Under the moonlight - 09
أعاد صنع ابتسامة فور انتهاء سرد قصته
مقدار الألم الذي مر به لم تتمكن من تخيله
أحكمت ذراعها حول رقبته وأسندت راسها على صدره
هو أصغر منها وبطولها تقريبا لكنه يحملها كالريشة
بحث في عقلها عن كلمات لمواساته
ما الذي سيرغب بسماعه بالتأكيد كلماتها لن يرجع الزمن للخلف وتنقده ولن تغير ما شعر به ولكنها أرادت تقديم مساعدة تريحه حتى بنسبة صغيرة
“احسنت على صمودك طوال هذا الوقت لن يستطيع أي شخص الصمود مثلك “
كلماتها دخلت مسامعه مثل تغريد العصافير
صوتها لحن موسيقي أذاب قلبه و ربط لسانه لا يسمح له بالتحدث
عميقا في أحد زوايا قلبه رغب بتلقي التشجيع ان يخبره أحدهم أنه فعل جيدا
لا يمكن احدهم كلماتها لن تكون بهذا الجمال اذ خرجت من احد اخر فهو احبها منها
“انتِ تعاملني كطفل”
تذمر يخفي رغبة صوته الأجش في البكاء
اول مرة يتلو قصته ولشخص التقي به فقط قبل ساعات
أراد التوقف والعودة للخلف أن يرجع هارو لمحل الأمان مع حجرها الأحمر لم يعد قادرا على فعل ما خطط لفعله منذ سنوات
عند ظهور قريته بين الأشجار واكملهم السير في الغابة انزلها تقف على قدميها
أخفى ابتسامته وتحدث بكمل جديته
“هارو هل اعيدك لرين؟”
“هل انت احمق “
لم يتوقع صراخها عليه
“ماذا عن قريتك، اذا التهمت بواسطة الشيطان فلا يجب أن تحزن انا شخص التقيت به قبل بضع ساعات!”
انزل راسه يحدق بالعشب تحت اقدمهم
خسر قدرته على الرد لم يجد ما يقوله
بالطبع لن يتخلى عن قريته ولكن فكرة اعطائها لواشي تؤلم الجزء الأيسر من قلبه لحد الجنون
‘قريتي تمتلك كامل قلبي وهارو فقط جزء الحجر المغروس بي ‘
اقنع نفسه وكرر تلك الجملة بعقله عدة مرات
هارو بالتأكيد مهمة، هي فتاة لطيفة ضحكت له رغم أخبراه أنه سيقدمها للشيطان هي استمعت لقصته و حاولت مواساته ولكنها ليست أهم من قريته و والدته
“لنذهب”
قيد يداها خلف ظهرها برياحه الصفراء وتقدما للقرية
استمرت بمشاهدة القرية تحت غروب الشمس ونسيم عليل هب يطير خصلات شعرها السوداء تحت نظرات المبهور بجمالها
تفحص ملامحها الهادئه رغم تقيد يداها وشعر بدغدغة في بطنه كلما ابتسمت بين الحين والآخر
هي كانت تبتسم لمحبتها المنظر
اختفت ابتسامتها عندما مرت قصه يوتو على عقلها
شدت قبضتها وسخنت دماها ترغب بقتل من سبب التعاسة لقرية بهذا السلام
شعرت بالمسؤولية تجاه ما يحصل هنا فالوحش هاجم يوتو واستولى على القرية لضمانه أكلها لذلك تعتبر ان جزء من تعاسة القرية بسببها
الأهلي والأطفال راقبوا هارو من بعيد أثناء سيرها في الارجاء برفقة يوتو
“اسف على تقييد يديك”
“لا بأس أنا أتفهم خوفك”
“لم افكر انك ستهربين لكنني خائف من دمائي”
“اعلم ذلك، أحب السير في أرجاء القرية معك حتى لو كانت يداي مقيدتان”
نظرت له مع ابتسامة هادئة لا تبدو كشخص سوف يقدم كوجبة للشيطان
“اسف وضعك في هذا الوضع خطئي”
“يوتو توقف عن الاعتذار هذا مزعج”
انبته وهو احنى رأسه ينظر خطواتهم وهما يسيران معا
“انا لن اموت و قريتك ستتحرر بعدها لتسافر معي انا و رين لنبحث عن بقية الاحجار معا”
اعاد النظر لها وهذه المرة دموعه شقت طريقها على وجنتيه
صوتها اصبح نقطة ضعف له فكل كلمة تخرج منها عزفت داخل اذنه دخولا لقلبه
كلماته تعويذة تبعد حزن سنوات عنه
لم يكن انتظار ظهورها لسنوات هدر فهي تنقده وتمسك بيده وتسحبه من القاع
“بالطبع لنذهب معا”
ابتسم وسط هطول دموعه لم تكن زائفة كالتي سبقتها تلك كانت ابتسامته الحقيقة.
