Way Back Home - 3
اليوم 15 من أغسطس
يوجد اجتماع عائلي ككل نصف شهر… عائلة إيفانس وهي عائلة السيد روبرت معروفة بثرائها كما هي مشهورة جدا…. عائلة تتكون من عشرة شباب ناجحين… و روبرت أحدهم… يتحلق العشرة مع زوجاتهم و ابنائهم حول طاولة ترأسها الجدان… أكثر شخصين مهيبين في العائلة… يتحكمان في كل كبيرة و صغيرة… وضعا قوانين تفرض على الجميع الخضوع لهما و احترامهما… أشعر كأنني عدت لعصر الأرستقراطيين.. هذا ساذج جدا… لكن مع كل هذا كانت تلك الطفلة لميس تحت الطاولة تلعب بدميتها أو بالأصح تعذب دميتها…. كنت شاردة افكر في كم هذه العائلة غريبة من كل النواحي… حتى صدر صوت ارتطام بالطاولة… كان الجميع يوجهون نظراتهم نحوي.. نبست محاولة تصحيح الوضع: “لا شك انها لميس قد ضربت رأسها بالطاولة”.
لكن نظراتهم كانت تثبت عدم تصديقهم لي
سمعت إحدى زوجات أعمامي تهمس في أذن زوجها:” هل عادت ابنة اخيك لجنونها السابق؟!”… أما أخرى تابعت بنفس نبرة الصوت الخافتة: “إنها ليست طبيعية.. أخبر أخاك أن يوبخها على تصرفاتها او يأخذها لطبيب نفسي”.. ماهذا؟… لم يذكر الدفتر شيئا عن لميس سوى انها ابنة عمي طفلة في التاسعة اضافة لاسمها.. ماذا يحصل… ابتسمت امي بحنق و هي تقول:” دعونا نكمل الاجتماع و لاحقا سأعالج الوضع”.
لم يكن كذبا ما قرأته.. هذه عادة جوليانة.. أكثر ما يهمها صورتها امام الاخرين…تحفظ ماء وجهها بأي ثمن…. لديها عزة بالنفس و كبرياء يمكن ان يهلكاها يوما…. هذا الوضع المريب بدأ يضايقني و سأضع له حدا الان … ابتسمت و انا اقول: “جدي… هل تظن ان حفيدتك مجنونة؟!”
كان الجميع ينظرون الي كأنني مجرمة.. اجل فلا احد يجرأ على محادثته مباشرة غير ابنائه… ربما حتى رينا السابقة كانت تخافه… اما انا فلا… اذا كنت اريد مكانا يضمن لي هروبا آمنا بعد سنتين يجب ان اكون هكذا.. اجابني الجد هو يفرك دقنه و يبتسم باهتمام: “لا اظن… بل من يقول عنك مجنونة فهو من اصابه الخبل و الجنون”
نظرت لزوجة عمي و قد تلونت صفحات وجهها بالاحمرار…