Way Back Home - 18
المكان في قمة التل الذي يطل على المدينة يعطي منظرا مبهجا للنفس ، فبالنظر الى المدينة من الاعلى فانها بناسها و مبانيها تبدو كألعاب صغيرة دون ان ننسى اللمسة التي تضفيها اشعة الشمس المسلطة على الارجاء كخيوط ذهبية تربط الارض بالسماء، خصوصا ان هذه اللوحة الزيتية تكتمل بذلك الجو الهادئ المحيط بالمقهى الصغير الذي كل ما يوجد حوله هو خضرة لا متناهية، ان صاحبه محظوظ بإستلائه على هكذا مكان، مع ذلك فهو يكون فارغا تقريبا في الصباح الباكر لذا ربما استغلت الفتاة الشابة الفرصة للحصول على بعض الوقت مع نفسها في ظل هذا المشهد الخلاب
كانت تقرأ أحد صفحات المذكرة بهدوء بينما ترتشف من كوب الكاكاو بالحليب الحلو
“اصبح للايام ثقل غريب على روحي، المدرسة…. المنزل… حياتي كل شيء اشعر بالفراغ مشاعري صفر اتجاه هذا العالم حقا الامر يصبح اصعب لا استطيع المواصلة”
“اذن توقفِ عن الركض، خذِ استراحة”
كان لهذه الجملة وقع جميل في اعماقها جاءت كالتعويذة تطمئن نفسها السابقة و الحالية
التفتت رينا تتقصى صاحب هذه الكلمات اذ به سون، لعبت بملامح وجهها المندهشة لتظهر وجها لا مباليا و تقول:” مالذي اتى بك الى هنا؟! “
سحب كرسيا و جلس امامها:” ما هكذا يرحب افراد ايفانس بي “
اغلقت المذكرة و ارجعتها الى حقيبتها ثم توجهت اليه بكلماتها: “لا تحاول الالتفاف حول سؤالي و اجب”
قهقه على طريقتها في الكلام بعدها قال: “يبدو انك لست بفتاة غبية ستصدق اذا قلت انني رأيت دراجتك الهوائية في الخارج! لذا في الواقع كنت اعلم انك هنا”
اخذت رشفة اخرى من فنجانها و تابعت: “انت تعرف الكثير حقا… اذن لما اخترت هذا المقهى؟”
حسنا اي شخص سيجيب بأن السبب هو اطلالته و موقعه الاستراتيجي لكن كان لسون جواب اخر: “انه يقد كاكاوا بالحليب هو الاشهى بالمدينة قطع المارشملو التي تطفوا عليه تذوب كالسحابة في الفم”
هذه المرة لم تتعب نفسها باخفاء ذهولها قائلة: “حقا! اانت محق فبعد ان قرأت هذا الوصف في المذكرة اتيت الى هنا مباشرة بعد ان سألت عن موقعه”
كتم ضحكته و قال: اذن لماذا تغيبت عن المدرسة
اجابت بثقة:”لا احد يحب الدراسة مع من هم اصغر منه يمكنني ان اطلب مدرسا خصا و اتابع الدراسة في البيت فهمت يا جدي!”
نظر لها الاخر بوجه غريب: “جدي؟ انا؟”
اطلقت ضحكة صاخبة لا ادري ان كان سببهاوجهه او ردة فعله: ” حسب قولك انا اكبرهم بثلاث سنوات و انت اكبر مني بسنتين اذن هم اصغر منك بخمس سنوات. “
على اثر سخريتها منه وقف ليغادر فلا طائل من الحديث اليها، رمقها بنظرة منزعجة و تمتم: “الخطأ خطئي انني اتبع مشاعري ام الخطأ في مشاعري لانها تأمرني بحمايتك و تحمل ثقل دمك”