“انا الان منزعجة من القيود اريد مسح دموعك “
تذمرت ترغب بمسحهم حقا، تشعر بالتعاطف لهذا الطفل
عاش طفولة قاسية ويحارب التأنيب بداخله الآن لينقذ قريته
هي تعلم كم يكره تقديمها لواشي وتعلم كم هو طفل نقي يحتاج للاهتمام فهو ليس طفل بعقل بالغ كما يعتقد الجميع
فقد علمت فور سماع قصته هو طفل طيب يرغب بالعيش مع جميع من يحبهم.
“هذه ليست دموع انسة هارو فقط بسبب النسيم دخل شيء ما لعيني”
“اولا ادعوني هارو بدون ‘انسة’ فهي مزعجة يمكنني النفخ في عينك ليخرج ما دخل بها”
سخرت وهو شعر بالاحراج ينفي مستعمل يداه أنه ليس بحاجة
لنفخ
تحت ضحكات هارو المستمتعة باغاظة الطفل بجانبها اقتربت امرأة شقراء تنادي على يوتو
عكس الجميع من ابتعد عن هارو المقيدة أثناء سيرها تلك الشقراء وقفت مقابل لهم
انبهرت هارو بجمالها، شعرها الاشقر بدا لامعا تحت غروب الشمس تمتلك بشرة بيضاء صافية مثل خاصة يوتو
عينيها كانا عكس ابنها فكانا بلون اخضر تغرس شعور بأنك ترا
أراضي خضراء من خلالهم، فستانها الاصفر بدا ملائما لها مع شد الخصر الخضراء الذي عرف بها اليابان قديما
رات جميع الملابس والفساتين اليابانين و الكيمونو لكن الذي ارتدته هذه المرأة كان الاجمل لم تعلم اذا كان بسبب الفستان حقا أو بسبب جمالها
“يوتو كيف تقيد انسة هكذا ”
أنبتت ابنها
“امي لا تتدخلي هذا عملي مع السيد واشي”
لم تستغرب هارو من امي الذي خرجت من فاه يوتو فهما كانا يشبهان بعضهما
“هل ستقدم الآنسة للوحش”
“…”
“يوتو!”
