Under the moonlight - 06
“أنا أم الفتاة الأسطورة”
عبست تلك الطفلة ذو تسع سنوات حدقت بعينيها الزرقاء بصديقها الجالس بجانبها أعلى سور مقابل حديقة من زهر أحمر قد زرعتها مسبقا رفقة أخيها
حرك هو شعله نار صغيره بين اصبعه اعطها كامل تركيزه ليرد على من تزعجه
“لما تسالين عن شخص لم يظهر بعد أميرة رينا”
لم يفهم كونها تشعر بالغيرة ، لكن الانزعاج قد تملكها أثر إجابته، هو أهم شخص بالنسبة لها بعد عائلتها فهو خطيبها من تحبه كثيرا ولا تريد ان يختار احد معها أبدا
تمت خطبتهم بسبب علاقة العائلة الحاكمة القوية بعشيرة كاجي ولم يكره كلاهما الخطبة فقد احباء بعضهم منذ طفولتهم
“رين أنت أحمق لا تأتي للعب معي بعد اليوم”
استقامت من بجانبه و قطعت طريقها باتجاه غرفتها بالخلف تاركه الأخر يقهقه من تصرفاتها اللطيفة فكم احب إزعاجها.
هي عادت بعد عدة ثواني لتجلس بجانبه كما توقع نظرت ليدها التي تقبض على فستانها الاحمر متوترة تحاول ترتيب كلماتها
“هل ستختارها ؟”
“لا يمكنني اختيار شيء عليك رينا انتي خطيبتي، ولن أسمح أبدا للفتاة التي ستنقذ الإمبراطورية ان تموت ذلك من أجلك لا اريد رؤيتك تعيشين وسط عالم ملي بالوحوش”
رفعت بصرها بتجاه الذي ينظر لها مبتسم لتبتسم له هي لأخرى
“و أنا سأصنع صداقه معها ذلك أيضا من اجلك”
بعثر خصلات شعرها السوداء يعطيها ابتسامة حنونة تحولت الي ملامح خائفه
تدفق الدم على وجهها فجأة وفي عدة لحظات اختفت من امامه وظهرت محلها بوابة عشيرته تكسوها النيران وصيحات من يحترقون غزت مسامعه
تصبب العرق البارد من جبينه حالما فتح عيناه مدرك انه حلم قد اختلط بذكرياته
حدق بالقمر المرتفع من أعلى غصن الشجرة الذي ينام عليها وكم يكره رؤيته
نظر الخيمة الصغيرة بالاسفل حيث تنام هارو
المحادثة التي دارت بينهما قبل بضع ايام عادت للظهور بعقله
لم يمتلكوا أي حديث لائق منذها فكل ما قاله ‘لنرتاح لنذهب لنأكل’
أخذ يتذكر أول لقاء له مع هارو في السوق حيث أول فكرة خطرت له حين سمع صوتها ‘مزعجة’
صدم عند رؤية ملامحها المشابهة لخطيبته الرحلة فحصل على وقت صعب كلما رآها قاوم رغبته لقتل الجميع مرات لا تحصى كلما تذكر موتها بسبب وجه هارو
حاول تجاهلها لكنها استمرت بازعاجه وسرعان معتاد على ذلك الازعاج، لم يكرهها أو لو لم يستطع كرهها فظن ان الحجر بداخل قلبه لكن يكره أساسه حتى لو حاول في نهاية بعدما قال لها هو ندم
لم يرد أن يعترف بذلك
هارو ليست رينا و امتلكها وجهه وشعر مشابه لرينا ليس خطأها
‘اميرة رينا كانت مفعمة بالانوثة عكس تلك المزعجة اعتقد اني ساجد خاصة الراجل إذ رفعت الشيء القصير الذي ترتديه”
عقد العزم على الاعتذار منها صباحًا بعد تنظيمه أفكاره و مشاعره، فهو ليس الشخص البارد الذي يبدو عليه هو فقط قليل الكلام و ليس جيدا بفهم مشاعره او التعبير عنها.
