Under the moonlight - 04
“هارو هل تأكلين جيدا “
“هارو شعرك الأسود جميل حقا “
“هل قمتِ بضربهم مجددا!”
“هل تعلمين انك حقًا لطيفه هارو “
المرات التي ذكر بها اسمها ، ابتسامته لها ، اللحظات التي جمعتهم معًا ، شعور السعادة الغامرة كلما وقع نظرها عليه كله كان كذبة
بدل الحزن تملكها غضبًا جامحًا، ارتجفت يداها وحاربت ساقيها للوقوف مقابل له، غط شعرها الداكن وجهها كونها تحني رأسها عضت شفتها السفلية لمحاربة كل المشاعر التي تغمرها و مجابهة ‘ابن العاهره’ كما اسمته
“اوه عزيزتي هارو هل تبكين”
سخر يعيد خصلاتها خلف اذنها
“سأقتلك”
همست وهو نبس يحدق بها غير مصدق ما سمعه لتوه
“ماذا” حمقاء خرجت من فمه قبل أن تحكم هارو قبضتها على معصمه
“أخبرتك أنني سأقتلك يا ابن العاهره”
نما انزعاج بداخله فما يحصل عكس رغبته، أراد رؤيتها تبكي وتصرخ و تلعنه لكنها ترمقه بعين تشتعل غضبًا تواقة لقتله
يد وضعت فوق يدها القابضة على معصم ريكو تسحبها بضع خطوات للخلف تبعدها عن موقع الخطر
فقدت القوة بأرجلها فجلست أرضًا تنظم انفاسها
بدل رين نظراته بين ريكو و هارو المتعبة و وجهها بالكاد عبر عن ما يشعر به من غضب
“هيروشي حقًا طيب أليس كذلك؟”
أطلق ضحكة ساخرة قبل اكمال حديثه
“لم يمنع الحاجز حول القصر دخولي ألا تعتقد أن هذا غباء ؟”
“هو لا يحتاج لمنعك من الدخول ريكو”
ارتفعت زاوية شفتي ذا الشعر الناري فالغضب قد ازداد بداخله وملامحه الهادئة لم تعد تستطيع احتواء اعصابه فهذا الشخص قد أهان امبراطوره من أقسم له بالولاء الدائم
يده اليمنى أعادت شعره الأحمر للخلف يظهر ابتسامة أقل ما يقال بحقها مرعبة
سبابته ارتفعت مقابل ابتسامته وكرات لهب مشتعلة شكلت طوق حول ريكو
“انت تعلم ذلك جيدا ريكو هيروشي ليس بحاجة إلى مضاعفة الحاجز بينما اعيش انا هنا”
“اللعنة رين انت لازلت شخص مخيف”
شتم تحت انفاسه يعيد تشكيل جسده لظلال سودا
التفت يطمئن عن هارو و أول ما لاحظ سطوع عينيها القرمزي
“خذني لمكان جلالته”
“لكنك بالكاد تستطيع الوقوف لنأجل هذا”
لم ترد فقط تخطت شاردة الذهن
اقصى اولوياتها الان تصديق هيروشي لها لا تهتم حقا لكون ريكو قد خدعها او أنه مصدر ألم دام لأشهر، هو مخادع فلا يستحق حزنها او مشاعرها
بخطوات متزعزعة ترنحت وسط الممرات الخشبية لا تدري أين وجهتها بالظبط لكنها لن تتوقف حتى تدرك هدفها فإذا فقدت الوعي ستستيقظ بعين زرقاء طبيعية
“اتجهي يمينًا الباب الرابع هو مكتب جلالته”
من كان يسير خلفها مراقب لها بصمت تحدث
حال وصولها سحبت الباب تبحث بعينيها عن الجالس بين كومة الأوراق
حدق بها هو ومساعده ذا الشعر البرتقالي بسبب الصوت العالي الذي أصدرته
“هيروشي”
نطقت اسمه ترفع زاوية شفتها مبتسمه تبدو كشخص إنتصر بحرب دامت لسنوات
شفتاه تفرقت حين رؤية عينيها اللامعة
استقام على عجلة والكرسي خلفه سقط يدوي صوته ارجاء الغرفة
اقترب بخطوات سريعة راغب بالنظر أكثر، قد صدق مسبقًا انها تمتلك لون العين القرمزي لكن رؤيتها لامعة امامه شيء اذهله
“اخبرتك يمكنك الوثوق بي”
ردد قبل انطفاء اللون المضيء و إغلاق عينيها واقعه أرضا فكما حدث دائما النبضات بسبب ريكو كانت أكثر مما تستطيع تحمله.
