Under the moonlight - 05
“رينن”
هي نادت اسمه وأدرك فورا انها تريد الأكل مجددا، طلبت منه الوقوف على أربعة مطاعم بنفس نبرة الصوت المتوسلة .
لم يعلم حقيقة أنها تعاني من الم بظهرها بسبب ركوب الخيل لأسبوع ، فقد اعتادت على الحافلات و السيارات بعالمها
وصلوا لقرية صغيرة مسالمة امتلأت برائحة الطعام تسبب نزول لعاب كل الزوار
“هارو مضت ساعتين منذ اخر وجبه هذا يكفي”
“لكن أنا جائعة “
هوا تنهد و أوقف خيله بقرب المطعم مهدد لها
“نصف ساعه فقط ! “
ابتسمت ملوحة له بيدها وسارت بخطى متعرجة تلبي مطالب جسدها
جلست على طاولة الخشبية مقابل رين فقط ما طلبته صحن حساء صغير فبعد كل شيء الجوع هو مجرد عذر
“كل تلك الضجة من اجل هذا فقط!”
“حساء الخضروات مفيد للرحلات الطويلة”
تنهد لا يعطيها رد تجنبا للقتال
“بعالمي لم تتواجد الشياطين”
تحدث تفتح أي حديث عشوائي لزيادة وقت راحتها
“لابد ان يكون عالم مسالم”
“وجدت من هم أكثر أخافه من الشياطين”
لأول مرة شعرت ان حديثها حصل على اهتمام من هذا الشخص الذي يكره الكلام
“ماذا تكون هذه المخلوقات”
” البشر”
ضحكت ساخرة هربت منه أعاد النظر بعيدا
“انا لا امزح فالبشر هناك هم أكثر أخافه من الشياطين “
لم يرد فقد ظن ان ما تقوله هو مجرد هراء
لم يعلم أن البشر يمكنهم فعل أشياء مخيفة أكثر من مجرد قتل واكل
فلو كانت الشياطين تقتل وتأكل الناس فقط
البشر هناك كانوا يقتلون ويغتصبون يعتدون على الأطفال هم يحاربون بعضهم بعضا ويفعلون ما لم تفعله الشياطين
تنهدت تتسرب إلى ذكرياتها تلك الأيام في الميتم
الشياطين اقل أخافه من الأشخاص هناك
‘هل بحثوا عني او لاحظوا اختفائي’
سخرت من نفسها بسبب تفكيرها
لم يتذكر أحد من الميتم وجودها غير يوم الاثنين حيث يكون دورها في التنظيف
صرخة امرأة أخرجتها من افكارها يليها صوت لرجل
“هجوم من شياطين ليختبى الجميع”
عند صراخه بما يحصل امتلى ايقاع خطوات الأقدام في الارجاء فالجميع يبحث عن مكان آمن من الهجوم المفاجئ
هرب بعضهم باتجاه الغابة و من خانته قدمه وقع أرضًا يشاهد موته بمخالب الوحش المزرق امامه
اقفلت ابواب المطاعم والأسواق اختبأ أهالي القرية في منزلهم الخشبية يدعون بداخلهم إلا تقتحم بيوتهم
هارو من سمعت كل تلك الضجة المفاجئه نظرت لرين و خوف باد على محياها خلال الأسبوع الماضي قابلت عدة شياطين ولكنها لازالت تخيفها
“هارو”
“حاضر لن اتحرك من هنا “
فور سماعها سلك طريقه مسرعا
الشياطين بالخارج لم تكن سوا العاب بالنسبة له فقد كبر هو يقاتل مئات الأنواع
عقد جبينه مشمئز من الدماء وصيحات من يحتضر
كره المنظر، بكل مرة رأى هجوم تملكته مشاعر مختلطة من الغضب و الحزن
مسح بعينيه كامل القرية الهجوم بنيرانه هنا سيضع السكان بخطر وقد يدمر قريتهم فلم يكن العدو شيطان او اثنين وجد العشرات منهم.
ضغط قبضته حتى نزف كفه، دماء سودا سكبت قبل تحولها لـ سيف مصنوع من الدم، حتى الشياطين لن تصمد امام جرح صغير من سيف الدماء السودا فالدم الذي صنع منه احتواء سم يقتل كلاهما البشر و الشياطين.
بالطاولة الأخيرة في زاوية المطعم جلست هارو تستمع لدمار بالخارج تنهدت واثقه ان رين سيحل الوضع خلال بضع لحظات
“الجلوس وإطلاق تنهيدات أثناء هجوم الشياطين تصرف لم اسمع عنه من قبل”
شخص بجانبها تحدث يقاطع تنهيداتها المتواصله
“إذا هل أخرج وانتظر صديقي ليحميني بدل ان يركز في قتلهم؟”
وجهت نظرها لمن تحدث بجانبها
فكرت للحظة أن فكها سيقع وصولا الي الطاولة
شاب طويل بدأ بالعشرينات من العمر، شعر بنفسجي امتد على جبينه وكلا كتفيه قليلا لم يكن طويلا جدا، عيناه بذات لون شعره
لم يوجد وصفا له غير ‘وسيم’ كما فكرت هارو
ابتسم بتعجرف كما لو قرأ ما فكرت به
“انستي هل انتِ بخير”
“انت وسيم”
“اجل سمعت ذلك كثيرا”
“هذا رد جديد كليا”
سخرت منه و استقامت من طاولتها تترك حساء الخضار الذي أغضب من يقاتل بالخارج ممتلىء
طار باب المطاعم متزامن مع وقوفها ملتصق بالحائط المقابل له
اندفعت من خلفه ثلاثة وحوش خضراء بأنياب
ابتسم ذا الشعر البنفسجي متخيل هارو تمسك بكم قميصه و تترجاه للمساعدة فهو الرجل الوحيد بالمطعم، هو زير نساء يستغل وجهه لتقترب منه الفتيات دون بدل مجهود، أعجب بلون عيني هارو السماوية وحددها كفريسة
“يمكنني مساعدتك آنستي”
التفت بملامح واثقه ولم يجد ما تمناه
لم تكن ترتعش خائفه بل امسكت بالكرسي الذي كانت تجلس عليه عاليا فوق راسها
“ايها الجميل الخطة كالآتي”
“ارفع كرسي آخر ولنقم بدفعهم بعيدا ثم نجري خارجا”
“انستي هؤلاء شياطين هم ليسوا بعض السارقين!”
