Way Back Home - 14
أوه الوضع يزداد سوءا فمنذ أن عرفها و الى الان لم يرها في مثل هذه الحالة، عيناها الفارغتان خالياتان من وهج الحياة أمطرت بدموع غزيرة شيئا فشيئا بدأت ترجتف و تحاول كبح جماحها بتغطية وجهها… “أ أنا لا أذكر… لا أعرف… فقط فقط خرجت هذه الكلمات من فمي دون شعور… حتى سبب بكائي غير منطقي”
استمرت في قول كلمات مبعثرة يستحيل ربطها ببعضها البعض حاول الاخر تهدئتها بالتربيت على رأسها و تكرير جملة واحدة”لا بأس إن لم تذكر أو لم تعرف ليس خطأك لا باس سيأتي كل شيء وحده اترك المياه تجري في النهر! “
بعد حوالي نصف ساعة هدأت و بدا الاحمرار في حدقة عينها واضحا كأن الدماء اندفعت بتلك اللحظة لتعوض مكان العبرات و تصبغ الوجه بلونها.
قلب بصره الى ساعة فضية تطوق معصمه ثم قال بتململ: “انتهى الدوام تقريبا يجب أن نعود الان!”
ركودها و صمتها إن دل على شيء فهو أنها لا تملك اعتراضا.
استكمل قائلا: “سوف تكون سيارة اليونور في انتظارك بالتأكيد… اغسل وجهك عند نافورة الحديقة حتى نستطيع العودة”
التفتت إليه بهدوء و تكلمت بصوت بح من كثرة البكاء: “ٱسفة! رغم أنني كنت متأكدة أنني أستطيع التحمل الا انني بكيت بمجرد سماع القليل فقط.. و ادرك بعد ردة فعلي هذه لن ألومك ان رفضت لكن هل يمكننا الالتقاء لاحقا و إكمال المحادثة أرغب بمعرفة المزيد ربما حان الوقت لتغيير بعض الأشياء” ختمت كلامها بابتسامة متعبة اما سون فقد نهض و هو ممسكا بكفها يجرها خلفه الى النافورة.
………………
«يقول الناس ان الكثير من الأشياء في العالم متناقضة سواء في الطبيعة كالنار و الماء او بين البشر من مشاعر و أحاسيس … فيقولون أن السعادة ضد الحزن و ينسون أن من لم يشعر بالحزن لن يعرف طعم السعادة حتى و إن أتت إليه.. و يقولون ان الابيض هو معاكس الاسود لكنهما يشتركات بالرمادي و حذفوا كون الصباح و الليل قد يجمعهما قاسم ههههه في الواقع لولا الليل الذي يعقبه الصباح ما اكتشفوا ولادة الفجر الذي يطوي المآسي كما اعتبروا ان بعضهم غريم لبعض و غفلوا عن العدو الحقيقي و هو أنفسهم».
ربما في عالم هذه الرواية الصغيرة حان الوقت للكشف عن رابط مشترك جديد يربط الحب بالكراهية و الاحتقار بالامتنان اول طرف للخيط هو “عدوك الاول هو نفسك”