Way Back Home - 7
وقفت ثم اتجهت الى تلك الجالسة ذات الشعر حالك السواد و العيون الياقوتية الصافية…عانقتها ثم التفت اليهم بحزم قائلة: “أحذركم أن تقربوا أختي ثانية… أحذركم!”
استيقظت مبللة كأنما سُكب فوقها دلو ماء…. أول… أول مرة ذكرى بهذا الوضوح…
نهضت من مكانها بُغية شرب الماء… بينما كانت تمشي في ذلك البهو سمعت صوت شيء ما في الغرفة المجاورة….يتسلل منها بعض الضوء…. ضوء شمعوع خافت جدا…
-هل هذا صوت بكاء أم ماذا؟
لطالما كان الفضول بداية كل الحكايات… سبب كل مشكلة تقع فيها بطلة كل رواية… و هنا هو العامل الأساسي الذي قاد رينا لمحاول استراق النظر من فجوة الباب… فتحت عينيها على مصرعيهما…
امها السيدة جوليانة جاثية على ركبتيها تحمل بيد بعض الشموع و بأخرى مجموعة من الصور… وقد طغى ألم قلبها و هي تتأمل الصور القديمة التي يبدو انها لشخص ما على ألم حرق قطرات نتجت عن ذوبان الشموع…
تراجعت رينا يهدوء عائدة الى مرقدها…. تحاول حل هذه الشبكة من الاحداث… شبكة العنكبوت التي علقت بها… هلى الأقل فقط معرفة كيف عادت الى بيتها فهي لا تذكر شيئا بعد حوارها مع سون ثم يأتي موضوع الصور..
في صباح اليوم الموالي.. لم يكن النوم قد زار اجفان رينا ابدا… و بمأن اليوم عطلة نهاية الاسبوع.. فهي رفضت النهوض من سريرها… ما جعل والدتها تذهب للتسوق مع التوأمين ووالدها في مكتبه يعمل… تأكدت ان الفرصة سانحة للتحقيق بامر يشغل بالها…. فتحت باب تلك الغرفة محدثة صوت صرير مزعج يدل على قدمه… هي لم تدخلها ابدا منذ ان فقدت ذاكرتها… لم تكن تهتم… على احد الادراج البوم صور… بدأت تقلب أوراقه تتأمل صورها و صور شقيقيها حتى صادفها شيء لفت انتباهها.. سرق تركيزها… فتاة جميلة كأنها زهرة قُطِفت من حدائق شقائق النعمان… شعر احمر.. عيون مشرق.. ابتسامة ساحرة.. صرخت بأعلى صوتها: فتااااة الحلم!!!
ثم أمسكت بشعرها تشده وتبكي بطريقة هستيرية… تعالى صوت صرخاتها و هي تنادي:” يوريكو… لااااااا..”
نزل والدها بسرعة… اول ما فعله اخذ الصور من يدها رغم تمسك رينا بها… سحبها بهدوء… و هو يقول: “لا بأس كل شيء بخير..”
أما هي اكتفت بالبضرب على صدره بيديها صارخة: “يوريكو… يوريكو… ابي… يوريكو…”.
تقطع قلبه الى ملايين الاشلاء و هو يشاهد ابنته في هذه الحالة المزرية… لا يستطيع فعل اي شيء…
اتصل بزوجته يطلب عودتها بعد ان حقن الاخرى بدواء مهدئ….
المكان مظلم جدا…. من هذه الفتاة الصغيرة تبدو لطيفة…. عيون جميلة… شعر ليلي طويل… يا فتاة دبك جميل هل يمكن أن أسألك… لما لا تجيب… مهلا لماذا هؤلاء الاطفال يضربونها… ماذا يقول.. “أيتها الصغيرة… ألم نخبرك ألف مرة… الخدم دائما في الأسفل لايحق لك أن تلعبي” أنت لا تأخذ لعبتها… إنها تبكي أرجوك أرجعه… من هذه الفتاة ايضا… انت لا تحاول ازعاج اختي و الا سأقتلك…”.. يوريكو… لا….. يوريكو عودِ…..
استفاقت و هي تنظر حولها… انها في غرفتها… ماهذا الذي يجري… اريد ان اعرف فورا…. لن اتحمل اكثر…