Who made me a princess - 122
“بما أنه عيد ميلادي، فأنت تعلم أنه لا يمكنك أن تأتي خالي الوفاض، أليس كذلك؟ إذا لم تحضر هدية، فلن أسمح لك بالدخول.”
“ألم تكن هديتكِ هي الصورة؟”*
(*: يقصد الصورة المرسومة لهما التي طلبتها منه كهدية مبكرة قبل حادثة فقدانه الذاكرة)
“آه!”
“يبدو أنكِ قد نسيتِ.”
زقزقة زقزقة.
تسللت أشعة الشمس الساطعة فوق رؤوسنا بينما امتزجت أصوات الطيور المغردة مع الجو الدافيء.
********************
“لقد اعتدت أن تعتز بي كثيراً جداً—بمقدار لا يوصف بالكلمات فقط.”
تجمعت أشعة الشمس فوق البحيرة مثل الخرز الزجاجي، مما جعلها تبدو وكأن هناك فقاعات. كنت في منتصف شرح علاقتنا الرائعة لكلود قبل أن يفقد ذكرياته وأقوم بخلط بعض الأكاذيب مع الحقيقة.
“بصدق يا أبي، لقد أحببتني حقاً بما لا يمكن للكلمات أن تصفه.”
“لهذا السبب إذا قلت أنني أريد النجوم والقمر، كنت على استعداد لإعطائهما لي حقاً.”
حالياً، الإمبراطور والأميرة يركبان قارباً يطفو على البحيرة. صنع الضوء المنعكس على الماء أنماطاً من الأمواج أمامهما.
من الطبيعي أن كلود منتبه لما تقوله، ولكن متى سيكون لديها الفرصة للسخرية منه هكذا؟!
“أنت تعتقد أنني أكذب، أليس كذلك؟”
أصدرت آثي صوت ‘همف’ وهي تنظر إليه. ثم دحرجت مظلتها وهاجمته.
“إذن، كيف تفسر كل الهدايا القديمة التي رسمتها لك والتي احتفظت بها في غرفة نومك أو حقيقة أنك صنعت حجراً مسجلاً عني سراً واحتفظت به؟”
“أنا متأكد من أنني لست الشخص الذي فعل ذلك.”
في اللحظة التي استجوبته فيها آثي، اهتزت عينا كلود وأنكر على الفور. لكن هذا لم ينجح معها.
“يا إلهي، لقد تفاجأت حقاً. بصراحة لم أتخيل حتى أنك ستحتفظ بهؤلاء. وأنك استخدمت سحر الحماية للحفاظ على الرسومات بشكل مثالي–“
“هذا أيضاً، لا بد أن شخصاً آخر قد فعل ذلك بخبث–“
“إذن ماذا عن الحجر المسجل؟ لقد تفاجأ سحرة البرج أيضاً عندما أعطيتهم الحجر لينسخوه يا أبي.”
“….”
“سمعت أن فيليكس وليلي كانا متفاجئين للغاية أيضاً.”
بدا كلود كما لو أنه عاجز عن الكلام. لقد فهمت… لقد كانت تتحدث عن أحداث هو نفسه لا يتذكرها، لذلك بالطبع لا يعرف ماذا يقول. كان عابساً كما لو كان يفكر، يا له من وغد مجنون. كانت آثي متأكدة من أن أفكاره عن ‘الوغد المجنون’ موجهة إلى نفسه.
“… هل كنتُ حقاً هذا النوع من الأشخاص؟”
بدا كلود متشككاً، وتمتم.
لم تعرف آثي إذا كان يسألها أم يسأل نفسه، لكنها ردت عليه.
“لهذا السبب قلت لك.”
كان شعورها بالثقة وهي تقول الكلمات التالية، التي سمعتها من لوكاس العام الماضي، لكلود اليوم يفوق الكلمات التي يمكن وصفها.
“أبي، أنت تحبني أكثر بكثير مما تعتقد.”
حدق كلود بها بتعبير لا يوصف. لم يقبل أو ينكر ما قالته. شعرت الأميرة بالسعادة بالوضع الحالي، فقط همهمت وهي تشاهد البحيرة المتلألئة.
“هل أنتِ بخير حقاً بشأن عدم القيام بأي شيء خاص آخر اليوم؟”
وبعد لحظة، سألها كلود.
اليوم في الواقع هو يوم عيد ميلاد آثي. وهي تقضي وقتاً بمفردها مع كلود، الذي أتى بالفعل إلى قصر الزمرد لرؤيتها، والإثنان يقضيان وقتاً مريحاً معاً.
عندما أخبرته أنها تريد أن يذهبا معاً في رحلة على القارب، نظر إليها وهو يفكر إذا هذا هو حقاً كل ما تريد فعله في يوم كهذا. لكنها ابتسمت بإشراق وأمسكت يده.
