While Others Became Female Leads In Romantic Fantasy Novels, I Became A Closet Monster. - 43
ما إن فتحت باب الخزانة، حتى وجدت ديدريك يعانق وسادته بإحكام، ولم يظهر سوى عينيه اللتين تنظران بخجل.
“لماذا تبدو لطيفا هكذا؟”
“تقولين ذلك دائما…”
“لأنك لطيف حقا!”
عند صرختي المخلصة، ضحك بخفة وزحف ببطء إلى داخل الخزانة.
“أشعر ببعض الألم….”
“هاه؟ این؟ هل ظهرت الأعراض متأخرة؟”
أصابتني الصدمة، فأمسكت بذراعه على الفور وتفحصتها لكنها بدت طبيعية تماما.
” رأسي يؤلمني قليلاً…”
بدا صوته مترددا وهو يهمس بتلك الكلمات، مما جعلني أدرك الحقيقة.
إنه يتظاهر بالمرض.
حسناء من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالحنين إلى أحضان الآخرين عندما يكون مريضا.
ولأنه لا يجد من يحتضنه، فقد أتى إلي.
كان يبدو لطيفا ومثيرا للشفقة في آن واحد.
تراجعت إلى الداخل قليلا، لأمنحه مكانا للجلوس، ثم ربتُّ على البقعة برفق.
“تعال إلى هنا.”
عندها فقط دخل ديدريك إلى الداخل وأغلق باب الخزانة.
تم، دون أن يبادر أحدنا أولا، احتضنا بعضنا البعض وربت كل منا على ظهر الآخر.
كان من الغريب أن نقوم بنفس الفعل في اللحظة ذاتها.
“لقد تواصلنا بالتخاطر”
“التخاطر ؟…”
يعني أن مشاعرنا توافقت.”
“مشاعرنا توافقت ؟”
“لقد أردنا أن يغفو كلانا بهدوء، لذا قمنا بالتربيت تلقائيا.”
“…صحيح”
حدق بي ديدريك للحظة، ثم تمتم بذهول
“لقد توافقت مشاعرنا حقا.”
لم يكن الأمر بتلك العظمة…..
لكن بما أنه سعيد هكذا، فلا بأس بتركه وشأنه.
__________________
في صباح اليوم التالي، أول ما رأيته حين فتحت عيني كان ديدريك يحدق بي بعينين واسعتين.
القيت عليه تحية الصباح
“هل نمت جيدا ؟”
“بفضلك، نعم.”
“إذا، فلنخرج الآن.”
من خلال الفجوة بين أبواب الخزانة تسللت أشعة الشمس مما يعني أن الوقت قد حان لعودة ديدريك من تدريبه على السيف. لكنه لم يبد أي نية للمغادرة.
هل كانت لدغة الدبور أكثر خطورة مما ظننت؟ كنت أعتقد أنه كان يتظاهر بالألم، لكن ربما لم يكن كذلك؟
رغم أنني لن أتمكن من معرفة الفرق، فقد وضعت يدي على جبينه كعادة قديمة، ثم رفعتها مجددا.
لكن حتى عندما جلست منتصبة، لم يتحرك ديدريك من مكانه
“ديدي؟”
تردد قليلا، ثم سحبني نحوه وعانق خصري بينما يتمتم بصوت خافت.
….. لا أريد الخروج من هنا.”
يا عزيزي هذا منزلي، وليس منزلك.
صحيح أنني قلت له إنه يمكنه الدخول متى شاء، لكنني لم
أقصد أنه سيعيش هنا!
بقيت صامتة، بينما كنت أفكر في أنه ربما أفرط في إرهاق نفسه مؤخرا.
لا بأس، سأسمح له بالاسترخاء في الخزانة ليوم واحد فقط…..
بانغ
لكن لحظاتنا الهادئة لم تدم طويلا.
دوى صوت قوي لفتح الباب بعنف، تلاه صوت مزعج مألوف.
” أين ذلك الوغد ؟!”
إنه أكسل.
ما إن اهتز ديدريك بجانبي، حتى سارعت إلى وضع يدي على فمه، ثم وضعت سبابتي على شفتي، مشيرة إليه بالصمت.
