There's no way l am marrying you - 9
قبل المغادرة، حذّرتهم رايلي مرارًا وتكرارًا من توخي الحذر. فقط بعد أن أخبرها آريس بالتوقّف عن التذمّر غادرت أخيرًا.
في اليوم التالي …
“مهلاً، سأكون وحدي مرّةً أخرى اليوم؟”
أمالت كيرين، التي كانت تُعطي ساشا كوبًا من عصير البرتقال الطازج، رأسها باستغراب. تناولت ساشا رشفةً من العصير واستمرّت.
“لا أريد أن أكون وحدي …”
“ماذا؟”
عند هذه الكلمات، اتّسعت عيون كيرين وآريس في نفس الوقت.
غير قادرةٍ على إخفاء تعبيرها المتفاجئ، سألت كيرين آريس بهدوء.
“هل كانت بمفردها طوال هذا الوقت؟”
“كيف لي أن أعرف إذا كنتِ تسألينني؟”
“إذن كانت بمفردها حتى الآن؟”
“أخبرتُكِ، كيف لي أن أعرف؟”
“آه، صحيح. انتظر لحظة …”
أومأت كيرين برأسها إقرارًا، ولكن بعد ذلك أدركت شيئًا.
“لذا في كلّ مرّةٍ ذهبنا فيها إلى القصر، تُرِكت الطفلة بمفردها؟”
“أكان الأمر كذلك؟”
“كان الأمر كذلك، أليس كذلك؟”
“…..”
“…..”
أدرك آريس، الذي كان يستجيب بشكلٍ عرضي، الأمر متأخّرًا أيضًا وتصلّب تعبيره.
لقد صُدِم كلاهما من حقيقة أنهما لم يفكّرا في الطفلة على الإطلاق. على الرغم من فقدان ذاكرتهما، كانت ساشا لا تزال ابنتهما. على الرغم من أنهما ما زالا يجدان هذا الواقع صعب القبول، إلّا أن التفكير في الطفلة التي كانت في القصر بمفردها دون حراسة جعلهما يشعران بالأسف الشديد والذنب.
“ماذا يجب أن نفعل؟”
همست كيرين بخفوت، بصوت عالٍ بما يكفي ليسمع آريس فقط. الآن بعد أن عرفا الحقيقة، لم يتمكّنا من ترك الطفلة وحدها مرّةً أخرى.
بمشاركة نفس الفكرة، قال آريس، الذي كان يعضّ شفته بهدوء، فجأة.
“دعينا نأخذها معنا.”
“إلى أين؟”
“…..”
“…..؟”
على الرغم من أنها سألت، إلّا أنه من الغريب أنه لم يكن هناك ردّ. نظرت كيرين إلى آريس باستغرابٍ وسألته، على أمل ألّا يكون ما تعتقده.
“لا تقصد القصر، أليس كذلك؟”
“هل هذا غير ممكن؟”
“بالطبع غير ممكن!”
“إذن هل من المقبول ترك الطفلة وحدها في هذا القصر مرّةً أخرى اليوم؟”
“حسنًا، هذا …”
هل كان دائمًا بهذه الوضوح؟
بينما أغلقت كيرين فمها، غير قادرةٍ على إيجاد رد، هزّ آريس كتفيه بخفّة.
“سنأخذها سرًّا. سيكون الأمر على ما يرام.”
“…..”
لقد سئمت كيرين من مجرّد القول بأنه لابد أن يكون مجنونًا، فأطلقت ضحكةً جوفاء. لقد كانت تعلم أنه غريب الأطوار، لكنها لم تدرك أنه كان إلى هذا الحد.
ولكن كانت هناك مشكلةٌ واحدة.
“حسنًا. كيف سنأخذها سرًّا؟”
“هذا …”
“مَن الذي سيراقب الطفلة؟”
“….”
نظرا إلى بعضهما البعض كما لو كان الأمر واضحًا. دون أن يقولا ذلك، كان الضمني هو ‘يجب أن تراقبها أنت/أنتِ’.
في النهاية، تحدّث آريس أولاً.
“بما أنني مَن توصّلتُ إلى الفكرة، فيجب عليكِ …”
“سأموت، حقًا.”
عرضت كيرين على آريس، الذي كان يحاول بلا خجلٍ تمرير المسؤولية إليها، حلّاً وسطًا معقولًا إلى حدٍّ ما.
“دعنا نفعل هذا. سنقسمه بين الصباح وبعد الظهر.”
لحسن الحظ، استجاب آريس بشكلٍ تعاونيٍّ لعرضها العادل.
“لديّ تدريبٌ في الصباح. سأراقبها في فترة ما بعد الظهر.”
“ثم سأراقبها في الصباح، وأنتَ في فترة ما بعد الظهر.”
