To The Missing Secretary - 1
نظرت راجين بصدمة للرجل الذي ألقى الملابس التي كان يحملها:
“لقد اختبأتِ جيداً”
حدق جايهيون ببطنها المنتفخ قائلاً:
“لقد كنت أمسكها جيداً.”
غطت راجين بطنها بدون وعي منها وقد بدت مرتبكه:
“مهلاً، كيف وصلت هنا؟”
“لا بد أنكِ في حيرة من أمركِ، فسكرتيرتي تتلعثم رغم كل شيء!”
قطب جايهيون حاجبيه كما لو أنه لا يحب راجين، التي من دورها تراجعت للخلف لبضع خطوات، خطى جايهيون نحوها وانحنى لالتقاط السترة المحاكاة التي سقطت أرضاً، كان لونها شديد الحمرة صغيرة جداً بحيث لا يمكن للبالغين ارتداؤها أبداً، حدق فيها جايهيون بصرامة وقد سألها بصدمة:
“هل هذه ملابس طفلي؟”
اهتز جسد راجين وصرخت به بغضب:
” ماذا تقصد بطفلي؟”
كانت كلمة لم تتوقع مطلقاً أن تسمعها منه، تألم قلبها في اللحظة التي تحرك بها الطفل في بطنها بضعف وكأنه يتعرف على صوت والده، لا يحق لها أن تسعد بذلك فور تذكرها ما قاله لها جايهيون يوم تعيينها كسكرتيرته:
“هل تعلمين لماذا اخترتكِ؟”
“لأنني جيدة في ذلك؟”
“ليس هذا فحسب، ولأنكِ الوحيدة التي ليس لديها توقعات خاطئة مني.”
كانت راجين معجبة بجايهيون منذ أن كان طالباً في الجامعة، لقد تمكنت من الاقتراب منه بفضل اخفائها لمشاعرها تجاهه، وانطبق الأمر ذاته على اليوم التالي بعد قضاء الليلة معاً:
“أنا أخبركِ فقط في حالة…..”
“لا تقلق كل ما أريده من المدير هو جسده.”
“هذه اجابة لطيفة جداً، آمال ألا تغيري رأيكِ في المستقبل.”
وبما أنه قال ذلك، فمن الواضح أنه لن يسعد بأمر الطفل وكذلك عائلته مجموعة جونينوغ، لن يقبل الرئيس سيو سونغ جاي أن يتزوج وريثه الوحيد من سكرتيرة لا تملك شيء، كانت راجين مدركه تماماً أكثر من أي شخص آخر بما سيقدم عليه إن حاولت سد طريق حفيده جايهيون، على الرغم من ابتسامته اللطيفة.
“لا، الأمر ليس هكذا…”
تجهم وجه جايهيون وأمسك راجين التي بدت مضطربة وقد أمسكت بطرف فستانها بإحكام:
“ماذا تقصدين بلا؟”
نظرت راجين لعينيه مباشرة فهو لا يصدق شخصاً يتجنب النظر في عينيه:
“إنه ليس طفل المدير.”
“….. هاه؟”
التقط أنفاسه ببطء كما لو كان عاجزاً عن الكلام، كانت مشاعره تظهر جلياً في عيناه مشاعر ملتهبة ومضطربة، جل ما خطر بباله إن لم يكن طفله، فهل هو طفل رجل آخر؟، كانت الأجواء حارة بالنسبة لجايهيون وكان النيران اضرمت بسائر جسده، لطالما علم أفضل من أي شخص آخر، بأن راجين امرأة مخلصة وصادقة بالرغم من أن علاقتهم كانت تعاقدية أكثر من علاقة عشاق، إلا أنها ليست شخصاً يلتقي برجل آخر أثناء مقابلته:
“أنا حقاً غاضب..”
بوجه عابس حاول أن يتمالك نفسه وقد فك ربطة عنقه بقسوة، نظر لبطن راجين مجدداً وكرر لنفسه “الطفل يستمع، لا يجب أن أقول أشياء قاسية” زفر لفترة طويلة قائلاً:
“أنا آسف، لملاحظة ذلك في وقت متأخر.”
لوت شفتيها فبالرغم من نبرته الجادة، لم يؤثر ذلك فيها… منذ أن قررت إنجاب الطفل حَظت بوقت عصيب كانت تبكي على أتفه الأشياء، لا يجب أن تترك مشاعرها تنجرف الآن:
” كان الأمر غير على الاطلاق، لقد كنت حريصاً وأنتِ أيضاً!”
ربما جايهيون يخدعها وبمجرد أن تشعر بالأمان سيمحو الطفل، إنه رجل دقيق للغاية:
“لا يجب أن تتأسف، لا علاقة لك بالأمر..”