أوماً برأسه بخفة، فالتصقنا ببعضنا البعض وحبسنا أنفاسنا.
“هل خرج من الغرفة ؟”
لم يكن أكسل ليتصور أبدًا أن ديدريك قد يكون مختبئا.
تمتم بضيق.
“كنت أريد فقط أن ألقي نظرة على أثر لدغة الدبور…. بما أنه خرج، فلا بد أنها لم تكن سيئة.”
ضرب !
تبع الصوت أنين رجل آخر.
“آها”
“هل أطلقت الدبور كما أمرتك ؟!”
“ن… نعم، لقد وضعت العسل أيضا كما قلت لي….”
“إذن، لماذا يتجول بشكل طبيعي ؟!”
“ل….. لكنه لم يظهر كالعادة، ربما تحمل الألم وخرج رغم ذلك ؟”
“….. قد يكون ذلك صحيحًا.”
أوه، أكسل من النوع الذي يصدق كل ما يسمعه بسهولة….لحسن الحظ، لم يمكث طويلا، وخرج هو والرجل الآخر من الغرفة.
“سأذهب لأتفقد إن كان أكسل قد غادر”
تركت ديدريك داخل الخزانة، وخرجت إلى الردهة أتفقد المكان.
همم، لا أثر لأكسل على الإطلاق.
ممتاز.
عندما عدت إلى الداخل، رأيت ديدريك ينزل من الخزانة وهو يحمل قلما.
هم؟ هل كان ينام ممسكا به؟
كان خدم القصر الكبير يتحركون بنشاط وحيوية في كل أرجائه، حاملين بأيديهم أشياء لتزيين قاعة الحفل.
الستائر الفاخرة التي تم استبدالها حديثا، واللوحات الفنية التي اشتريت بثمن باهظ من المزادات، وغيرها من الزينة التي تعكس ثراء القصر الفاحش كانت تحمل إلى القاعة دون انقطاع.
كنت أراقب هذا المشهد من النافذة بشرود.
” إنها تحاول استعادة شرفها المفقود بهذه المناسبة.”
إذ إن الشائعات حول إيذائها لديدريك قد انتشرت على نطاق واسع، فلا بد أنها تكثف جهودها لتظهر نفسها كأم حنون
“ستكون الأيام القادمة صاخبة بلا شك.”
فحفلات القصر الكبير تدوم لثلاثة أيام متتالية، وغالبا ما يصل المدعوون قبل يوم أو يومين للبقاء في القصر ثم الاستمتاع بالحفل قبل أن يعودوا إلى ديارهم.
كان النبلاء الشباب، سواء الفتيات أو الفتيان، يسعون جاهدين للحصول على دعوة لهذا الحفل، حيث يعتبر فرصة ذهبية لتوسيع شبكة علاقاتهم الاجتماعية ،بغض النظر عن سوء سمعة ديلاني حاليا، فلن يفوت النبلاء هذه الفرصة.
إذ كانت الشائعات جزءا لا يتجزأ من المجتمع الأرستقراطي، ولم يكن من الحكمة أبدا استبعاديلاني وهي زوجة الدوق.
على أية حال….
“بما أن ديدريك سيحضر الحفل، فلا بد أن أكون متيقظة تماما.”
وذلك لأن…..
أخيرا، ستظهر بطلة القصة!
في الرواية، كان ديدريك هدفا للسخرية من قبل النبلاء طوال الحفل، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل وقع أيضًا في الفخ الذي نصبته له الدوقة، مما عرضة للإذلال العلني.
بعدما أنهكته الإهانات، لجأ إلى غرفة فارغة ليخفي دموعه وهناك وجدته البطلة.
” ومنذ تلك اللحظة، لم يستطع أي منهما أن يبعد نظره عن الآخر.”
ورغم محاولتهما إخفاء مشاعرهما، إلا أن كلاهما أصبحا واعيين تماما بوجود الآخر.
أبعدث نظري عن النافذة وتأملت في أمر آخر.
“على ما يبدو، سيحضر الأمير الثاني أيضًا هذا الحفل.”
