Under the moonlight - 13
“صباح الخير”
وسط الظلام ابتسم من جلس بجانبها
التفت حوله ذات قيدوها
شخص مقيد و يبتسم باتساع ان لم تلتقي به قبلا لا ضنت انه مجنون
“ماهذا بحق الجحيم “
مسحت المكان بعينيها
مستودع مظلم ممتلىء بالصناديق المغبره انتشرت به روائح قذرة كالجثث
ارتعش جسدها لتخيل وجود جثث داخل الصناديق
نافذة صغيرة بثلاثة أعمدة حديدية أدخلت القليل من ضوء الشمس للمستودع
ضغطت على شفتيها بعد تفسيرها للوضع
لا يوجد طريق للهرب غير الباب و لسوء حظها قفل الباب بأصفاد حديدية مثل التي تقيدهم
بعد انتهائها من فحص الوضع تذكرت الجالس بنفس حالتها
رمقته بريبة فهو يبتسم ويداه وقدماه مقيدتان
‘هل هو مازوشي ‘
تنهدت اخيرا لتقول
“ما هذا الوضع “
“رأيت شعرك الحريري يرفرف على كتف رجل بدا مثل رجل عصابه و شيء بداخلي اخبرني ‘اوه انها هارو ‘ فلحقت بك و تم اسري معك”
“غبي، أحمق، متهور، اختر احدهم لوصفك”
“انه قوة الحب آنسة هارو”
“مؤخرتي “
عم الصمت للحظات بعد سخريتها على كلماته
تذكرت مقابلتهم الماضية حيث كان قوي ليطير رقبة عدة شيطان في ضربة سيف
“كيف استطاع قطاع طرق الإمساك بشخص بقوتك؟ رأيت تلك الفووشش حين قتلت الشياطين بالمطعم “
قلدت صوت سيفه
“اوه بقوتي هذا محرج هارو هم فقط اقوى و اكثر عدد مني”
“…”
اعادت الارتياب به مرة أخرى لم يبدو كلامه منطقيا ابدا عقدت جبينها تفحصه
“عزيزتي هارو لا تعقدي جبينك ستظهر تجاعيد على جبهتك الجميلة”
“كيف عرفت اسمي انا لم اخبرك به”
“صديقك ناداك به “
“اوه صحيح رين”
نسيت رين و يوتو تماما وذكر اسمه جعلها تتذكر
غيرت تركيزها للأرض الخشبية تحتها و مظهر رين القلق من احنى راسه امامها بصوت غريب ظهر بعقلها
لابد أنه شعر بالفزع و قلق حينما لاحظ اختفائها
تلك الفكرة سيطرت على عقلها تشعرها بالانزعاج
هي غالبا ما تتسبب المشاكل له لم يمضى على اختطافها من يوتو يومين و هي الان مقيدة من قبل قطاع الطرق
“هل تفكرين بصديقك”
“اليس عديم الفائدة تركك للشياطين و الان لقطاع الطرق يمكنك تركه و ترحال معي سأحتفظ بك آمنة أكثر مما يفعل”
ضحكت بسخرية على كلماته ورفعت راسها تنظر له بعيونها الزرقاء الغارقة بشيء لم يفهمها من حدق بداخلهما
“انت عالق معي بالمستودع من قبل قطاع الطرق و تتكلم عن الحماية، لو كان رين مكانك لخرجت منذ ساعات”
“حسنا انا لم اكن لاجعلك تخطفين اساسا”
“…”
وجهه اقترب من خاصتها يكاد يلتصق بها
رمشت عدة مرات وحبست انفاسها لقربه الغريب منها
علمت انه جميل ولكن عن قرب بدء اجمل
عيناه البنفسجية تلألأت ببتسامه ماكره
زاوية شفته الصغيرة رفعت قليل
اعطى مظهر الشرير الجميل يخطف الأنفاس
“عينيك الزرقاء تبدو أجمل من قرب انسة هارو”
أرادت دفعه ولكمه لكن قيود يديها منعتها
أبعدت رأسها قليلا للخلف ثم اندفعت به بقوة تضرب جبهتها براسه
“توقف عن اللعب نحن مختطفان”
“هذا كان قاسيا حقا !”