شعرت بالأسف على طفلها وخاطبته في عقلها وهي تمسد على بطنها “ماما آسفه يا صغيري، الشخص الذي يقف أمامنا هو والدك.. ماما مضطرة للكذب عليه مجدداً” فرقت ما بين شفتيها وقد حسمت أمرها بالفعل:
“الطفل لرجل آخر…”
ابتسم جايهيون بسخرية بمجرد أن سمع كلمات راجين، لم يكن الأمر ممتعاً ولكنها كانت بائسة لتقول تلك الكلمات:
“أعلم أن الأمر مجرد كذبة، ولا يهمني حتى وإن كان صحيحاً…!”
ومضت عينا جايهيون متذكراً الوقت الذي مر كالجحيم بدون راجين، لا يريد العودة للوحدة الرهيبة والفراغ العميق الذي خلفه رحيلها، أقسم لنفسه مرات عديدة إذا التقيا مجدداً لن يتركها ترحل مرة أخرى:
“كل طفل ستلديه فهو طفلي”
شدد على كلماته حتى وإن رفضت الأمر:
“كحقيقة شروق الشمس في الصباح، وغروبها ليلاً…”
########
قبل ثمانية أشهر من الآن، كان يوماً سيئاً لجايهيون بشكل خاص….
“إذا رفضت هذه المرة أيضاً، فاترك مشروع التعاون مع مجموعة ميرسي.”
كان تعبير جده ــ الرئيس سيو سونغ جاي ــ متصدعاً على عكس جايهيون الهادئ:
“أوضحتُ من قبل إنه من السابق لأوانه الزواج؟”
“ليس مبكراً، منْ هم في مثل عمرك آباء لأطفال بالفعل…!”
“إنها حياتهم، أما أنا مازلت أريد التركيز على عملي.”
“إذا واصلت الرفض، سأطلب من جو جونغ بدلاً منك، سيكون عملك على المحك إذا أصبح صهر مجموعة دومون…!”
كان جو جونغ ابن عم جايهيون ويكبره بعام، كان شخص معقد حاقد عليه كونه خلفه بخطوة واحدة… بالطبع هو مجرد أحمق جشع كبير ستكون هذه الفرصة مثالية ليتفوق عليه، ضحك جايهيون عالياً وقال:
“جانغ سيو يونغ، من مجموعة دومون لديه آمال عالية جداً، تتناسب مع شخصيتي… من المستحيل أن تجد بديلاً عني..”
توتر سونغ جاي وهو يضرب صدره بقبضته كما لو كان محبطاً”
“ليس هذا ما أقصده، ما أحاول قوله.. لماذا تركل الفرصة عندما يحبونك كثيراً؟ حاول أن تغتم الفرصة، ستكون الشروط في صالحانا قد الإمكان”
“شروط…؟!”
أظلمت عيون جايهيون وقال بحدة:
“عندما توفى والداي أخبرني جدي بأن سعادتي تأتي في المقام الأول.”
“… آه، هذا”
“هل تعتقد أنني سأكون سعيداً إذا تزوجت كما لو يتم بيعي بشروط؟!”
كان سونغ جاي عاجزاً عن الكلام فبعد أن فقد ابنه الأول الحبيب وزوجته في حادث تحطم طائرة في نفس الوقت، حمل حفيده بين ذراعيه وأخبره:
“من الآن فصاعداً، سيعيش الجد من أجلك…. سعادة جايهيون تأتي أولاً”
كانت ذكرى لم ينساها الجد مطلقاً وكذلك جايهيون.. ربما؟
“أشعر بأنني حيوان تمت تربيته لهذا الغرض، إذا كنت لا تفكر بي كأداة لزيادة ثروتك… فلنتوقف عن الحديث بهذا الأمر.”
“أيها الوغد، أهذا ما تخبر به جدك؟”
غضب سونغ جاي وهوت يده بقوة على وجه جايهيون:
“كن حذراً، ماذا لو انكسرت عظامك؟”
“هل تفعل هذا؛ أنني أفكر فيك كحيوان؟ هل أبدو وكأنني أرغمك على الزواج لزيادة ثروتي؟ … إذا لم تتخلى عن عنادك، قد يلتهمك عمك وجو هان!”
“أتعتقد أنهما يستطيعان فعل ذلك؟!”
“لا ترخي دفاعك، توقع الجميع أن يوحد تشو هان العالم، ولكن في النهاية ليو بانغ من ذكره التاريخ كفائز.”
ما أدركه سونغ جاي أثناء إدارة الشركة هو أنه حتى القلعة الكبيرة يمكن أن تهتز وتنهار بسبب رياح تسربت من فجوة صغيرة:
“ضع في اعتبارك دائماً أن منافسوك ينظرون اللحظة المناسبة ليهاجموا على حين غرة، لا تثق بأي شخص بسهولة… ولا تدر له ظهرك.”
