِ بحاجة فقط إلى أن يستقر سحركِ، لذلك سأعطيكِ غصناً صغيراً بشكل خاص.”
قبل أن تتمكن حتى من الرد، بحث لوكاس عن شيء ما في الهواء مرة أخرى وأخرج غصناً به برعم. ثم طعن رأسها دون لحظة من التردد.
هـاي، كـيـف أمـكـنـك أن تـفـعـل ذلـك بـهـذا الـسـلاح؟! أيـهـا الـوغـد…!
بعد أن شعرت بألم شديد، فقدت آثي وعيها.
أ-أيـهـا الـقـاتـل، لـوكـاس…
تحول العالم إلى اللون الأسود أمامها.
********************
شهقت آثي بصوت عالي. كم مر من الوقت؟ نهضت من مكانها وهي ترتجف.
مـ-ماذا؟ لماذا أنا هنا؟ أين هذا؟ من أنا؟
في حيرة من الصمت حولها، نظرت إلى محيطها وتذكرت ما حدث الليلة الماضية. آآآه! هـذا الـمـخـتـل الـعـقـلـي الأسـود! مـا الـذي فـعـلـه بـي أنـا وكـلـود؟! كـيـف تـجـرأ عـلـى قـتـل أب وابـنـتـه مـبـاشـرة بـعـد عـودتـه؟! يا له من وغد مخيف! لمست آثي رأسها كردة فعل، لكن لم تتمكن من الشعور بالغصن. كما قال لوكاس، أنا لم أمت… في الواقع، أشعر بالإنتعاش في جسدي بشكل غريب… لكن لا يزال! ألا تظن أن هذا مبالغ به؟!
ماذا عن كلود؟
عندما رأت كلود يستلقي بجانبها كشخص ميت، بدأت آثي بهزه بدهشة.
“أ-أبـــي! أبـــي!!!”
ربما لأن لوكاس هو من نقلهما، حيث كانا الإثنان قد فقدا وعيهما على سرير وثير، وليس على الأرضية الباردة. من ضوء الشمس الخفيف القادم من النافذة، خمنت آثي أن الصباح قد حل.
كان الهواء هادئاً جداً. بعد أن هزت كلود عدة مرات، توقفت بدهشة. إ-إنه لم يمت، أليس كذلك؟! هل هو حتى يتنفس؟! أنا لا أرى الغصن من الليلة الماضية! أنا لا أرى الدماء في أي مكان! فلماذا لا يتحرك هذا الشخص على الإطلاق؟!
فجأة شعرت بالخوف، وضعت آثي أذنها على صدره. بعد سماع قلبه النابض، تنهدت أخيراً بارتياح. أين ذهب هذا الوغد لوكاس بعد أن جعلنا هكذا؟! هل هرب وهو يعلم أنني لن أسمح له عندما أستيقظ؟! هل هذا هو سبب عدم وجوده؟!
“مم.”
ثم سمعت أنيناً مكبوتاً.
مندهشة، أخفضت آثي رأسها.
“أبي! هل أنت بخير؟!”
لم يعد وعيه بالكامل، ولكن وكأنه يشعر بالألم من جراء سقوطه بالأمس، عبس كلود.
مباشرة بعد أن فتح عينيه، فحصت آثي حالته.
“أبـي، هـل تـتـألـم فـي أي مـكـان؟ مـثـل رأسـك؟!”
نظراً لأن لوكاس طعن بغصن رأس كلود بلا قلب، لم يسع آثي إلا أن تقلق على رأسه. أنا بخير تماماً، لكن من يدري بالنسبة لكلود، الذي كان لديه غصن أكبر في رأسه!
عندما بدأت عيناه في التركيز ببطء، ثبتهما عليّ. وبعد ذلك، تغير تعبير وجه كلود.
“أبي؟”
هل هذا أثر جانبي؟! لوكاس ذلك الوغد تظاهر بأنه فعل شيئاً جيداً من أجلي!
بينما آثي مضطربة، استمر تعبير وجه كلود في التغير أثناء استلقاءه على السرير. بدا غريباً لفترة وجيزة عند رؤيتها، لكن تعبير وجهه سرعان ما أصبح أكثر صلابة. ثم، كما لو أنه تلقى لكمة في بطنه، عبس كلود من الألم. تغيرت موجات من الضوء في عينا الإمبراطور الكريستاليتان.