Under the moonlight - 15
صرير الأصفاد الحديدية دل على فتحها من الخارج راقب كلاهما انفتاح البوابة الضخمة، صوت خشن لرجال انتشر بالإرجاء يقتل الهدوء بالداخل، استقام كل منهما يحدقان بالمجموعة الداخلة
أجسام ضخمة بشرة تبدو انها لم تفرقها أشعة الشمس ابدا رسم على أجسادهم ووجوههم بالألوان تختلف من شخص الاخر, بعضهم امتلك شعر اشعث وبعض الاخر لم يمتلك شعرًا اصلا, كانت عصابة من بلاد ما وراء البحر
اشتهروا بين سكان بلادهم بقوتهم وقدرتهم على القتل فتعاملوا مع القتل كنوع من الالعاب و لرهان بينهم، سرقوا الفلاحين والمواطنين اغتصبو بناتهم عند شعورهم بالملل حتى أصبحوا مطلوبين من قبل ملكهم, وحتى بالنسبة له كان الأمر صعبًا وآخر ما توصل له وضع مكافأة ضخمة على من يستطيع امساكهم, واضافة إعطاء لقب نبيل اذ البطل المنقذ من عامة الشعب ذلك ما أشعل الرغبة بكامل الشعب وأصبح الاختباء شبه مستحيل فهربوا لما وراء البحر لإمبراطورية.
انتشر داخل هارو القليل من الخوف يجعل قدامها تعودان خطوتان للخلف تختبئ عند اكيهيرو الذي أذهل من شعورها بالخوف
“من هاجمت الشياطين بكرسي تخاف من بضع بشر”
“هل تقارن هذا القبح بالشياطين ”
أخذ يضحك على كلامها الغير منطقي، مهما كان الانسان قبيحًا لن يصبح مثل الشياطين حتى لو قليلا فهناك من لن يتمكن من النوم لعدة أيام لرؤية شيطان من بعيد
“هل تدعو لأجل موتك سريعا”
تحدث الذي توسط المجموعة كان الأضخم بينهم مع جسد نصف عاري، طريقه أخرجه للحروف بدت مختلفة ما جعل اكيهيرو يعود لضحك مجددًا
بات المكان هادئًا يتردد به صوت ضحكات فقط، حتى هارو حدقت به كما فعل الخاطفين من دمعت عيناه فقط بسبب نطق غريب لبعض حروف، اشتعلت النيران البشرة السمراء لمن شعر بالإهانة من سخرية شخص بنصف طوله، الجميع باستثناء اكيهيرو تغير لون وجوههم للخوف من الزعيم الغاضب
“اعتقد انه يجب عليك التوقف قبل أن يتم سلخ جلودنا”
امسكت بكم من صمت اخيرا عند الاحساس بالمرتعبة خلفه التفت يقابلها يبتسم كفتى صغير ليس كشخص يواجه زعيم عصابة من السفاحين، ربت على رأسها وهي أيقنت عند رؤية الراحة بتعابيره أنه قادر على قتلهم بسهولة
“قلتِ بالمرة الماضية انك ترغبين بأن تصبحِ تلميذتي”
اومأت وهو أخذ يقلب الخنجر الصغير بين أصابعه وبدأت صاعقة زرقاء تتسرب من الخنجر تنتشر بيده كاملة
“لا ترمشِ ”
قبل حتى أن تفتح فمها لرد اختفى من امامها تبقى فقط بعض الضوء الأزرق المضيء كأثر خلفه، بالخنجر الصغير وقبل أن ترمش حتى قطع حناجر الضخام تسرب الدم كنافورة
رغبة بالتقيؤ نبضت داخل معدة هارو, لم تستطع التعود على رؤية الجثث بعد
حاولت ابعاد عيناها عن الأموات اسفل قدمها وامسكت بقميص اكيهيرو المستمتع بعد قتلهم تسحبه خلفها للخارج
بمجرد ان لمست الرياح وجهها تمكنت من التنفس مجددا, الداخل كان خانق و الضخام بثو الرعب بداخلها لكنها الان بالخارج تتنفس هواء نقيا
“لنلتقي في ظروف اجمل المرة المقبلة”
صوته كان منخفضا عن ما اعتاد التحدث به, وقبل أن تلاحظ حتى اصبحت وحدها بالغابة
بهدوء وسط الغابة الخضراء سارت مبتعدة عن مكان اختطافها, لا تعلم إلى أين تسير فقط تبتعد بأسرع ما يمكنها عن الجثث الضخمة, وقفت عندما احتل التعب قدميها من السير لوقت لا تعلم مدته تلعن حياتها وحظها السيء واخيرا ترغب بقتل رين, فقدت الامل من السير أكثر وسط كل تلك الأشجار ضخمة وآخر ما استطاعت فعله هو الصراخ لإخراج ما بقلبها من غضب
“اين انا واللعنة”