“لم تخبرني ما اسمك”
تجاهلت انزعاجه واخذت نفس عميقا بعد حبسها لهم
“اكيهيرو “
“تمتلك اسم و شكل أجمل من شخصيتك”
“انتِ كيف يمكنك قول شيء بهذا اللؤم”
“اصمت و لنفكر بطريقة للخروج انت مزعج”
“لا نحتاج لتفكير عزيزتي سأخرجك من هنا ثقي بي فقط”
ابتسم بلطف لها و هي وركزت بما بدأ بفعله
التفت ليقابل ظهره نظرها
من كمه الطويل الاسود انزلق سكين صغير
“كيف سيقطع سكين صغير الأصفاد هل تمزح معي”
“فقط اصمتِ وانظري”
ابتلعت الشتائم التي أرادت قولها بشدة
كما حصل مع الشياطين سابقا السكين الصغيرة أحاطها برق أزرق كالكهرباء
بلمسة من السكين تفتت الأصفاد و تحررت يداه
“هذا رائع !”
صنعت أبتسامه كبيرة فهو مفيد ليس زير نساء عديم الفائدة
“اخبرتك ان تعتمدِ علي”
فعل المثل مع الأصفاد حول قدميه
خلال لمسه تفتت الأصفاد الحديدية كما لو أنها لم تكن شيء يصعب كسره
التفت يقابل هارو لامعة العيون
أحبت قوته و رغبت بمثلها
قوة تستطيع بها تحرير نفسها بدون طلب المساعدة من رين
“انت يجب ان تصبح معلمي حقا”
“ارفض “
“حطم القيود عني و لنقاش هذا لاحقا”
“لا لن احطمه و لن اتناقش معك”
انزلت راسها وشعرها الاسود انسكب يغطي ملامحها الغاضبة
منذ أن وجدت نفسها هنا و هي تشعر بالغضب
زادت الشعور بداخلها لتنسى الخوف او التوتر
هو مفيد لكنه يغضبها، يساعدها لكنه يغضبها ايضا
اعتقد انها تبكي بسبب رفضه و القليل من التأنيب تسلل لقلبه فقد كان يمازحها
استمتع لرؤيتها غاضبة
جلس مقابل لها و أعاد وضع وجهه مقابل لها ويده على كتفها
“كنت امزح سوف احطهم حالا “
“انت تثير غضبي حقا”
لم يستطع سماع تمتمتها فاقترب منها أكثر
وأقوى من سابقتها هي ضربت راسها براسه
“اللعنة هل انتِ ثور”
وقع جالس للخلف و تحسس مكان اصابته بصابعه
“انت تغضبني تستمر بالمزاح واللعب و نحن عالقون هنا بين روائح الجثث “
حطم قيود قدميها و يده الأخرى لازلت تمسك مكان اصابته
“احاول الا اجعلك تشعرين بالخوف انسة هارو فالهدوء والصمت سيزيد خوفك فقط”
‘خوف’
فكرت بتلك الكلمة بجدية
حاربت الشياطين و كادت تموت على يدهم مرات لا تحصى ولكنها لازالت ضعيفة أمام البشر
سخرت من نفسها فلا تزال تشعر بالخوف من البشر
الشياطين بكامل بشاعتهم و ضخامت بعضهم
لم يكونوا مخيفين كالبشر
المستودع المغلق المظلم جعلها تشعر بعدم الارتياح
فأصبحت هجومية و حساسة
فلولا وجود اكيهيرو معها كانت ستجن لحبسها بمكان كهذا
الشعور بالخنقه و عدم القدرة على الخروج الروائح القذرة
كل ذلك جعلها تتذكر بعض الذكريات التي جاهدت طويلا لدفنهم
“اكيهيرو”
تمتمت باسم من جلس خلفها ليحطم أصفاد يدها
“شكرا لك”
غير تركيزه من يديها التي حررها إلى ظهرها لم يصدق ما سمعه
تلك التي صرحت عليه مرارا و تكرارا تشكره بصوت فارغ
