Unable To Escape - 134
مرّ يومان منذ نهاية هجوم الكائنات المتحوّلة. وخلال هذه الفترة، استعاد القلعة استقرارها، وامتلأت بأعمال الإصلاح.
لم تُلاحظ أي تعبيرات سلبية مثل الكآبة أو الحزن على وجوه الجنود الذين كانوا يتجولون في أنحاء القلعة. ذلك لأن تدريب الجنود كان متقنًا للغاية، ولأن الكائنات المتحوّلة التي هاجمت كانت تركز فقط على أليسيا وكيليان، مما يعني أنه لم يكن هناك أي قتلى.
قال أحد الجنود وهو يعدل مكانًا في منطقة الاستراحة الواقعة في وسط القلعة حيث كان الهرم الأسود الكبير قد استقر: “كيف يمكن أن تختفي هكذا دون أي أثر؟” ثم استقام ولفّ نظره حوله وهو يهز رأسه.
أجاب الجندي الذي كان يقف بجانبه وهو يلتقط كرسيًا مكسورًا: “بما أن الأمر يتعلق بالمخلوقات القاتلة، فلا يوجد شيء عادي هنا، دعنا نمرّ عليه.”
قال الجندي الأول: “هل يمكنك أن تتجاوز ذلك بهذه السهولة؟”
رد الثاني: “وماذا أفعل؟ هل أذهب إلى غابة الوحوش وأستجوب الوحوش عن سبب حدوث ذلك؟”
قال الأول: “هل سمعت أنك قد فقدت عواطفك؟”
أجاب الثاني: “أنت أيضًا لا تدع عقلك يعمل كما يجب، أليس كذلك؟”
قال الأول: “هل يمكن أن تفقد عقلك؟ لا، انتظر، هل تعني أنني ليس لدي عقل؟”
قال الثاني مبتسمًا: “الآن فهمت.”
رد الجندي الأول غاضبًا: “أيها الحقير!”
تبادل الاثنان نظرات غاضبة، لكنهما فجأة شعرا بالخوف عندما رأيا نظرة حادة من فارس كان ينظم المكان مع الجنود الآخرين. فهبطت أعينهما على الأرض فورًا.
عند هذه اللحظة، كان الجنود الآخرون يحدقون بهما أيضًا ويرسلون إشارات بعيونهم لتحثّهما على التحرك بسرعة.
أسرع الجنديان في جمع الأشياء المبعثرة حولهما واحتضناها في صدريهما، ثم استمرا في حديثهما همسًا فيما بينهما.
قال أحدهم: “هل تعتقد أن هذا صحيح؟”
رد الآخر: “أي شيء تقصده؟”
قال الجندي الأول: “الخبر الذي يقول إن الوحوش المتحوّلة ظهرت بسبب وحش كان مغرم بالأميرة.”
قال الثاني مستغربًا: “ما هذا الهراء؟”
رد الأول: “الوحوش المتحوّلة كانت تنادي باسم الأميرة وهي تجول في المكان. ثم، حين كانت تهاجمها، كنت أشعر وكأنني سأفقد وعيي حينما رأيت وحشًا يتسلق الجدار ويدخل عبره.”
أجاب الجندي الذي كان يشاركه الحديث: “أنا أيضًا رأيت ذلك. في البداية لم أكن أعلم ما الذي كان يفعله، لكن حين دخل من الجدار وأخذ الأميرة، كنت أظن أنني سأفقد عقلي.”
قال الأول: “لقد تجمعت الوحوش وصنعت الكريات السوداء لأنهم خافوا من أن يأخذها الدوق. يبدو أن هذه الشائعة قد تكون صحيحة.”
رد الثاني: “التحقيق جارٍ، وفي القريب العاجل ستظهر الحقيقة.”
قال الأول متمتمًا: “لكن، على الرغم من ذلك…”
قطع الجندي الثاني حديثه بلهجة قاطعة وقال: “توقف عن الهراء وابدأ في جمع الأشياء.”
غادر الجندي الأول دون أن يرد، بينما نظر الثاني إلى الجدار الذي كان مخرّبًا عن بعد.
لم يستطع إلا أن يتساءل في نفسه إذا كانت تلك الشائعات قد تكون صحيحة. عند التفكير في الأمر، تذكر الأميرة، وكان يدرك أنه لا يوجد سبب آخر لذلك سوى أنها كانت جميلة جدًا وعظيمة. من المؤكد أن الوحوش كانت ستشعر بالحرمان عندما رأوها.
استفاق الجندي من أفكاره وتذكر أن الوحوش لا ترى كما يفعل البشر بسبب بنية أجسامهم، لذلك فهم لم يكونوا قادرين على أن يروا ما يرونه هم.