رائحة دماء أيقظت حواس الغارق بأفكاره
بدت رائحه قوية بتأكيد قتل احدهم بالقرب من هنا وقد يكون اكتر من أحدهم
قفز من أعلى الشجرة مقابل الستار لخيمة هارو
أزاح الستار جانبا والرعب تملكه عندما لم يجدها بالداخل
“اللعنة”
لعن بصوت عالي و تحرك مسرعا يبحث عنها
خاف ان يصيبها مكروه أن يخالف أوامر الامبراطور
لا ليس ذلك فحسب هو خاف من خسارة شخص آخر قبل أن يعتذر حتى
بحث عنها خلف الأشجار الكثيفة حتى وصل إلى البحيرة الكبيرة وسط الغابة حيث وقعت عيناه على جسد أبيض امتلى بالندوب يقف بداية البحيرة
شعر أسود امتد على طول ظهر ذلك الجسد وعلامات ندبات خططت فخادها و سيقانها
عرف فورا انها من كان يبحث عنه لكنه لم يستطع التحدث شعر أن لسانه قد ابتلع
فرغم امتلاء الجسد العاري المقابل له بالندوب إلا أنه كان جميلا كل ندبة بدت كلوحة
‘لنرمي فكرة امتلكها لخاصه الرجال بعيدا’
سخر من أفكاره استدار للابتعاد ليعطي الأخرى وقتها الخاص لتستحم ولكن غصن شجرة دوس عليه من قبل قدمه الذي تمنى لحظتها قطعها
“رين”
قالت بصوت مزج بين الذهول والاحراج حال
تقابلت عيونهم أو تقابلت عيناه بما فوق بطنها لحظت صمت عمت قبل أن يسمع صوت صراخها في العالم الآخر
استدار بسرعة بوجنته المشتعلة كما لو أن قوة حجرة تواجدت بداخلهم
“شممت رائحة دماء فخرجت للبحث عنك”
حاول تدارك الوضع الذي يضعه كمنحرف
“انت لم تكن تتجسس حقا”
“حسنا حتى اذا ارادت التجسس لن افعل ذلك معك”
سخر ثم تدارك رغبته بالاعتذار فهو يجعل الامر سوء فقط
“هارو”
لم ترد هي على سخريته أو مناداته لاسمها
” اسف، كنت غاضبًا”
“اريد حمايتك لا اريد ان تتعرضِ للخطر فنحن رفاق ومن وجبي حمايتك عند بحثك عن البقية”
دام الهدوء لعدة ثواني قبل ردها
“سوف اقبل اعتذارك وليس الآن بطبع كيف اقبل اعتذر وانا عاريه!”
ابتسم وسار داخل الغابة يشعر بثقل انزاح عن قلبه
“سأنتظرك قبولك له بالغد”
ردد قبل أن يختفي بين الاشجار
عاد لأعلى الشجرة واغمض عيناه يشعر بالنعاس
انها المرة الاولى يبتسم بيوم قمر مكتمل منذ عدة سنوات.
هب نسيم داخل الى الخيمة مسببة استيقاظ تلك التي حاولت كثيرا ان تنام بعد استحمامها
مضى اكثر من اسبوع على خروجهم من القصر ولا وجود لأثر على أي حجر، بدأت تشعر بالخمول والتعب، فكيف ستعثر على اربعة فتيان في امبراطورية ضخمة !
لولا وجود رين بجانبها كانت ستقسم على عدم وجود الأحجار و انها فقط خرافه
خرجت تحدق بالأعلى تحديدًا باتجاه رين النائم أعلى شجرة.
‘ينام فوق الشجرة فقط كالقردة’
ابتسمت بسخرية و جلست ارضا
هي قد غيرت وجهة نظرها تجاه رين بسبب الوقت الذي قضته معه .
قد علمت كم هو شخص غريب دائم الشرود لكنه لطيف و قد انقذ حياتها عدة مرات.
رغم ما قاله كان جارحا لها لكنه اعتذر رغم شخصيته المعقدة لذلك ستسامحه.
نسيم اصفر مر من امامها يحتوي على رائحة أزهار قوية
فكرت عينيها وشعرت بالخمول، أعطاها شعورا لطيفًا ورغبة كبيرة للنوم بضع ثواني وأصبحت بالكاد تستطيع فتح عيناها..