“أوه. أبي، أنت لا تعرف، هاه.”
ابتسمت آثي لتغيظه وهي تنظر إلى وجهه، وهو يُظهر أنه لا يزال منزعجاً إلى حد ما.
“أي وقت أقضيه معك هو وقت خاص بالنسبة لي.”
وصل إلى أذنيها صوت قطرات الماء التي تقفز من البحيرة. عينا كلود الكريستاليتان تراقباها بصمت.
في وقت لاحق، بدت عيناه زرقاوان داكنتان عميقتان.
“ماذا تنوين أن تفعلي إذا لم تعد ذكرياتي أبداً؟ هل ستتركيني؟”
هذه المرة، راقبته آثي. ظاهرياً بدا تعبير وجهه لا مبالي، لكنه نظر بتردد من الصعب ملاحظته.
“لماذا تستمر في قول ذلك؟”
أشفقت آثي قليلاً على الشخص الذي أمامها، لكنها لا تزال تحبه. على الرغم من أنه أمر نادر جداً، أنه كلما كشف عن جانبه الأضعف منه لها فقط خاصة وهو فاقد لذكرياته، ليس بوسعها إلا أن تشعر بالألم في قلبها.
“حتى لو لم أكن ابنتك، أبي لا يزال أبي. لا يهمني إذا كنت لا تستطيع أن تتذكر.”
الآن أخيراً أفهم ما شعرت به آثاناسيا في الرواية. أفهم الآن لماذا، حتى قبل وفاتها، لم تستطع التخلي عن كلود. فكرت آثي بصدق أنها ستكون بخير حتى لو استمر في عدم تذكرها أبداً.
“أنا أتذكر كل شيء بدلاً منك. لذلك، أبي…”
إذا كان بإمكانه أن يكون معي دائماً هكذا مثل الآن.
“… ما عليك سوى البقاء حيث أنت.”
عندما ابتسمت، حدق فيها كلود بصمت مرة أخرى.
في ذلك اليوم، بقي كلود حقاً مع آثي طوال اليوم. ذهب الإثنان في رحلة على القارب معاً، وحظيا بوقت الشاي في قصر الزمرد، ولعبا أيضاً الشطرنج الذي يكون هوايتها الجديدة مؤخراً. بالنسبة للعشاء، تقاسما كعكة خاصة أعدتها ليلي. كان اليوم مثل أي يوم آخر، لكن آثي استمتعت كثيراً لأنها أمضت عيد ميلادها مع كلود.
بعد توديع كلود عند عودته إلى قصر جارنيت، عادت الأميرة إلى غرفتها.
عندما فتحت صندوق الموسيقى الذي أهدتها إياها ليلي في عيد ميلادها العام الماضي، بدأ لحن جميل يملأ هواء الليل الهاديء.
خرجت آثي مرتدية بيجامتها إلى شرفتها واستندت على الدرابزين. القمر يُضيء في الظلام. اليوم كان ممتعاً حقاً. على الرغم من أنها لم تفعل أي شيء مذهل في عيد ميلادها، إلا أنها واثقة من أنها لم تقضي عيد ميلاد أكثر سعادة اليوم طوال حياتها.
بدا كلاً من فيليكس، ليلي، هانا، سيس، وبقية أفراد قصر الزمرد متحمسين للغاية لأن كلود أتى لرؤية آثي للمرة الأولى في عيد ميلادها. كانت الحلويات الموضوعة أثناء وقت الشاي والأطعمة فوق الطاولة أثناء الوجبات عبارة عن طاقم مرصع بالنجوم.
من المثير للدهشة أن كلود كان جيداً جداً في لعبة الشطرنج، لذلك استمرت في الخسارة. لذلك خلال لعبتهما الأخيرة، تظاهرت بالعطس وقلبت اللوحة.
بينما كانت جشعة، تساءلت آثي عما إذا كان ينبغي عليها أن تتذمر مثل طفلة أكثر، لكنها في النهاية سمحت لكلود بالعودة إلى قصر جارنيت بعد العشاء المتأخر. نظراً لأنها استمتعت كثيراً اليوم، فقد أرادت أن تمنحه بعض الوقت مع ديانا. عندما بدا منزعجاً بشكل غامض، ودعته الأميرة قائلة ليلة سعيدة بابتسامة.
أسندت آثي رأسها فوق ذراعيها الموضوعتين فوق الدرابزين، وشعرت بالرياح اللطيفة تمر على وجهها. تحرك شعرها الذي بدا مضيئاً تحت ضوء القمر الساطع فوق الدرابزين ورقص بخفة.
