Who made me a princess - 115
بكيت بصوت أعلى عندما وضع يداه الدافئة على ظهري.
“أ-أبي…”
“نعم.”
“أبي…”
“أنا ما زلت هنا.”
هو نفسه، وهو فاقد الذاكرة، أخبرني أنه ليس أبي. لكنه ظل يرد عليّ، وأنا أناديه بـ’أبي’.
أوه، نحن الإثنان حمقى…
ربما لم أتوقف بكائي لأنني كنت أحبس دموعي في مواقف عديدة. اشتممت من كلود رائحة شيء مألوف جداً مع دفئه وكأنه يخبرني أنه لا بأس بالبقاء هنا وأنني أستحق هذا.
أدركت أخيراً أنني التقيت به ولست أحلم وأنا أبكي بين ذراعيه.
آه، لقد عدت إلى المنزل. بعد كل هذا الوقت. عدت إلى من اشتقت إليه.
بكيت حتى لم أعد أستطع بعد الآن مع تربيته الغريب بعض الشيء على ظهري.
********************
“ليلي، هل كنتِ تعلمين عن تلك التعويذة؟”
استعددت للذهاب للنوم في قصر الزمرد حيث ساعدتني ليلي لأول مرة بعد مرور وقت طويل.
عيناها لا تزال شبه رطبة بسبب الحديث معي والبكاء. عيناي حمراوان أيضاً، ولكن بسبب حقيقة أنني بدأت في البكاء بعد وقت قصير من دخولي إلى القصر.
“لقد زار جلالته مكان الصورة التي كلاكما مرسومان بها معاً كل يوم.”
ابتسمت ليلي وهي تغطيني ببطانية.
“كان يرى حجر الرؤية في غرفته كل يوم.”
أغمضت عينيّ للحظات وفتحتهما عندما شعرت بلمسة حنونة. ظهر وجه كلود في عقلي ثم اختفى تدريجياً.
“لم يقل ذلك صراحةً لكنه كان نادماً وغاضباً من أفعاله السابقة.”
ليلى محقة. لقد بدا كلود حقاً وكأنه برج جينجا* غير متوازن على وشك الإنهيار في أي لحظة. بالإضافة إلى أنه جعل نفسه يتقيأ الدماء بسبب ذلك السحر الغبي… يا له من أحمق.
(*: هي لعبة ابتكرتها مصممة ألعاب اللوح والمؤلفة البريطانية ليزلي سكوت وسوقتها شركة هاسبرو الأمريكية. تُلعب اللعبة عن طريق ترتيب مجموعة قوالب خشبية فوق بعضها حتى يصبح برج خشبي طويل، ثم يبدأ اللاعب في إزالة تلك القوالب واحداً تلو الآخر بالتناوب مع اللاعبين الأخرين، حتى يسقط البرج ويقع.)
“بالطبع كنت غاضبة من جلالته لأنكِ أهم شخص في العالم بالنسبة لي.”
“لا، لا… أنا من تسبب في كل هذا على أي حال.”
“من المفترض أن يكون الآباء والأطفال مختلفين. ربما لأنني تجرأت على التفكير فيكِ وكأنكِ ابنتي.”
ترددت ضحكة رقيقة مع تنهيدة فوق رأسي. ارتجفت عندما شعرت بلمسة هادئة على جسدي وسمعت همسها الهاديء.
“لكنني آمنت أنه لن يؤذيكِ.”
استمرت يدها وصوتها الدافيء في مواساتي.
ثم أدركت فجأة أنني لم أحظى قط بليلة نوم هادئة منذ أن غادرت القصر.
سقط جفنيّ وأنا أستمر في تذكر ذلك.
“نامي جيداً، أميرتي الجميلة.”
أخيراً أغمضت عينيّ وأنا أستمع إلى صوتها الملائكي الهاديء.
أخيراً تمكنت من النوم بهدوء تام في تلك الليلة.
********************
“أميرة، ألا تريدين مقابلة جلالته؟”
واصلت حياتي العادية داخل القصر.
“هل أساعدكِ على ارتداء ملابسكِ؟”
“ليس الآن.”
رحب بي الناس في قصر الزمرد ترحيباً حاراً. لذلك استمتعت بحياتي الجديدة المريحة للغاية في القصر برعايتهم وحبهم.