خلافا للأحداث في الرواية، حيث لم يكن لديهما أي علاقة وطيدة، يبدو أن ديدريك قد قرر حضور الحفل بسبب تحسن علاقته بالأمير.
“ديدي، سأذهب قليلا إلى غرفة الدوقة.”
” إلى هناك؟ ولماذا ؟”
“ألست ترى ؟ إنهم منشغلون في تحضيرات الحفل”
…. وما شأنك بذلك؟”
ابتسمت بمكر دون أن أوضح نواياي ثم لوحت له بيدي قبل أن أختفي داخل الخزانة.
” سأخبرك لاحقا !”
انتقلت مباشرة إلى غرفة ديلاني، ثم خرجت من الخزانة متجهة نحو غرفة المعيشة المتصلة بها.
كان الباب مفتوحا قليلا، وتمكنت من رؤية ديلاني وهي تتصفح كتالوجا بينما تأمر “جيفا” بشراء أشياء مختلفة.
“بما أن موضوع الحفل هذا العام هو البحر فلا بد أن تعكس الزينة ذلك تماما. يجب أن يكون كل شيء مبهرا لدرجة تطغى على أي شائعات سيئة عني وعن سومريست.”
كان اختيار البحر كموضوع للحفل في منتصف الشتاء وسيلة لإظهار الثروة الطاغية للدوق، كما أنه كان إعلانا واضحًا عن قوة سومرست وديلاني.
كل شيء يجب أن ينظم بحيث يكون سومريست في محور الاهتمام…..
طرق…. طرق.
توقفت عن الكلام للحظة، لكنها لم تعر الأمر اهتماما كبيرا وأكملت حديثها.
حتى ثوب سمرسيت في الحفل يجب أن يكون أزرق
….. طرق… طرق.
هذه المرة، توقفت يذها عن تقليب الكتالوج بالكامل.
“أمي، أنا أكسل.”
“سيدتي، ربما من الأفضل أن تحادثي السيد أكسل أولا، ثم تتابعي قراراتك.”
اقترحت جيما ذلك بحذر، إلا أن ديلاني رفعت حاجبها بعدم رضا، ثم زفرت بنفاد صبر.
” اسمح له بالدخول إذا.”
ما إن فتح الباب حتى اندفع أكسل إلى الداخل كما لو كان ينتظر بفارغ الصبر.
كان على وجهه مزيج من الغضب وخيبة الأمل والحزن
“أمي، حفل ؟! لماذا لم تخبريني عن ذلك؟”
“كنت منشغلة بالتحضيرات ولم أتمكن من إبلاغك، آمل أن تتفهم ذلك.”
أجابته ببرود دون أن تنظر إليه حتى، مما زاد من خيبة أمله.
“كان بإمكانك على الأقل إخباري بذلك مسبقا.”
“أكسل.”
تنهدت ديلاني، كما لو كانت تشعر بالإرهاق من هذا النقاش.
“أنا مشغولة حاليًا، فلنؤجل هذا الحديث لوقت لاحق.”
“لكنني بحاجة للاستعداد للحفل أيضًا…”
كان من الواضح أن جيما مترددة بينهما، غير أن ديلاني أنهت النقاش بحدة.
“يكفي أن يكون أخوك هو من يستعد لا أفهم لماذا تثير كل هذا الضجيج. هل تظن أنني سأهملك عمدًا ؟”
لوحت بيدها كما لو كانت قد سلمت الأمر.
” إذا كنت قد فهمت فيمكنك الآن المغادرة.”
لكن أكسل لم يتحرك، بل بقي واقفا في مكانه.
وفي النهاية، اقتربت جيما منه بحذر وحاولت إقناعه
“سيدي، ربما من الأفضل تأجيل هذا الحديث إلى وقت لاحق”
لكن أكسل أبعد يدها عنه بغضب.
كان قد بدأ يفقد السيطرة على مشاعره.
فهو بذل جهدًا أكبر من سومريست، وكان أداؤه الدراسي أفضل منه، ورغم ذلك، لم يكن يُعامل سوى كمجرد ظل لأخيه الأكبر.
وأخيرا، لم يعد يحتمل الأمر أكثر.
“لماذا لا أستحق ذلك ؟!”