————
“كيف كانت مقابلتها”
“انا غاضب”
اقترب شخص بشعر ابيض من ريكو المتكئ على الجدار يقفل كلا عينيه بإحكام بدأ يحارب الكثير من المشاعر بداخله أكثر مما استطاع فهمه
“كانت تتجول خلال الأزهار التي غرستها مع رينا”
سكت لبضع ثواني قبل أن يستأنف
“في الحديقة التي كانت هدية اختي تصرفت كما لو أنها تمتلكها”
عيون ذهبية كعيون التنين حدقت بريكو حيث بدأ حديثه ممتلئ بالحزن، اقترب اليه اكتر يمسح على شعره الاسود
“اخبرتك ريكو تلك الفتاة ستاخد كل ما كان ملك اختك”
فتح الاخر عيناه و نظر لمن يمسح شعره
حزن ضخم سكن بداخله يهدأ أثر كلمات و لمسات هذا الشخص لم يكن ليستطيع الصمود لولا مساعدته
“السماء غضبت لوجود رينا من امتلكت شكل مشابه لابنتها نواة الأحجار فقررت قتلها و اعطاء كل ما كان لاختك لتلك الفتاة لم يكن ذنب اختك انهما ولدتا بنفس الشكل”
تلت عليه تلك القصة لاف المرات و بكل مره يسمعها رغبة بالقتل تنتشر بجميع أرجاء جسده
“اريد قتلها”
ذلك فقط ما فكر فيه
“ستفعل، لتقتلها هي و أحجارها الخمس مع كامل الشعب الذي سبب لك الألم”
هدأ غضبه لتلك الكلمات
فتحت عينها بصعوبة و اول ما قابلها اللوحة المعلقة على سطح غرفتها بطريقة ما، الألم لم يعد له وجود كما لو كان من مخيلتها فقط
“عفوا”
همست والخادمة الجالسة بجانبها خرجت من الغرفة مسرعة تنادي أحدهم لم ترد عليها حتى
تنهدت وبدأت تتذكر ماحصل
‘ريكو هو السبب’
بدل الحزن تملكتها مشاعر اشمئزاز
فكون ريكو يلعب بها ليست صدمة حقا فقد اعتادت على عدم الثقة بأحد و توقع الاسوأ من الجميع
أرادت قتله وسلخه و جعله يشعر بما شعرته به من الم
فتح الباب بقوة مقاطع تفكيرها جلست تنظر لمن دخل
الامبراطور مع مساعده و رين برفقة الخادمة
ما اثر صدمتها كونها اصبحت بين احضان هيروشي بعد لحظات من دخوله
“الحمد الله انك لم تتأذى”
صوته بدا خائفا حزينًا فمن بين احضانه هي امل امبراطوريته الوحيد خسارتها يعني خسارة شعبه وبلده
رمشت لا تصدق الوضع التي هي به
“جلالتك”
سعل مساعده ينبه الامبراطور لوضعه الحالي
هو ابتعد كما لو لن شيء لم يحدث
“لا بأس جلالتك فذلك كان غالبا ما يحصل عندما يظهر لون عيني”
“لابد انك عشتي حياتك كلها نائمة اذ كان ظهور واحد يعني نومك لثلاثة ايام “
سخر رين من خلف الامبراطور
“ثلاثة أيام!! ذلك لم يحصل من قبل كانت فقط بضع ساعات”
‘هل تأثير ريكو بي اقوى هنا ؟’
تساءلت تعقد حاجبيها
“هل انتِ بخير الآن ؟ ألا تشعرين بأي ألم؟”
هزت رأسها نفيا
“الطبيب أيضا أخبرنا أن حالة جسدك الصحيه كالحصان”