صرخت ولكنها لم تكن صرخة فصوتها انعم من تستطيع الصراخ
“سيدتي لا تقلقي أنا هنا بملء إرادتي “
“أنت أصبحت عبدا لذلك الشيطان حقا”
تجاهلت أو لم تتقبل كلمات هارو كانت متالمة لما يفعله ابنها وتالمت اكتر لمعرفتها أنه يفعل ذلك من اجلهم لكي لا يتأذى أحد منهم
“امي هذه الفتاة هي نواة الأحجار”
غيرت تركيزها من ابنها للاخرى المقيدة وصدمة تعتلي وجهها
“سيدتي”
ركعت والده يوتو على ركبتيها فستانها الاصفر انتشر على الارض
‘بالتأكيد الذي ترتديه بخصرها مؤلم عند أنحاءها هكذا’
فكرت هارو و لكنها سرعان ما هزت راسها تطرد الافكار الغير ملائمة للموقف
“سيدتي يجب ان تقفي لما تفعلين ذلك”
ابت الوقوف و انزلت رأسها أرضا تتوسل بصوت اجش
“ارجوك سيدتي انقدي طفلي “
“أمي توقفي عن هذا”
يوتو تحدث بصوته المتألم و الخائب
جلس القرفصاء بجانب والدته التي ابت رفع راسها حتى
“سيدتي ابني يعاني منذ طفولته انتظرنا قدومك طويلا أرجوك سعديه و سعدي هذه القرية المتواضعة “
هارو جلست مقابل لها رغم صعوب ذلك بسبب قيود يدها
ما تراه امامه منظر الأم المتوسلة لاجل ابنها آثار مشاعرها التي غالبا ما كانت نائمة في ركن ما من قلبها
العائلة هي نقطة ضعفها فهي شيء افتقرت له و تمنته بشدة
رؤية أم تهتم لابنها أيقظ مشاعر الغيرة بداخلها فكم تمنت الحصول على أم تفعل أي شيء من اجلها
تمنت شيء كان مسلم به لدى الجميع
“ارفعي راسك سيدتي”
استجابة لما قالته هارو ورفعت راسها تنظر لمن تجلس مقابل لها
اراده هارو احتضنها واخبرها انها ستصبح ابنتها فهي مغرمة بجمال هذه المراة كيف يكون الشخص جميل حتى عند البكاء و التوسل
“ادعي هارو و اعدك اني سأسعد ابنك وانقد قريتك “
ابتلعت ريقها قبل أن تكمل حديثها
“لا لن أساعد ابنك و قريتك فقط انا سأنقذ هذه الامبراطورية اعدك”
“اشكرك انسة هارو”
ازداد بكائها ويوتو من شاهد بصمت اخد والدته بحضنه يخفف حزنها و دموعها هو يعلم مقدار الام الذي عانته والدته فقط بسببه ان لم يولد بهذه العائله لعاش اخه واباه الشعور بالمسؤولية والتأنيب تجاه من حدث للقرية لا يفارقه طوال هذه السنوات
ابتسمت هارو و شعرت بالدفء في قلبها لمنظر الام و ابنها
اقسمت بداخلها على قتل من تسبب لهم بكل هذا المعاناة
رغبت حقا بحماية هذه المرآة الجميلة
انتهى الغروب و حل الظلام
اخدت قدما هارو ترتعش وهي تنظر ليوتو القادم باتجاهه بعد إعادة والدته لمنزلها
كامل شجاعتها تبخرت هي تعلم ما سيحصل الآن
أرادت الثقة بالأحمق الذي اختفى طوال اليوم
تذكرت نظراته الجادة عند رميها ليوتو هو لن يسمح لها بالموت هي تثق به اكدت ذلك لنفسها و رمت خوفها بعيدا
تحت مراقبه يوتو لما تفعله هو ابتسم يعتقد أن محاربتها لنفسها وخوفها لطيفة
“لنذهب هارو”
عقدت العزم و سارت يتبعها يوتو
“لم أرد إزعاج عزمك هارو ولكن هل تعلمين الطريق”
تصنمت بمكانها لم تفكر حقا بالمكان فقط سارت تحت تهدئتها لنفسها
“تفضل”
عادت خطوات للخلف لتسمح له بالتقدم و قيادة الطريق
هم سارو حتى نهاية القرية حيث وجده غابة اخرى
قرية يوتو وقعت بين غابتين
أحدهم حيث خطف هارو و الاخرى هي وجهتهم
وجد كهف داخل الغابة يبعد عدة دقائق سيرا عن القرية
مقابل الكهف المضي بشعل نارية على جدرانه وقف كلاهما
اخدت قدما هارو تتخبط مرة أخرى فهي في منتصف غابة مظلمة أمامها كهف وحوش
“هل انتِ بخير”
“سيكون افضل ان لم تسأل”
استجمعت انفاسها و اعادة تثبيت قدميها
“لنذهب”
تسرعت بالدخول قبل يوتو خائفة إنها اذ وقفت اكتر سوف تفر هاربة.