“حسنًا.”
تنهٍد كيرين وآريس في نفس الوقت بارتياحٍ وتبادلا ابتساماتٍ ساخرة. لقد توصّلا أخيرًا إلى اتفاق، لكن لم يشعر أيٌّ منهما بالسعادة بشكلٍ خاصٍّ حيال ذلك.
***
“أليس هذا قائد الفرسان الإمبراطوري؟”
“والتي بجانبه يبدو أنها رئيسة قسم السحر الإمبراطوري.”
“إنهما يدخلان القصر معًا مرّةً أخرى اليوم.”
“لكن ما هذا؟”
أمال الأشخاص الذين كانوا يتذمّرون بشأن الاثنين، اللذين بدوا قريبين بشكلٍ غير عاديٍّ اليوم، رؤوسهم في ارتباك. عادةً، كان آريس يمشي بقوّةٍ مع سيفٍ فقط على خصره.
لكن الآن كان يحمل نوعًا من الكيس(؟). كانت مشيته أبطأ، كما لو كان حريصًا على عدم إسقاط الكيس الذي كان يحمله.
“صباح الخير، أيها قائد.”
“نعم.”
“ما الذي تحمله؟”
رحّب فارسٌ عابرٌ بابتسامةٍ وديّةٍ ثم ألقى نظرةً على الكيس، وسأل. ولكن بمجرّد أن سأل، تجمّد آريس وكيرين.
قبل أن يتمكّن الفارس من فتح فمه، متسائلاً عن سبب ردّ فعلهما بهذه الطريقة، ردّ آريس بانفعال.
“هذا ليس من شأنك.”
“آه، أ … أنتَ محق.”
على الرغم من التردّد، لم يرفع الفارس نظره عن الكيس. لم يستطع فهم ما بداخله ممّا جعل آريس يحمله بتأنٍّ وحذر. بدا الأمر وكأنه يحتضن طفلاً.
في تلك اللحظة، تحرّك الكيس قليلاً.
‘هل تحرّك؟’
حالما لاحظ الحركة، مثل حركة كائنٍ حي، صاح الفارس في صدمة، مشيرًا إلى الكيس.
“أ-أعتقد أنه تحرّك للتوّ!”
“لا بد أنكَ رأيتَ بشكلٍ خاطئ.”
“لا، لقد تحرّك بالتأكيد …”
“لا بد أنكَ رأيتَ خطأً بالتأكيد.”
على عكس الفارس المنزعج، أنكر آريس وكيرين ذلك بابتساماتٍ مثالية. حاول الفارس التحدّث مرّةً أخرى، لكن الاثنين اختفيا بسرعة، قائلين إن لديهما عملًا عاجلاً.
***
“واو، اعتقدتُ أنه سيُقبَض علينا.”
حالما دخلا مختبر الأبحاث، أطلقت كيرين تنهيدة ارتياح. بجانبها، خفّف آريس أيضًا من توتّره ووضع الكيس بعناية.
حالما تم وضعه، تحدّث الكيس.
“هل يمكنني الخروج الآن؟”
“سأسمح لكِ بالخروج، لحظةً واحدةً فقط.”
سارع آريس، الذي جلس على الأرض، بفكّ رباط الكيس. وخرجت ساشا، التي كانت بالداخل، بصوت ‘بوها!’.
“هل شعرتِ بالاختناق؟”
“لا! لقد كان الأمر ممتعًا!”
نظرًا لأنهم أخبروها أن الأمر أشبه بلعبة الغميضة لتجنّب أن يراها الناس، بدا أن الطفلة تعتبر هذا الموقف مجرّد لعبةٍ مسلّية.
ومع ذلك، لا يزال لدى كيرين وآريس شكوكٌ حول ما إذا كان هذا مقبولًا أم لا. كانت كيرين أوّل مَن تحدّث.
“هل من المقبول حقًا أن نفعل هذا؟”
“هل لدينا أيّ خيارِ آخر؟”
“أنتَ محق.”
لقد تم ذلك بالفعل. حتى لو لم يكن الأمر صحيحًا، لم يكن لديهم نيّةٌ لترك الطفلة بمفردها في القصر الآن.
“سآتي لأخذها بعد انتهاء التدريب.”
قال آريس، وهو يربّت برفقٍ على خد ساشا. ابتسمت ساشا بمرحٍ ولوّحت وداعًا.
***
“ماما …”
“….”
“ماما~ …”
أدارت كيرين رأسها برفقٍ عند سماع صوت التذمّر. كانت ساشا، التي كانت ترتكز على ذقنها على الطاولة، غاضبةً بتعبيرٍ متململ.
“ما الأمر؟ هل تشعرين بالملل؟”
“نعم. دعينا نذهب لرؤية أبي.”
