?who are you - 3
احيانا تعرج بنا الحياة الى مطبات تجعلنا نظن كم نحن سيئوا الحظ حتى نكتشف ان نهاية النفق كانت اكثر اشراقا و جمالا مما سولته لنا نفوسنا و اوهامنا.
وقفت في حماس و اتجهت الى اول نادل شاهدته:”سيدي هل مدير المطعم هنا ؟”
“اه نعم لما؟”
“احتاجه في امر “
قاد النادل الطريق الى المكتب حيث جلست لانتظار الاذن الذي جاء لاحقا فدخلت و من دون مقدمات قالت:”لدي لك صفقة “
التفت اليها صاحب المطعم ساخرا :”هاوية تقتحم المكتب دون التعريف عن نفسها تعرض صفقة”
لو لا ان منظره يوحي انه عجوز في اواخر الخمسينات لكانت امطرته بوابل من الشتائم لكنها تمالكت عصبيتها
:”انا لم اقتحمه طلبت الاذن سابقا ثم اعتذر عن عدم تقديم نفسي ..انا كيم مي ليا و انا خريجة جامعة لتصميم الاعلانات و مختلف انواع البرمجيات المتعلقة بهذا المجال “
اطفأ عقب السجارة :”اذن؟”
“حسبما ارى مطعمكم جديد اقترح تصميم اعلان له و اذا لم يزدد عدد المرتادين له خلال شهرين من نشره فلن اتقاضى مقابلا له و لن اعمل معكم اما اذا نجح..”رفعت حاجبها و ابتسمت”سأختار الاجرة التي اود و ستساعدني عل ان اصبح مصممة معروفة “
وقف بعد انقلبت ملامحه للجدية :” ان الحصول على اعلان مجاني لهو فرصة لا تعوض حتى ان كان عديم الفائدة فرؤية مثل هذه الروح الشابة الطموحة تتحطم لفشلها امر ممتع”
لم تدخر مي ليا جهدا في اظهار انزعاجها منه بل و اكملت :” اتمنى ان تفتح لي حسابا بنكيا لا احب المشي و انا احمل الكثير من المال السرقة منتشرة.استأذنك “
غادرت مكتبه تصر اسنانها ليس ندما على قرارها المتسرع و انما امتعاضا من غروره و رغبة في تحطيم كبريائه .
“انسة مابك؟”
“ذ ذلك الواقف هناك هل صبغ شعره؟”
“لا انه اكاي و هو احد العاملين هنا و شعرع طبيعي لان الصباغة و الحلي ممنوعة على النادلين “
التقت عينها بعينه فمرت عليها ذكرى سريعة مشوشة لم تعرفها و سمعت منها صوت ضحكات اطفال فقط..انه يقترب بيننا متر…بيننا خمسون سنتميتر …بيننا خطوتاان عندما همت بالركض مجددا امسك ذراعها “لست شبحا يا انتِ”
التفتت له و شدت شعره تريد رؤية جذوره”فضية؟!”
ابعد يدها و قال:”ما هذا التصرف!”
“اسفة اسفة “
رتب شعره بحركة من يده :”اذن امن مشكله معي ميا ؟”
“ل لا ابدا …مهلا انى لك معرفة هذا اللقب “
ضحك و قد افلتت منه كلمات مفهوم بعضها:”لن اخبرك انتقاما من تصرفاتك السابقة”
انسحبت بعيدا عنه و غادرت بينما اخذ هو هاتفه و خرج ايضا..
طالت مدة انتظاره لعل احدا يجب حتى تسرب منه صوت امرأة يشبه حثيث الافعى:”اذن؟”
ابتسم و هو ينظر لمي ليا المبتعدة :”وجدتها … و كل شيء يسير حسب المخطط له”