تذكر جايهيون راجين في تلك اللحظة سكرتيرته التي تقف دائماً خلفه وتنظر إلى ظهره قائلاً:
“همم، عندها سيكون الشخص الوحيد الذي سيطعنني في ظهري هي السكرتيرة راجين!”
“هل هذا وقت المزاح الآن؟”
“أنا لا أمزح، أنا متأكد من أنه لا يجود أحد يمكنني أن أوليه ظهري غير سكرتيرتي.”
هذه الحقيقة التي أدركها جايهيون بعد الأربع سنوات من العمل معاً، لا يوجد أحد يثق فيه أكثر منها، لم يكن لديها آمال أو توقعات كاذبة… لا تهتم سوى بأداء عملها، لم يكن يتوقع أن تكون النتائج مبهرة بالنسبة له في بادئ الأمر تظاهر باللامبالاة وظن أنها من النساء اللعوبات اللاتي تتشبثن بالبكاء بمرور الوقت، لكنه كان مخطئاً… لقد كانت دقيقة للغاية ولا تهتم إلا للعمل أكثر مما اعتقد:
“أحسنتِ عملاً في التحضير لرحل العمل.”
“لقد فعلتُ فقط ما كان ينبغي القيام به.”
“هل نتناول العشاء معاً؟ نتناول وجبة ملائمة منذ الصباح وحتى الآن، سأشتريها كعربون امتنان.”
“أنا آسفه، ولكنني أفضل أن آكل بشكل مريح… ربما بعض الأرز.”
“إذا أرسلت سكرتيرتي بعيداً هكذا سأشعر بعدم الارتياح.”
“إذا كنت ترغب في التعبير عن امتنانك، فيرجى اعطائي حافزاً… سأتقبله بامتنان.”
“أنتِ دائماً صادقة جداً أيتها السكرتيرة.”
“شكراً لك على الاطراء، مدير”
ابتسم جايهيون دون أن يدرك ذلك عندما تذكر راجين، وهو يخفض رأسه بوجه خجول:
“هل تقوم بالمغازلة أمام جدك الآن؟”
“أوه، أنا محبط لذلك… على أي حال مؤخراً لا نرى بعضنا البعض.”
“إذا انتهز الفرصة جيداً، فقد ينتهي أمرك! إذا انتقلت أسهم مجموعة دومون إلى جو هان، لن أتمكن من مساعدك حينها”
توقف سونغ جاي عند تلك الكلمات وقرر تغيير استراتيجيته مع جايهيون الغاضب ببعض اللطف:
“دعنا نفكر بهدوء في الزواج الذي سيتم على أي حال فقط أكثر قليلاً… هاه؟ إذا كنت تكره الزواج هكذا، فلماذا لا تخطب أولاً؟”
“لا أريد أن اكون مقيداً!”
“بمجرد أن تخطب سأتوقف عن ازعاجك بشأن هذا وذاك، ولن تكون هناك مضيعة للوقت غير ضرورية كاليوم.”
تضييع الوقت بدون فائدة أكثر ما يكرهه جايهيون، ربما كان قد راجع عدة وثائق أو عقد اجتماعاً في هذا الوقت لكان أحرز تقدماً في عمله، أصبح متوتراً من التفكير في ذلك….
“كما أنني لن أخبرك أن تأتي إلى هنا من الآن فصاعداً، ما رأيك أليس عرضاً جيداً؟ … لست بحاجة للتحضير للخطوبة، مجرد حضورك يكفي!”
كان اقتراحاً مغرياً لجايهيون في اللحظة التي بدأت الفكرة تومض بإيجابية في رأسه تعكر صفو مزاجه بكلمات الجد الأخيرة كما آل وجهه إلى العبوس أكثر فأكثر:
“لأنني وسكرتيرتك سنتولى أمر كل شيء”
“لماذا سكرتيرتي فجأة؟”
“وهل هناك أي شخص في العالم يعرف ذوقك مثل سكرتيرتك؟”
“هل ستجعل سكرتيرتي تقوم بعملي الخاص؟”
“ما مدى خصوصية الأمر؟ إنه أمر عام على أي حال، هي فرد من موظفيك وموظفيني… ستتأثر سكرتيرتك بتغير موقفك هكذا!”
هب جايهيون من مقعده غاضباً، وهو يرتدي سترته قائلاً:
“لن أتزوج أو أخطب!”
يتبع…..
ترجمة: @hajar_tarek99 (H.T)
برعاية فريق ستيلا تيم @stella_team