هو لم يعلم انه انقذها من شيء ترتعب منه مزاحه سخريته تصرفاته انستها شعورها بالخنقه
“لا داعي لهذا مساعدة الفتيات الجميلات هو تخصصي”
وقف كلاهما يمددان عظامهم حلت اول مشكله
و تبقت الأصفاد الضخمة على الباب
سكين صغير لن يكفي لتحطيمها كما حصل من قبل
“تعلمين ذلك لن استطيع تحطيمهم”
اومأت متفهمه هو حررها و ذلك اكثر من كافي
لم تعلم انه يكذب
اعتمد تحطيمه على قوة صعقته و لا علاقة له بحجم السكين
بإمكانه جعل المستودع غبارًا باستخدام السكين لكنه أراد المزيد من الوقت معها
رغب بمعرفة المزيد عنها والحديث معها
رؤية المزيد من تعابيرها المضحكة و غضبها
جلس على احدى الصناديق المغبره يراقب تشتت هارو
ابتسم لرؤيتها تعبس أثناء لمسها أقفال الباب
“انسة هارو اجلسي”
“جلست بما فيه الكفاية، لنبحث عن طريقة للهرب قبل عودة قطاع الطرق”
“لا يوجد طريقه “
“لن نعلم ما لم نبحث”
“انا اعلم “
فقدت الامل و شعرت بالتعب من البحث
عبست اكثر و ارخت جسدها و بدات التذمر كطفل لا يريد الذهاب المدرسه
واضع قدم فوق أخرى انسد مرفقة عليها يريح خده على كف يده
حدق بتصرفاتها بتلك الوضعية مرافقة ابتسامته الغير مفهومه
“الصناديق مملؤة بالغبار يمكنك الجلوس على فخدي لا اريد ان تتسخ ملابسك الغريبه”
“وجهك مضيعه في زير نساء مثلك”
بنظرة ازدراء جلست أعلى الصندوق بجانبه كان مرتفع عنها فتدحرجت قدماها بالهواء
“هل انتِ بخير ؟ جبينك يتصبب عرقا “
“لست بخير المكان هنا خانق”
جلست القرفصاء دافنه وجهها
في الميتم حبست للأيام بداخل مستودع ضيق مظلم لم يدخل به شيء إلا القليل من أشعة الشمس من نافذة صغيرة
الباب فتح عند تسليمها بعض الخبز والماء
بنسبة لطفلة في التاسعة كان ذلك كابوس مخيف
كانت فاقدة للذاكرة و استمرت بارتكاب الأخطاء لم ينصحها او يساعدها احد بكل مره كانت ترمي ابتلعها الظلام داخل مستودع الميتم
“بطفولتي حين أخطئ كنت ارمى بمستودع لعدة أيام “
تكلمت عن ما فكرت به ولا تزال تدفن وجهها بين قدميها تغطي ملامحها المتوتره
لا تعلم لما تخبره بذلك حتى
“حصلت على قطعة خبز وكوب ماء فقط خلال يوم كامل بالليل كنت ارتجف من البرد بدون اي اغطيه تدفى جسدي لم اتمكن من”
بحث بعقله عن شيء يقال بموقف كهذا
عرف دائما كيف يضحك الفتيات أو تعديل تلك الأجواء الخانقة لشخص حزين
لكنه ولأول مرة خسر كل كلماته
“لا بأس كل ذلك من الماضي سأخرجك من هنا و أعيدك إلى صديقك “
ابتسمت قليلا على صوته المتوتر و رفعت راسها تنظر لمن ركز عينه بها
“في عالمي البشر أكثر أخافه من الشياطين “
“عالمك؟”
“أجل”
“هل انتي نواة الاحجار ؟”
“اوه كيف علمت ذلك”
هي ابتسم و هو تحطم
شيء ما تحطم بداخله من بين جميع البشر لم تكون هي !
اكيهيرو احد افراد العصابه هو وهب حياته لهاجيمي و ريو صاحب عيون التنين