“أميرة، ألا تريدين رؤية جلالته؟”
“أجل، ولكن ليس الآن.”
لأتحدث عن نفسي، أصبحت أمر بمرحلة البلوغ المتأخرة.
“أنا آسفة على المشاكل التي سببتها أنا وأبي وأنا ممتنة حقاً لمساعدتكم لي. لكن من الآن فصاعداً أعتقد أننا سنسوي أمورنا بأنفسنا. لذلك لا داعي للقلق جميعاً بشأن كل شيء، كما تعلمون.”
شعرا ليلي وفيليكس بالحيرة عندما غادرت الغرفة بعد كلماتي غير المتوقعة.
بدوا قلقين من حقيقة أنني لم أقابل كلود مطلقاً منذ لم الشمل العاطفي في قصر الزمرد.
ربما كانوا يتوقعون منا أن نعرض علاقة الأب وابنته، وقد يبدو عدم اهتمامي بكلود أمراً غريباً بعض الشيء بالنسبة لهم.
لكن ليس لدي أي خطط لزيارة كلود كما أرادوا مني. لدينا بعض الأمور لمناقشتها قبل هذا.
“يا له من قرار حكيم يا أميرة.”
سيس فقط هي من دعمت خططي.
“اليائسون يستسلمون دائماً أولاً. أن يكون الشخص صعب المنال هو مفتاح كل علاقة. قد يبدو الأمر وقحاً ولكنني أعتقد أن جلالته يستحق المزيد من المعاناة. حتى بأعذاره، فإن الطريقة التي عامل بها جلالته سموكِ غير مقبولة…”
“لكن سيس، ماذا لو غضب جلالته مرة أخرى؟”
“هانا، ألا تعلمين كيف بحث جلالته بجد على الأميرة؟ ويقول الكثير من الناس أن الآباء لا يستطيعون الفوز على أطفالهم.”
لكنني لا أحاول أن أكون صعبة المنال.
أمم… أعني نوعاً ما؟ على الرغم من أنني بللت ملابس كلود بدموعي، إلا أنني كنت أحاول دون وعي تجنب التقاء أعيننا ببعضها البعض.
لكن هذا ليس بسبب تجارب الماضي المروعة ولا ما يسمى بـ’صعبة المنال’ من أجل جعل كلود على الحافة من خلال عدم رغبتي في مقابلة الرجل الذي حاول قتلي حرفياً.
بصراحة، لا أعرف كيف أصف الشعور الذي أشعر به الآن.
لكن لصياغة الأمر بطريقة ما، سيكون من الأفضل وصفه بأنه ‘محاولة تغيير العلاقة بيني وبين كلود’.
“ماذا تفعلين؟”
مرت بضعة أيام وظهر كلود أخيراً في قصر الزمرد.
“أوه، مرحباً يا أبي!”
قمت بتحيته في حديقة الورود حيث كنا نحظى بوقت الشاي في كثير من الأحيان.
“ما الهدف من تلك الرسالة؟”
“إنها دعوة لوقت الشاي.”
قلت له كأن الأمر غريب لأنه لا يعرف معنى هذا. في تلك اللحظة عبس كلود قليلاً.
“لقد دعوتك إلى وقت الشاي وقد حضرت للتو رداً على ذلك.”
إن الأمر بهذه البساطة.
شرحت كل شيء لكلود، متجاهلة ردود أفعاله. نظر لي بنظرات ‘هل تعتقدين أنني سألتكِ لأنني لا أعرف ماذا يعني هذا حقاً؟’ ولكنني لم أهتم كثيراً وعرضت عليه المقعد الذي أمامي.
“من فضلك، اجلس. رقبتي تؤلمني.”
طلب كلود من فيليكس أن يطلب مني زيارة قصر جارنيت عدة مرات، ولكن مع ذلك بقيت في قصر الزمرد.
واليوم أرسلت له دعوة ولا بد أنه قال في نفسه ‘هل هذه الطفلة تلعب معي؟’ الأمر الذي من الممكن أنه قتل كبريائه قليلاً.
لكن رسالة الدعوة مكتوب بها بصراحة ‘إذا كنت ترغب بشدة في مقابلتي، فتعالى إلى هنا بنفسك!’، لذلك لم يكن أمامه خيار سوى المجيء.
وهو قد ظهر فعلاً! لذلك دعونا ننهي التحيات ونشرب بعض الشاي. فكرة جيدة؟
“هذا المكان، ليس غريباً كما اعتقدت.”