بينما أتى كلود لحضور عيد ميلادي للمرة الأولى، اختفى لوكاس وبلاكي اللذان كانا هنا دائماً… فكرت وهي تحدق في الفراغ بلا معنى. الآن بعد أن أصبحت وحدها، ظهر الفراغ بداخلها. ولكن لا ينبغي لي أن أفكر هكذا. لأنني أشعر بسعادة غامرة بالفعل، يجب أن أكون ممتنة لما أملكه الآن. لكن ما زال…
“أريد أن أراك.”
تمتمت آثي لنفسها وهي بالكاد فتحت فمها.
“من؟ أنا؟”
حبست أنفاسها في اللحظة التي سمعت فيها صوت شخص ما يمتزج مع هواء الليل بطريقة سحرية.
بعد أن ظلت متجمدة في مكانها للحظة قصيرة جداً، أدارت رأسها نحو الصوت. مع خلفية سماء الليل، رقص شعر أسود في الهواء. مع حضور مهيمن تحت ظل شجرة، نزل رجل إلى شرفتها وهو ينظر إليها.
“أستطيع أن أقول أنكِ مندهشة حقاً من تعبيركِ الغبي.”
الأميرة لم تستطع التحرك. لم تستطع إلا أن تحدق في الرجل حتى ابتسم لها لوكاس.
“لقد عدت.”
“… لوكاس.”
أخيراً فتحت آثي فمها عندما عادت إلى رشدها. لا تزال غير قادرة على تصديق ما إذا الشخص الذي أمامها حقيقياً أم لا، حدقت فيه بعدم تصديق.
“ماذا، هل أنتِ سعيدة جداً لرؤيتي لدرجة أنكِ لا تستطيعين قول أي شيء؟”
عندما سمعت كلماته المرحة، أدركت آثي ببطء أن الشخص الذي أمامها هو حقاً لوكاس.
“سمعت أن اليوم هو عيد ميلادكِ.”
لكن حقيقة أنه ظهر في اللحظة التي فكرت فيها في الرغبة في رؤيته بدا وكأن الأمر مجرد وهم.
“لقد أتيت في الوقت المناسب.”
أيضاً، شعرت آثي بالذهول أكثر لأنه ليس في شكل الصبي المألوف؛ إنه في شكل بالغ. لوكاس، الذي يقف أمامها، بدا غير مألوف بالنسبة لها.
“ولكن ما هذا.”
بعد مراقبتها لفترة وجيزة، تحدث لوكاس وكأنه يرى شيئاً مثيراً للإهتمام. لا تزال آثي تحدق بصمت في الوجه الذي أمامها مثل خرساء.
“هل امتصصتِ بلاكي؟”
ثم وكأن صخرة سقطت في قلبها.
“لقد أصبحتِ فجأة غنية بالسحر.”
صوته لم يكن به ذرة من اللوم. لقد راقبها فقط وكأن الزيادة المفاجئة في قوتها السحرية مثيرة للإهتمام للغاية.
“لقد عدت للأبد ولن تغادر؟”
تمكنت الأميرة من فتح فمها وسؤاله.
بعد ذلك، دارت محادثة مملة إلى حد ما.
“لماذا قد أغادر؟”
“هل أكلت الثمرة؟”
“لقد قام بعض الأوغاد بتخريب الثمار، لذلك لم أتمكن من تناول أي منها. لكن بدلاً من ذلك، أكلت شيئاً أفضل.”
ولحسن الحظ، بدا لوكاس منتعشاً للغاية كما لو أنه حقق ما أراد.
“هذا جيد.”
كان الأمر غريب. كان لديها الكثير لتخبره به عندما يعود، لكنها لم تستطع سوى نطق هذه الكلمات المملة. شعرت آثي بالغرابة أمامه لسبب غير معروف. إنها بالتأكيد سعيدة برؤية لوكاس، لكنها بطريقة ما لم تستطع قول أي شيء بينما واصلت النظر إليه.
“هم؟”
يبدو أيضاً أن لوكاس لاحظ أن هناك شيئاً غريباً بشأن آثي. وحدق بصمت في وجهها. نظراً لعدم قدرتها على تحمل الموقف لفترة أطول، أغمضت آثي عينيها، وصرخت ‘آه!’، ومدت يديها لتمنع نفسها من رؤيته.
“هل تحتاج إلى البقاء بهذا الشكل؟! ألا يمكنك العودة إلى ما كنت عليه عندما كنت أصغر سناً؟”
“لماذا يجب أن أفعل ذلك؟”
“أنا لا أشعر وكأنك أنت!”
لم تعرف تعبير الوجه الذي قام به بما أنها أغمضت عينيها، لكنها سمعت ‘هم’ أخرى. خمنت آثي أن لوكاس فكر أن ردة فعلها مضحكة أو مزعجة بعض الشيء.