كل ما نطق به رين كان سخريه لاذعه لكنها فقط تجاهلته و شعرت ان ثقل قد انزاح عن كتفيها كونها لا تمتلك اي أمراض او كالحصان كما قال احدهم
“يمكن الأكل والراحة اليوم و لنقابل الكاهن غدا”
“الكاهن؟”
سالت
“ستفهمين غدا”
رد هيروشي و خرج جميعهم عدا الخادمة
يوم من الراحة والطعام و التجول في الارجاء، ازعاج رين و القيام بكل ما تعلقت به في القصر خلال بضع أيام
سريعًا ما اشرقت شمس اليوم التالي حيث ستقابل الكاهن لم تفهم حقا ولكنها تأكدت ان امتلاكها لعين الاسطوره ليس بالأمر السهل ولن تستمر بالنوم و الاكل فقط
انهت وجبة افطارها حيث قابلها رين حال خروجها من غرفة الطعام اتجهت تقف بجانبه هو اعطاها نظرة خاطفة قبل أن يبدأ السير بهدوء
‘حقا ممل’
فكرت واخدت تتبع خطواته و تتخيل مالذي سيقوله لها الكاهن
‘هل يبدو مثل الكهنة بالتلفاز؟ رجل عجوز اصلع، كيف أتحدث بجدية مع شخص كهذا الضحك وقتها سيبدو اسوأ موقف’
ضربت وجهها بكفيها تحاول ايقاظ نفسها من عالم تخيلاتها كانت هكذا دائما كثيرة السرحان بتخيلات تخالف العقل البشري.
توقفوا أمام باب ضخم بطلاء من الذهب نقش لتنين ضخم ارتسمت على كلا جوانبه و حجر ضخم من الألماس وضع أعلاه.
فتح الباب و بدأو السير عبر ممر طويل بدا مختلفا عن قصر الامبراطور فبالتأكيد ثروة صرفت على بناء هذا المعبد
اجدار بالكتير من النقوش و قطع الفخار مشابه لتلك بغرفتها
سجاد قرمزي امتد على طول الممر فوق أرضية من رخام ابيض
“جميل”
ذلك فقط ما استطاعت قوله بعد رؤية جمال المعبد
بنهاية الممر الطويل وجد باب ذهبي كالذي بالخارج وعلى يمينه باب خشبي بحجم باب طبيعي تلك كانت غرفة الكاهن
“حضرة الكاهن نحن هنا”
دفع رين الباب بحذر وعند سماع صوته هو تقدم تتبعه هارو
شعر أزرق يصل الي منتصف ظهره يميل الى السواد عينان خضراء ملامح جميلة طغى عليها التعب لم يكن كما تخيلته ابدا
“انا سعيد انني تمكنت من رؤيتك قبل موتي”
“موت ! انت لا تزال صغيرا على استعمال هذه الكلمة يا حضرة الكاهن”
صنع ابتسامة واشار بإصبعه على الكرسي بجانبه لتجلس هارو، يقف مجاور لها رين
“سأتحدث بصلب الموضوع لأنني لا أستطيع الحديث طويلًا”
ركزت بالكامل على الكاهن و بعض القلق تسلل لقلبها فهي بدأت تشعر بالضغط و أن ما يحيط بها أكبر من قدرتها
“خلال سنتين على أقرب تقدير ستدمر هذه الامبراطورية”
تغيرت ملامح هارو من التركيز إلي الصدمة فكيف ستدمر إمبراطورية ضخمة و سعيدة كهذه
“الشياطين ستغزو أرضنا وستقتل شعبنا”
اقشعر بدنها أثر ذكر شياطين فكانت طوال الايام الماضية تحاول عدم تذكر ما رأت
“انسة هارو قومي بجمع الأحجار الخمسة المنتشرة حول البلاد”
“الأحجار الخمسة؟!”
