Transforming a crazy dog into a young master - 48
<العنف الأول>
عندما رأى السائق الشخصين القادمين، رحب بهما بفرح وبدأ الحديث أولاً.
“أهلاً وسهلاً! هل أنتما ذاهبان إلى شارع المهرجان؟”
“نعم!”
“تفضلوا وأركبوا! إذا رحتم الآن، ستصلون بالضبط في وقت موكب الأمير الثاني!”
كانت عربة الخيل تبدو وكأنها تسعى بنشاط لجذب الزبائن المتوجهين للترفيه.
“هل يقام الموكب في الليل؟”
“نعم، اليوم سيكون في الليل.”
“واو!”
ديارين صفقت بيديها وقفزت بفرح. كونه ليس جزءاً من الاحتفالات ككاهنة، لم تكن بحاجة لإخفاء حماسها.
“لنصعد بسرعة، بسرعة.”
كانت ديارين متحمسة لدرجة أنها سحبت سيريس بسرعة وصعدت إلى العربة. لم يُعطَى لسيريس وقتاً للتفكير فيما يجري. كل شيء حدث بسرعة، ولم يكن لديه فرصة للتردد أو التوجس من الصعود إلى عربة غير مألوفة. وبمجرد أن أغلق السائق باب العربة، بدا وكأن كل شيء قد انتهى.
“حسناً، سننطلق الآن.”
جاء صوت السائق خافتاً.
صوت جلد السوط وصهيل الخيول، وصوت عجلات العربة التي بدأت تدور ببطء مع صرير خفيف. كانت ديارين تهمهم بنغمة موسيقية، ثم التفت فجأة لتتفقد سيريس.
كانت هذه اللحظة الأولى التي يغادر فيها القصر. رغم أن سيريس كان يطمئن نفسه بأنه سيكون بخير، لم يكن أحد يعرف كيف سيكون الوضع فعلاً.
“سيريس، كيف حالك؟ هل أنت بخير؟”
أومأ سيريس برأسه بهدوء. لحسن الحظ، لم يكن هناك فرق كبير عن حينما كان داخل القصر بوجود ديارين إلى جانبه.
تدفق منظر المدينة الغريب من نافذة العربة.
كانت العربة تتسارع وتشق الطريق بسرعة.
تكررت الأصوات: دَفَفَ دفَّ… دَفَّ دَفَّ!
صوت حوافر الخيول النشيطة، وصوت عجلات العربة وهي تدور، وصوت خشب العربة القديم وهو يصدر صريراً.
لم تكن الأصوات مزعجة بشكل كبير، لكن بالنسبة لسيريس، كانت تلك الأصوات تتغلغل في أذنه بشكل غير عادي.
“…سيريس؟”
تدخل صوت ديارين فجأة في وعي سيريس، الذي كان مغموراً بتلك الأصوات.
تنفس سيريس بعمق، وكأنه قد جرى لمسافة قصيرة، وبدأ يتصبب عرقاً. كانت أنفاسه تتسارع.
“سيريس، انتظر قليلاً. انظر إليّ.”
شعرت ديارين بالقلق من الأجواء غير الطبيعية، وأمسكت بكلا خدي سيريس لتجعله ينظر إليها. لكن عيني سيريس استمرت في التحديق خارج العربة.
تكررت الأصوات: دَفَفَ دَفَّ… دَفَّ دَفَّ.
الدخان الكثيف.
وصوت ضحك يزعج الأذنين.
“هاه…”
تكررت الأصوات: دَفَفَ دَفَّ… دَفَّ دَفَّ. كانت قاسية وصاخبة وكأنها تضرب القلب.
كانت حرارة يد ديارين التي كانت على خديه هي الشعور الوحيد الذي يربط سيريس بالواقع.
“سيريس؟ يبدو أنك لست على ما يرام.”
“… هاه.”
انحنى سيريس برأسه وبدأ يتنفس بصعوبة. أمسك بيد ديارين بقوة ليحتفظ بها بالقرب منه.
لماذا يحدث هذا؟
كان سيريس قد تعلم السيطرة على حواسه الحساسة إلى حد كبير. كان بإمكانه الآن تجاوز الأصوات المزعجة إذا سمعها، أو تحملها إذا كانت مزعجة. كان واثقاً من تغييرات جسده.
‘لكن، لماذا؟’
كان جسده يرتجف بشكل لا يمكن تحمله. كانت اهتزازات العربة تتغلغل في أعماق جسده وكأنها تزرع في كل خلية.
“سيريس؟ حاول أن تبقى واعيًا.”
تمسك سيريس بصوت ديارين ويدها، محاولاً الصمود بصعوبة. لم يكن يجب عليه أن يفقد وعيه هنا؛ كان عليه أن يتحمل.
وكان ارتجاف سيريس ملحوظًا أيضًا بالنسبة لديارين. تجمد وجه ديارين من القلق.