“ألا يوجد نهاية لهذه الأشجار, اريد اشعال النار و رؤية كل ورقة خضراء هنا تحترق وتتفتت”
“فقط لو يختفي اللون الاخضر الملعون”
جمعت انفسها عندما انتهت من الصراخ, بعض الانزعاج قد زاح عنها
“لديك هواية غريبة هارو”
صوت تحفظه تسلل مسامعها, ادارت راسها تبحث عن مصدر صوت الخلاص الذي سوف يحررها من الأوراق الخضراء التي لا تنتهي
“رين ؟”
همست
“رين”
عندما لم تحصل على اجابة أعادت الصراخ باسمه
“اين انت ايها الخنزير الأحمر عديم الفائده”
“بدماغك ايتها الحمقاء”
“صحيح, قد نسيت قدرتنا على التخاطر تماما “
احست بالهدوء اخيرا عند سماع صوته تعلم لان انها ستخرج من الغابة قريبا, ركزت بالصوت بعقلها كي لا تفقد الاتصال به ذلك ما سيكون أسوأ ما قد يحصل واستلقت تحت ظل شجرة تدلك ساقها المتعبة
“هارو هل يمكنك وصف المكان حولك”
اختلف الصوت بعقلها لصوت أكثر حيوية ولطف, صوت يوتو المشرق
اعتقدت أن قدرتها على التخاطر تقتصر على رين وليس الجميع
عند التقى النواة بإحدى الأحجار للمرة الأولى يتكون اتصل بين عينها القرمزية والحجر بقلبهم اشبه بالالتئام
تستطيع الأحجار الاتصال بنواة عبر الرابط الذي صنع عند التقاهم ولكن لا يمكنهم الاتصال معا فما يزال خمستهم قطع أحجار مبعثرة لا تمتلك رابط بينهم.
صرخات هارو المنزعجة رنت بعقل يوتو و رين فقد كانت تطلب مساعدتهم دون ان تعلم, لم تتعلم استعمال قواتها بعد
يحتاج التخاطر لتركيز ويستحيل عند التشتت بشيء آخر ذلك ما سمح لها بالتخاطر معهم وسط الغابة فقد ركزت بإرادتها على الخروج.
“اشجار واشجار اعشاب و اغصان هناك شمس و بعض الحشرات”
“يبدو مكان صالح للعيش يمكنك البقاء هناك “
سخر رين من سمع وصف هارو اجابة على سؤال الواقف بجانبه
“هارو الأشجار ما نوعها ؟”
لم تفهم المغزى من سؤاله بالنسبة لها بدت كل الأشجار متشابهه, بعد التركيز بشكل الاشجار التي تملأ الغابة اكتشفت كونهم من النوع ذاته
“أشجار صنوبر “
“غابة الصنوبر قريب من مكان تواجدنا لكنها كبيرة بعض الشيئ, الزمي مكانك “
“اموت من التعب لا تتاخر “
اغلقت عيناها تريح راسها على ساق الشجرة خلفها, تذكرت اكيهيرو من اختفى فور خروجهم وهروبهم, أقسمت على ضربة أكثر الأماكن حساسية عند رؤيته مجددا ليندم على تركها تسير لوحدها ضائعة جائعه
لمست بطنها الفارغة عندما زقزقت العصافير بداخلها تعيد لعن حياتها وحدها, تكره الشعور بالجوع
الجوع، العطش، البرد، الأماكن المغلقة
جفاف الحلق حتى يصبح الحديث صعبا, رجفة الجسم والقشعريرة عند الشعور بالبرد، السجن بمكان ضيق غير قادرة على الخروج, سماع أصوات المعدة الجائعة و الرؤية الضبابية عند إصابة بفقر الدم اثر قلة الطعام
حفظ جسدها كل تلك الاحاسيس وبات يخافها, صارت تكره الجوع والشتاء تكره المرض وأن يضعف جسدها.
فقدت الاحساس بالوقت فقد نامت من الشعور بالتعب, قاتلت تسممت اختطفت مرتان, رفض جسدها المنهك تقبل كل تلك الأحداث فنهار بعد التحمل لفترة طويلة
“هارو”
صدى اسمها تردد داخل اذنها ففتحت عينيها لنصف, رغبت بالوقوف والترحيب بذلك الصوت العذب ولكن كان لجسدها المنهك رأي آخر
بات المنادي باسمها مقابل لها حيث شعرت أن الوقت توقف عندها, النسيم اللطيف بالغابة جعل خصلاته الحمراء تتطاير
بتعابير لم تحبها حدق بها، كرهت جسدها الذي ابا الحركة و عقلها المستمر بارسال مشاعر سلبية لها, لا تتذكر متى باتت متعبة هكذا
“اخيرا اتيت”
سد النسيم عنها عندما غطى جسمه الضخم مقارنة بها كل شيء امامها, بين ذراعيه احتضنها كانها ستختفي باي لحظه
كانت دائمة الاختفاء