امالت رأسها تشعر بالغرابة هل بعض الأحجار ستنقذ البلاد من الشياطين ؟!
“قبل الاف السنين الامبراطورية امتلكت حجر مقدس يحميها من الشياطين، ذلك الحجر قد انقسم لخمسة احجار”
“انقسم ! لما ؟”
“الإمبراطور حاول اخذ قوة الحجر ليصبح خالدا لكنه قد مات بعد أن سبب انقسام الحجر الى خمسه”
بدأ بالسعال فجأة صمت لبضعة ثواني قبل أن يعود لحديثه، هو متعب جدًا و الموت بدا واضحًا على ملامحه الجميلة
“كل حجر يحمل قوة و صفه قد سكن عشيرة من الامبراطوريه ، ومنذ بضع سنوات بدأت الاحجار بالولادة”
ضيقت عينيها حين سماع آخر كلماته لتلك القادمة من الأرض كلماته كانت صعبة التصديق ولكنها استطاعت تصديقه قبل كل ما مرت به
“الأحجار قد ولدت في قلب خمسة فتيان يمتلك كل واحد منهم جزء من قوة الحجر، إذا تم جمعهم سيعود الحجر لحماية امبراطوريه و ختم كافة للشياطين المنتشرة”
هو استمر بالسعال بينما مدت يده مخطوطة، بدلت نظرها بين الكاهن و المخطوطة قبل ان تفتحها
الحجر الأحمر حجر النار والحب
الحجر الأصفر حجر الرياح والغضب
الحجر الأزرق حجر الماء والحكمة
الحجر الاسود حجر البرق والكره
الحجر الاخضر حجر الارض والهدوء
“هل يفترض أن ابحث عن الفتيان الخمسه؟”
سألت تعيد لف تلك المخطوطة لتضغط عليها
“أربعة آنستي، أحدهم بجانبك”
“لكن حضرة الكاهن أنت تحتضر”
ضحك الكاهن من سبب فهم هارو للوضع
التفت تنظر باتجاهه الواقف بجانبها ذلك الوقح الذي أرادت أن تجرب قاموس شتائمها عليه
“اذا انا ساذهب مع رين ! “
عادت تنظر للكاهن محاولة ترتيب افكار فما سمعته الآن كثير للفهم
“استطيع ان اخمن انك تفكرين بشتمي؟”
سخر كالعادة منها
“بالطبع أفكر بذلك كل يوم”
” هارو لن تتمكني من عيش ثانية واحدة بدوني خارج القصر الشياطين ستأكلك حية”
ارتعشت من ذكرهم المكرر للشياطين
“انت حقا لست لطيف تعلم انني احب المزاح معك”
“اجل اجل”
ابتسم يضع يده داخل جيب بنطاله متجه للخارج
شتمت بصوت مسموع واعادت نظرها لذلك الجميل المريض
“انسه هارو”
“قوتك ستساعد نحن نثق بك”
“سأعود لزيارتك اهتم بصحتك”
انحنت وسلكت طريقها تتبع رين
كانت تعلم أن ما ستسمعه من الكاهن سيكون صعب و مرهق ولكن في الحقيقه لم تتوقع أن يكون بتلك الصعوبة فما هي مشرفة على بدأه أكبر من قدرتها وقوتها
من أجل المدينة الممتلئة بالحياة التي استمتعت بمشاهدة اسواقها و اكل طعامها ومن أجل الشعب الذي شعرت بالانتماء له ومن اجل باقي حياتها فهي لا تعلم إن استطاعت العودة لعالمها أو لا
من أجل كل ذلك ستجد الأحجار الخمسة و تعيش برفاهية في هذا القصر
عند شروق شمس اليوم التالي التقت بالامبراطور مع رين و مساعده و عدة اشخاص آخرين رحلتها ستبدأ من هنا.