“هاه، هاه…”
كان سيريس يلهث ويستنشق الهواء من فمه. كان يحاول كبح شيء يتصاعد بداخله، مما جعل ظهره يرتجف. الوضع لم يكن على ما يرام.
“اوقف العربة لحظة!”
صاحت ديارين للسائق. لم يكن السائق يعرف السبب، لكنه توقف بالعربة على الفور.
“ما الأمر؟ هل أنت غير معتاد على العربة؟ هل شعرت بدوار؟”
“هاه… هاه…!”
لم يتمكن سيريس من الرد. كان يلهث بشدة، ولم يكن قادرًا على إغلاق فمه، مما جعل اللعاب يتساقط منه.
تساءلت ديارين إذا كان التوقف قد يساعده على الهدوء، لكن حالة سيريس كان يتفاقم أكثر. يبدو أن المشكلة ليست في حركة العربة نفسها. ربما كان يشعر بعدم الراحة من العربة بشكل عام.
“لننزل.”
فتحت ديارين باب العربة وسحبت سيريس خارجًا.
كان سيريس يلهث بشدة، ينفث الهواء من فمه، ويتبع ديارين حيث قادته. رغم أنهم دخلوا إلى وسط المدينة، إلا أنهم كانوا بعيدين عن الشارع الرئيسي الذي تُقام فيه الاحتفالات.
أخذت ديارين سيريس إلى زقاق قريب. كان الزقاق مظلمًا وضيّقًا وهادئًا. أصوات الاحتفالات أصبحت أقرب، ولكنها كانت لا تزال بعيدة مثل أصوات الحشرات الليلية.
“تنفس بعمق… كل شيء على ما يرام، كل شيء على ما يرام.”
كان الزقاق مظلمًا كظلمة الليل. افترضت ديارين أن هذا المكان المظلم والضيّق قد يكون أكثر راحة بعد الاضطراب المفاجئ الذي أصاب سيريس في العربة.
“هاه، هاه…!”
لكن عدم استقرار سيريس لم يهدأ. بل تزايدت حالته سوءًا. بدأت ديارين تشعر بالقلق أيضًا. كانوا خارج القصر الآن، وعلى بعد خطوات قليلة من الشارع الذي تُقام فيه الاحتفالات.
إذا ساءت حالته بشكل أكبر، فقد يتسبب في فوضى خطيرة، مما قد يؤدي إلى أضرار جسيمة.
‘هل ارتكبت خطأً؟’
لقد أصبحت الأمور أكثر راحة مؤخراً. ربما كانت ديارين قد تخلت عن حذرها بعد أن شعرت ببعض الراحة في الفترة الأخيرة.
إذا حدثت أي مشكلة، فستكون المسؤولية واضحة تمامًا عليها. الأمر ليس مجرد مسألة مسؤولية؛ بل سيكون كارثة.
قد يحدث ضرر هائل للناس بخلاف سيريس، وقد تصل الأمور إلى مستوى المجازر.
“سيريس، يجب أن تستعيد وعيك. سيريس!”
“هاه، هاه…!”
بدأت ديارين تحيط سيريس بجسدها كما تفعل عادة، وتضخ قواها المقدسة في جسده. ومع ذلك، لم تتحسن حالة سيريس على الإطلاق.
“الأمر مختلف عما هو عليه عادة.”
عادةً، كانت الإثارة التي يشعر بها سيريس تتعلق بغرائزه القتالية. مثل الذئب الذي يثور عندما يرى الدم. كان يكفي أن يُخبر بأن الوضع ليس قتالياً لتهدأ حالته بسرعة، وكان تدليك قواها المقدسة كافياً لتلطيفه.
لكن الأمور كانت مختلفة الآن.
‘هل يشعر بالخوف؟’
هذا ما شعرت به ديارين. قلبه ينبض بسرعة، أنفاسه غير منتظمة، وجسده يرتجف. على الرغم من أن حالته تشبه الإثارة المعتادة، إلا أنها كانت مختلفة تمامًا.
“…كل شيء على ما يرام.”
توجّهت ديارين بحزم نحو سيريس، وضغطت على جسده بقوة أكبر.
“هاه…”
كان سيريس يرتجف بشدة، متمسكاً بجسد ديارين كما لو كان غريقاً يتشبث بأي شيء. كانت يديه تعض على كتفيها وخصرها بقوة، لدرجة أنهما بدأتا تؤلمانها. كان ذلك يعكس مدى يأسه.
‘لماذا، ما السبب…’
لم يكن الوقت مناسباً للبحث عن الأسباب الآن. قامت ديارين بزيادة تدفق قواها المقدسة وهي تهدئ سيريس.
رغم أنه لم يكن يبدو أنه سيفقد السيطرة، إلا أن جسده المرتجف كان مؤلمًا للغاية. كان منظر سيريس المذعور يثير الشفقة.
لكن حتى مع القوة المقدسة، لم يستطع سيريس وقف ارتعاشه.
“أه… لا… آه…”
أصدر سيريس أنينًا غير مفهوم. لم يكن الأمر مجرد زئير وحش أعمى بالدماء، بل كان يشبه توسلات طفل صغير جريح ومرعوب.