صدم من فكرتها التي اقل ما يقال عنها غبية ومتهوره
امسك بالكرسي المرتفع عاليا وانزله أرضا
وضع يده على كتفها واجلسها على ما حاولت المهاجمة به
اخذ يدها بين قبضتيه ونظر بعينها
“انستي انتظريني هنا لا تفعلي أي شيء “
تغير الهواء من حوله اختفت عنه هاله الفتى اللعوب، أضواء كالبرق بدأت الظهور من قدميه لاعلى جسده عند وضع يديه على قبضة السيف المعلق على خصره
في رمش عين هو اخرج السيف وقطع رؤوس الوحوش الثلاثة أعاد السيف لمكانه لتعود معه هالته اللعوب
مشى واثقا لتلك التي تلمع عينيها مما رأت قبل لحظات عند ملاحظت نظرات اعجابها ارتفعت كتفاه كادت ان تصل الي السماء
وقفت تسرع باتجاه لتمسك هي يداه هذه المرة
“انت رائع”
“تصلح لأن تكون معلمي”
تلاشت ابتسامته الفخورة فور ذكر ‘معلمي’
“هل تريدين تعلم استخدام السيف؟”
اومئت رأسها بالإيجاب ولا زالت تحدق به بذات نظرات الاعجاب ليس آعجاب به بل بمهارته
“اكره ان اتلقى الحماية من صديقي بكل مره ولا افعل أي شيء”
“لكن انستي انتي فتاة وليس أي فتاة انتي فتاة لطيفة “
“لطيفة بمؤخرتي، وكوني فتاة ليس مبرر لضعفي “
“إذ علمتك كم سوف ستدفعين”
“بقدر ما تريد”
رفع زاوية شفتاه بتعجرف وامسك بخصلات من شعرها بين أصابعه
“هل يمكنك الدفع بجسدك”
هي ابتسمت ساخرة للرد على وقاحته
“بوجهك الجميل هذا ستكون انت من يدفع لي لا العكس”
اخد يضحك من ردها الصادم حتى دمعت عيناه
“هذا كان غير متوقع”
“هل يجب ان اضرب صدرك بقبضتي الصغيرة و اخبرك توقف ايها المنحرف كياا”
“حسنا سيكون هذا لطيفا”
“هارو”
صوت رين انتشر في أرجاء المطعم يقاطع حديثهم فكما يبدو انه انهى القتال بالخارج
“لنلتقي مرة أخرى انسة هارو”
طبع قبلة على مقدمة يدها و وضع غطاء على راسة اتجاه خارجا حيث تقاطعت طرقه مع رين المسرع لتفحص هارو
“لم تتأذى؟”
“انا بخير شخص ما قتلهم، هل انتهيت؟”
“لنذهب تأخرنا “
رائحة الدماء، جثث مبعثرة وسط القرية
أحشاء انسان سكبت على الأرض وذراع بكمها تدلت من سطح منزل
من تبقوا أحياء ذرفوا الدموع وصيحات الالم من فقدان احبتهم انتشرت في الارجاء
المنظر الذي قابل هارو حال خروجها من المطعم لم تكن تتوقعه
“لا تنظري حولك ابقي عينيك على ظهري”
رين عرف ما شعرت به، لم ترد فقط تبعته و استمرت باختلاس النظر ثم الندم
سارو معا بعيدا عن القرية بحثًا عن خيل غير خاصتهم الذي قتل
“اريد تعلم استخدام السيف”
اصطدمت بظهر من توقف عن السير بعد سماع مطلبها
التفت وهي ابتعدت عدة خطوات للخلف تكرر ما قالته
“رين اريد التعلم لمساعدتك”
“لستِ بحاجة لذلك “
“ولكن..-“
قاطع حديثها، لم يشعر آنه بحاجة لسماع مبرراتها
“أوكلني الامبراطور بحمايتك وتلك مهمتي فقط استمري بكونك لا تفعلين أي شيء الى ان نجد باقيه الاحجار”
“لا احب عجزي”
“عجزك مريح لي، قتالك يعني اذيتك أوامر الإمبراطور كانت بان لا اسمح لك ان تتأذى هذه أولوياتي، بعد عودتنا للقصر افعلي ما تريدين ليس من شأني “
احنت راسها للاسفل يغطي شعرها ملامحها، سمعت جميع انواع الكلام الجارح دوما طوال حياتها لم تكن تهتم لهم حقا، لكن ما سمعته الآن ازعجها، فكرت بالايام السابقة انهما صديقان على الاقل بينما هو يراها فقط كأمر امبراطوري
“رين هل تكرهني”
ذلك فقط ما فكرت و استطاعت قوله
“رؤيتك تجعلني غاضبًا “
أجاب سريعا لم يتردد بما قاله.