على الرغم من ذلك، شعر الجندي بالفخر لأن الأميرة كانت ترتبط بشخصية محترمة كالدوق الذي كان يحترمه ويقدره. لكنه عاد وتساءل في نفسه: “لكن هل يبدو الآن أن الدوق هو من يتعلّق بالأميرة؟”
ثم تذكر المشهد الذي رأى فيه الأميرة وهي في حالة فقدان الوعي، تغطيها الدماء، بينما كانت بين يدي كيليان. ردد لنفسه “ألم يكن ذلك غريبًا؟”
وتذكر كيف كان كيليان يركض مع الأميرة المغمى عليها بحثًا عن طبيب الأسرة.
بما أن أحد الطرفين تمسك بالعلاقة لفترة طويلة، ألا ينبغي للطرف الآخر أن يتمسك بها أيضًا لفترة مساوية لتحقيق العدالة؟
رغم أنه كان يعلم أن الحب لا يخضع للعدالة، إلا أنه فكر بذلك وهو يهز رأسه بخفة، ثم التقط ساق الطاولة المكسورة في محاولة للتخلص من الأفكار التي كانت تملأ رأسه.
“أولاً، يجب أن أرتب الأمور.”
فقط حينها سيتمكن من التجمع مع زملائه والتمتع بامتيازات الناجين.
ومن بين تلك الامتيازات كان تداول الإشاعات والبحث عن حقيقتها، مما يعني أنه قد يتمكن من حل تساؤلاته أيضًا.
“بالمناسبة، ألم يقولوا إن شخصًا من العاصمة سيأتي؟”
كان هذا الرد الذي جاء بعد يوم واحد فقط من الرسالة القصيرة التي أرسلوها لإبلاغهم بانتهاء الوضع هنا.
الجواب الذي وصل في وقت مستحيل حتى لأسرع طائر بريد، أخبرهم بأن الإمبراطور أرسل شخصًا للتحقق من صحة الرسالة.
كان هذا السبب وراء استعجالهم في ترتيب القلعة.
“ما الذي يجعلهم لا يثقون بنا إلى حد أن يأتوا بأنفسهم؟”
صك لسانه بامتعاض وهو يسير لإلقاء القمامة التي جمعها.
—
في غرفة النوم الهادئة،
كان كيليان يجلس بجانب السرير الذي كانت أليسيا مستلقية عليه، ينظر إلى السماء عبر النافذة الصغيرة.
كانت الرسائل التي وصلت من العاصمة مبعثرة على الطاولة بجانبه.
رسائل لم تُحمل بواسطة طائر بريد، بل جلبها بنفسه “ظل الإمبراطور”.
التفت كيليان إلى الرسائل مرة أخرى، وعينه تقع على العبارة التي كُررت مرات عدة في نهايتها، ثم قال لأليسيا:
“يأمرونني بحمايتك وإعادتك بكرامة… ما رأيك في ذلك؟”
كانت يد أليسيا ملفوفة بضمادات بيضاء، وكتفها كذلك، رغم أن ذلك لم يكن ظاهرًا بسبب ملابس النوم.
كان ذلك نتيجة مهارة طبيب عائلة دياز النبيلة، بايزان.
رغم أن علاج أفراد العائلة المالكة من قِبل أطباء خارجيين كان محظورًا، إلا أن الاستثناء كان ممكنًا إذا كانت حياة الملكي في خطر، وهو ما سمح بالعلاج.
وبالطبع، حتى لو لم يكن هناك استثناء، لكان كيليان سيأمر بايزان بعلاج أليسيا.
“حمايتك أمر بديهي… لكن إعادتك؟ هذا غير معقول.”
جلس كيليان على طرف السرير ومد يده بحذر ليتأكد من أنفاس أليسيا بوضع إصبعه تحت أنفها.
أنفاس خفيفة، لكنها كافية لطمأنته وإزالة القلق الذي كان يثقل قلبه.
“أليسيا، ماذا ستفعلين؟”
مرر كيليان يده بلطف على خدها النائم، ثم أمسك بيدها الملفوفة بالضمادات وقبّل ظهرها.
لو قالت أليسيا إن الجروح التي ألحقتها بنفسها لإنقاذه كانت تعبيرًا عن الحب، كيف ستبدو تعابيرها؟
“سمعت أن الوصي الصغير سيأتي. نفس الرجل الذي طلب يدك للزواج.”
ضحك كيليان بخفة وهو يتخيل رايلي، الذي كان يسارع نحو الحصن دون التوقف في مقاطعته، فقط لمقابلة أليسيا.
لكنه لن يتمكن من رؤيتها.
رغم أنه من المحرم إعاقة حامل الأوامر الملكية، إلا أن حجة كيليان كانت قوية.
“سأخبرهم أنكِ بحاجة ماسة إلى الراحة ولا يمكنك مقابلة أي شخص. وسأقول إنني سأبقى بجانبك لأعتني بك حتى تلتئم جراحك.”
ثم تساءل كيليان بابتسامة ساخرة: “ترى، كيف ستكون تعابير وجهه حينها؟”
رغم ابتسامته، عكست عيناه الخضراء الحزن.