رمشت ساشا بعينيها بلهفة. عندما لم يكن هناك رد، ضغطت بجسدها بالقرب من كيرين.
‘هاه.’
ابتلعت كيرين التنهّد الذي كان يرتفع إلى حلقها، وفركت عينيها. حتى أنها أحضرت كتابًا قصصيًا عن قصد، لكن الطفلة تجاهلته واستمرّت في إثارة ضجة.
“سترينه قريبًا على أيّ حال، ساشا.”
“لكنني أريد رؤيته الآن …”
عندما رفضت كيرين ذلك، أطرقت ساشا كتفيها.
بعد ذلك، لم تعد الطفلة تثور أو تتوسّل. وبينما كانت تعتقد أنها محظوظة، شعرت كيرين بالذنب إلى حدٍّ ما وغادرت مختبر الأبحاث لفترةٍ وجيزةٍ للحصول على بعض الوجبات الخفيفة.
حالما غادرت، اقتربت منها سيسيل، التي كانت تنتظر في مكانٍ قريب، وسألتها.
“هل تحتاجين إلى أيّ شيء؟”
“كنتُ أتساءل عمّا إذا كان هناك أيّ وجباتٍ خفيفة.”
“ألم تكوني تكرهينها؟”
“فـ في بعض الأحيان أشعر برغبةٍ في تناولها.”
“نعم، سأحضرها على الفور.”
“شكرًا. اطرقي الباب قبل أن تدخلي.”
شعرت كيرين بالارتياح لأنها لم تضطرّ إلى الذهاب بعيدًا، وتوجّهت بسرعةٍ إلى مختبر الأبحاث.
ولكن في اللحظة التي فتحت فيها الباب، لم يكن هناك أيّ علامةٍ على الحياة فيها. لم تستطع التخلّص من الشعور المشؤوم.
“ساشا. ساشا، أين أنتِ؟”
بحثت كيرين في مختبر الأبحاث، على أمل أن يخيب إحساسها. ولكن بغض النظر عن المكان الذي نظرت إليه، لم يكن هناك أيّ أثرٍ للطفلة. فقط نافذة مختبر الأبحاث كانت مفتوحةً على مصراعيها.
“هذا سيء …”
***
“هل لدى القائد ابنة؟”
“هذا ما سمعتُه. يقولون إنها لطيفةٌ بشكلٍ لا يُصدَّق.”
“أريد رؤيتها أيضًا.”
كان ذلك قبل بدء التدريب. تجمّع الفرسان الإمبراطوريون، وهمسوا فيما بينهم.
“سمعتُ أنها تشبه كثيرًا رئيسة قسم السحر.”
“لا، لابد أنها تبدو أكثر شبهاً بالقائد.”
“هل هذا مهمٌّ حقًا؟ طالما أنها لطيفة فهذا كلّ ما يهمّ.”
“بالطبع. مع كون كِلا الوالدين وسيمان جدًا، فمن الطبيعي أن يكون الأمر كذلك.”
لكن المحادثة لم تدم طويلًا.
“إلى متى تخطّطون للثرثرة؟”
عندما اقترب آريس، الذي انتهى من الاستعداد للتدريب، شكّل الفرسان على الفور صفوفًا كما لو أنهم لم يتحدّثوا أبدًا.
“حسنًا إذن …”
“أيّها القائد.”
وبينما كان على وشك بدء التدريب، اقترب شخصٌ ما. متسائلاً عمّا كان الأمر هذا المرّة، استدار آريس واتّسعت عيناه. لم يكن الزائر سوى مساعد الإمبراطور.
“جلالته يدعوك.”
“الآن؟”
“نعم، قال أن تأتي على الفور.”
أشار المساعد إلى آريس للإسراع، مشيرًا إلى أن الأمر عاجلُ للغاية. أخيرًا، لم يكن أمام آريس خيارٌ سوى أن يأمر الفرسان بالانتظار وتَبِع المساعد. لكن بعد فترةٍ وجيزة، التقى كيرين بالصدفة في الطريق.
كان آريس أوّل مَن رآها، فسألها.
“إلى أين أنتِ ذاهبة؟”
“لقد استدعاني جلالته.”
“وأنتِ أيضًا؟”
لقد كان من المحيّر لماذا تم استدعاؤهما. لكن الأكثر غرابةً كان لون بشرة كيرين. بدت قلقةً بشكلٍ واضح، وعندما كان آريس على وشك أن يسأل عمّا حدث…
“ماذا يجب أن نفعل؟”
“بماذا؟”
“ساشا مفقودة.”
“….!”
⋄────∘ ° ❃ ° ∘────⋄
ترجمة: مها
انستا: le.yona.1