Under the moonlight - 12
تسلل صوت ضجيج واحتفالات مما تسبب في رمش عيناي فاقده الوعي بهدوء في غرفة الطبيب الممتلئة برائحة الاعشاب الطبيه
قابلت عينيها السقف الخشبي فور فتحهم
احست بالم طفيف بعظامها مشابه لألم بعد ممارسة الرياضة، قاومت بيديها ضد السرير لترفع ظهرها جالسه بعقل فارغ
تنهدت بعد عدة دقائق متذكره ما حدث الليلة الماضية
ارتعش جسدها لذكرى الوحش الضخم دموع يوتو ومحاصرة رين فجاة
هل استطاعت مهاجمته ؟، هي لم تفهم الشجاعة التي امتلكتها عندها فحتى عند تفكيرها بتلك التجربة كل إنش من جسدها يرتعش حتى احشائها الداخلية
أطلقت تنهيدة أخرى تريح نفسها على الاقل انتهى كل ذلك
‘لما فقدت الوعي ؟’
تساءلت بعد انتهائها من التفكير طويلا
“اه هارو كم انتِ ضعيفة “
أعادت تأنيب نفسها بنبرة مسموعه مزامنة لفتح الباب
“أجل شعرت بالانبهار من ضعيفة تشق معدة شيطان”
رفعت راسها للصوت الساخر المعتادة عليه
“قل شيئا افضل فقد استعدت وعيي منذ لحظات”
السخرية المرسومة على وجهه تغيرت واصبحت نظرات غير مفهومة، استقر فوق الكرسي مقابل لمن لم تنظر إليه فقط أستمرت بالتركيز مع تحريكها العشوائي لاصابعها بعقل فارغ
امسك يدها بهدوء يخطف انظارها وعقلها الفارغ
انتفض جسدها من يده المتجمدة على بشرتها الدافئة وعينيها صوبت على الحمراء خاصته فارغه المشاعر كالعاده
هل هو فارغ أو يجيد اخفاء ما يشعر به جيدا
فكرت كثيرا ايهما هي شخصية رين ولم تجد الاجابة، ملامحه لم تستطع فهمها او تفسيرها.
احكم إمساكه لها بكلتا يديه احنى راسه بالقرب من يدها وخصلات غرته الحمراء انسكبت على وجهه تخفي ما يرتسم عليه
بصوت منكسر تحدث
“هل كنتِ انتحارية دائما”
“…”
“أمقت قلقي عليك “
“…”
“انتِ مزعجة حقا”
تأملت بهدوء شعره الأحمر الحريري من يخفي خلفه نبرة لم تسمعها قبلًا من هذا الشخص.
حرارة اكتست وجنتاها من انفاسه الضاربة على يدها، تركيزها شتت سافرت إلى عالم آخر بعقلها، بدأ هذا كأول تواصل جسدي مع رين من كان دائما مزعج و ساخر.
لم تفهم سبب قلقه و استمرت فقط بتفكير
هل السبب هجومها المتهور على الشيطان ؟
لكنها خرجت منه حي بصحه سليمه
لم تعلم أنها تعرضت لسم حتى الشياطين لا تستطيع تحمله وكاد ان يفقد صبره أثناء فحص الطبيب لها.
ليس لأنها نواة الاحجار او لانها تشبهها
فقط لانها هارو أكثر من سبب له ازعاج ضخم
وجهها الشاحب حين فقدت الوعي كان يرسل لعقله تلك الذكريات التي طالما كرهها.
“رين انا بخير”
حاولت التحدث بلين عكس طبيعتها الفوضوية وهو رفع رأسه ورمى يدها بعيدا يعيد الهدوء لملامحه المعتادة، احتاج فقط عدة ثواني ليفرغ ما شعر به من ضيق خانق.
“ادري انك بخير، انتِ أكثر رجولة من معظم معارفي”
“أخرج من هنا اريد الراحه”
ابتسم قليلا على انزعاجها من سخريته كان شعور منعش له
“ماذا عن الحفل بالخارج، صحيح تحتاجين للراحة أستلقي”
“حفل!!”