حدق كلود في وجهي للحظة ثم استسلم في النهاية وجلس على المقعد الذي عرضته عليه.
“هل كنت آتي إلى هنا كثيراً؟”
ورقة خضراء تطير فوق رأسي. سكبت بعض الشاي لكلود الذي ينظر حوله وهو جالس تحت ظل شجرة.
“نعم، لقد كنت تأتي إلى هنا ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع.”
تقطر…
سُكب سائل صافي ذو رائحة خفيفة في فنجان الشاي، ورسم خطاً رفيعاً فيه. عندما كنت وحدي في المرة السابقة، قمت بسكب الشاي بشكل همجي إلى حد ما، لكن يمكنني أن أفعل ذلك بأناقة أيضاً، كما تعلم!
“إنه شاي ليبيه. لقد سكبته بنفسي هذه المرة.”
وضع.
حتى قمت بوضع فنجان الشاي أمامه. لقد ذهبت الخادمات إلى مكان ما اليوم بناءاً على طلب قدمته سابقاً.
ملأت رائحة الزهور والشاي الحديقة التي نحن الإثنان فقط بها، أنا وكلود.
وبعد لحظات، حرك كلود يده أخيراً نحو فنجان الشاي. شاهدته يرفع فنجان الشاي ويحركه نحو فمه.
ارتشف كلود الشاي من فنجان الشاي. بدأت أتحدث وأنا أشاهده يفعل هذا.
“ألا تشعر بالقلق؟ ربما قمت بتسميمه.”
سألته ذلك بسبب غضب صغير بداخلي. لكن كلود أظهر القليل من الإنزعاج وسألني.
“هل فعلتِ؟”
“لا. لماذا قد أفعل هذا؟”
“حُلت المشكلة، إيه؟”
‘حُلت المشكلة’؟ ماذا لو قمت بالفعل بتسميم الشاي؟ قلت أنك حتى لا تتذكرني! ألا يفترض بك أن تكون حذراً وتشك في كل ما أفعله تقريباً؟
“لكنني غريبة بالنسبة لك، أبي. ألا تعتقد أنه سيكون من الآمن أن تكون أكثر حذراً قليلاً؟”
لا بد أنني قاسية جداً لأقول ذلك لأبي. حدق كلود في وجهي بهدوء. تألق خط أصفر من ضوء الشمس على عينيه.
“لست متأكد.”
همس لي بصوت عميق بعد فترة وجيزة.
إجابته غامضة إلى حداً ما. إما أنه ليس متأكداً مما إذا يجب أن يكون حذراً مني أم لا، أو لماذا سألتُ هذا السؤال في المقام الأول، أو كليهما.
عندما سمعت ما قاله بعد ذلك، توقفت يدي الممسكة بفنجان الشاي.
“لكنني كنت سأشربه على أي حال، حتى لو كان مسموماً بالفعل وعلمت بذلك.”
“… لماذا؟”
“لأنكِ من أعطيتني إياه.”
لم أعرف ماذا أقول في تلك اللحظة، وعبس كلود على الفور كأنه أدرك مدى الإحراج الذي قاله للتو.
“ماذا قلت بحق خالق الجحيم؟”
آه، لـ-لا أعرف!؟
ربما قال ذلك دون وعي. بدا تعبير وجه كلود مشمئزاً وكأنه على وشك سماع كل أنواع الأشياء السخيفة.
لكن من ناحية أخرى بدا وكأنه يعتبر نفسه غبياً تماماً ليسمح لنفسه بقول تلك الكلمات غير المعقولة. لكن الشيء المضحك هو أن كلود نفسه هو الذي تحدث عن ما لا يُصدق في المقام الأول.
كنت عاجزة عن الكلام، ثم وضعت فنجان الشاي الذي كنت أحمله على الطاولة ثم أمسكت به بكلتا يدي. وقلت له.
“حسناً، لن أشرب شاي مسموم حتى لو كنت أنت من تعطيه لي.”
بالطبع، أعلم بالتأكيد أن كلود لن يُسمم الشاي الذي أشربه. لكن لسبب ما، لا أعتقد أنني كنت سأحتفظ بالإضطراب بداخلي لو لم أقل شيئاً كهذا، خاصة وأن ما سمعته كان محرجاً.