Way Back Home - 6
مهلا هل هذا سون…ابن صديق السيد روبرت… كان يتنمر على رينا منذ طفولتهما او بالأصح يضايقها قصد المتعة … كثيرا ماكان يأتي مع أبيه و أخته ميساء التي بنفس عمر رينا… يكبرنا بسنتين… توقف عن الدراسة منذ عامين بسبب سفره الى فرنسا للعلاج و سيستأنف تعليمه معنا هذه السنة في ذات الصف…. مصيبة! انه كارثة متنقلة بل كومة ازعاج تسير على الارض.
انحنى سون نحوي ثم نقر بإصبعه على جبهتي…
ليس و كأنني سأسكت لتجاوزه حدوده معي بل قلت باستعلاء: “أولا ابتعد عني قليلا.. اكملت بينما أقف:” ثانيا ماذا تريد الان.”
في البداية تفاجئ سون من ردة الفعل الغير اعتيادية لكنه سرعان ما تدارك وضعه ببسمة ساخرة أتبعها بكلامه المستفز: “هاااه… هل تطورت من الطفلة البكاءة الى الطفلة المتذمرة… هذا ممل.!!”
قلب عينيه ثم أشار نحو فتاة تقف في بداية الصف.. ذات شعر بلون البندق و عيون بنية…إنها ميساء… فتاة لا تقل عن اخيها ازعاجا بل هي اضعافه.. ان كان هو يغيظ رينا من باب المتعة… فالاخرى تفعل من باب الحسد و الغيرة… كان من السهل ان تجمع حولها الكثير من الفتيات… هن أقرب إلى الخادمات من الصديقات لها…: “ألم تشتاق لأختي..صديقتك الحبيبة…؟!”
رفعت رأسي اناظره بغيظ و غضب….
قاطعنا دخول الاستاذ مصفقا بكفيه… ليعود كل طالب الى مكانه…
مرت الحصة الاولى….و جاءت الحصة التي تليها…. الرياضيات… أحد أحب المواد الى قلب رينا… الفتاة التي حبست نفسها بين كتبها… و أغرقت ذاتها في أوراقها مبتعدة عن العالم… الثامن من أغسطس(اوت) ولدت من جديد….
وزع الاستاذ أوراق امتحان اختبار القدرات لمعرفة مستوى الطلاب…. كانت رينا خائفة جدا لأنها فقدت ذاكرتها… لكن ماإن أخذت ورقة الأسئلة لم تجد صعوبة في حلها… يبدو أنها لم تفقد مكتسباتها المعرفية…. ماجعل الاستاذ يبهر بإجاباتها المتقنة و الصحيحة….
الأستاذ: “انسة رينا لقد ألقيت نظرة على جميع الأوراق و كانت ورقتك هي الأفضل… يبدو أن لك مستقبلا زاهرا في مجال الرياضيات..”
ابتسمت رينا ثم شكرته على مديحه..
انتهت الحصة و حان وقت الغداء…. الجميع قد خرج إلا سبعة… رينا… ميساء و صديقتيها..ليا…سالي… سون…
مدت ميساء ساقها متعمدة إسقاط رينا….:” اسفة انزلقت قدمي.”
اقتربت منها رينا ثم صفعتها:” اسفة انزلقت يدي”… ثم خرجت لحقها سون ثم أمسكها من معصمها و تحدث مشددا على كلماته:” ماذا بك؟ “
رينا بعدم اهتمام: “اسأل الانسة ميساء سيد سون!”
سون بغضب: “لن ألومك فأختي مخطئة… لكن لماذا تتصرفين كأنك شخص اخر… فسر لي الان!”
رينا بينما تضيق عينيها مركزة على عينيه:” أنا لست هي أنا شخص مختلف….”
أفلت معصمها تاركا اثر اصابعه عليه…. ثم ابتعد يسير في الاتجاه المعاكس لها في ذلك الممر الممتد.
في ثانوية أخرى…. كانت فتاة ذات عيون بلون الذهب وشعر احمر كلون الدماء…. جلست في أحد زوايا مقصف الثانوية تأكل بهدوء…. اقتربت منها بعض الفتيات.. شدت احداهن شعرها و الاخرى صفعتها بقوة… لتستلقي الفتاة على الارض… متلقية خيانة من مقلتيها التي سمحت للعبرات بالظهور للعلن… لكنها مسحتها بهدوء و شدت على يديها تنظر لذلك الجسد المنكمش علىنفسه بحجمه الذي لا يوحي انه لفتاة بالسابعة عشر من العمر.