“حفل على شرف تحريرك للقرية لكنك لستِ مرغمة على حضوره”
“مؤخرتي، لنذهب للخارج “
ابعدت اللحاف عن قدميها و استقمت ترتدي حذائها
“اسرع رين انا جائعه”
قبل أن يحصل على فرصة لرد هي خرجت
فقدت لعدة ثواني قدرتها عن النطق مما رأته، احست بما يشبه شعور الوقوع بالحب للمنظر امامها
الأضواء لمعت أعلى المنازل الخشبية تنير القرية الصغيرة، ضحكات الأطفال الصوت المزعج للرجال الثملين الفتيات فساتينهم اللطيفه رقصنا وتحدثنا
امتزجت رائحة الخمر القوية مع اللحوم والأطعمة تحت الانوار المعلقة أعطى ذلك المنظر سعادة غامرة لمن فكرت انها ساهمت بهذا الاحتفال
“هارو”
شعاع أصفر تظاهرت انه اعمى نظرها اتى من وسط الحشود باتجاهها
عكس ابتسامته المزيفة رسم وحده حقيقة، كابوس عاشه لسنوات انتهى ومن أيقظه منه يقف مقابل له
“هل انتِ بخير؟”
“ألا تشعرين بأي ألم اختناق صداع؟”
“تستطيعين المشي مثلنا صحيح”
انهار عليها بالاسئلة المتتالية قبل سماع ردها
هي ابتسمت بارتباك منتظرة أن ينهي اسئلته، لم تفهم سبب قلقهم الزائد فقد عادت من حجر شيطان سليمه بدون اصابات لن يكون هناك افضل حال من هذا
“انا بخير يوتو، لا يوضح علي ذلك لكنني اقوى من بعض رجال يعرفه أحدهم”
“سعيد حقا لسماع ذلك “
قفز يحضنها كالطفل الصغير يتمتم بكلمات انزعاجه وفرح اثناء فرك وجهه بكتفها
توقف بعد ثواني يمسح سيلان أنفه بكم قميصه تأكدت هارو من عدم وجود باقيه على ملابسها عند رؤيته
“اوه تذكرت والدتي تريد رؤيتك حقا لكنني منعتها من القدوم”
“هل انت احمق او يوجد حمار جالس برأسك”
“…”
“كيف تستطيع منعها من القدوم هذا محرج “
“ظننت انك لا تزالين فاقدة الوعي “
“هاله الجمال المحيطة بوالدتك ستجعل الموتى يعودون راقصين تخيل منعك لها أثناء فقداني الوعي بالتأكيد كنت سأموت بسببك”
“ااههه هارو”
بعد أن تذبذبت عيناه انهمر منهم شلال دموع و انف عاد لسيلان مجددا
‘رأيت هذا المظهر بالانمي انا متاكدة’
فكرت تغلق فمها كابته ضحكتها لكنها لم تنجح و انفجرت
“هل تضحكين على مشاعري “
“اسفه يوتو انت تبدو لطيفا “
“هذا تنمر “
“اجل اجل انا متنمرة”
“آنسة هارو”
قاطع فوضى ضحكاتها وانزعاج الآخر صوت رقيق قدم من خلال ازدحام الاحتفال
شعرها الأصفر الحريري حلق للخلف مضيئاً عكس الأضواء المتناثرة بدا أكثر توهجا منهم، على عكس تماما من مقابلتهم الأول حين امتلأت عيناها باليأس والدموع ابتسمت والدة يوتو لهارو الواقف كالصنم تشاهد الجمال المضي المقترب منها
ابتسامتها جعلت جمالها يتضاعف وقلب هارو اخد بالخفقان فشكت بميولها للحظات
استفاقت من أحلام وقعوها للمرأة الهادئة عكس صخب ابنها ارتبكت قليلًا لتأخرها بالرد
“اوه مرحبا “
“هل انتِ بخير”
‘كم مرة سمعت هذا السؤال بحق الجحيم’
صنعت أبتسامه صغيره عكس ضجرها من السؤال، ابتسمت لجمالها فقط
“أنا بأحسن حال، اشكرك على قلقك”
“لانني اصبحت زعيمة القرية حين وفاة زوجي اردت مكافأتك، هل هنآك شيءٍ تريده”
“بالطبع سيدتي هناك شيء اريده بشده”
“اوه أخبريني سأحقق لك طالما استطيع”
“ابنك”
عم الصمت بدا ان دمعه كبيرة ارتسمت بجانب جبهة والدة يوتو
“اوه سيدتي لا اقصد ان ابنك شيء قصدت انه فقط ما احتاجه”
“لا لابأس انسه هارو كنت سأعطيه لك بدون أن تسالي عن ذلك حتى هاها”
ضحكت بسخريه و هارو بدأت الضحك برفقتها لكنها لم تفهم حقا ما سبب الضحك الان
“اميي هل تبيعين ابنك”
“لا تتدخل بحديث لا يعينك”
انبته والدته وأعادت ابتسامتها لهارو
“عزيزتي هارو هل تريدين شيء اخر، يوتو هو ملكك بالطبع لكنه رخيص مقابل انقادك للقرية”
“لا يمكنك قول ذلك عن ابنك “
“اخبرتك الا تتدخل “
أنزل رأسه يستمع لعملية البيع بدون نطق حرف آخر
“سيدتي يوتو يكفيني يمكنك تزويدنا بحصان فقط “
“بالطبع يمكنك أخذ عدد الأحصنة الذي تريدينه”
“شكرا لك سيدتي “
احنت جسدها بأدب و والده يوتو إعادتها تحتضنها
“شكرا على إنقاذ ابني و قريتي ”
لم يكن حضنا طويلا كخاصه ابنها هي ابتعدت و ابتسمت لهارو الواقعة بحبها
“..”
“استمتعي بالحفل انسة هارو “
غادرت بهدوء تشع الطريق بجمالها وهارو ضربت من يزال ينحي رأسه للأسفل على كتفه
“ارفع راسك لنذهب للاستمتاع”
رقصت اكلت ضحكت، كانت ليله مختلفه تماما عن سابقتها التي امتلأت برائحة الدم والخوف، بداخلها كانت خائفه من القادم تبقى ثلاثة أحجار وهي واجهت بالفعل الموت عدة مرات
علمت ذلك منذ البداية أن هذه الرحلة لن تكون سهله عليها و لكنها لم تعتد ذلك فلا أحد يستطيع التعود على البقاء خائفا من الموت بمخالب شيطان في أي لحظة، من أجل العيش بسعادة كل يوم وان تكون كل الليالي متوهجة كهذه الليلة اقسمت بداخلها على إنقاذ الامبراطورية والعيش بسلام
كل شجاعتها تلاشت وقسمها تحول للعديد من الشتائم عند استيقاظها من النوم في مكان غريب برائحة عفنة مقيدة الأيدي والأرجل بجانب زير النساء البنفسجي
“اللعنة هل سوف اختطف بكل مرة انام بها “