“سيريس…”
رؤية سيريس في هذا الحال المؤلم جعلت ديارين تشعر وكأنها ستنهار بالبكاء أيضًا.
كان الأمر يائسًا لأن كل محاولة للتخفيف لم تنجح.
“آه، لا، لا…”
سحبت ديارين جسد سيريس المنهار واحتجزت خديه بيديها. كان سيريس غير قادر على الوقوف بشكل صحيح، وسقط على الأرض.
“سيريس، أنا هنا. كل شيء على ما يرام.”
لم يكن سيريس يستطيع سماع صوت ديارين حتى. كانت عيناه الفارغتان لا تعكسان أي شيء.
كانت عينا سيريس الفارغتان، التي بدت كأنها عيون شخص ميت، مليئة فقط بالألم. شعرت ديارين بالخوف العميق.
لم يكن الخوف من فقدان السيطرة، بل من عمق الجروح المكشوفة. كان الجلد المفتوح يظهر اللحم الأحمر بشكل مؤلم للغاية. كان يبدو وكأنه سيتحطم ولن يستطيع النهوض مرة أخرى.
م.م: تعبير مجازي لجروحه الداخلية
“…سيريس، لا. استعد وعيك.”
تحدثت ديارين بصوت متهدج، متمنية أن تصل كلماتها إلى سيريس. لم تتوقف عن مسح وجهه ورقبته وكتفيه، وهو تدلكه وتدعوه.
تمنت ديارين بصدق أن ينجو سيريس من هذا الخوف الذي استولى على جسده بالكامل. لم تكن تريد شيئًا سوى ذلك في هذه اللحظة.
“سيريس.”
نادته ديارين بلهفة. لم يكن الأمر بحاجة إلى قوى إلهية. في هذه اللحظة، كان يكفي أن يدرك سيريس أنها موجودة إلى جانبه.
“هاه…!”
كان سيريس يتألم في أحضان ديارين، وهو يبحث في أعماق ذاكرته عن أي شيء مألوف. تكرر صوت اهتزاز العربة: دَفَفَ دَفَّ… دَفَّ دَفَّ.
كان اهتزاز العربة لا يزال محسوسًا.
في ذكريات ضبابية، كان سيريس يتعرض لدفع العربة بشكل يائس. كانت عينيه مغطاة، ولم يكن يسمع سوى الأصوات.
– “كيف أتعامل معك، أيها النبيل الوسيم؟”
صوت خشن كان يخدش الحلق.
ضحك خشن ومزعج كصوت البلغم.
ألم شديد كأن عظام جسده تتفتت.
تلقى ضربات لدرجة أنه لم يكن لديه القدرة حتى على إصدار أنين.
كانت حتى اللمسات العارضة تثير فيه الذعر من العنف الرهيب.
تكرر اهتزاز العربة: دَفَفَ دَفَّ…
“لا، لا…”
كان هناك شيء يجب فعله. كان هناك مكان يجب الوصول إليه. لم يكن يمكنه الاستمرار هكذا.
ومع ذلك، لم يكن بإمكان سيريس فعل أي شيء سوى الاستمرار في الاهتزاز.
– “أعطه الدواء، بسرعة.”
تم إزالة اللجام الذي كان يمنع فمه ليتناول الدواء. تم دفع زجاجة الدواء إلى فمه المفتوح، الذي كان يحاول أن يصدر صرخات.
انتشرت رائحة كريهة بسرعة على جسده بالكامل، ملأت رأسه حتى أصبح كالدخان.
– “استرح جيدًا، أيها النبيل. ستبدأ حياة جديدة بعد ذلك.”
صوت ضحك خافت.
انفصلت القوة عن جسده، وأصبح عاجزًا عن تحريك إصبع واحد.
حتى مع تغطية عينيه، عادت الظلمات لتغلفه.
– “آه…”
– “أهلاً، أيها النبيل. ما اسمك؟”
اسم لن يكون له قيمة بعد أن تُمحى الذاكرة قريبًا.
كانت أسئلة تُطرح للمتعة فقط.
– “سي…س…؟”
– “ماذا؟ سي؟ سي ماذا؟ هل سمعت؟”
– “سي ماذا؟ الاسم طويل جدًا لدرجة أنني لا أستطيع حفظه. يبدو أنه فعلاً نبيلاً.”
لكن لم يمنح فرصة لتكرار الاسم مرتين.
أتى الظلام، لحظة تحولت فيها حياة سيريس بالكامل.
“هاه، هاه!”
ما زالت اهتزازات العربة تدوي في رأسه.
دَفَفَ دَفَّ…
كان الصوت الذي أعاد إلى الذاكرة أول تجربة للعنف في حياة سيريس. كانت ذكرى قصيرة للغاية، كلمحة خاطفة.
م.م: وهنا اتأكدنا انو سيريس نبيل
الانستغرام: zh_hima14