Way Back Home - 16
تكونت بركة دم صغيرة على ارضية المطبخ الرخامية… صعودا الى مصدرها فقد كان خدشا ناتجا عن احتكاك سكين الطبخ برقبة رينا المحصورة بين يدي اليونور.
ابتسمت الاخيرة بغرور قائلة: ” اتفضلين الموت السريع ام التعذيب… حقيقة اود قتلك ببطء لأُجرعك من ذات الكأس.. “
ابتعدت اليونور قليلا و رمت السكين بلا مبالاة الى حوض غسيل الاواني و هي تضحك بصوت عال: “رغبت بممازحتك فقط و لم أقصد تسبيب جرح لك.. لكن انا مبهورة بحقيقة كونك لم تخافِ او تصرخِ او حتى تقاومِ!”
ابتسمت رينا بخفة بينما تمسح الدماء من على رقبتها بيدها اليسرى و تدفع مشبك شعر مكسور كان بيمناها المخبأة خلف ظهرها: ” كانت تجربة، مزحة جيدة اختبرت صبري و بطبيعة الحال كنت مستعدة لطعنك عند اول فرصة بالنسبة للصراخ لا اتوقع ان هناك من سينقذ ارنبا في وكر ذئاب”
غادرت المطبخ و هي تصر اسنانها منذ قليل كادت تفقد حياتها بسبب خفض حذرها لبضع ثوان”عندما قالت انها تتمنى ابنة تؤنسها اشفقت عليها و فكرت ربما اسأت الظن بها و هي فرصة حتى لا أفكر بما قاله سون لكن…. ااااه يجب ان اعالجه قبل ان يترك نذبة”.
……………………
في المطبخ كانت تغسل يديها و السكين ايضا بينما تنظر للمشبك المرمي: “هديتك التي احضرتها لها من نيويورك قبل سنتين كادت تقتلني، انا ايضا احتاج وضع بعض على الادوية، انها تشبهك فقد اوشكت على قتلي و لم تشعر بذلك لو اطلت الامر قليلا لكنت في المشفى الان”
…………………
لوح بالمفاتيح في السماء و هو يبتسم “لم أزر المختبر منذ زمن كما انها اول مرة اتي وحدي… كنت اتمنى ان اخبركِ بآخر الانباء عزيزتي زِرِين كنتِ ستسعدين بنجاح المُرَكَّبِ الجديد يؤسفني عدم تذكرك”
“أيُّه الابله! سون كم مرة حذرتك من دخول هذه الغابة..”
قاطعه باستهزاء: “لانها ملكية خاصة لعائلة ايفانس حتى و ان كنت تزورها رفقة ابنتهم لازال الامر مشبوها خصوصا انك وحدك الان”
ابتسم مكملا: “حفظت الدرس كما اكتشفت درس اليوم وحدي ألست ذكيا؟!”
لم يستطع الاخر المجادلة.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
في الواقع كنت أفضل أن يُعرفكم هو بنفسه لكن بصفتي الرَّاوية هذا واجبي.. هو شاب يدعى كارل بشعر بني و عينين بنيتين و الاخ التوأم لميساء و غير الشقيق لسون عادة هو شخص حذر جدا و منظبط لكن تصرفات اخيه الاكبر تجبره على التدخل لحل ما ينتج عنها من مشاكل ان أخذنا حقيقة ان عمر زِرين(رينا) الحقيقي ليس 15 فهو اصغر بسنتين منها.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد فترة وجيزة فُتِح الباب و دخل الاثنان الى كوخ خشبي صغير يبدو المكان قديما قليلا فهو موجود بعمق الغابة يتكون من طابقين الاول يحتوي مطبخا صغيرا و غرفة جلوس اضافة لحمام اما الثاني فكان عبارة عن مساحة فارغة من كل اثاث باسثناء مكتبين و طاولة المعمل المزدحمة بمختلف انانبيب الاختبار و المحاليل الغريبة، المكان لم يكن مرتبا بل كانت الاوراق في كل مكان و رائحة الخشب الرطب الممزوجة برائحة دخان السجائر تفوح في الارجاء.
ارتمى سون على كرسي المكتب و هو يقول بحزن مصطنع: “لم اغب سوى ثلاثة اشهر لكنني اشتقت لهذا المكان.”
كان كارل على وشك فتح النافذة لولا ان ارعبه صوت سون الصارخ:” اغلقها بسرعة قبل ان تطير الاوراق هياااااا”
اغلق كارل النافذة على عجل ثم قال بتعجب: “ماذا تنوي الان!”
قرب سون الولاعة من السجارة التي في فمه ليشعلها و يأخذ نفسا منها ثم يزفر زفرة تشابكت على إثرها خيوط دخانها في الهواء.
“مهلا! سون انت تدخن؟!!”
“اختر سؤالا واحدا و اظنه الاول لان الثاني اجابته واضحة… اول خطوة دعنا نرجع شرف عائلة ميلر الذي نظف به والدك الحبيب قصر إيفانس… إنه متفان في عمله فهو لم يترك لنا ذرة منه ” اطفأ سجارته و هو يبتسم بمكر:” دعنا نخرج لا اظنها ستأتي اليوم”.