“هذا يعني عصيان أوامر والدك الذي تحبينه. عليكِ أن تستيقظي وتخبريني أنه لا يجوز فعل ذلك.”
كان القلق يأكل كيليان كلما تذكر كيف أنه حملها وهي تبتسم بعد أن أغمي عليها بين ذراعيه.
حتى الآن، لم تفتح عينيها.
وكان يتحقق من أنفاسها باستمرار، خوفًا من أن تغادر هذا العالم كما فعلت في الماضي، دون أن يشعر بذلك…
إذا حدث ذلك مجددًا، كما حدث في الماضي، فإن كيليان سيبحث عن وسيلة أخرى ليعيد الزمن إلى الوراء.
بما أنه نجح مرة من قبل، فالمرة الثانية ستكون أسهل، أليس كذلك؟
“أليسيا.”
في اللحظة التي وضع فيها جبينه على ظهر يدها، التي قبَّلها قبل قليل، وناداها بتوسل باسمها…
حركة طفيفة.
يد أليسيا التي كان يمسكها، أصابعها تحركت بشكل خفيف كما لو كانت ترتجف.
تلك الحركة التي دغدغت طرف أنفه جعلته يرفع رأسه بسرعة وينظر إلى وجه أليسيا.
جفناها اهتزّا قليلًا، ورموشها الطويلة ترفرف برفق.
“أليسيا؟”
مرة أخرى، ناداها كيليان بتوسل باسمها.
وكأنها تستجيب لندائه، فتحت أليسيا عينيها ببطء ونظرت إلى كيليان.
عيونها السماوية التي كانت ضبابية في البداية، بدأت تستعيد وضوحها شيئًا فشيئًا، لتظهر ملامح وجهه بوضوح.
“كيليان…”
تنفس كيليان أخيرًا وكأن الحياة عادت إليه، ودفن وجهه على كتفها السليم بينما أطلق تنهيدة طويلة.
حركت أليسيا أصابع يدها التي كان يمسكها برفق، ومررت خدها بلطف على رأسه الذي كان يستند إليها، وقالت:
“أشعر وكأنني استيقظت من حلم طويل.”
“نعم.”
“كان حلمًا مؤلمًا… لكنه جلب لي السعادة أيضًا.”
“أعلم.”
“كيليان، أريد أن أرى وجهك.”
بناءً على طلبها، رفع كيليان جسده ببطء ونظر إليها.
عينان سماويتان تتلألآن تحت الضوء كما لو أنها استيقظت حقًا من سبات طويل، تتطلعان نحوه.
“ماذا نفعل الآن؟”
“نحب بعضنا البعض.”
بمجرد سماعها جوابه، امتلأت عينا أليسيا بالدموع.
كيليان مسح الدموع التي انهمرت من عينيها وتدفقت على خديها برفق، وهمس إليها بحنان:
“لا داعي للقلق بشأن أي شيء. كل ما عليك هو أن تحبيني.”
“وماذا بعد ذلك؟”
ساعدها كيليان على النهوض، ثم قبَّل زاوية عينها التي ما زالت تدمع، وأجاب:
“سأحبك.”
بيديه الحذرتين، قام بترتيب خصلات شعرها المتشابكة، ثم لف ذراعيه حول خصرها وسحبها إلى حضنه.
“وحتى إذا لم ترغبي في حبي، فلا بأس. سأحبك بما يكفي لنا معًا.”
وضع قبلة خفيفة على كتفها المصاب، ثم اعترف لها مرة أخرى بهمس:
“أحبك، أليسيا.”
“وأنا أيضًا… أحبك، كيليان.”
برغم صوتها المختنق بالدموع، ابتعد كيليان قليلًا عنها لينظر في وجهها بصمت.
الدموع التي كانت تبلل وجهها المشرق بالفرح، ملأت قلبه بمشاعر غامرة.
“أنا أحبك أيضًا، كيليان. أحببتك كثيرًا، ومنذ وقت طويل.”
اقتربت شفاه كيليان برفق من شفاه أليسيا.
كان ذلك قبلة عاشقين عادا بصعوبة إلى بعضهما بعد رحلة طويلة شاقة.
<النهاية>
هيما: واو النهاية واو جد واو 😭 توقعت أشوف زواجهم ان شاء الله اذا صارت الرواية مانهوا احتمال ينزل فصول جانبية، شكراً لكل شخص وصل للنهاية مع رواية “غير قادر ع
لى الفرار” كانت رحلة حلوة مع مشاعر أليسيا وكيليان وأكذب اذا قلت ما راح أشتاق ألهم وكانت رواية تجننن
وانتظروني بروايات احلى بعد
ولا تنسون تتابعوني على الانستغرام حتى تعرفون كل اخباري وأخبار المانهوا
الانستغرام: zh_hima14